التوحد…أسبابه وأعراضه وأنواعه و 5 طرق ممكنة للعلاج

محتويات المقال

التوحد(Autism)هو حالة طيفية (spectrum condition)والتي تؤثر على مجموعات مختلفة من الناس بدرجات متفاوتة وليس بدرجة واحدة. أجريت العديد من الدراسات لمعرفة أسباب التوحد ولكن حتى الآن لم يصل العلماء إلى السبب المؤكد أو العامل الرئيسي المسؤول عن الإصابة بالمرض.

ما هو التوحد؟

التوحد هو خلل جيني ناجم عن اضطرابات في خلايا الدماغ. ويمكن تعريفه أيضاً بأنه تطور مجموعة من التأثيرات الجينية وغير الجينية وتتداخل معها عوامل بيئية.

وهذه العوامل والتأثيرات ليست هي المسئولة بحد ذاتها عن المرض ولكنها قد تزيد من خطر الإصابة به.

ولكن في نفس الوقت من الممكن حدوث بعض هذه التغييرات الجينية لدى أشخاص غير مصابين مما يؤكد أن هذه التغييرات الجينية والبيئية هي مجرد عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتوحد وليست هي السبب الرئيسي للمرض.

هل هناك أسباب مؤكدة للإصابة بمرض التوحد؟

في عام 1977 أجريت أول دراسة عن مرض التوحد على 11توأماً متماثلاً و10

توائم غير متماثلة في جميع أنحاء بريطانيا.

توصلت الدراسة إلى أن نسبة التوافق في التوائم المتماثلة تصل إلى 80-85%

أما التوائم غير المتماثلة فقد تصل النسبة إلى 5-20% فقط. هذا يدل على وجود

عنصر وراثي قوي لهذه الحالة.

وبالنسبة للحالة الخاصة بـ التوائم غير المتماثلة فإن الزوجين اللذين لديهما طفلٌ مصابٌ بالتوحد لديهم احتمال أكبر لإنجاب طفل آخر مصاب بنفس المرض.

أثبتت الدراسات أيضاً أن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتوحد خصوصاً في العائلات إذا حدث تغير جيني في جينات الأم أو الأب

(حتى وإن لم يكن أحدهما مصاباً) فسوف تزيد من احتمالية إنجاب طفلٍ

مصابٍ بالتوحد.

هل هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد؟

هناك عوامل مرتفعة الخطورة مثل:

تقدم الوالدين في العمر (الإنجاب في عمر متقدم)
مضاعفات الحمل أو الولادة مثل:

الولادة قبل 37 شهراً(الأطفال الخدج).
انخفاض الوزن عند الولادة.
الحمل المتعدد(التوائم الثنائية والثلاثية).

ما هي الأعراض التي تظهر على مريض التوحد؟

تظهر أعراض التوحد عند الطفل المصاب منذ الشهور الأولى من عمر الطفل وهذه الأعراض منها:

لايبدي اهتماماً بالأطفال الأخرين أثناء اللعب ولا يشاركهم في اللعب.
لا يظهر على وجهه مشاعر السعادة أو الحزن أو الغضب.
لا يلعب ألعاباً تفاعلية عند عمر 12 شهراً.
لا يغني ولا يرقص مثل بقية الأطفال عند سماع الموسيقى والغناء.
لا يلاحظ عندما يتأذى الآخرون أو يشعرون بالانزعاج.
يستخدم الإيماءات بشكل قليل جدَا أولا يستخدمها على الإطلاق في عمر 12 شهراً.
يتجنب الاتصال بالعين.

هناك أعراضاً أخرى تتضمن سلوكيات مختلفة واهتمامات مقيدة ومتكررة مثلاً:

ردود أفعال غير عادية أو مبالغ فيها للتعبير عن الأشياء أو ملمسها أو طعمها.
لديه اهتمامات أو هوايات بشكل هوسي.
ينزعج جدًا من التغيرات الطفيفة في روتينه اليومي.
يركز على أجزاء من الأشياء مثل: الأجنحة – العجلات.
يلعب الألعاب بنفس الطريقة كل مرة.
يكرر الكلمات أو العبارات بصورة دائمة فيما يعرف ب(الايكولاليا).
يحب ترتيب الأشياء وينزعج كثيراً إذا تغير الترتيب لأي سبب.
يحب اتباع القواعد والإجراءات ولا يحب العشوائية.
يرفرف أو يهز جسمه أو يدور حول نفسه في دوائر للتعبير عن الانزعاج أو الفرح.

هناك أيضاً بعض الأعراض التي تتضمن اضطرابات عقلية وقدرات متأخرة مثل:

تأخر الكلام عند الأطفال.
تأخر المهارات الحركية.
الصرع واضطرابات في النوم.
وجود مشاكل في الجهاز الهضمي مثل(الإمساك).
التوتر والقلق بشكل مفرط.
شدة الخوف أو قلة الخوف أكثر من المتوقع.

