in

حول مرض الزهايمر ومرافقي المريض

أصبح مرض الزهايمر من أكثر الأمراض شيوعا بين أمراض الخرف التي تصيب كثيرا من كبار السن بعد منتصف الستين. يتسبب هذا المرض في الكثير من المعاناة للمريض ومرافقيه ولا يوجد له علاج حتى الآن بالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة في البحث العلمي حول هذا المرض.

يصيب مرض الزهايمر مخ الإنسان ويتسبب في موت خلايا المخ تدريجيا مما ينتج عنه نسيان تدريجي يزداد بتقدم المرض وفقدان المهارات اليومية شيئا فشيئا.  

يُعد مرض الزهايمر حاليا من أكثر أمراض الشيخوخة التي تسبب الوفاة عند كبار السن نتيجة فقدان الوظيفة المعرفية للمخ وتلف الخلايا تدريجيا مع تقدم المرض حتى مراحله الأخيرة.

اعراض مرض الزهايمر

تختلف اعراض الزهايمر حسب مرحلة المرض وتطوره. تُعد مشاكل الذاكرة من أُولى العلامات التحذيرية لمرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى بالإضافة إلى المزيد من الأعراض التي تتلخص في:

  • تكرار الأسئلة والكلام.
  • عدم تذكر الأماكن والطرقات المألوفة.
  • وضع الأشياء في أماكن معينة وعدم القدرة على تذكر مكانها.
  • تغيير في المزاج العام لمريض الزهايمر وشخصيته وسلوكه.
  • عدم القدرة على إنهاء المهام المعتادة في المنزل أو العمل.
  • مواجهة تحديات في المعاملات المالية.
  • صعوبة في الحركة والكلام في المراحل المتقدمة.

عند وجود علامات تحذيرية يُفحص الشخص من قِبل الطبيب لمعرفة سبب الأعراض واستبعاد أي احتمالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى أعراض مشابهة مثل نقص بعض الڤيتامينات أو معاناة الشخص من أعراض جانبية لأدوية معينة. 

تشخيص مرض الزهايمر

يُشَخص مريض الزهايمر من قِبل طبيب المخ والأعصاب أو طبيب أمراض المسنين أو الطبيب النفسي عن طريق عدد من الفحوصات المختلفة.

لا يوجد اختبار معين يؤكد إصابة المريض بالألزهايمر ولكن يُجري الطبيب فحوصات مختلفة لاستبعاد أي أمراض أخرى قد تسبب أعراضا مشابهة لهذا المرض. 

لذلك يصعب تشخيص مرض الزهايمر خصوصا في بداية المرض وقد يتطلب تشخيصه عدة زيارات للطبيب لحين تأكيد التشخيص. 

تتلخص هذه الفحوصات في:

فحوصات لقياس القدرات العقلية مثل اختبارات الذاكرة والتفكير فيما يُعرف بالاختبارات المعرفية والتي تتضمن استخدام ورق وأقلام لاختبار ما يلي:

  • الذاكرة قصيرة المدى وبعيدة المدى.
  • اللغة ومهارات التواصل.
  • الاتجاهات والأماكن.
  • التركيز والانتباه.
  • الوظيفة الإبصارية المكانية.

فحوصات أخرى لاستبعاد أمراض أخرى مثل فحص المخ عن طريق الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي. 

علاج مرض الزهايمر

لم يتوصل الأطباء والباحثون لعلاج لمرض الزهايمر حتى الآن ولكن توجد بعض الأدوية التي تساعد على التحكم بأعراض المرض لتوفير حياة أفضل لمريض الزهايمر ومرافقيه. 

تعمل بعض أدوية الزهايمر على زيادة إفراز مواد معينة في المخ تعمل على تحسين التواصل بين خلايا المخ وبعضها مما يؤدي إلى تخفيف بعض أعراض المرض.

يُعطى مريض الزهايمر أيضا أدوية مضادة للاكتئاب في مراحل المرض المتقدمة حين تطرأ تغييرات عنيفة في سلوكه لمساعدته على الاسترخاء وتحسين مزاجه.

يُعد العلاج المعرفي التحفيزي أيضا من أهم الوسائل لمساعدة مريض الزهايمر وهي المشاركة في أنشطة جماعية تهدف إلى تحسين الذاكرة والقدرة على حل المشكلات.

الوقاية من مرض الزهايمر

 لا توجد نصائح مؤكدة للوقاية من الزهايمر لأن أسباب المرض غير واضحة إلى الآن ولكن الحفاظ على أسلوب حياة صحية يمكنه تقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض.

من المعروف أيضا أن أمراض القلب والأوعية الدموية تُعتبر من مخاطر الإصابة بالزهايمر ولذلك يُنصح بالاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية لتجنب هذه المخاطر وذلك عن طريق:

  • عدم التدخين.
  • الاهتمام بنظام غذائي متوازن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام على الأقل لمدة ١٥٠ دقيقة أسبوعيا.
  • متابعة ضغط الدم بانتظام.
  • متابعة مستويات سكر الدم والتحكم في مرض السكري في حالة الإصابة به.

أثبتت بعض الدراسات الحديثة بعض عوامل الخطورة الأخرى منها:

فقدان السمع، والاكتئاب المزمن، والوحدة، والانعزال الاجتماعي.

لذلك يُنصح بالقراءة، وتعلم اللغات الأجنبية، والعمل التطوعي، وممارسة رياضة جماعية، وتعلم مهارات جديدة لتقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض.

مرافقو مرضى الزهايمر

يعاني الكثير من مرافقي مرضى الزهايمر من ضغوطات شديدة أثناء اعتنائهم بمرضاهم في مختلف مراحل المرض.

وقد تؤدي هذه الضغوطات الغامرة إلى مرحلة الاحتراق النفسي والذي قد يكون له آثار سلبية عديدة على كل من المريض والمرافق. لذلك يُنصح بالانتباه إلى أعراض الاحتراق النفسي واستشارة الطبيب المختص في حالة وجود أي منها وهي:

  • إنكار المرض وعدم الاعتراف بالتشخيص.
  • معاملة المريض بغضب والإصرار أنه بخير.
  • الإرهاق الشديد الذي يتسبب في تعطيل الحياة اليومية.
  • الأرق نتيجة القلق المتواصل مما قد يحدث مستقبلا.
  • الانعزال عن الأصدقاء والمقربين.
  • الاكتئاب الشديد.
  • قلة التركيز وعدم القدرة على إتمام المهام اليومية.

كيفية التعايش مع مرض الزهايمر

مما لاشك فيه أن مرافقة مريض الزهايمر تُعد من التحديات بالغة الصعوبة والتي تحتاج إلى الكثير من التخطيط، والتعلم، والتقبّل، والصبر للتمكن من خدمة المريض والمحافظة على سلامته بالتوازي مع المحافظة على السلامة النفسية للمرافق.

 لذلك يُنصح مرافقو مريض الزهايمر بالآتي:

  • ممارسة أساليب الاسترخاء بانتظام والتي تساعد على تخفيف الضغط النفسي لمرافق المريض مثل تدريب التنفس العميق.
  • دراسة مراحل المرض المنتظَرة والقراءة عن التحديات القادمة للتمكن من وضع خطة للتعامل معها عند وقوعها.
  • التحدث إلى مرافقين آخرين والاشتراك في مجموعات الدعم النفسي.
  • إيجاد المرافق وقت لنفسه وإن كان قليلا خلال رحلة الاعتناء بمريضه للقدرة على مواصلة الخدمة.
  • ممارسة أي نوع من الرياضة لتحسين المزاج العام وتقليل الضغط.
  • طلب المساعدة والدعم من المحيطين عند الاحتياج إليه.
  • المحافظة على الصحة العامة واعتماد نظام غذائي صحي.

References

  1. https://www.nia.nih.gov/health/alzheimers-disease-fact-sheet
  2. https://www.cdc.gov/aging/aginginfo/alzheimers.htm
  3. https://www.nhs.uk/conditions/alzheimers-disease/
  4. https://www.alz.org/alzheimers-dementia/what-is-alzheimers
  5. https://www.alz.org/help-support/caregiving/caregiver-health/caregiver-stress

What do you think?

الزبادي

الزبادي قيمة غذائية متكاملة وفوائد صحية فريدة للجسم والبشرة

مرض البارانويا أو جنون الارتياب