اضطراب ما بعد الصدمة(PTSD)

تظهر الأعراض عادة خلال ثلاثة أشهر من الحدث الصادم، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تظهر الأعراض في فترة أبعد.

يتم تشخيص الفرد بأعراض PTSD عندما تستمر هذه الأعراض لأكثر من شهر وتؤثر بشكل ملحوظ على حياته الشخصية وعلاقاته وعمله.  

تنقسم الأعراض إلى أربع فئات شائعة، تختلف في شدتها من شخص لآخر، وتتضمن:

أعراض إعادة التجربة: 

•  إعادة إحياء الحادث، بما في ذلك الأعراض الجسدية مثل تسارع نبضات القلب والتنفس والتعرق.
• كوابيس مرتبطة بالحادث.
• أفكار متكررة غير مرغوب فيها تظهر بشكل لا إرادي.

تُحفز هذه الأعراض بواسطة الأفكار وسماع الكلمات ورؤية الأشياء المرتبطة بالحادث.

أعراض التجنب:

• تجنب كل ما يرتبط بالحادث، مثل الأشخاص والأماكن والأنشطة.
• تجنب تذكر والتفكير في الحادث.
• تجنب التحدث عن الحادث والمشاعر المرتبطة به.

تؤدي هذه الأعراض إلى تغيير أسلوب الحياة، على سبيل المثال، الشخص الذي تعرض لحادث سيارة؛ قد يتجنب قيادة السيارة أو ركوبها مرة أخرى بعد الحادث.

 أعراض الإثارة والتفاعل:

• التهيج ونوبات الغضب.
• صعوبة في التركيز.
• صعوبة في النوم.
• السلوك المتهور والمدمر للنفس.
• اليقظة المفرطة لكل ما يحدث حول الشخص 

 أعراض التفكير والمزاج:

• الشعور بالغضب والخوف والخجل ولوم الذات والآخرين.
• فقد الاستمتاع بالأنشطة المختلفة.
• الرغبة في الانعزال.
• صعوبة في الشعور بالسعادة والراحة.
• صعوبة في تذكر جوانب مهمة في الحادث.

يصنف PTSD إلى أربعة أنواع، لكل نوع أعراضه وصفاته.

• اضطراب ما بعد الصدمة الحاد: يعد هذا النوع الأكثر شيوعا، تظهر أعراضه خلال الثلاثة أشهر الأولى بعد الحادث المؤلم، يتضمن الاسترجاع المتكرر لذكريات الماضي، وتجنب تذكر الحادث، وصعوبة في النوم، واليقظة المفرطة، والتهيج.
• اضطراب ما بعد الصدمة المزمن: في هذا النوع، تستمر الأعراض لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر بعد الحادث المؤلم، تكون الأعراض أكثر حدة، وتشمل صعوبة في التعامل مع العلاقات الشخصية والعمل والنشاطات اليومية.
• تأخر ظهور اضطراب ما بعد الصدمة: في هذا النوع، تظهر الأعراض بعد مرور على الأقل ستة أشهر بعد الحادث المؤلم، وبالتالي، يُعد هذا النوع صعب التشخيص والعلاج لأن تأخر ظهور الأعراض يجعل من الصعب ربطها بالحادث.
• اضطراب ما بعد الصدمة المعقد: ينتج هذا الاضطراب نتيجة للتعرض لفترة طويلة  أو بشكل متكرر لصدمة، مثل سوء المعاملة والأسر. في هذا النوع يظهر لدى الشخص أعراض مشابهة للأنواع الأخرى من PTSD بالإضافة إلى صعوبة في إدراك الذات ومشاكل في تنظيم العواطف، ومعتقدات مشوهة للذات والآخرين.

يحدث اضطراب ما بعد الصدمة عندما يتعرض الشخص لحادث صادم يهدد سلامته أو حياته. قد يكون حدثا فرديا واحدا أو قد يمتد لفترة طويلة أو يتكرر عدة مرات.

يمكن أيضا أن يصاب الشخص بهذا الاضطراب عند مشاهدته لحادث صادم أو عندما يعلم أن أحد أحباءه تعرض لحادث صادم.

