محتويات المقال
الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول للجسم ضد الأمراض وأي عدوى تصيب الجسم مثل البكتيريا والفيروسات وغيرهما، فهو عبارة عن شبكة متكاملة داخل الأنسجة والأعضاء والخلايا ويؤثر على كل جزء من أجزاء الجسم.
فإذا كان الجهاز المناعي هو الحماية الأولية للجسم، فكيف إذاً يصيبه؟ وكيف تحدث أمراض المناعة الذاتية؟
ما هي أمراض المناعة الذاتية؟
أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة الأمراض التي تحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي حيث يهاجم الجهاز المناعي الجسم والأنسجة السليمة دون وجود أي تهديد خارجي، ويصاحب هذا الخلل نقص غير طبيعي في نشاط الجهاز المناعي ضد أي مرض وعدوان خارجي، أو فرط غير طبيعي في النشاط فينتج الجسم كميات كبيرة من الأجسام المضادة تهاجم الأنسجة السليمة وتدمرها بدلاً من محاربة العدوى.
- تنتشر أمراض المناعة الذاتية بين النساء أكثر من الرجال. والسبب في انتشارها بين النساء أكثر غير معروف، ولكن يُعتقد أن التغيرات الهرمونية والجينية لها دور في ذلك كالتغيرات التي تحدث مع الحمل، أو الولادة، أو انقطاع الحيض الطبيعي.
- يوجد أكثر من 80 مرض من أمراض المناعة الذاتية معروف ولكن هناك أعداد أخرى من الأمراض غير معروفة والتي يُشتبه أن لها خلفية مناعية ذاتية مثل: مرض التصلب المتعدد، وداء السكري لدى الأطفال.
أنواع أمراض المناعة الذاتية
تشمل أبرز أنواع أمراض المناعة الذاتية ما يلي:
- الصدفية: هو مرض جلدي يحدث عندما يعيق الجهاز المناعي تكوين خلايا الجلد بشكل سليم، مما يؤدي إلى تراكم الجلد وتكوين قشور سميكة وبقع جافة، وقد يصاحب ذلك تورم وألم في المفاصل وهو ما يُسمى بالالتهاب المفصلي الصدفي.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: يصيب الجهاز المناعي المفاصل السليمة ويُحدث آلام وتورم في المفاصل وقد تمتد وتشمل العينين، والرئتين، والقلب، وهو شائع في النساء أكثر من الرجال.
- التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو(Hashimoto’s thyroiditis): هو التهاب يحدث في الغدة الدرقية خاصةً في الخلايا المسئولة عن إفراز الهرمونات نتيجةً لهجوم الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى نقص نشاط الغدة الدرقية وأعراضها كالتالي:
- متلازمة جويتر(Goiter) وهو التورم في الجزء الأمامي من الرقبة.
- زيادة الوزن.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- إرهاق.
- اكتئاب.
- الحيض الغزير أو غير المنتظم.
- زيادة الحساسية للبرد.
- بطء معدل نبضات القلب.
تحدث هذه المتلازمة في النساء بمعدل 10 مرات أكثر من الرجال.
- مرض التصلب المتعدد: ينتج عن إصابة الجهاز المناعي للجهاز العصبي المركزي خاصةً في الأشخاص المصابين باضطرابات في الجهاز العصبي وهو ما يؤدي إلى أعراض مختلفة مثل: الخدر، والعمى، وصعوبة المشي، والضعف العام، واختلال التوازن.
- داء غريفز(Graves’ Disease): هو التهاب مناعي ذاتي يحدث في الغدة الدرقية ينتج عنه إنتاج كميات كبيرة من الهرمون المحفز للغدة الدرقية، مما يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية وما يصاحبها من أعراض.
- داء التهاب الأمعاء IBD: هو اضطراب طويل المدى نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للأمعاء الغليظة والمستقيم وينتج عنه التهاب في المعدة والأمعاء، والإسهال، وفقدان الوزن، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- يوجد نوعان مختلفان من داء التهاب الأمعاء وهما:
١- التهاب القولون التقرحي(Ulcerative Colitis).
٢- داء كرون(Crohn’s disease): وهو التهابات مزمنة تحدث في أي مكان من الفم إلى نهاية الأمعاء الغليظة.
- داء الذئبة الحمامية الشاملة ( Systemic Lupus Erythematosus): هو مرض يصيب أكثر من ٣ مليون شخص حول العالم، ويصيب النساء أكثر من الرجال. ويعد داء الذئبة أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تؤثر على مختلف أجزاء الجسم، حيث ينتج الجهاز المناعي كميات كبيرة من الأجسام المضادة التي تؤثر على الأعضاء مثل: الرئتين، والكلى، والمفاصل، والأعصاب.
- مرض السكري النوع الأول: يصيب الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسئولة عن تخليق الإنسولين، مما يؤدي إلى زيادة السكر في الدم لعدم قدرته على دخول الخلايا بسبب نقص الإنسولين.
ينتشر مرض السكري النوع الأول في الأعمار الصغيرة من سن ١٨عام.
- مرض الاضطرابات الهضمية( celiac disease): هو مرض يحدث في الجدار المبطن للأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين ويؤدي إلى التهابها، وتشمل أعراضه:
- ألم في المعدة.
