in

غضروف الرقبة… وأسبابه وأعراضه و3 طرق للعلاج

غضروف الرقبة

غضروف الرقبة هو جزء من العمود الفقري يوجد في الجزء العلوي من الظهر ويتكون من سلسلة من الأقراص الغضروفية بين الفقرات العنقية. يعمل غضروف الرقبة على توفير الدعم والتوازن للعمود الفقري ويسمح للفقرات بالتحرك والانحناء بحرية.

تتألف الأقراص الغضروفية من حلقة خارجية قوية تسمى الألياف الليفية الخارجية ومادة هلامية داخلية تسمى النواة الليفية. تعمل هذه الأقراص على امتصاص الصدمات وتوزيع الضغط على طول العمود الفقري أثناء الحركة.    

غضروف الرقبة

اسباب غضروف الرقبة:

  • التقدم في العمر: يمكن أن يتدهور غضروف الرقبة تدريجياً بسبب التآكل الطبيعي الناتج عن الاستخدام المتكرر والتقدم في العمر.
  • الإجهاد الزائد: قد يتعرض غضروف الرقبة للتهيج والتلف نتيجة للإجهاد الزائد على العمود الفقري، والذي يمكن أن يكون ناتجًا عن الحمل الثقيل المتكرر، أو القيام بحركات متكررة للرقبة بشكل غير صحيح، أو الجلوس لفترات طويلة في وضعية غير مريحة.
  •  الإصابات والحوادث: يمكن أن تسبب الحوادث المفاجئة مثل حوادث السيارات أو السقوط الشديد ضررًا لغضروف الرقبة. قد يحدث تمزق في الأقراص الغضروفية أو انزلاقها.
  •  الأمراض والحالات الطبية: بعض الحالات الطبية مثل التهاب المفاصل، والتهابات الغضروف، واضطرابات النسيج الضام قد تؤدي إلى تلف غضروف الرقبة.
  •  العوامل الوراثية: قد تكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لتلف غضروف الرقبة نتيجة للعوامل الوراثية.

من المهم أن نلاحظ أن هذه الأسباب ليست شاملة، وقد يكون هناك عوامل أخرى تساهم في تلف غضروف الرقبة. 

اعراض غضروف الرقبة:

تلف غضروف الرقبة قد يتسبب في ظهور عدة أعراض. ومن بين الأعراض الشائعة لتلف غضروف الرقبة:

  •  ألم في الرقبة: قد يشعر المصابون بألم في الرقبة، ويمكن أن يكون الألم موجودًا في منطقة الرقبة نفسها أو الألم في الكتيفين والذراعين.      
  •  تنميل وخدران: قد يشعر المرضى بالتنميل والخدران في الرقبة والكتفين والأطراف العلوية. قد يكون هذا الشعور مستمرًا أو متقطعًا وقد يترافق مع ضعف في القوة العضلية.
  • صعوبة في الحركة: قد يشعر المصابون بقيود في حركة الرقبة والرأس، وقد يكون من الصعب تحريك الرأس في اتجاهات معينة أو القيام بحركات انحناء وإمالة.
  • صوت الشخير أو القرقرة: قد يلاحظ بعض الأشخاص صوتًا غيرطبيعي عند تحريك الرقبة، مثل الشخير أو القرقرة.
  •  الصداع: قد يرتبط تلف غضروف الرقبة بالصداع، وخاصةً الصداع الذي ينشأ من الجزء الخلفي من الرأس والعنق.

يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تكون متنوعة وتختلف من شخص لآخر. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة أو تشك في وجود مشاكل في غضروف الرقبة، فمن الأفضل استشارة الطبيب للتشخيص الدقيق وتوجيهك إلى العلاج المناسب.

تشخيص غضروف الرقبة:

١. التاريخ المرضي والتقييم السريري: يتضمن طبيبك جمع معلومات حول تاريخك المرضي والأعراض التي تعاني منها، ويقوم بإجراء تقييم جسدي للرقبة والأجزاء المحيطة بها.

٢. الاختبارات التصويرية:

   – الأشعة السينية (X-ray): تستخدم لتقييم هيكل عظام الرقبة وتحديد أي تغيرات في الفقرات أو الغضاريف.

   – التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر صوراً مفصلة للرقبة والأقراص الغضروفية والأعصاب والأوعية الدموية.

   – فحص الكمبيوتر المقطعي (CT scan): يستخدم للحصول على صور ثلاثية الأبعاد للعمود الفقري وأنسجته.

٣. الفحص العصبي: يتم تقييم وظائف الأعصاب والأعراض المرتبطة بها، مثل تنميل أو ضعف العضلات في الأذرع أو اليدين.

بناءً على نتائج التشخيص، سيقوم طبيبك بتحديد خطة علاج مناسبة لك. يجب عليك استشارة طبيب متخصص في أمراض العمود الفقري لتقييم حالتك وتشخيص غضروف الرقبة بدقة وتوجيهك إلى العلاج الأنسب لك.

علاج غضروف الرقبة: 

علاج تلف غضروف الرقبة يعتمد على شدة الأعراض وتأثيرها على جودة حياتك. قد يتضمن العلاج الآتي:

١. العلاج غير الجراحي

   – الراحة: من الضروري منح الرقبة فترات من الراحة للسماح للأنسجة بالتعافي.

   – تطبيق الثلج/الحرارة: يمكن استخدام التطبيقات الباردة (الثلج) للتخفيف من الالتهاب والألم في المرحلة الأولية، والتطبيقات الساخنة (الحرارة) لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر والتشنجات العضلية.

   – العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي على تقوية العضلات المحيطة بالرقبة وتحسين المرونة وتقوية الدعامات العضلية.

