in ,

قصور القلب

يحدث قصور القلب Heart Failure عندما يضعف القلب عن ضخ كمية الدم المطلوبة إلى أعضاء الجسم. ويُشاهد في مُختلف الفئات العمرية وعند الجنسين، وله أسباب متنوعة، وطيف واسع من الأعراض. ويسمى أحيانا قصور القلب الاحتقاني. 

يُشخص سنويا في أمريكا حوالي 870,000 حالة قصور قلب. قد يكون قصور القلب حاداً إذا حدثت الأعراض بشكل متسارع مُفاجىء أو يكون مزمناً يتطور تدريجياً. وقصور القلب هو أحد أشيع أسباب دخول المستشفى في الأعمار فوق 65 سنة. 

أسباب قصور القلب

نعلم بأن القلب هو عضلة الحياة. وعضلة القلب نوعها مميز عن باقي عضلات الجسم، فهي تتميز بوجود النظم الذاتي الذي يجعلها تعمل على ضخ الدم في الجسم بشكل مستمر ومنتظم.

يتكون القلب من أربعة أجواف هي الأذينين والبطينين اليسرى واليمنى، ويوجد فيه أربعة صمامات (دسامات). يتصل بالقلب الشريان الأبهر والشريان الرئوي، ويرد إليه الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي.

قصور القلب

هناك تقسيمات مختلفة تخصصية لقصور القلب حسب السبب والآلية، ولكنها تتشابه في الأعراض والتشخيص.

يوجد العديد من الآليات المرضية وعوامل الخطورة التي تُسبب قصور القلب. فمن هذه الأمراض ما يصيب تروية القلب (الشرايين الإكليلية)، ومنها ما يصيب عضلة القلب، ومنها ما يصيب الدسامات القلبية، وغيرها من المسببات. وسنذكر هنا بعض الأسباب الشائعة:

  • داء الشرايين الإكليلية Coronary Artery Disease أو تصلب الشرايين الإكليلية والذي تصاب فيه الشرايين المغذية للقلب بالتضيق (العصيدة) نتيجة ارتفاع الكولسترول وعوامل أخرى. وهو مرض خطير ومنتشر يؤدي لحدوث الآلام الصدرية والجلطات القلبية وقد يؤدي لحدوث قصور القلب وغيره من المضاعفات.
  • الداء السكري خاصة إذا كان غير معالج بشكل جيد.
  • ارتفاع الضغط  الشرياني المزمن.
  • أمراض الصمامات القلبية مثل تضيق الصمام التاجي الذي قد يحدث بسبب الحمى الروماتيزمية أو الرثوية.
  • اضطرابات نظم القلب سواء تسارع أم تباطؤ ومثالها الرجفان الأذيني Atrial Fibrillation.
  • الخثرات أو الصمة الرئوية.
  • التهاب العضلة القلبية وله مسببات عديدة منها أمراض مناعية ومنها أمراض فيروسية مثل فيروس كوساكي وفيروس كورونا COVID-19.
  • أمراض الشغاف مثل التهاب الشغاف وأمراض التامور.
  • الإدمان على الكحول، والتدخين.
  • أمراض القلب الولادية مثل الفتحة الأذينية البطينية والقناة الشريانية.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • أسباب وعوامل خطورة أخرى: بعض الأدوية قد تكون مؤذية للقلب، وكذلك بعض الأمراض الاستقلابية المزمنة، وفي سياق أمراض المناعة الذاتية، وفي فقر الدم الشديد، والبدانة، والعوامل الوراثية.

ما هي أعراض قصور القلب

يعمل القلب في قصور القلب الاحتقاني بشكل أقل من المطلوب أي أن الأعضاء يصلها أوكسجين وغذاء أقل من احتياجها، وكذلك يعود بعض الدم إلى الأوعية الأوردة ويسبب لها احتقان.

في المراحل الأولى من قصور القلب هناك آليات في الجسم تعمل على معاكسة هذا التأثير وبذلك قد لا تُلاحظ أعراض في المراحل الأولى من المرض. ولكن إذا استمرت الأسباب والآليات المرضية ولم تُعالج يَضعف الجسم ولا يستطيع المعاوضة عن قصور ضخ الدم وتتراكم السوائل في الجسم وتظهر الأعراض والمضاعفات.

في حالات قصور القلب الحاد تحدث الأعراض فجأةً وبذلك لا يكون عند الجسم وقت للمعاوضة فتكون الأعراض شديدة.

يؤثر قصور القلب المتقدم على معظم أجهزة الجسم الأساسية مثل الكلية والكبد والدماغ.

يشكو المرضى من عدة أعراض نتيجة قصور القلب. من هذه الأعراض:

  • تعب ووهن عام.
  • دوار وضعف تركيز.
  • ضيق في التنفس (زلة تنفسية) أثناء الجهد.
  • ضيق في التنفس عند الاستلقاء وأحيانا ضيق تنفس مفاجئ اثناء النوم.
  • سعال جاف ومزمن.
  • ألم صدري.
  • خفقان أو شعور باضطراب نظم القلب.
  • نقص شهية.
  • تورم (وذمة) في الأطراف السفلية.
  • تورم في البطن.
  • زيادة عدد مرات التبول في الليل، وأحيانا قلة كمية البول.

