محتويات المقال
الاكتئاب ويعرف أيضًا “بالاضطراب الاكتئابي” هو اضطراب عقلي يُفقد الإنسان إحساسه بالسعادة والقدرة على ممارسة أنشطته اليومية لفترة زمنية طويلة تصل إلى عدة أسابيع أو شهور أو سنين؛ فيؤثر على حياته الاجتماعية وحياته العملية. مشاعر الاكتئاب مشاعر دائمة تختلف تمامًا عن مشاعر الحزن والتغيرات المزاجية التي تحدث بشكل متقطع أثناء حياتنا اليومية.
يصيب الاكتئاب أي شخص حتى الأطفال، نسبة حدوثه في النساء أكثر من الرجال، الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية كبيرة كفقد عزيز أو رفض أكثر عرضة للإصابة باكتئاب، أكثر من ١٠% من النساء في فترة الحمل أو فترة بعد الولادة يُصَبن باكتئاب.
الاكتئاب من الاضطرابات التي يمكن معالجتها بالعلاج الدوائي أو النفسي أو الاتنين معًا.
انواع الاكتئاب
- الاكتئاب السريري(اضطراب اكتئابي كبير): الأكثر شيوعًا والأكثر حدة، يتميز بالشعور بالحزن وفقدان الطاقة لفترة أكثر من أسبوعين إلى جانب أعراض أخرى من مشاكل في النوم وتَغيُر في الشهية وعدم الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
له عدة أنواع:
- الاكتئاب الموسمي: يحدث مع التغيرات الموسمية في السنة ويبدأ وينتهي في نفس الأوقات كل سنة، وغالبًا ما يحدث في بداية فصلَي الشتاء والخريف.
- اكتئاب الولادة واكتئاب ما بعد الولادة: اكتئاب الولادة يحدث أثناء فترة الحمل واكتئاب ما بعد الولادة يحدث خلال أربعة أسابيع من ولادة الطفل.
- الاكتئاب غير النمطي: هو اضطراب اكتئابي كبير ولكن يتميز بتحسن مؤقت للمزاج في فترات الأحداث الإيجابية يصاحبه زيادة في الشهية وفرط النوم وحساسية للرفض.
- الاضطراب الاكتئابي المستمر(PDD): أقل حدة من الاكتئاب السريري، يُصاب به الشخص لفترة أكثر من سنتين.
- اضطراب خلل تنظيم المزاج التخريبي(DMDD): يحدث غالبًا في الأطفال من عمر عشر سنين يتميز بنوبات اكتئاب وتهيج شديدين.
- اضطراب ما قبل الحيض(PMDD): يحدث في فترة ما قبل الحيض عند بعض النساء، ويتميز بنوبات اكتئاب وتوتر وغضب، تتحسن هذه الأعراض مع بداية الدورة.
- اضطراب اكتئابي ناتج عن حالة طبية أخرى: بعض الحالات الطبية تؤدي إلى تغيرات في الجسم يَنتُج عنها اكتئاب مثل: قصور الغدة الدرقية وأمراض القلب ومرض باركنسون والسرطان. يتحسن الاكتئاب بمعالجة المرض المسبب للاكتئاب.
- الاكتئاب ثنائي القطب: يحدث في الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب يصاحبه نوبات هوس أو هوس خفيف.
اعراض الاكتئاب
يمكن أن يصاب الشخص بنوبة اكتئاب مرة واحدة في العمر أو عدة مرات خلال حياته.
تؤثر أعراض الاكتئاب على حياة المريض الاجتماعية وعلاقته بالأخرين وعلى حياته العملية أو الدراسية. تختلف الأعراض من شخص لآخر وشدة كل عرض. أثناء هذه النوبات يواجه المريض أعراضًا تشمل:
- الشعور بالحزن الشديد وفقدان الأمل والرغبة المتكررة في البكاء.
- تأنيب النفس بكثرة على عدم القدرة على فعل شئ والندم على أحداث سابقة في الحياة.
- الشعور بعدم القيمة وكراهية الذات.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يُمارسُها باستمرار.
- صعوبة في التركيز وسرعة الملل.
- بطء في الكلام والحركة الجسدية.
- اللجوء إلى العزلة وعدم الاختلاط.
- كثرة النوم أو قلة النوم.
- فقدان الشهية ونقص الوزن أو زيادة الشهية وزيادة الوزن.
- التوتر والعصبية والتهيج لأبسط الأمور.
- فقدان الطاقة لفعل أبسط الأمور كترك السرير أو الاهتمام بالاحتياجات الأساسية كالاستحمام أو تغيير الملابس.
- صعوبة في أخذ القرار والتفكير وحل المشكلات.
- أعراض جسدية مستمرة بدون سبب واضح ولا تتحسن بالعلاج مثل الصداع أو آلام الظهر أو الصداع النصفي.
- أفكار متكررة عن الموت والانتحار وعدم الرغبة في الحياة: أخطر عرض للاكتئاب لذلك يجب التوجه إلى الطبيب النفسي المتخصص حتى لو لم يبدي الشخص نيته أو جديته في الانتحار.
فإذا وُجدت هذه الأعراض بشكل يومي لأكثر من أسبوعين من الأفضل التوجه إلى الطبيب النفسي المتخصص لاستشارته والتحدث معه عن ما يدور في نفسك من أفكار ومشاعر لأخذ العلاج المناسب سواء الدوائي أو النفسي أو كليهما.
اسباب الاكتئاب
لا يوجد سبب محدد للإصابة بالاكتئاب ولكن يُصاب به أشخاص وأشخاص أُخرى لا تصاب. يحدث في أي مرحلة عمرية وغالبًا يبدأ في سن المراهقة.
