محتويات المقال
تؤثر تجربة الإجهاض على الأم بعد فقد جنينها تأثيرا نفسيا كبيرا؛ وقد يتحول هذا التأثير نفسه إلى سبب من أسباب تكرار التجربة مرة أخرى إن لم تُحسن التعامل معه وتجاوزه والتفكير بشكل إيجابي في حملها التالي والسعي لمعرفة الأسباب المحتملة لحدوثه وتجنب ما يمكن تجنبه منها.
تُقدر نسبة الإجهاض بحوالي 15% من النساء الحوامل أما الإجهاض المتكرر فيُقدر من 1% إلى 2%، وأُحصيت هذه النسبة من خلال حالات الحمل التي تم تشخيصها بالفعل مع الأخذ في الاعتبار تلك الحالات التي تتعرض لفقد الجنين قبل معرفة الحمل أو تشخيصه.
في هذا المقال نفرد مساحة للاطلاع على الأسباب والأسباب المحتملة للإجهاض المتكرر وكيفية تشخيص كل سبب وعلاجه.
ما هو الاجهاض المتكرر؟
يُعرف الإجهاض المتكرر بحدوث ثلاث إجهاضات متتالية أو أكثر.
اعراض الاجهاض
- العرض الشائع هو النزيف المهبلي ويختلف النزيف من حالة لأخرى بدءًا من خروج بقع حمراء بنية صغيرة وصولا إلى النزيف الشديد وخروج أجزاء من النسيج الجنيني مرورا بالنزف المتوسط وظهوره وانقطاعه لعدة أيام.
ونشير إلى أن ليس كل نزيف في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل يصنف إجهاضا؛ فنسبة كبيرة من الحوامل تتعرض لنزف الشهور الأولى ويستمر الحمل ويكتمل صحيحا.
- تقلصات رحمية وآلام حادة أسفل البطن.
- توقف الشعور بأعراض الحمل كالغثيان والإعياء.
- خروج سائل مهبلي شفاف.
الاجهاض الصامت
في هذا النوع من الإجهاض لا تشعر الحامل بأية أعراض تنذر بالإجهاض وربما استمرت المشيمة في التطور إلى أن يتم اكتشاف الأمر من خلال الفحص الروتيني؛ فينبغي على الحامل الاهتمام بزيارة الطبيب بصفة دورية للاطمئنان أن حملها يتطور بشكل سليم.
اسباب الاجهاض المتكرر وكيفية تشخيصها
اسباب الاجهاض المتكرر منها ما هو سبب معروف أو سبب محتمل أو سبب غير معروف حتى الآن ونجملها في التالي:
الأسباب الجينية (الوراثية) وتشوه النطف
وتتعلق بكروموسومات الأبوين والخلل الذي يصاحبها خلال عمليتي التلقيح والإخصاب فتنتج عنها أنسجة جنينية مشوهة غير قادرة على التطور والنمو.
التشخيص والعلاج
عن طريق الفحص المخبري وإجراء عمليات الحقن المجهري لاختيار أفضل النطف وتلقيحها وزرعها في رحم الأم.
الأسباب التشريحية
وتتعلق بوجود عيوب رحمية لدى الحامل تحول بين الرحم وبين قدرته على الاحتفاظ بالجنين لفترة أطول وتتمثل في:
- التشوهات الخِلقية الرحمية.
- الالتصاقات الرحمية.
- الأورام الليفية.
- الحاجز الرحمي.
- الرحم المتقرن.
التشخيص والعلاج
يُكتشف وجود المشكلات الرحمية من خلال الفحص السريري والأشعة التليفزيونية والمنظار.
وتعالج باستئصال الأورام، وإزالة الالتصاقات، واستئصال الحاجز الرحمي في حالة وجوده وهو إجراء يتميز بنسبة نجاح عالية.
أسباب مرتبطة بجهاز الغدد الصماء في جسم الحامل
وتمثل حوالي %17:20 من حالات الإجهاض المتكرر
مثل:
- تكيس المبايض.
- مرض السكري.
- اختلال وظائف الغدة الدرقية.
- فرط إفراز هورمون البرولاكتين.
التشخيص والعلاج
تشخص عن طريق فحص نسب هرمونات الغدة الدرقية بالدم (هورمون TSH) واختبار مقاومة الإنسولين وقياس مخزون البويضات.
وعند وجود قصور بوظائف الغدة يصف الطبيب جرعات هورمونية تعويضية مناسبة لكل حالة.
اقرأ أيضا قصور الغدة الدرقية
أسباب العدوى الميكروبيولوجية
تصاب الحامل بعدوى بكتيرية أو فيروسية قد تصل إلى الرحم وتتسبب في ضرر مباشر بالرحم أو المشيمة أو الجنين أو حتى السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
التشخيص والعلاج
تشخص العدوى عن طريق فحص عينة من بول الحامل أو أخذ مسحة مهبلية للكشف عن وجود العدوى ومن ثم زرع العينة وتحديد المضادات الحيوية المعالجة لها بشكل دقيق.
أسباب مرتبطة بالأمراض المناعية لدى الحامل
يوفر الجسم أكثر من عشر آليات لحماية الجنين من مهاجمة الجهاز المناعي له وطرده خارج الجسم؛ ولكن في بعض الحالات يحدث خلل مناعي يُفشل تلك الآليات ويؤدي إلى الإجهاض والتخلص من الجنين.
