محتويات المقال
ما هو الشلل الدماغي (cerebral palsy) ؟
الشلل الدماغي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على حركة العضلات والتناسق فيما بينها، وأيضاَ في بعض الحالات تؤثر على السمع، والبصر، والإحساس، وتؤدي إلى تطور غير طبيعي للطفل.
يعد الشلل الدماغي أكثر أسباب الإعاقة الحركية شيوعاَ، حيث وُجد أنه يؤثر على 1:4 طفل كل 1000 طفل.
يعتقد الناس أن سبب حدوث الشلل الدماغي هو نقص الأكسجين الواصل للدماغ أثناء الولادة فقط لكن يمكن أن يحدث التطور غير الطبيعي للدماغ أو التلف الذي يؤدي إلى الإصابة بالشلل الدماغي قبل الولادة أو أثناء الولادة أو في غضون شهر بعد الولادة أو خلال أول ثلاث سنوات في حياة الطفل، بينما لا يزال الدماغ في طور النمو.
اقرأ أيضاَ: انفصال المشيمة المبكر واعراضه و6 طرق للوقاية منه
أعراض الشلل الدماغي
تختلف أعراض المرض من طفل إلى آخر، أثناء نمو الطفل وتطور مهاراته الحركية يمكن ملاحظة تأخر بعض المهارات مثل الصعوبة في الجلوس أو صعوبة الإمساك بالأشياء، هذا يتوقف على الجزء المصاب بالدماغ، تشمل الأعراض الشائعة للشلل الدماغي:
- تأخر الوصول للمهارات الحركية مثل: الزحف، والجلوس، والوقوف، والمشي.
- تشنج العضلات وردود الأفعال المبالغ فيها.
- زيادة أو قلة في التوتر العضلي للطفل.
- حركات لا إرادية.
- التأخر في الكلام أو صعوبة التكلم.
- صعوبة البلع.
- تفضيل جانب واحد من الجسم، ويمكن ملاحظة ذلك في التقاط الطفل للأشياء تجد أنه يميل لاستخدام اليد اليسرى فقط أو اليمنى فقط.
- نوبات عصبية، والعمى، والإعاقة الذهنية.
لا تظهر أعراضه عادةَ إلا بعد مرور عدة أشهر في حياة الطفل يمكن ملاحظة التأخر الحركي.
أسباب الإصابة بالشلل الدماغي
دائماَ ما يكون السبب الدقيق للمرض يصعب تحديده، إليك أشهر الأسباب:
- التهاب الأغشية السحائية.
- نزيف في المخ أو نزيف داخل الجمجمة.
- الطفرات الجينية.
- عوامل وراثية وصلة القرابة.
- التهابات مكتسبة في الرحم مثل الحصبة الألمانية والهربس.
- التعرض لنقص الأكسجين أثناء المخاض.
- التعرض لحادث مثل سقوط الطفل أو ارتطام دماغه(زيارة الطبيب فوراَ).
التشخيص المبكر لهذا المرض مهم جداَ في العلاج.
أنواع الشلل الدماغي
يتوقف نوع الشلل الدماغي حسب المنطقة المصابة في المخ، حيث يوجد أربعة أنواع من التأثيرات الحركية:
- التشنج.
هو أكثر الأنواع انتشاراَ، يمثل حوالي 80% من الشلل الدماغي، وهو عبارة عن تيبس العضلات وردود الفعل المبالغ فيها مما يجعل الحركة صعبة جداَ، وغالباَ ما تأخذ الرجلان وضع المقص.
- خلل الحركة.
وهي صعوبة في التحكم في حركة الجسم، تٌسبب حركات لاإرادية في الذراعين، والساقين، واليدين، في بعض الحالات، يؤثر الشلل الدماغي الحركي أيضًا على الوجه واللسان.
يمكن أن تكون الحركات بطيئة أو سريعة، يمكن أن تجعل الحركات من الصعب على الشخص المصاب الجلوس أو المشي أو البلع أو التحدث.
- اختلاج الحركة.
يعتبر هذا النوع الأقل شيوعاَ، ويتميز بصعوبة عمل الحركات الدقيقة مثل الكتابة أو الإمساك بالأشياء الدقيقة.
اقرأ أيضاَ: مرض باركنسون
- نقص التوتر.
عبارة عن استرخاء للعضلات بشكل مبالغ فيه، وهذا النوع يعاني فيه الأطفال من صعوبة التنفس، ورفع الرأس، ويكون التحدي معهم بالعلاج محاولة الجلوس.
كثير من الناس لديهم مزيج، يمكن أن تتغير التأثيرات الظاهرة على مدار حياة الشخص عندما يبدأ الطفل في النمو، مثل التوازن أثناء المشي.