   – الأجهزة التعويضية: يمكن استخدام أجهزة التعويضية مثل أطقم الرقبة (collars) لتقليل الحركة وتخفيف الضغط على الغضروف المتضرر.

٢. العلاج الدوائي

  • المسكنات غير الإستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والتورم.  
  • مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية الموضعية: يمكن استخدام كريمات أو جل موضعي تحتوي على مكونات مثل الديكلوفيناك (Diclofenac) لتخفيف الألم والالتهاب.
  • مضادات للتشنجات العضلية: مثل الباكلوفين (Baclofen) والتيزانيدين (Tizanidine). تستخدم هذه الأدوية لتخفيف التشنجات العضلية التي قد تكون مصاحبة لتلف الغضروف.
  •  مضادات الأكسدة: مثل الألفا ليبويك أسيد (Alpha-Lipoic Acid). قد تساعد هذه الأدوية في تقليل الألم وتحسين الأعراض المصاحبة لتلف غضروف الرقبة.
  •  مكملات الغضروف: تساعد هذه المكملات على تحسين صحة الغضروف وتقليل الألم.

٣. العلاج الجراحي

   – يعتبر العلاج الجراحي في حالات تلف غضروف الرقبة الشديدة أو عند عدم استجابة العلاجات غير الجراحية. تشمل الإجراءات الجراحية إزالة جزء من الغضروف التالف أو استبدال القرص الغضروفي بواسطة جراحة الانزلاق الغضروفي أو الانصهار العظمي.

مهم أن تتشاور مع طبيبك لتشخيص حالتك بشكل دقيق وتحديد العلاج الأنسب لك، حيث يمكن للأطباء تقديم خطة علاج شخصية وفقًا لظروفك الفردية.

نصائح لمرضى غضروف الرقبة:

هناك بعض العوامل التي يمكن تجنبها أو تقليلها للمساعدة في تقليل الألم في حالة تلف غضروف الرقبة. تشمل هذه العوامل:

١. ينصح بتجنب الحركات المفرطة للرقبة وتجنب تحميلها بالأوزان الثقيلة. كما يجب تجنب التوتر العضلي الزائد والحفاظ على الاسترخاء العضلي.

٢. تجنب الجلوس لفترات طويلة بوضعية غير صحيحة يمكن أن يؤدي إلى توتر على عضلات الرقبة وتفاقم الألم. من الأفضل أن تحرص على تبديل وضعيتك والقيام بتمارين تمدد وتقوية للعضلات أثناء الجلوس.

٣. اختيار وسادة مناسبة والحفاظ على وضعية صحيحة أثناء النوم يمكن أن يقلل من الضغط على الرقبة ويساعد في تخفيف الألم.

٤. تجنب الأنشطة البدنية التي تضع ضغطًا زائدًا على الرقبة، مثل الرفع الثقيل أو الحركات القوية والمفاجئة للرقبة.

٥. ينصح بالجلوس في وضعية صحيحة وتوفير الدعم للرقبة عند استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية.

٦. يعرف أن التوتر النفسي والضغوط النفسية يمكن أن يزيد من حدة الألم. من المهم إدارة التوتر والتعامل معه من خلال تقنيات الاسترخاء والتأمل والنشاطات الهادئة.

تجنب هذه العوامل واتباع أسلوب حياة صحي وتبني عادات صحية للعناية بالرقبة قد يساعد في تقليل الألم وتحسين الحالة. ومع ذلك، يجب عليك دائمًا استشارة الطبيب المعالج للحصول على توجيهات شخصية ودقيقة لحالتك الفردية.

تمارين غضروف الرقبة:

هناك بعض التمارين التي يمكن القيام بها لتقوية عضلات الرقبة وتقليل الألم. 

١. تمارين التمديد (Stretching):

– قم بميل رأسك ببطء نحو الجانب الأيمن والأيسر، واحتفظ بالوضع لمدة ١٥-٣٠ ثانية. كرر الحركة عدة مرات.

– قم بميل رأسك إلى الأمام باتجاه الصدر، واحتفظ بالوضع لمدة ١٥-٣٠ ثانية.

– قم بإمالة رأسك إلى الوراء ببطء، مع الحفاظ على الوضع لمدة ١٥-٣٠ ثانية.

٢. تمارين التقوية (Strength training):

– قم بتقوية عضلات الرقبة الأمامية والخلفية والجانبية باستخدام مقاومة خفيفة. يمكن استخدام الحبال المطاطية أو الأوزان الخفيفة لتنفيذ تمارين التقوية.

٣. تمارين التوازن والتنسيق:

– قم بتمارين التوازن والتنسيق التي تعزز استقرار الرقبة وتحسن التحكم في حركتها. مثال على ذلك: قف على قدميك وحاول تحريك رأسك في جميع الاتجاهات ببطء وباستقرار، مع الحفاظ على توازنك.

يجب أن يتم تنفيذ التمارين بحذر وليونة، ويجب تجنب الحركات المفرطة أو الألم الزائد خلال التمارين. تأكد من أنك تتبع توجيهات الطبيب أو المختص في العلاج الطبيعي وتطلب المساعدة إذا كنت بحاجة إلى ذلك.

References

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK546618/
  2. https://www.healthline.com/health/cervical-spondylosis
  3. https://www.healthline.com/health/stiff-neck-and-headache
  4. https://orthoinfo.aaos.org/en/diseases–conditions/cervical-spondylosis-arthritis-of-the-neck/

What do you think?

5 أدوية حديثة لعلاج بعض أنواع مرض السرطان

كونترولوك ودواعي استعماله واضراره و 9 تداخلات دوائية معه