التوحد عند الأطفال ...أعراضه وأسبابه وطرق علاجه المختلفة

محتويات المقال

يُعد التوحد عند الأطفال أحد الظواهر المنتشرة حديثًا بين الأطفال، وسنتناول في هذا المقال مرض التوحد، وأعراضه، بالإضافة إلى تأثيره على مهارات التواصل عند الطفل.

تعريف التوحد

التوحد (Autism spectrum disorder) هو اضطراب في الدماغ حيث يحد من تواصل الطفل وسلوكه الاجتماعي مع الآخرين، ويصيب التوحد طفلاً واحداً من كل 59 طفلاً، كما يصيب الذكور أكثر من الإناث، بمعدل 4 ذكور مقابل أنثى واحدة.

تظهر أعراض التوحد عند الأطفال مبكراً خلال السنة الأولى ما بين الشهر الـ 12 والـ 24 من عمر الطفل، ويتم تقييم حالة الطفل طبقاً للأعراض الظاهرة عليه. يواجه الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في فهم وإدراك الآخرين، حيث تصبح سلوكياته متكررة بشكل ملحوظ.

وبالرغم من مواجهة الطفل لبعض الصعوبات سواء في التعلم أو في التعبير عن نفسه بالكلمات أو الإيماءات أو تعبيرات الوجه، إلا أنه يجيد الفن والموسيقى والرياضيات ويتميز بذاكرة قوية لذا من الممكن أن يؤدى أداءً جيداً في حل المشكلات. لذلك فمن الضروري الملاحظة الجيدة للطفل لأن التشخيص المبكر للتوحد يحدث تغيراً فارقاً.

مدى انتشار التوحد عند الأطفال

ينتشر التوحد حاليًا بصورة كبيرة بين الأطفال في السن المبكر، ولكن ليس من الواضح تماماً السبب في تلك الزيادة، هل بسبب التغيرات المرتبطة بالمرض وكيفية تشخيصه، أو بسبب زيادة حقيقية في احتمالية حدوث المرض.

أعراض التوحد عند الأطفال في عمر ثلاث سنوات

– أعراض مرتبطة بالتواصل الاجتماعي:

قلة التواصل البصري للطفل.
تجنب الاستماع للآخرين وعدم الالتفات إلى صوت الأم.
عدم استجابة الطفل لاسمه.
مشاكل في فهم الكلام، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت.
النفور من تبادل العناق.

– أعراض مرتبطة بنمط سلوك الطفل ونشاطه:

تكرار الأفعال مرارًا وتكرارًا.
التقيد بتصرفات وسلوكيات معينة.
اهتمامات ثابتة.
ردود فعل سلبية لبعض الأصوات.
عدم الابتسام للآخرين.
مشاكل في التكيف عند تغيير الروتين اليومي للطفل.
التحدث بصوت غنائي أو آلي.

أسباب التوحد عند الأطفال

ليس هناك سبب معين للتوحد، ولكن يرجح الخبراء العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة ومنها:

مشاكل في الدماغ، حيث يؤثر التوحد على مناطق معينة بالدماغ، وهذه المناطق هي المتحكمة في التواصل والمشاعر وحركات الجسم عند الطفل.
تعرض الأم أثناء الحمل لبعض المواد الكيميائية، مثل: الأدوية المضادة للتشنجات أو المشروبات الكحولية.
الأمهات والآباء الذين ينجبون أطفالاً في وقت متأخر من العمر.
إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مصابًا بالتوحد.
تعرض الأم للملوثات البيئية أو المعادن الثقيلة.
ولادة الطفل بوزن منخفض.
كما أن لبعض الجينات دوراً أيضاً في جعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتوحد كولادة طفل لعائلة لديها تاريخاً عائلياً للإصابة بالتهابات فيروسية.
إذا كانت الأم تعاني من الحصبة الألمانية (German measles) أو بعض الأمراض التي تسبب اضطرابات في عملية الأيض أثناء الحمل (Untreated phenylketonuria PKU).
إذا كانت الأم تعاني من السمنة أو مرض السكري.

