in

مرض البارانويا أو جنون الارتياب

مرض البارانويا والمسمى أيضًا بجنون الارتياب هو اضطراب عقلي يتميز بفقدان الثقة والشك بالآخرين دون أسباب منطقية كافية للشك. يعتقد مرضى البارانويا أن الآخرين يحاولون إلحاق الأذى بهم أو تهديدهم وتحقيرهم.

البارانويا أو جنون الارتياب
البارانويا أو جنون الارتياب

ما هي البارانويا

البارانويا هي حالة صحية عقلية يعتقد فيها المريض أن هناك تهديدات من الآخرين أو أنهم يفكرون في إيذائه واضطهاده والتحقير منه دون سبب كافٍ للشك وهي حالة طويلة الأمد من فقدان الثقة والشك بالآخرين.

غالبًا لا يعتقد مرضى جنون الارتياب أن سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم تمثل مشكلة أو غير منطقية.

ينتمي مرضى البارانويا إلى المجموعة أ من أمراض اضطرابات الشخصية وتتميز هذه المجموعة ببعض اضطرابات الشخصية التي تُعد غريبة الأطوار أو شاذة السلوك والتفكير.

من المهم معرفة أن المصابين باضطراب جنون الارتياب لا يعانون من أوهام أو هلاوس كما هو شائع في مرض الفصام ومرض اضطراب ثنائي القطب.

اعراض البارانويا

قد يعاني كل شخص من بعض أفكار البارانويا في مرحلة ما من حياته. لكن البارانويا تتميز باستمرار الأعراض والمشاعر والأفكار التي ليس لها أساس من الصحة.

تختلف اعراض البارانويا في شدتها وتشمل مجالات الحياة المختلفة ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • الإحساس بالضغط والتوتر المستمر أو القلق المتعلق بمعتقداتهم عن الآخرين.
  •  فقدان الثقة بالآخرين.
  •  الشعور بعدم التصديق أو سوء الفهم.
  • الاعتقاد الدائم بأنهم على حق وعدم القدرة على التخلي عن الحذر.
  • عدم القدرة على التنازل أو التسامح أو قبول النقد.
  • الدفاعية والعدوانية والعدائية.
  •  الشعور بأنهم ضحية أو مضطهدين عند عدم وجود تهديد حقيقي.
  • العزلة.

قد يؤدي فقدان الثقة في الآخرين والقلق المستمر إلى صعوبة في التعامل مع الآخرين مما يتسبب في حدوث مشاكل في العلاقات الشخصية وعلاقات العمل.

قد يشعر المصابون بهذا الاضطراب أن الآخرين يحاولون إيذائهم جسديا أو عاطفيا أو يتآمرون ضدهم مما يجعلهم لا يتمكنون من العمل مع الآخرين وقد يصبحوا معاديين أو منفصلين مما يتسبب في عزلتهم.

الفصام المصحوب بجنون الارتياب أيضًا شكل من أشكال المرض العقلي الذي يميل فيه المصابين إلى عدم الثقة بالآخرين وقد يكونون محتجزين أو مشبوهين. قد يعاني الشخص المصاب بالفصام من الهلوسة أيضًا.

أسباب مرض البارانويا

عادة ما يكون سلوك المصاب بجنون الارتياب بسبب اضطرابات الشخصية أو الأمراض العقلية الأخرى كالفصام. ليس هناك سبب واضح للبارانويا. قد يكون سبب جنون الارتياب مزيجًا بين عدة عوامل منها:

  • الجينات الوراثية.
  • الوقوع تحت ضغط.
  • تغير في كيمياء الدماغ.  
  • تعاطي المخدرات أيًضا يؤدي إلى جنون الارتياب.
  • قد يؤدي استخدام بعض الأدوية مثل الميثامفيتامين لسلوكيات البارانويا وبعض الأوهام.
  • قلة النوم الشديدة.
  • بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الشيزوفرينيا واضطراب الشخصية الحدية.
  • فقدان الذاكرة.

تشخيص مرض البارانويا

يستمر اضطراب جنون الارتياب في التطور من الطفولة إلى المراهقة لذلك لا يقوم الأطباء بتشخيص المرض إلا بعد سن 18 عامًا.

من الصعب تشخيص اضطرابات الشخصية بما في ذلك البارانويا لأن معظم المرضى لا يعتقدون أن هناك شيئًا غريبًا في سلوكهم أو تفكيرهم. وغالبًا ما يطلب المريض المساعدة فقط في حالات القلق أو الاكتئاب الناتجان عن اضطراب الشخصية مثل الطلاق أو فقدان العلاقات وليس الاضطراب نفسه.

