in

 داء السكري

داء السكري هو مرض ناتج عن زيادة نسبة السكر في الدم، قد يكون سببه نقصاً في إنتاج هرمون الإنسولين أو عدم قدرة الجسم على استعمال الإنسولين المنتج بطريقة فعالة.

بعد تناول الطعام يعمل الجسم على تحويل جزء من الكربوهيدرات إلى صورة بسيطة وهي سكر الجلوكوز اللازم للحصول على الطاقة، ويخزن الباقي في صورة جليكوجين في الكبد والعضلات.

كيف يتم الحفاظ على نسبة السكر في الدم؟

يعمل هرموني الإنسولين والجلوكاجون على الحفاظ على نسبة السكر في الدم:

ُيفرز هرمون الإنسولين بواسطة خلايا بيتا الموجودة ضمن خلايا جزر لانجرهانز في البنكرياس ويعمل على نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لتحصل منه على الطاقة اللازمة لها مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، وفي المقابل يفرز هرمون الجلوكاجون بواسطة خلايا ألفا الموجودة أيضا ضمن خلايا جزر لانجرهانز ويعمل على تحويل الجليكوجين الموجود بالكبد إلى جلوكوز مما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم عند الحاجة لذلك.

التوازن بين إفراز الإنسولين والجلوكاجون من شأنه الحفاظ على نسبة السكر في الدم.

مقدمات داء السكري

تحدث مقدمات داء السكري عندما ترتفع نسبة السكر في الدم عن معدلها الطبيعي ولكن لا تصل لمستوى داء السكري، وإذا لم يتم الانتباه لها والسيطرة عليها عن طريق تغيير أسلوب الحياة، والاهتمام بالغذاء الصحي، والوصول إلى الوزن المناسب قد تؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب ولذلك يُنصح الشخص المصاب بمقدمات السكري بقياس مستوى السكر في الدم مرة في العام على الأقل.

أنواع داء السكري

تختلف أنواع  داء السكري تبعاً لاختلاف الأسباب والأعراض:

   1.داء السكري من النوع الأول:

أكثر حدوثاً في الأطفال وهو مرض مناعي يحدث فيه تدمير لخلايا بيتا المسئولة عن إفراز هرمون الإنسولين في البنكرياس وتتراوح نسبة الإصابة به بين 5% إلى 10% من المصابين بداء السكري.

   2.داء السكري من النوع الثاني:

الأكثر شيوعاً يحدث بنسبة 90% من حالات داء السكري وفيه تقل استجابة الخلايا للإنسولين وهو ما يعرف بمقاومة الإنسولين وغالباً ما يصيب المرضى فوق الخمسة والأربعين عاماً، ولكن بسبب انتشار السمنة وقلة ممارسة الرياضة والأكل غير الصحي قد نراه في الأطفال والشباب.

  3.السكر الحملي: 

يحدث السكر الحملي بنسبة 2% إلى 10% بين الحوامل ويختفي عادةً بعد الولادة،  وسبب حدوثه في بعض الحوامل دون الأخريات غير معروف، ولكن قد يكون التغير في مستوى الهرمونات أثناء الحمل هو السبب في ذلك، فضلاً عن وجود بعض عوامل الخطورة مثل زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والإصابة بالسكر الحملي في حمل سابق.

متابعة نسبة السكر للمرأة الحامل من الأمور الهامة لحماية الطفل من الوزن الزائد قبل الولادة ومشاكل التنفس أثناء الولادة، بل قد يؤدي السكر الحملي لإصابة الطفل نفسه بداء السكري في مرحلة متقدمة من العمر وكذلك الأم.

قد يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية بسبب زيادة وزن الجنين وحتى يتجنب حدوث مشاكل التنفس أثناء الولادة.

اقرأ أيضاً: وسائل منع الحمل… أنواعها واستخداماتها وآثارها الجانبية

4.أنواع أخرى من داء السكري

هناك أنواع غير شائعة من داء السكري مثل:

سكري الشبان الناضجين: يحدث بنسبة قليلة بسبب طفرة جينية، وسُمي بذلك في الماضي لحدوثه في البالغين مثل داء السكري من النوع الثاني، ولكن اكتُشف حدوثه مؤخراً في الأطفال.

السكري الكامن ذاتي المناعة: مرض مناعي يصيب البالغين يتشابه مع داء السكري من النوع الأول في عدم إفراز البنكرياس للإنسولين بسبب تدمير الخلايا المسئولة عن ذلك بواسطة الأجسام المضادة ويختلف معه في أن المريض لا يحتاج إلى العلاج بالإنسولين على الفور حيث أن المرض يتطور ببطء. 