ومن أشكال الخلل المناعي متلازمة مضادات الشحوم الفسفورية (Antiphospholipid syndrome) والمتسببة في مشكلة التخثر المفرط للدم وتكوين الجلطات التي تمنع وصول التروية المناسبة للجنين عبر المشيمة.
التشخيص والعلاج
يتم عن طريق اختبار مضادات الفوسفوليبيد بالدم ومضادات التخثر.
وتوصف في تلك الحالة من الإجهاض المتكرر جرعات منخفضة من الأسبرين تبدأ قبل أو بمجرد معرفة حدوث الحمل.
وتوصف أيضا جرعات من الهيبارين (مضادات التجلط) مثل كليكسان تبدأ مباشرة بعد تشخيص الحمل.
الأسباب والعوامل البيئية والتغذوية
لا توجد دلائل مؤكدة حتى الآن على تسبب بعض المواد العضوية والسموم والأشعة في حدوث الإجهاض المتكرر وتظل ضمن قائمة الأسباب المحتملة.
أما عن الكحول والنيكوتين والكافيين فقد ثبت تورطهم بشكل مباشر في حالات الإجهاض المتكرر وتشوهات الأجنة.
العلاج
التوقف التام عن تناول الكحول والنيكوتين واستشارة الطبيب في الحد المسموح به من الكافيين خلال فترة الحمل.
أسباب غير معروفة
بعد استنفاد الأسباب السابقة المعروفة والمحتملة تمثل حالات الإجهاض المتكرر غير معروفة السبب 50% من الحالات وهي نسبة كبيرة لا يمكن تجاهلها ولكن لوحظ فعالية إعطاء جرعات من البروجسترون والأسبرين في تلك الحالات ونجاح استمرار الحمل واكتماله.
الاجهاض المتكرر والدعم النفسي
تساهم استشارات ما قبل الحمل والدعم النفسي بشكل كبير في تجاوز تجربة الإجهاض السابقة والاستعداد الإيجابي المطلوب لخوض تجربة حمل جديدة ناجحة؛ فينبغي على كل من الحامل والطبيب بذل السبل اللازمة لذلك وعدم التقليل من دوره في تحقيق حمل هاديء، وسليم، ومكتمل.
اقرأ أيضا متى يحدث الحمل
الحمل خارج الرحم
يعد الحمل خارج الرحم من أخطر أنواع مشكلات الحمل بسبب صعوبة تشخيصه قبل بلوغ الحمل ما يقارب سبعة أسابيع وتشابه أعراضه مع أعراض الحمل الطبيعي؛ فربما اعتقدت الحامل بوجود حمل رحمي طبيعي وتأخرت عن موعدها مع الطبيب فتسبب الحمل في انفجار الأنبوب الرحمي والنزيف الداخلي أو مضاعفات أخرى.
لذا كان من الضروري الانتباه لأعراض الحمل والتوجه للطبيب على الفور عند الشعور بآلام حادة في الرحم أو أحد الجانبين أو ألم بالكتف أو حدوث إعياء ونزف مهبلي أو إغماء، فكلها علامات جادة تنذر بخلل ما.
الحجامة وعلاج الاجهاض المتكرر
أثبتت الحجامة كفاءة عالية في علاج أغلب الأسباب المؤدية للإجهاض كمشكلات الغدد الصماء والمناعة الذاتية حيث تحفز الحجامة الجهاز المناعي لتعديله من عمله والتحكم أكثر في نسبة الهورمونات المفرزة وضبط معاملات السيولة والتخثر بالدم.
عشبة المريمية والاجهاض المتكرر
إذا ذُكر الحمل والإجهاض وكل ما يخص الأمور الطبية النسائية كانت المريمية حاضرة بقوة، فكانت ولازالت حجر زاوية في علوم الطب التكاملي والطب البديل يستند إليها عند علاج الكثير من المشكلات النسائية لغناها بالعديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، واحتوائها على مضاد حيوي طبيعي يفيد في صحة الفم والأسنان، واستعمالها كبديل الإستروجين، ومساهمتها في ضبط مستويات السكر والكوليسترول في الدم، ويُعتقد أيضا في دورها للحماية من سرطان الرحم والثدي.
وتُعد عشبة المريمية بمثابة سلاح ذي حدين فينبغي استخدامها بحذر حيث أن تناولها باعتدال بشكل منتظم يزيد من خصوبة المرأة ويرفع من كفاءة التبويض لديها فيزيد من فرص الحمل؛ ونرى ذلك جليا عند نساء بعض البلاد اللاتي يتناولن العشبة كجزء من ثقافة الشعب ويتميزن بارتفاع الخصوبة وإنجاب التوائم ويُرجعن ذلك إلى تأثير المريمية.
أما الحد الآخر لها فهو خطورتها المحتملة عند تناولها خلال الحمل؛ فلم يثبت بعد أمان استخدامها للحامل نظرا لارتباطها بحدوث انقباضات رحمية ربما أدت إلى الإجهاض.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2709325/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28779915/
https://www.healthline.com/nutrition/sage#TOC_TITLE_HDR_9