يعتمد الطبيب النفسي عند الاشتباه باحتمال إصابة شخص بالمرض على طرح أسئلة عامة لا تخلق نوعًا من أنواع الاستجابة الدفاعية أو العدائية في الرد فيسألون عن التاريخ المرضي والعلاقات الشخصية وتاريخ العمل واختبار الواقع والتحكم في الانفعالات.

الاضطرابات المرتبطة بالبارانويا

يُعد جنون الارتياب عرضًا شائعًا لدى المرضى الذين تم تشخيصهم باضطرابات الذهان الأولية. وتشمل الحالات العقلية المرتبطة بالبارانويا ما يلي:

  • اضطراب الوهم (النوع الاضطهادي): يتميز باعتقاد راسخ بوجود شخص لديه نية خبيثة تجاه المريض.
  • الفصام: ويعرف جزئيًا بالبارانويا الشديدة ويصاحبه أعراض أخرى مثل الهلاوس والتفكير غير المنطقي وحركات الجسم غير الطبيعية.
  • اضطرابات الشخصية: وفيه يشعر المريض شعورًا دائمًا بعدم الثقة والاضطهاد والتهديد من الآخرين.

يمكن أن يكون جنون الارتياب المصاحب للذهان غريبًا أو مخيفًا ويؤثر على أداء الشخص بدرجة كبيرة.

إن الأفكار الغريبة والمرعبة قد تكون علامة على ما هو أكثر خطورة. إذا كانت مخاوف المريض كبيرة فإنها قد تصل لدرجة أنها تعطله عن العمل أو تؤثر على حياته الاجتماعية. كذلك إذا كانت طبيعة الأفكار نفسها غريبة بشكل خاص مثل تخيل المريض أن هناك جيشًا أجنبيًا يتتبعه، حيث أنها معتقدات منفصلة تمامًا عن الواقع وتتطلب معالجة فورية وسريعة لتقليل المعاناة.

كيفية علاج جنون الارتياب

غالبًا ما تتضمن خطة علاج البارانويا شقين هما:

  •  العلاج بالأدوية:

يصف الطبيب مضادات الاكتئاب والمهدئات البسيطة في الحالات التي تعاني من القلق أو الاكتئاب والتفكير الارتيابي. بينما يمكن وصف مضادات الذهان لعلاج جنون الارتياب لدى الأشخاص المصابين بالفصام المصاحب لجنون الارتياب.

يشمل العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على أنماط التفكير السلبية وتغييرها كذلك يشمل اختبارات الواقع الافتراضي مثل تصميم تجارب سلوكية مع المريض تساعدهم على اكتشاف أن مخاوفهم وشكوكهم لا تتفق مع ما يجري في بيئتهم ومع علاقاتهم. 

توصلت الدراسات إلى أن العلاج المعرفي السلوكي القائم على الواقع الافتراضي فعال في تحسين أعراض البارانويا لدى المصابين باضطرابات ذهانية.

هل يمكن تفادي جنون الارتياب؟

لا يمكن الوقاية من البارانويا بشكل عام، إلا أن العلاج يساعد المريض في تعلم طرق للتعامل مع الأفكار والمواقف المحفزة.

الرعاية الذاتية وجنون الارتياب

تساعد الرعاية الذاتية على إدارة البَارانويا بطريقة صحية. 

  • يساعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم المريح والعميق على مساعدة العقل في معالجة الأفكار والمشاعر بطريقة صحية. حيث تؤثر البارانويا على جودة النوم وقد تجعل المريض يعاني من الأرق ويظل مستيقظًا قلقًا أو مذعورًا مما يزيد من الأعراض ويجعلها أكثر سوءًا.
  • اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الأنشطة الرياضية بصفة منتظمة يساعد في تخفيف القلق والتوتر.

References

  1. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9784-paranoid-personality-disorder
  2. https://www.healthline.com/health/paranoia
  3. https://www.forbes.com/health/mind/paranoia/
  4. https://www.webmd.com/mental-health/why-paranoid
  5. https://www.webmd.com/schizophrenia/understanding-and-managing-paranoia
  6. https://mhanational.org/conditions/paranoia-and-delusional-disorders

What do you think?

حول مرض الزهايمر ومرافقي المريض

العلاج الكيماوي (Chemotherapy) أهدافه و7 أنواع له والآثار الجانبية المصاحبة له