بعض المعلومات والنظريات الخاطئة عن مرض التوحد

بعض النظريات التي تبين عدم صحتها علمياً مثلاً:

1. أن التوحد سببه الآباء السيئين أو البرود العاطفي من الأم:

هذه النظرية ثبت خطأها وإن كانت هذه الأسباب قد تؤدي إلى تفاقم حالة المريض.

ولكنها ليست الأسباب الأساسية للمرض.

2.التطعيمات هي السبب:

أيضاً هذه النظرية ثبت خطأها بالإحصائيات بالتطعيمات ليس لها صلة بالإصابة

بالتوحد.

3.تناول بعض الأطعمة يسبب الإصابة بالمرض:

الطعام(أياً كان نوعه ) ليس له علاقة.

لذلك نجد أنه بعد الدراسات الدقيقة والإحصائيات توقف العلماء عن التفكير في مرض التوحد كحالة واحدة لها سبب واحد ولكن كان تفكيرهم موجهاً إلى أن التوحد سببه عدة عوامل منها التغيرات الجينية والعثور على هذه الجينات الدقيقة المسؤولة عن التوحد، ولكن لم ينجح العلماء في اكتشاف هذه الجينات.

ولذلك فقد اعتبرها مجموعة من الحالات المختلفة التي لها أعراض سلوكية متشابهة نسبياً.

إقرأ أيضاً:الأفيزيا “الحبسة الكلامية”وأسبابها وتشخيصها و20 تمريناً لعلاجها.

هل هناك أنواع مختلفة من طيف التوحد؟

هناك 4 أنواع مختلفة من طيف التوحد وهي:

متلازمة أسبرجر(ASD) وهي أخف أنواع التوحد:

يؤدي الأشخاص المصابون ب(متلازمة أسبرجر) الأنشطة الدراسية بشكلٍ جيدٍ.

ولكن لديهم مشكلة في التواصل الاجتماعي ويكون سلوكهم متكررا ومحددا ولا يسمحون بالمرونة في التعامل مع الناس.

أعراض متلازمة أسبرجر

لهم هوايات بشكل هوسي مما يؤثر على أنشطتهم اليومية.
لديهم صعوبات في فهم الإيماءات وتعابير الوجه واللغة.
يستغرقون وقتاً في التفكير والتحدث حول موضوع معين.
ينزعجون من حدوث أي تغييرات في روتين حياتهم اليومي.
يتحكمون في انفعالاتهم بصعوبة.

2.متلازمة ريت(rett syndrome):

هذه المتلازمة تصيب الأطفال الإناث على وجه الخصوص فمن كل 1000 فتاة يتم

اكتشاف فتاة واحدة تحمل المرض وذلك عندما تتأخر الفتاة في معدل التطور التنموي المطلوب.

أعراض متلازمة ريت:

ضعف في الكلام.
صعوبة في التنفس والنوم.
صغر حجم الرأس.
فقدان القوة العضلية.
حركات لا إرادية لليد.
انحناء غير طبيعي في العمود الفقري.

3.اضطراب الطفولة التفككي(CDD):

يظهر هذا النوع في سن 3 سنوات بشكل رئيسي. وهي حالة نادرة يعاني الطفل فيها من فقدان المهارات. وتصنف ضمن أنواع (الخرف الطفولي) حيث يتراكم الأميلويد(amyloid) في دماغ الطفل.

أعراض اضطراب الطفولة التفككي:

التوقف عن الكلام فجأة بسبب عدم القدرة على تطوير التواصل اللفظي.
تأخر في النمو العاطفي.
ظهور الهلوسة عند الطفل.
فقد السيطرة على الأمعاء وقدرات الرعاية الذاتية.
تأثر قدرات اللعب عند الطفل.
فقد المهارات اللغوية.

4.متلازمة كانر:

قد يبدو الأطفال المصابين بهذه المتلازمة منتبهين وأذكياء ولكن لديهم اضطرابات ومشاكل أخرى مثل:

صعوبات في التعلم.
قلة الإرتباط العاطفي.
فقدان الذاكرة والمهارات البصرية.
الهوس في التعامل مع الأشياء.

ما هو العلاج النهائي لمرض التوحد؟

بما أن سبب التوحد قد يكون بعض التغيرات الجينية أو ظهور اضطرابات في الكروموسومات مثل (متلازمة داون) فإن العلاج ليس نهائياً ولكننا نستطيع تحسين حالة المريض المصاب بالتوحد وتخفيف الأعراض عن طريق:

العلاج السلوكي: يساعد في تحسين التواصل عن طريق إعطاء الطفل مهمة ثم إعطائه مكافأة عندما يؤدي المهمة بنجاح.
علاج النطق: عن طريق إعطاء الطفل بطاقات عاطفية للمساعدة على فهم محتوى البطاقة من المشاعر المقدمة له ويتحدث عنها.
العلاج الأسري: حيث يطلب من جميع أفراد الأسرة نطق أسمائهم حتى يتذكر الطفل أسمائهم ويناديهم.
الأدوية: توصف الأدوية بحسب الأعراض مثل: مضادات الإكتئاب ومضادات الذهان.
العلاج بالخلايا الجذعية: يساعد في تطوير الدائرة العصبية في الدماغ مما يقلل من الأعراض.