in

داء الفيل

داء الفيل يُعد من الأمراض الاستوائية المهملة وهو حالة مرضية تتميز بتضخم أجزاء من الجسم مثل الأطراف الأرجل والأيدي والأعضاء التناسلية والثديين، السبب الرئيسي لهذا المرض هو انسداد الجهاز اللمفاوي مؤديا إلى تراكم سائل اللمف بداخله(الوذمة اللمفية) مما يسبب تورما لهذه المنطقة. هذا المرض منتشر في المناطق الاستوائية والشبه استوائية مثل أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية والهند. داء الفيل يسمى بهذا الاسم لما يسببه من انتفاخات كبيرة وتغير في جلد الأيدي والأرجل بما يشبه أرجل الفيل. يمكن أن يصاب الشخص بداء الفيل في فترة الطفولة ولكن تظهر الأعراض في مرحلة متأخرة من العمر. يصيب الذكور والإناث في أي مرحلة عمرية.

اسباب داء الفيل

داء الفيل يحدث بسبب انسداد الجهاز اللمفاوي وتراكم سائل اللمف، هذا الانسداد يحدث نتيجة لعدة أسباب.

السبب الرئيسي والأكثر شيوعا يكون عندما يُلدغ الشخص ببعوضة مصابة بدودة طفيلية من عائلة الفيلاريوديدا الشبيهة بالخيوط وفي هذه الحالة يعرف داء الفيل باسم داء الفيلاريات اللمفاوي، توجد ثلاثة أنواع من هذه الديدان الطفيلية المسببة لداء الفيل:

  • فخرية بنكروفتية: مسؤولة عن 90% من الحالات.
  • بروجيا مالاى.
  • بروجيا تيموري.

تلدغ البعوضة المصابة الشخص فتترك يرقات ناضجة دقيقة(يرقة معدية) على الجلد، تستطيع هذه اليرقات اختراق الجلد والذهاب إلى الجهاز الليمفاوي حيث تكبر إلى ديدان كبيرة مسببة التهابا وتدميرا للجهاز اللمفاوي.

تعيش الديدان لفترة ٦-٨ سنوات منتجة الملايين من اليرقات الدقيقة غير الناضجة(ميكروفيلاريا) التي تنتقل إلى مجرى الدم، عندما تلدغ بعوضة هذا الشخص المصاب وتتغذى على دمه تنتقل إليها هذه اليرقات غير الناضجة وتتحول إلى يرقات ناضجة(يرقة معدية) تنتقل إلى شخص آخر عندما تقوم بلدغه هذه البعوضة المصابة.

يُنقل داء الفيل عن طريق أنواع مختلفة من البعوض منها:

  • بعوضة الكيلوكس: المنتشرة في الأماكن الحضرية وشبه الحضرية.
  • بعوضة الأنوفيلة: المنتشرة في المناطق الريفية.
  • بعوضة الزاعجة: المنتشرة في جزر المحيط الهادئ.  

هناك أمراض بكتيرية منتقلة جنسية تسبب داء الفيل وفي هذه الحالة يعرف المرض بداء الفيل التناسلي، من هذه الأمراض:

  • الورم الحبيبي اللمفي المنقول جنسيا(LGV): المسبب بكتيريا الكلاميديا الحثرية المصلية L1-L3 التي تسبب انسدادا للجهاز اللمفاوي في منطقة الأعضاء التناسلية. 
  • داء الدونوفانوسيس: المسبب بكتيريا الورم الحبيبي كاليماتوباكتيريوم(كليبسيلا) التي تسبب تضييقا للأوعية اللمفاوية.

من الأسباب الأخرى لداء الفيل داء الليشمانيات، والسل، والجذام، والعدوى المتكررة بالعقديات، والعلاج الإشعاعي مسببا وذمة لمفية، والجراحة مثل الاستئصال الجراحي للعقد اللمفاوية لعلاج السرطان مؤديا إلى تراكم السائل اللمفاوي.