العديد من العوامل تزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب وتشمل:
- الاختلافات البيولوجية: وجد الباحثون اختلافًا في أدمغة الأشخاص الذين أُصيبوا بالاكتئاب عن الأشخاص الذين لم يُصابوا به مطلقًا. حيث وُجد أن جزء من الدماغ يُسمى الحصين(مسؤول عن الذاكرة وبه مستقبلات السيروتونين) موجود بحجم أصغر في الأشخاص الذين أُصيبوا بالاكتئاب نتيجة لإفراز هرمون التوتر الكورتيزول بكثرة أو بسبب عيب خلقي. الحصين المنكمش لديه مستقبلات أقل للسيروتونين وبالتالي يحدث خلل في استقرار الحالة المزاجية.
- كيمياء الدماغ: وجد الباحثون اختلافًا في مادة السيروتونين(مادة كيميائية طبيعية في الدماغ تعمل كناقل عصبي مسؤول عن عملية استقرار الحالة المزاجية)
- الهرمونات: التغيُر في توازن هرمونات الجسم يُزيد فرص الإصابة بالاكتئاب كالتغيُر الهرموني الذي يحدث أثناء الحمل أو في الفترة بعد الولادة، ونتيجة مشاكل في الغدة الدرقية، وأثناء سن اليأس.
- الجينات الوراثية: يمكن أن يكون الاكتئاب وراثيًا وتزيد فرصة حدوثه في الأشخاص الذين لديهم أقارب بالدم(كأحد الوالدين أو الأجداد) أُصيبوا به. حيث وُجد أن هناك مجموعة من الجينات هي المسؤولة عن حدوث الاكتئاب.
بالإضافة إلى العوامل التي سبق ذكرها هناك عوامل أخرى تزيد من فرص الإصابة وهي كالآتي:
- الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي.
- السن: كلما زاد السن زادت فرصة الإصابة باكتئاب مع عوامل أُخرى مثل الوحدة وقلة الدعم الاجتماعي.
- بعض الأدوية مثل الإيزوتريتينوين(علاج لحَب الشباب)، والدواء المضاد للفيروسات إنترفيرون ألفا، والكورتيكوستيرويدات.
- الخلافات الأسرية أو مع الأصدقاء أو في العمل.
- فَقد أو موت شخص عزيز.
- النوع: فرصة إصابة النساء بنوبة اكتئاب ضِعف فرصة إصابة الرجال نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث للنساء في فترات عمرهن المختلفة.
- الأحداث الكُبرى مثل وظيفة جديدة، تَخرج، زواج، فقد وظيفة، نقل مكان السكن، الطلاق.
- الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية أو نقص فيتامين د أو أمراض عقلية أُخرى تؤدي إلى العزلة الاجتماعية ومن ثَم الدخول في نوبة اكتئاب.
- تعاطي المخدرات أو الكحول بالرغم من إنها تؤدي إلى الشعور بالسعادة لفترة مؤقتة فإنها في النهاية تؤدي إلى الدخول في اكتئاب.
اختبار الاكتئاب
يوجد العديد من الاختبارات يُجريها الطبيب النفسي لتشخيص الاكتئاب ونوعه، تشمل هذه الاختبارات أسئلة عن الحالة المزاجية، الشهية، جودة النوم، مستوى النشاط الجسدي، الأفكار المسيطرة.
بما أن الاكتئاب من الممكن أن يكون نتيجة لحالات مرضية أُخرى مثل مشاكل في الغدة أو نقص فيتامين د يطلب الطبيب إجراء فحوصات طبية وفحوصات للدم.
علاج الاكتئاب
الاكتئاب من الأمراض التي يمكن معالجتها بنسبة ٨٠%-٩٠%. العلاج يشمل:
- العلاج النفسي: عن طريق التحدث مع الطبيب النفسي عن الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية التي تواجه المريض فيُساعده على تقبلها وكيفية التعامل معها ليخرج من هذه النوبة.
- العلاج الدوائي: يصف الطبيب النفسي مضادات الاكتئاب تساعد على تعديل كيمياء الدماغ المسببة للاكتئاب. هذا النوع من العلاج يأخذ وقتًا ليُحدث تأثيرًا والوصول للعلاج الدوائي الأمثل حيث أن هناك أنواع عديدة من مضادات الاكتئاب. يُصاحب بعض هذه الأدوية أعراضًا جانبية تتفاقم مع الوقت وبالتالي يجب إخبار الطبيب بظهور أي عرض جانبي للوصول للعلاج الأمثل.
- العلاج التكميلي: مثل الوخز بالإبر والتدليك والتنويم المغناطيسي والارتجاع البيولوجي.
- العلاج بتحفيز الدماغ: يُوصف في حالات الاكتئاب الشديد أو الذي يُصاحبه الذهان. يشمل هذا النوع العلاج بالصدمات الكهربائية والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة وتحفيز العصب المبهم.
- العلاج المنزلي: علاج أساسي بجانب العلاجات السابقة لمقاومة المشاعر السلبية للاكتئاب ويشمل ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني حتى ولو بسيط بشكل منتظم، الحصول على نوم جيد، تناول طعام صحي، قضاء وقت مع أفراد الأسرة أو الأشخاص المقربين، تجنب شرب الكحوليات.
References
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/depression#:~:text=Depressive%20disorder%20
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9290-depression
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/depression/symptoms-causes/syc-20356007
- https://psychcentral.com/depression/depression-symptoms-major-depressive-disorder
- https://www.webmd.com/depression/causes-depression
- https://www.healthline.com/health/depression
