التسمم بالمعادن الثقيلة

محتويات المقال

المعادن الثقيلة: هي عناصر كيميائية ذات كتلة ذرية عالية وكثافة عالية. تتواجد المعادن الثقيلة في البيئة بشكل طبيعي ولكنها أيضًا تنتج عن النشاط الصناعي مثل التعدين، والصناعات الكيميائية، والمعالجة الحرارية، والمنتجات الكهربائية والإلكترونية. تتراكم المعادن الثقيلة في البيئة وتنتقل في السلاسل الغذائية. وبالتالي يمكن أن تتسبب في تلوث الهواء والماء والتربة والغذاء.

ما هو التسمم بالمعادن الثقيلة؟

يحدث التسمم بالمعادن الثقيلة عندما يكون هناك تراكم مُفرط لهذه المعادن في الجسم. وتلتصق هذه المعادن بخلايا الجسم وتمنعه من أداء وظائفه.

ليس كل المعادن الثقيلة تسبب التسمم هناك بعض المعادن الثقيلة التي يحتاجها الجسم بكميات صغيرة حتى يمكنه الاستفادة منها مثل:

الزنك له دور هام في دعم جهاز المناعة.

الحديد يعمل على نقل الاكسجين إلى الأنسجة وإنتاج الهيموجلوبين.

الماغنيسيوم له دور مهم في الحفاظ على ضغط الدم، والأعصاب، والعظام، والعضلات.

النحاس له دور مهم في إنتاج الطاقة وتشكيل الهيموجلوبين.

لكن عندما يتعرض الجسم لكميات زائدة من هذه المعادن أو أي معدن ثقيل آخر يمكن أن يحدث التسمم بالمعادن الثقيلة.

ما هي المعادن التي تسبب التسمم وأين يمكن العثور عليها؟

كادميوم. يوجد في دخان السجائر، والطلاء المعدني، والبطاريات.
الزرنيخ. يوجد في الأعشاب، والمبيدات الحشرية، والدهانات، والمياه الملوثة، والمأكولات البحرية والطحالب.
الرصاص. يوجد في الطلاء، والبنزين، ومواد البناء، والمياه الملوثة من أنابيب الرصاص، والبطاريات.
زئبق. يوجد في المأكولات البحرية، وحشوات الأسنان، والمصابيح الكهربائية، والمطهرات الموضعية.

أعراض التسمم بالمعادن الثقيلة

تختلف أعراض التسمم بالمعادن الثقيلة ومدة الأعراض الناتجة عن التسمم بالمعادن الثقيلة اعتمادا على نوع المعدن الذي تعرضت له.

في حالة التسمم الحاد: بمعنى أن الشخص تعرض لكمية كبيرة من المعدن دفعة واحدة. تكون الأعراض كالآتي:

فقدان الوعي والصرع.
القيء والإسهال.
ألم حاد في البطن.
ارتفاع ضغط الدم وتغير في ضربات القلب.
تغير في الوعي والارتباك.

في حالة التسمم المزمن: يحدث نتيجة للتلوث البيئي أو التعرض المهني للمعادن الثقيلة بكميات صغيرة على مدار فترات طويلة ومن أهم الأعراض التي تظهر على الشخص ما يلي:

تغير في السلوك مثل الاكتئاب والقلق.
الطفح الجلدي أو التهيج.
آلام في العضلات والمفاصل.
التعب والإرهاق المستمر.
الصداع المستمر.
صعوبة في التركيز والذاكرة.

أسباب التسمم بالمعادن الثقيلة

التعرض المهني: يتعرض بعض العمال في المجالات المهنية مثل التعدين، والصناعات الكيميائية، والبطاريات، والطلاء لمستويات عالية من المعادن الثقيلة. يتم دخولها عن طريق الجلد، أو الاستنشاق، أو الابتلاع، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم وحدوث التسمم.
الأغذية الملوثة: قد تحتوي بعض الأطعمة على مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة. نتيجة للتلوث البيئي، أو استخدام الأسمدة والمبيدات الزراعية الملوثة. تشمل الأمثلة على ذلك الأسماك الملوثة بالزئبق والخضروات الملوثة بالرصاص.
النشاط الصناعي والمنزلي: يمكن أن يحدث تلوث المياه، والتربة، والهواء بالمعادن الثقيلة نتيجة التعدين، والصناعات الكيميائية، والمصانع. يمكن أن تتراكم هذه المعادن في الغذاء وتسبب التسمم عند تناوله.
استخدام الأدوية العُشبية والمستحضرات الجلدية الملوثة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من المعادن الثقيلة.
استخدم أواني الطعام التي لم يتم تغطيتها جيدا بما يكفي لمنع المعادن الثقيلة من تلويث الطعام.

تشخيص التسمم بالمعادن الثقيلة

يتم إجراء مجموعة من الفحوصات منها:

الفحص البدني: لتحديد أي أعراض تدل على التسمم بالمعادن الثقيلة. مثل تغيرات في الجلد، أو الشعر، أو الاظافر، أو العضلات، أو الجهاز العصبي.

الفحوصات المخبرية: يمكن أن تشمل الفحوصات المخبرية تحليل عينات الدم CBC، وتحليل البول لتحديد مستويات المعادن، وتحليل وظائف الكلى، ووظائف الكبد.

الفحوصات التصويرية مثل: الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة تأثير المعادن الثقيلة على الأعضاء الداخلية.