كيف يتم تشخيص قصور القلب

تقود الأعراض السابقة الذكر المريض إلى زيارة العيادة أو المستشفى. وإنّ القصة المرضية التي يذكرها المريض عن الأعراض التي تحصل معه كضيق التنفس والتعب خاصةً في حال وجود أمراض مزمنة، تستدعي الطبيب البحث عن قصور القلب.

يقوم الطبيب بفحص المريض فحصاً سريرياً كاملا مع التركيز على فحص القلب والرئتين.

من أهم الفحوصات الداعمة للتشخيص فحص القلب بالأمواج فوق الصوتية Echocardiography (السونار أو إيكو القلب) التي يُرى فيها وضع الأجواف القلبية، وسماكة البطينات، وحالة الصمامات، ويتم فيها قياس حجوم وضغوطات الدم في القلب.

ويقاس عبر الإيكو قيمة الجزء المقذوف Ejection Fraction والذي يتراوح طبيعياً بين 55-70%. يُعتبر انخفاضه عن الطبيعي مؤشرا مهما في التشخيص ومتابعة المرضى في العلاج، رغم أنه قد يكون طبيعيا في بعض أنواع قصور القلب.

من الفحوصات الأخرى:

  • تخطيط القلب الكهربائي ECG.
  • صورة الصدر الشعاعية.
  • تصوير الشرايين الإكليلية بالقسطرة القلبية أو بتقنيات أخرى.
  • اختبار الجهد القلبي Stress test.
  • فحص نسبة BNP (ببتيد مدر الصوديوم الدماغي) والذي هو هرمون أو ببتيد يُفرز من القلب ويرتفع في قصور القلب.
  • فحوصات دموية أخرى مثل صيغة الدم العامة ووظائف الكبد والكلية والشوارد والشحوم وإنزيمات القلب وبعض الهرمونات.

قصور القلب الحاد

قد تحدث أعراض قصور القلب بشكل مفاجئ وحاد ويكون ذلك بسبب حصول مشكلة مرضية طارئة. قد تحصل هذه المشكلة الحادة على قلب طبيعي أو تحصل على قلب مصاب بالقصور المزمن.

وتشمل الأعراض: ألم صدري، وضيق تنفس شديد (وذمة رئوية)، واضطراب في ضربات القلب، وهبوط الضغط، ودوخة.

نذكر هنا بعض الأسباب: احتشاء القلب (الجلطة القلبية)، الصمة الرئوية، الإنتانات الشديدة، التهاب عضلة القلب، التهاب الشغاف الانتاني، ارتفاع الضغط الشديد.

وهذه الحالات تكون أكثر خطورة وتستدعي العلاج السريع ودخول العناية القلبية أحياناً.

مراحل وعلاج قصور القلب

  • يقسم قصور القلب إلى أربعة مراحل حسب الأعراض. تكون المرحلة الأولى الأقل شدة والرابعة الأكثر خطورة.
  • إنّ العلاج الجيد والالتزام بالتعليمات الطبية في المرحلة الأولى أو المرحلة غير العرضية قد يمنع تطور قصور القلب إلى مراحل أكثر شدة، ويصبح العلاج في المراحل المتقدمة أكثر صعوبة.
  • ينصح بتغيير نمط الحياة مثل إيقاف التدخين، والابتعاد عن الكحول، وتخفيف الوزن والابتعاد عن الطعام الجاهز أو المُخزن الغني بالصوديوم، والابتعاد عن الإجهاد النفسي والجسدي.
  • في حال وجود الوذمات يتم تقليل ملح الأكل (الصوديوم) أقل من 2 جم في اليوم ، وتقليل الوارد من السوائل لأقل من 2 لتر في اليوم، ومراقبة الوزن.

الأدوية في قصور القلب

الأدوية التي تعطى في قصور القلب متعددة وتختلف حسب أعراض المريض والأمراض الموجودة المرافقة مثل الضغط والسكري وارتفاع الكولسترول وغيرها.

من الأدوية التي تعطى أدوية الضغط وتشمل عدة أنواع منها المدرات المتنوعة ومثبطات الأنجيوتنسين ومضادات الألدوستيرون، والديجوكسين، ومضادات التخثر، والأدوية المضادة لاضطرابات النظم.

العلاجات الأخرى لقصور القلب

في حال وجود اضطرابات النظم الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية قد تزرع أجهزة ناظمة لضربات القلب مثل مزيل الرجفان Implantable Cardiac Defibrillator.

ويكون هناك علاجات جراحية في بعض الحالات مثل القسطرة القلبية لعلاج العصيدة الشريانية والعمليات الجراحية لصمامات القلب.

وفي الحالات المتقدمة التي تكون فيها الأعراض شديدة والتنفس صعباً ودخول المستشفى متكررا، يصبح العلاج النهائي هو زراعة القلب Heart transplant.

اقرأ أيضا:

الحمى الروماتيزمية…أعراضها و 5 مضاعفات تسببها في القلب والعلاج المناسب

ما هي الجلطة الدموية..وكيفية تجنبها

References

  1. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/heart-failure/symptoms-causes/syc-20373142?p=1
  2. https://www.webmd.com/heart-disease/guide-heart-failure
  3. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17069-heart-failure-understanding-heart-failure
  4. https://www.healthline.com/health/congestive-heart-failure-diet#takeaway
  5. https://emedicine.medscape.com/article/163062-overview#a4

What do you think?

Written by د غفران بدران

خريجة طب بشري وكاتبة محتوى طبي

طنين الأذن

هشاشة العظام (osteoporosis)