أحداث صادمة مثل:

• حوادث خطيرة، مثل حادث سيارة.
• إصابة خطيرة أو مرض مفاجئ.
• الحروب والقتال العسكري.
• الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات.
• الاعتداء الجسدي.
• الاعتداء اللفظي.
• الاعتداء الجنسي.
• التنمر.
• فقدان مفاجئ لشخص عزيز.

ليس كل شخص يتعرض لحادث صادم يظهر عنده أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. من العوامل التي تُحفز ظهور اضطراب ما بعد الصدمة عند الفرد:

•  الاختلافات الفردية في التحمل النفسي وطرق التعامل مع الضغوط النفسية.
• العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الدعم الاجتماعي الضعيف والعزلة وصعوبة التكيف الاجتماعي والتجارب السلبية السابقة.
• الجنس، حيث وُجد أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
• العوامل البيولوجية والوراثية، حيث وُجد أن هناك عوامل وراثية تزيد من التوتر النفسي عند التعرض للضغوط. أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة لديهم مستويات غير طبيعية من بعض الناقلات العصبية والهرمونات، ويعانون من تغيرات في الدماغ.

تغيرات في الناقلات العصبية والهرمونات:

• مستويات طبيعية إلى منخفضة من الكورتيزول(هرمون التوتر) ومستويات مرتفعة من عامل إطلاق الكورتيكوتروبين(CRF).
• يؤدي ارتفاع CRF إلى زيادة النورإيبينفرين مما يؤدي إلى زيادة استجابة الجهاز العصبي الودي(الذي يحفز الأعضاء والأنظمة في الجسم للاستجابة للمواقف الطارئة) وتزداد معها معدل ضربات القلب، ضغط الدم، الانتباه وردود الفعل المفاجئة.
• تغير في مستويات ناقلات عصبية أخرى مثل حمض جاما أمينوبيوتيريك GABA، الغلوتامات، السيروتونين.

التغيرات الدماغية:

• تناقص حجم الحصين(جزء من الدماغ مسؤول عن التحفيز والعاطفة والتعلم والذاكرة).
• تفاعل مفرط للوزة الدماغية(جزء من الدماغ مسؤول عن العواطف واستجابات الخوف).
• تناقص حجم القشرة الجبهية الوسطى التي تتحكم جزئيا في التفاعل العاطفي للوزة الدماغ)

يُنصح بالتوجه إلي الأخصائي النفسي عندما تكون الأعراض مستمرة بعد الحادث الصادم لفترة لا تقل عن شهر، وتكون شديدة بما يكفي لتُعيق حياة الشخص العملية والاجتماعية والأسرية.

يُشخص الطبيب اضطراب ما بعد الصدمة استنادا إلى الأعراض وتاريخ الحادث والتاريخ الطبي وتاريخ الصحة العقلية وتعرض الفرد للصدمات.

يطلب الطبيب أيضا إجراء فحص جسدي واختبارات معينة، مثل اختبارات الدم، لاستبعاد أي حالة مرضية أخرى قد تكون سببا لبعض الأعراض.

يُعد العلاج النفسي (العلاج بالكلام) أوالأدوية أو كلاهما معا هما العلاج الرئيسي لهذا الاضطراب.

العلاج النفسي: يُقدم عن طريق أخصائي نفسي، الذي بدوره يعلم المريض كيفية إدارة مشاعره وأفكاره وتحديد ما يثيرها. يتضمن هذا النوع من العلاج أساليب متنوعة، مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات (TF-CBT)، العلاج بإزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR).

العلاج الدوائي: يُستخدم لمعالجة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مثل مضادات الاكتئاب لتحسين المزاج وتقليل مشاعر الغضب والقلق، كما يمكن أيضا استخدام أدوية أخرى لمعالجة مشاكل النوم والأحلام المزعجة.

لا يمكن منع حدوث الحادث الصادم، ولكن يمكن تعلم كيفية إدارة المشاعر والأفكار والخوف بعد الحادث لتجنب تطور اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن القيام بذلك عن طريق:

• اللجوء للدعم من الأسرة والأصدقاء للشعور بالأمان.
• النظرة الإيجابية لردود الفعل التي تمت أثناء الحادث.
• التعامل والتعايش بالرغم من وجود الخوف.
• الانشغال بنشاطات رياضية أو هوايات وتعلم أساليب الاسترخاء.