تحليل الشعر وعلاقته في الكشف عن التسمم بالمعادن الثقيلة

هو اختبار يتم من خلاله الكشف عن المعادن السامة ونسب المعادن في عينة الشعر. وهو وسيلة جيدة لفحص الجسم ومستويات العناصر السامة.

وقد أثبتت التطورات في التكنولوجيا، والأجهزة، والبروتوكولات العلمية من أن تحليل عنصر الشعر أداة موثوقة لتوفير بيانات مفيدة للأطباء ومرضاهم. حيث يمكن أن يكشف الاختبار بدلا من اختبارات البول، أو البراز، أو الدم عن سميات المعادن الثقيلة. المخزنة في العظام، والدماغ، والأعضاء الداخلية والتعبير عنها في الشعر. لأن الجسم لا يُخزن العناصر السامة في الدم أو البول. في الواقع يمكن للشعر الاحتفاظ بتركيز أعلى بكثير من العناصر. لذلك يعتبر الشعر نسيجا مثاليا للكشف عن التسمم بالمعادن الثقيلة.

هل هناك ارتباط بين التسمم بالمعادن الثقيلة وزيادة خطر الاصابة بالتوحد؟

التوحد: هو اضطراب تنموي حاد ينطوي على الانسحاب الاجتماعي، وعجز التواصل، والسلوك النمطي المتكرر. وهناك دراسات تشير أنه يبدأ مبكراً جدا من رحم الأم. ولذلك فإن التعرض قبل الولادة للمعادن الثقيلة قد يؤثر على فرصة الإصابة بالتوحد.

نعم هناك ارتباط حيث أظهرت بعض الدراسات ما يلي:

وجود ارتباط إيجابي كبير بين شدة التوحد ونسبة المعادن الموجودة في الجسم.
وجد أيضا أوجه التشابه الكبيرة بين أعراض الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال الذين تسمموا بالزئبق.
مستويات الزئبق في الدم ترتبط ارتباطا كبيرا بتشخيص مرض التوحد.
أُثبت أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مستوى أعلى من الزئبق مرتين في أسنانهم اللبنية مقارنة بالأطفال العاديين.
الأطفال المصابين لديهم مستويات أعلى من الرصاص طول فترة نموهم.
كلما زاد تركيز الدم من الزرنيخ، أو الكادميوم، أو الرصاص، أو الزئبق زادت فرصتهم في تطوير شكل من أشكال التوحد.

ويمكن أن يسبب التسمم بالمعادن الثقيلة أيضا خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.

علاج التسمم بالمعادن الثقيلة

العلاج بالخلب: ربما يكون العلاج بالخلب أحد أكثر الطرق فعالية لتقليل التعرض الخطير للمعادن الثقيلة. وخاصة المعادن مثل الرصاص، والزئبق، والألمنيوم والزرنيخ. يتضمن العلاج بالخلب محلولا كيميائيا يسمى

EDTA (ثنائي أمين الإيثيلين رباعي حمض الأسيتيك) يرتبط بالمعادن الثقيلة في الجسم، ويشكل مركبا يمكن إفرازه عن طريق البول أو البراز.

الفحم المنشط: في حالات التسمم الحاد يمكن استخدام الفحم المنشط للمساعدة في ربط وامتصاص المعادن الثقيلة في الجهاز الهضمي ومنع امتصاصها في مجرى الدم.

غسيل الكلى: في الحالات الشديدة من التسمم يكون الغسيل ضروريا. يتضمن هذا الإجراء استخدام آلة لتصفية الدم وإزالة السموم بما في ذلك المعادن الثقيلة.

النظام الغذائي

يحمي النظام الغذائي الكامل والنباتي والمغذيات الدقيقة العالية من آثار المعادن الثقيلة. وسيكون بشكل عام قاعدة غذائية صلبة للشفاء من التعرض للمعادن السامة. يجب أن يكون غنيا بالخضروات الورقية (حمض الفوليك يساعد على استقلاب الزرنيخ)، والفواكه، والخضروات ذات الألوان الزاهية التي تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة مثل

( فيتامين C وفيتامين E) التي تحمي الأنسجة إلى حد ما من الآثار الضارة للمعادن السامة. وقد تساعد على تخليب أيونات المعادن. كما أن المياه الكافية والنظيفة مفيدة جدا كإجراء أساسي.

الجلد أيضا يمكن أن يكون طريقا للتخلص من المعادن السامة. فغالبا ما يكون من المنطقي دمج التمارين الرياضية والعلاج بالساونا من أجل التعرق أكثر من المعتاد.

الأطعمة التي يمكن أن تساعد في إزالة المعادن الثقيلة من الجسم يجب تناولها منها مثل:

الثوم.
الكاري.
الشاي الأخضر.
عصير عشب الشعير.
الكزبرة.
العنب البري.
الطماطم.
بذور الكتان والشيا.
مرق العظام.

مضاعفات التسمم بالمعادن الثقيلة

من مضاعفات التسمم بالمعادن الثقيلة:

خفض مستويات الطاقة.
إتلاف عمل الدماغ، والرئتين، والكلى، والكبد، وتكوين الدم، والأعضاء المهمة الأخرى.
يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد إلى أمراض مثل التصلب المتعدد، ومرض باركنسون، ومرض الزهايمر، وضمور العضلات.
التعرض المتكرر على المدى الطويل لبعض المعادن ومركباتها قد يسبب السرطان.