متى يستوجب عليك زيارة الطبيب؟

إذا كان طفلك:

لا يستجيب للابتسامة ولا يعبر عن سعادته في عمر 6 أشهر.
لا يميز الأصوات في عمر 9 أشهر.
لا يثرثر في عمر 12 شهر.
لا يشير لشئ أو يلوح بيده في عمر 14 شهر.
لا يستطيع التفوه بكلمة واحدة في عمر 16 شهر.
لا يلعب في عمر 18 شهر.
لا يستطيع إكمال جملة من كلمتين في عمر 24 شهر.
يفقد المهارات اللغوية والتواصل الاجتماعي في أي عمر.

هل توجد صلة بين تطعيم الطفل وإصابته بالتوحد؟

أُثير الجدل منذ سنوات على وجود صلة بين التطعيم باللقاحات والإصابة بمرض التوحد، ولكن أثبتت الدراسات حديثاً أنه لا توجد صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR vaccine) والتوحد.

أضرار التوحد عند الأطفال

يواجه الطفل العديد من المشاكل في التواصل مما يؤدي إلى:

مشاكل في المدرسة والتعلم.
الانعزال الاجتماعي وتجنب التعامل مع زملائه.
التوتر داخل العائلة.
قد يؤذي الطفل نفسه أو يشعر بالخوف.

تشخيص التوحد

يتمثل تشخيص التوحد عند الأطفال كالآتي:

-مشاكل التحدث والنطق: يراقب الطبيب استجابة الطفل للأصوات، والتعبيرات المختلفة للوجه، وفي حال وجود مشكلة في الاستجابة لدى الطفل ينصح الطبيب بزيارة لـ معالج النطق.

-ضعف مهارات الطفل الاجتماعية: يلاحظ الطبيب تجنب الطفل النظر إلى أعين الآخرين وتجاهلهم بما في ذلك والديه، وكذلك يحدق الطفل في الأشياء لفترة طويلة.

-التقييم: لا يوجد اختبار طبي للتوحد ولكن يتم إجراء تلك الاختبارات من أجل استبعاد احتمالية إصابة الطفل بفقدان السمع، أو صعوبة في التحدث والنطق، وغيرها من المشاكل الأخرى التي ليس لها علاقة بالتوحد.

كما يحتاج الطبيب من والدى الطفل الإجابة على بعض الأسئلة لتقييم سلوكه، لأن التشخيص والعلاج المبكر للتوحد قبل سن الثالثة يحسن من تطور مهارات الطفل تدريجياً.

علاج التوحد عند الأطفال

ليس هناك علاج طبي للتوحد بالأدوية، ولكن تتم معالجة الطفل عن طريق التخفيف من الأعراض التي يعاني منها، وعادة ما تختلف طريقة الاستجابة للعلاج من طفل لآخر، فإذا كان الطفل يعاني من:

– مشاكل سلوكية خطيرة وتصرفات عدوانية: يصف الطبيب أدوية مضادة للذهان، مثل: ريسبيريدون (Risperidone).

– إلحاق الضرر بنفسه والإصابة بنوبات غضب: يصف الطبيب للطفل في هذه الحالة أريبيبرازول (Aripiprazole).

– تشنجات: يوضع الطفل تحت الملاحظة مع إعطائه أدوية مضادة للتشنجات أو أدوية مضادة للاكتئاب.

ومن ضمن طرق علاج التوحد عند الأطفال أيضاً:

علاج النطق والتحدث.
العلاج البدني.
العلاج بالممارسة.
العلاج باللعب مع الطفل.
العلاج السلوكي.
العلاج التعليمي.
العلاج العائلي.

التوحد عند الأطفال والأكل

يتناول حوالي 30% من الأطفال المصابين بالتوحد مواد غير غذائية، مثل: الأوراق على سبيل المثال، لذلك تعد مشاكل الجهاز الهضمي من أكثر المشاكل التي يعانون منها. كما أنه من الضروري إشراف الطبيب على نظام غذائي للطفل لضمان التغذية الجيدة مع الابتعاد عن أي أغذية تحتوى على إضافات صناعية أو ألوان أو مواد حافظة.

ينصح طبيب التغذية ببعض الأطعمة منها: