in

فقدان الذاكرة، وأنواعه، وأسبابه، وتأثيره، وكيفية التعامل معه، وعلاجه

     يُعاني بعض الأشخاص أحيانًا من صعوبة في استرجاع المعلومات من الذاكرة، وتَذَكُّر الأحداث اليومية والمواعيد والتفاصيل الهامة والذكريات المهمة في الماضي، قد تُشير هذه الاعراض إلى مرض فقدان الذاكرة، وسوف نتعرف في هذا المقال على أنواع وأسباب فقدان الذاكرة والعوامل التي تُؤثر على الذاكرة وكيفية تأثير فقدان الذاكرة على حياة المريض، بالإضافة إلى كيفية التعامل معه، وعلاجه النفسي والوظيفي والدوائي.

أنواع فقدان الذاكرة

     ويُمكن تقسيم فقدان الذاكرة إلى: فقدان الذاكرة المؤقت، وفقدان الذاكرة الدائم، وفقدان الذاكرة اللحظي.

  •     فقدان الذاكرة المؤقت يكون طبيعيًا وشائعًا، حيث يتعلق بالنسيان لفترة قصيرة ثم استعادة المعلومات تلقائيًا بعد فترة.
  •     فقدان الذاكرة الدائم فقد يكون مرتبطًا بمشاكل صحية مثل الصدمات النفسية، الإصابات في الرأس، أمراض الدماغ أو بعض الأمراض مثل الزهايمر.

وهناك نوع يُسمى:

  •     فقدان الذاكرة اللحظي وهو طبيعي ويحدث لجميع الأشخاص عند الاستيقاظ من النوم لمدة ثواني وكذلك قبل النوم بثوانٍ معدودة.

ويُمكن تقسيم أنواع فقدان الذاكرة أيضًا إلى: فقدان الذاكرة قصيرة المدى، وفقدان الذاكرة طويلة المدى، وفقدان الذاكرة التفارقي (فقدان الذاكرة الانفصالي).

1. فقدان الذاكرة قصيرة المدى

يتعلق هذا النوع بصعوبة تَذَكُّر الأحداث الجديدة بعد وقوعها، وعادةً ما يكون بسبب صعوبة في انتقال المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.

      2. فقدان الذاكرة طويلة المدى 

يتعلق هذا النوع بصعوبة تَذَكُّر الأحداث والمعلومات التي تعلمها المريض في الماضي.

3. فقدان الذاكرة التفارقي (فقدان الذاكرة الانفصالي)

يتعلق هذا النوع بنسيان الأحداث التي تحدث مباشرةً بعد حدوث صدمة عاطفية أو نفسية قوية، مثل حادث سيارة أو حادثة عنيفة.

وكذلك يُمكن تقسيم أنواع فقدان الذاكرة إلى: فقدان الذاكرة الكلي، وفقدان الذاكرة الجزئي.

  • فقدان الذاكرة الكلي

وفيه ينسى المريض جميع المعلومات التي كانت في ذاكرته بما في ذلك اسمه وعنوانه وأسماء أقاربه كذلك يصعب عليه تحديد المكان الموجود فيه والتاريخ.

  • فقدان الذاكرة الجزئي

ينسى المريض بعض المعلومات والأشخاص والأحداث التي تخص فترة زمنية محددة.

أسباب فقدان الذاكرة

العوامل البيولوجية والهرمونية والنفسية والبيئية جميعها مسؤولة عن الإصابة به بشكل أساسي ومنها:

  1. التقدم في العمر: تُمثل أمراض الشيخوخة عاملًا رئيسيًا في التَدَهوُر التدريجي للوظائف العقلية، بما في ذلك الذاكرة، مما يُؤدي إلى صعوبة استرجاع المعلومات.
  1. إصابات الرأس الحادة: مثل حادث سيارة أو سقوط على الرأس.
  1. بعض الأمراض العصبية: مثل الزهايمر وهو نوع من الخرف يُسبب تَدَهوُر التفكير والذاكرة والسلوك، ومرض التصلب الجانبي الضموري.
  1. بعض الأدوية: مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئات مثل البنزوديازيبينات والأدوية المضادة للكولين، وبعض الأدوية المخدرة مثل الكيتامين، والبروبوفول، والميدازولام، والكيتامين.
  1. تعاطي المخدرات: له تأثير مباشر وسلبي على الذاكرة. 
  1. الأمراض النفسية: مثل الاكتئاب واضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة.

العوامل التي تُؤثر على الذاكرة

1. الإجهاد والتوتر المزمن قد يؤدي إلى تشتيت الذهن والتركيز، مما يُؤثر على القدرة على استرجاع المعلومات بشكل فعال.

2. قلة وصعوبة النوم المستمرة قد تُؤثر سلبًا على القدرة على الاسترجاع وتخزين المعلومات.

3. التغيُرات الهرمونية في الجسم أثناء فترة الحمل وسن اليأس قد تُؤدي إلى تغيُّرات في الهرمونات وتُؤثر على وظيفة الذاكرة.

4. الصدمات العاطفية الشديدة قد تُسبب حدوث فقدان مؤقت في الذاكرة خاصةً للأحداث التي وقعت خلال فترة الصدمة أو حتى فترة ما قبلها، وعادةً ما تعود الذاكرة تدريجيًا بمرور الوقت.

5.بعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وقصور الدورة الدموية الطرفية، وتصلب الشرايين تُؤثر على تدفق الدم ووصوله إلى المخ وتُقلل نشاطه وتُضعف الذاكرة.

أعراض فقدان الذاكرة

  • عدم القدرة على استرجاع المعلومات أو الذكريات القديمة.
  • صعوبة تَذَكُّر الأحداث القريبة أو تكوين ذكريات جديدة وتعلم أشياء جديدة.
  • نسيان حقائق، وأحداث، وأماكن، وتفاصيل كثيرة.
  • عدم القدرة على تَذَكُّر الوجوه وأسماء الأشخاص والأماكن.
  • التفكير في أحداث غير حقيقية، حيث يتخيل الشخص لا واعيًا قصصًا وأحداثًا لملء الذاكرة الخالية.
  • الارتباك والقلق والتوتر والتردد.

تأثير فقدان الذاكرة وعواقبه

   هذا المرض يؤثر على:

1. الحياة اليومية: يجد المريض صعوبة في تَذَكُّر المواعيد والأحداث اليومية الهامة، مما يُؤثر على التنظيم الشخصي ويزيد من مستوى الإجهاد والتعب المزمن وقد يتعرض أيضًا لمشاكل في اتخاذ القرارات، مما يُؤثر على قدرته على العيش بشكلٍ مُستقل.

2. العلاقات الاجتماعية: قد يصعب على المريض تَذَكُّر أسماء الأشخاص وصلة القرابة معهم واسترجاع الذكريات مع الأهل والأصدقاء، مما يُؤدي إلى الإحراج والانعزال الاجتماعي.

3. الأداء الدراسي والعملي: قد يجد المريض صعوبة في استرجاع المعلومات والمهارات السابقة، مما يُؤثر على أدائه الدراسي وإنتاجيته في العمل.

علاج فقدان الذاكرة

 العلاج النفسي 

  •  الألعاب والتمارين العقلية مثل حل الألغاز والكلمات المتقاطعة وتكوين الصور قد تساعد على تحفيز الدماغ وتنشيط الذاكرة.
  • التدريب الذهني المستمر واستخدام تقنيات مثل الاسترجاع المتكرر والربط الذهني والتخيل الإبداعي قد يزيد القدرة على استرجاع المعلومات.
  • تقليل التوتر والقلق في الحياة اليومية وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق بانتظام والحصول على قسط كافٍ من الراحة.