ماذا تعرف عن مقاومة الإنسولين؟

تحدث مقاومة الإنسولين عندما لا تستجيب الخلايا جيدا لعمل الإنسولين فلا تستطيع استقبال سكر الجلوكوز الموجود بالدم في الحصول على الطاقة مما يؤدي لزيادة نسبة السكر في الدم وتواجه خلايا البنكرياس ذلك بإنتاج المزيد من الإنسولين دون جدوى مما يؤدي إلى تلف البنكرياس في النهاية مع استمرار زيادة نسبة السكر في الدم وحدوث مقدمات السكري ثم داء السكري.

السبب الأكبر في مقاومة الإنسولين هو السمنة وقلة النشاط البدني.

مضاعفات داء السكري

يؤثر داء السكري على معظم أجهزة الجسم لأن زيادة نسبة السكر تضر بالأوعية الدموية والشعيرات الدموية المغذية لأجهزة الجسم المختلفة، وتحدث مضاعفات داء السكري بالتدريج، ولكن عدم الاهتمام بمتابعة المرض وعلاجه واتباع تعليمات الطبيب تزيد من فرصة حدوثها:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية: 

قد يؤدي داء السكري لزيادة فرصة حدوث تصلب الشرايين وأمراض الشرايين التاجية والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية.

  • الأعصاب: يؤثر داء السكري على الأعصاب فيؤدي إلى الشعور بالألم الشديد والتنميل في أصابع اليدين والقدمين، كما يؤثر على وظائف أعصاب الجهاز الهضمي فيؤدي إلى الشعور بالغثيان، والقيء، وحدوث اضطرابات في القولون. 
  • الكلى: قد يؤدي إلى تلف في وظائف الكلى تصل إلى الفشل الكلوي.
  • العين: اعتلال في شبكية العين قد يصل إلى العمى.
  • الجلد: يزيد داء السكري من فرصة حدوث العدوى البكتيرية والفطرية للجلد والفم. 
  • يسبب داء السكري مشاكل في السمع.
  • قد تؤدي الإصابة بداء السكري من النوع الأول والثاني إلى الشعور بالاكتئاب.

الوقاية من داء السكري

تَصعُب الوقاية من داء السكري من النوع الأول،  لكن يمكن التحكم في منع  حدوث مقدمات السكري وداء السكري من النوع الثاني أو على الأقل منع حدوث المضاعفات وذلك عن طريق:

  • تناول الغذاء الصحي قليل الدهون والسعرات الحرارية والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة مع التنوع فيها حتى لا يصاب المريض بالملل.
  • ممارسة التمارين الهوائية مثل المشي السريع بانتظام بمعدل 150 دقيقة أسبوعيا على الأقل.
  • التخلص من الوزن الزائد.

اقرأ أيضاً: الدهون الثلاثية تعريفها وأهميتها وأسباب ارتفاعها و5 طرق لتشخيصها

علاج داء السكري

يختلف علاج داء السكري باختلاف النوع:

علاج السكري من النوع الأول:

يعتمد على الإنسولين في صورة حقن أو باستعمال مضخة الإنسولين وزراعة البنكرياس قد تكون خيارا. 

علاج السكري من النوع الثاني:

يعتمد العلاج على تغيير نمط الحياة مع العلاج الدوائي فى صورة أقراص أو استخدام حقن الإنسولين.

من أمثلة العلاج الدوائي:

  • الميتفورمين هيدروكلوريد: من أفضل أدوية السكري من النوع الثاني يعمل على خفض نسبة السكر في الدم عن طريق تقليل إفراز/ه من الكبد وزيادة استجابة خلايا العضلات للإنسولين لتمتص السكر الموجود بالدم وتستعمله في الحصول على الطاقة.
  • ثيازوليديندايونس: يعمل على زيادة استجابة العضلات للإنسولين.
  • أدوية تحفز البنكرياس على إفراز الإنسولين:

       ميجليتينيد.

      سلفونيل يوريا. 

https://www.healthline.com/health/diabetes

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK551501/

https://www.webmd.com/diabetes/types-of-diabetes-mellitus

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/type-1-diabetes/expert-answers/lada-diabetes/faq-20057880

What do you think?

الحزام الناري

تصلب الشرايين … أسبابه وأنواعه