كيف يتم تصنيف الشلل الدماغي
طور الباحثون في مركز CanChild لأبحاث إعاقة الطفولة GMFCS كمعيار عالمي لتحديد القدرة البدنية للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، وقسم مستويات القدرة على الحركة لخمس مستويات:
- المستوى الأول.
يتميز بالقدرة على المشي دون قيود.
- المستوى الثاني.
يحتاج إلى المساعدة أو استخدام مشاية أو عصا.
- المستوى الثالث.
يمكنه الجلوس ولكن بقليل من الدعم، وقد يحتاج إلى استخدام كرسي متحرك.
- المستوى الرابع.
يكون الطفل قادراَ على تحريك الكرسي المتحرك بمفرده دون مساعدة، ويمكنه الجلوس لكن يحتاج لدعم.
- المستوى الخامس.
قد لا يكون الطفل قادراَ على التحكم بمفرده في الكرسي المتحرك، ويحتاج لدعم لتثبيت رأسه ورقبته.
تشخيص الشلل الدماغي
أولاَ يتم أخذ التاريخ المرضي كاملاَ، وإجراء فحص كامل للجسم وأهم هذه الفحوصات هو الفحص العصبي، بالإضافة إلى بعض الاختبارات مثل الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، والموجات فوق الصوتية، وتحليل الدم وذلك لاستبعاد اضطرابات النزيف.
عند تشخيص الطفل بأنه مصاب بالشلل الدماغي عندها يتم تحويله لعدة تخصصات لفحص الطفل لمعرفة إذا كان هناك فقدان البصر، أو تأخر في الكلام، أو صمم.
علاج الشلل الدماغي
العلاج ما هو إلا تقليل المضاعفات، واستخدام وسائل المساعدة المناسبة لكل حالة، وذلك عن طريق:
- وسائل مساعدة مثل الكراسي الطبية، والسماعات الأذن، ونظارات، ودعامات للجسم.
- استخدام الأدوية المرخية للعضلات لتقليل الألم الناتج عن الشد العضلي
وهناك أيضاَ الحقن الموضعي لتوكسين البوتولينوم من النوع أ ( البوتوكس) أو علاج باكلوفين (جابلوفين) ، حيث يتم توصيل الدواء من خلال مضخة قابلة للزرع وبعدها يتم عمل علاج طبيعي حتى يتمكن الطفل من الحركة بشكل صحيح.
- الجراحة.
يوجد نوع من العمليات يسمى (SDR) يقوم الجراح بقطع بعض الأعصاب من قاعدة العمود الفقري، وذلك لتقليل الشد العضلي والتشنج.
- العلاج الطبيعى.
يساهم العلاج الطبيعي في تحسين الحركة للطفل، وتختلف طريقة العلاج حسب نوع الشلل الدماغي، حيث يتم تخصيص برنامج علاج طبيعي لكل طفل على حدة حسب قدراته الحركية.
- علاج المضاعفات الناتجة عن الشلل الدماغي.
مضاعفات الشلل الدماغي
قد يعاني الأشخاص المصابون بالشلل الدماغي من مضاعفات، بما في ذلك:
- مشاكل العمود الفقري مثل اعوجاج العمود الفقري.
- صعوبات التواصل، مثل اضطرابات الكلام واللغة.
- التقلصات تحدث عندما تنغلق العضلات في أوضاع مؤلمة.
- هشاشة العظام.
- مشاكل الأسنان.
- سلس البول.
الوقاية من الشلل الدماغي للأطفال
هناك عدة عوامل يجب الانتباه إليها للوقاية من الشلل الدماغي تتمثل في:
- إجراء فحوصات قبل الزواج خصوصاَ عند وجود صلة قرابة بين الزوجين.
- عدم أخذ أدوية أثناء الحمل إلا بعد استشارة الطبيب.
- الرعاية الصحية والتغذية السليمة للحامل.
- الولادة في مراكز مزودة بالحضانات.
- منع حدوث الولادة المبكرة.
- متابعة الصفراء في حديثي الولادة وإجراء تحاليل للدم عند اللزوم.
- ملاحظة درجة الحرارة عند حديثي الولادة.
- وأخيراَ عند ملاحظة تأخر الطفل في التطور الحركي يجب زيارة الطبيب، لأنه عندما يتم الكشف عنه مبكراَ يساعد ذلك في تقليل المضاعفات.
اقرأ أيضاَ: الولادة القيصرية لماذا تختارها الأم و ما هي أهم 6 مخاطر لها؟
References
https://www.nhs.uk/conditions/cerebral-palsy/