العلاج الوظيفي 

ويقصد به وضع إستراتيجيات للتعامل مع المشكلات التي يتعرض لها المريض مثل:

1. التنظيم والتخطيط: استخدام قوائم المهام وتقسيمها إلى خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ، وتحديد الأولويات واستخدام تقويم لتسجيل المواعيد الهامة، واتِّباع جدول زمني ثابت للقيام بالأعمال اليومية.

2. استخدام المساعدات التذكارية مثل المفكرة الورقية أو تطبيقات التذكير على الهاتف الذكي لتسجيل المعلومات المهمة والمواعيد، واستخدام المنبهات.

3. العناية بالصحة العامة والحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم. 

4.الاهتمام بالتغذية الجيدة وتناول الأطعمة التي تقوي الذاكرة مثل: القهوة، والحبوب الكاملة، والبيض، والسمك الدهني، والشوكولاتة الداكنة، والتوت، والمكسرات، والفول السوداني، والبرتقال، والكركم ، والبروكلي، والأفوكادو، وبذور اليقطين، والشاي الأخضر، والبنجر ومنتجات الصويا.

5.الاعتماد على الروتين عن طريق وضع المفاتيح والهاتف المتنقل والنقود والأدوية والأغراض المهمة المستخدَمة يوميًا وكذلك المفكرة الورقية ومعها قلم في مكان واحد ثابت يتردد عليه المريض يوميًا.

6.يُفضَّل أن يحاول المريض التركيز والانتباه أثناء استلام المعلومات الجديدة، وكتابتها، أو تسجيلها على الهاتف، وقد يكون من المفيد تجنب الانشغال بالعوامل المشتتة والبقاء على اتصال بالموضوع الذي يتعلق به.

 العلاج الدوائي

  ومن ذلك:

  •  بعض المكملات الغذائية: قد تكون بعض الفيتامينات مفيدة لتنشيط الذاكرة مثل فيتامين ب المركب وفيتامين ب 12.
  • مثبطات كولينستيراز: تعمل هذه الأدوية على رفع مستويات الناقل الكيميائي المرتبط بالذاكرة (الجلوتامات).
  • ميمانتين: يعمل ميمانتين على تنظيم نشاط الجلوتامات.
  • أقراص دونيبيزيل: المستخدم لعلاج الخرف. 
  • ريفاستيجمين: يتم استخدامه فقط عندما يسبب دونيبيزيل آثارًا جانبية، أو إذا كان الشخص لا يستطيع تناوله لأسباب طبية.

من الجدير بالذكر أن هذه المعلومات هي عامة وقد تختلف الأسباب والعلاجات حسب حالة الفرد لذا يُفضَّل استشارة الأطباء والأخصائيين في علم النفس والذاكرة لتقييم الحالة وتقديم التشخيص وتحديد العلاج المناسب.

  1. https://www.medicalnewstoday.com/articles/9673#q-a
  2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2990548/#:~:text=Dissociative%20amnesia%20is%20a%20disorder,a%20traumatic%20or%20stressful%20nature.
  3. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2655107/#:~:text=Of%20the%20six%20major%20memory%20systems%2C%20episodic%20memory%20is%20the,missed%20appointments%20and%20late%20bills.
  4. https://www.acquiredbraininjury-education.scot.nhs.uk/impact-of-abi/cognitive-problems/memory/post-traumatic-amnesia/#:~:text=As%20the%20patient%20begins%20to,and%20understanding%20of%20their%20circumstances.
  5. https://www.altamirarecovery.com/drug-induced-amnesia-addiction/
  6. https://www.mdpi.com/2077-0383/10/22/5430
  7. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/amnesia/symptoms-causes/syc-20353360
  8. https://www.healthdirect.gov.au/amnesia#complications
  9. https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/healthy-aging/in-depth/memory-loss/art-20046518
  10. https://www.news-medical.net/health/Treatment-of-amnesia.aspx

What do you think?

تليف الكبد

السكتة الدماغية