- عدم قدرة الجسم على امتصاص المعادن الرئيسية من الطعام.
- أعراض أخرى تشمل آلام في المفاصل وحكة.
- مرض أديسون( Addison’s Syndrome): هو مرض أعراضه العامة الضعف، وفقدان الوزن، وهبوط سكر الدم وهو ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الكظرية.
اقرأ أيضاً: الشلل الدماغي للأطفال وأعراضه
ما هي أسباب أمراض المناعة الذاتية وعوامل الخطر؟
السبب الرئيسي في حدوث أمراض الجهاز المناعي غير معروف حتى الآن. ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي تُزيد من فرص الإصابة، ومن هذه العوامل:
- عوامل وراثية: أمراض المناعة الذاتية يمكن أن تكون وراثية. حيث تنتقل الجينات الحاملة للمرض بين الأجيال ولكن لا يتطور المرض بدون ظهور العوامل المحفزة له.
- عوامل بيئية: تطور أمراض المناعة الذاتية يمكن أن يتأثر ببعض العوامل البيئية مثل:
- ضوء الشمس.
- بعض المواد الكيميائية.
- العدوى بالفيروس أو البكتيريا.
- العرق: يلعب العرق دوراً رئيسياً في حدوث بعض الأمراض المناعية الذاتية، فقد أثبتت بعض الدراسات ظهور مرض الذئبة بكثرة في الأمريكيين من أصل أفريقي، في حين أن مرض السكري من النوع الأول يكون أكثر حدةً في الأشخاص البيض.
- عوامل نفسية: مثل القلق والتوتر، فهناك علاقة وطيدة بين العوامل النفسية واضطراب الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تطور تلك الأمراض بشكل سريع.
- الجنس: النساء أكثر عرضةً للإصابة من الرجال بسبب التغيرات الهرمونية.
- حالات مناعية أخرى: الأشخاص المصابون بمرض من أمراض المناعة الذاتية يكونون أكثر عرضة لتطور أمراض مناعية أخرى.
هل أمراض المناعة الذاتية مُعدية؟
أمراض المناعة الذاتية وراثية ويمكن أن تحدث لأي شخص ولكنها ليست مُعدية. لا تنتقل من شخص لآخر بذاتها، إلا إذا كان المسبب لها عدوى فيروسية أو بكتيرية وانتقلت من شخص مصاب لآخر عن طريق التنفس، أو الأطعمة الملوثة والشراب، فهي تؤدي إلى حدوث المرض بسبب تلك التهديدات الخارجية.
تشخيص أمراض المناعة الذاتية
من الصعب تشخيص أمراض المناعة الذاتية خاصةً في المراحل المبكرة منه، بسبب تنوع الأسباب، وتشابه الأعراض وقد يستغرق الأمر سنوات للوصول للتشخيص الصحيح.
- تُعد تحاليل الدم أدق طرق التشخيص للأمراض المناعية، وإلى جانب ذلك الفحص البدني وأخذ التاريخ المرضي للمصاب.
اقرأ أيضاً: الكلية وأهم وظائف الكلية، وأهم 9 تحاليل وفحوصات خاصة بالكلية
علاج أمراض المناعة الذاتية
لا يوجد علاج محدد لتلك الأمراض ولكن العلاج المتاح يساعد فقط على تخفيف حدة الأعراض والالتهابات وبالتالي يمكن السيطرة على الحالة. يجب اختيار العلاج الملائم لكل حالة على حدة.
ومن أبرز طرق العلاج التي يفضلها الأطباء:
- الأدوية المثبطة للمناعة.
- بعض المسكنات.
- الجراحة في بعض الحالات.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل: الأسبرين والإيبوبروفين.
- أدوية متخصصة لبعض الحالات مثل حقن الأنسولين لعلاج مرض السكري.
- إتباع نظام غذاء صحي، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين.
- العلاج الطبيعي.
أمراض المناعة الذاتية والحمل
- تُعد أمراض المناعة الذاتية من أكثر عوامل الخطر التي تؤدي إلى مشاكل بالخصوبة، قد يهاجم الجهاز المناعي المبايض مما يؤثر على كفائتها وحدوث انقطاع الطمث بشكل مفاجئ والعقم المبكر.
- عند حدوث الحمل فإن الجهاز المناعي يتفاعل مع وجود الجنين كجزء طبيعي من الجسم ولكن قد يشكل الجهاز المناعي خطراً كبيراُ على الحمل ويؤدي لحدوث الإجهاض وذلك عند حدوث اضطرابات بالجهاز المناعي ومهاجمة الجنين، وعلى النقيض، فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن أمراض المناعة قد لا تشكل خطراُ على الحمل بل العكس، حيث تقل حدة الأمراض المناعية خلال الحمل بسبب تراجع نشاط الجهاز المناعي خلال فترة الحمل حتى لا يهاجم الجنين باعتباره جسم غريب، مع توقع زيادة حدة الأعراض للمرض بصورة كبيرة بعد الولادة.
References
https://www.webmd.com/a-to-z-guides/autoimmune-diseases
https://www.medicalnewstoday.com/articles/311852#treatment
https://www.webmd.com/sex/birth-control/autoimmune-illness-birth-control