يحدث داء الفيل أيضا في حالة داء تسوس الأظافر(يعرف أيضا بداء الفيل غير الفيالاري) نتيجة امتصاص جزيئات معدنية دقيقة من التربة بواسطة القدم العارية للشخص، هذه المعادن تسبب تهيجا للجهاز اللمفاوي يؤدي إلى تكون أورام حبيبية في الأوعية اللمفاوية في القدمين والساقين.

اقرأ أيضا: أنواع الديدان

 اعراض داء الفيل

يعد تورم أماكن مختلفة من الجسم هو العرض الأساسي لهذا المرض نتيجة لانسداد الأوعية اللمفاوية المسؤولة عن تجميع سائل اللمف من أنسجة الجسم ونقله لمجرى الدم وبالتالي يتراكم سائل اللمف في الأنسجة مسببا تورما للأنسجة(الوذمة اللمفية).

الأجزاء الأكثر عرضة للإصابة بالانتفاخ هي:

  • الأرجل والأيدي: يمكن أن يتضخما عدة مرات أكثر من حجمهما الطبيعي متشبهين بذلك أرجل الفيل.
  • الأعضاء التناسلية الخارجية في الرجال والنساء، في الرجال يمكن أن يتضخم كيس الصفن(القيلة المائية).
  • الثديين عند النساء.

هذا التورم يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم وألم.

نتيجة لتدمير الجهاز اللمفاوي وهو جزء من الجهاز المناعي للجسم تضعف مناعة الجسم ويكون أكثر عرضة للإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية ثانوية في الجلد؛ فيكون جلد المنطقة المتورمة جافا، وسميكا، ومتقرحا، ومنقرا، ومغطى بالحصى، ولونه أغمق من الطبيعي.

 يمكن أن يصاب بعض الأشخاص المصابين بداء الفيل الذين يعيشون في منطقة آسيا بمرض في الدم يعرف باسم متلازمة فرط الحمضيات الرئوية الاستوائية ويتميز بكثرة اليوزينيات في الدم وضيق في التنفس وسعال وصفير عند التنفس. 

تشخيص داء الفيل

يشخص الطبيب داء الفيل معتمدا على الأعراض الظاهرة على المريض وعلى التاريخ الطبي له وهل سبق له التواجد في مكان من المحتمل فيه الإصابة بداء الفيل.

يجري الطبيب أيضا فحوصات جسدية بالإضافة إلى إجراء فحوصات في الدم للكشف عن:

  • وجود عدوى نشطة أو وجود الدودة الطفيلية المسببة لداء الفيل، بما أن هذه الدودة تنتشر في الدم في الليل(تسمى الدورية الليلية) فيوصي بأخذ عينة الدم في الليل لضمان وجودها.
  • وجود أجسام مضادة وهي أجسام ينتجها الجهاز المناعي استجابة لوجود عدوى.

قد يطلب الطبيب إجراء الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية للكشف عن إذا ما كان هناك أسباب أخرى مسببة الوذمة اللمفاوية.

علاج داء الفيل

يعتمد علاج داء الفيل على القضاء على المسبب الرئيسي للمرض وعلاج أعراضه، في حالة داء الفيلاريات اللمفاوي يتم العلاج باستخدام مجموعة من الأدوية التي تقلل بشكل فعال كمية الميكروفلاريا في الدم وبالتالي تقلل أيضا من انتقالها إلى البعوض، هذه الأدوية تشمل:

  • ألبيندازول(ألبينزا).
  • الإيفرمكتين(مكتيزان).
  • سترات ثنائي إيثيل كاربامازين(DEC). 
  • أما في حالة التورم الحبيبي اللمفي المنقول جنسيا(LGV) يتم العلاج باستخدام الدوكسيسيكلين، وفي حالة داء الدونوفانوسيس العلاج باستخدام أزثروميثين.

يوصي الطبيب بالآتي لعلاج التورم والالتهابات الجلدية نتيجة الوذمة اللمفية:

  • تنظيف وتجفيف المناطق المتورمة يوميا.
  • استخدام كريمات مرطبة للجلد.
  • علاج الجروح في المناطق المتورمة واستخدام كريمات علاجية.
  • ممارسة المشي والتمارين الرياضية.
  • إبقاء الأطراف المتورمة(الأيدي والأرجل) مرتفعة للأعلى عند الاستلقاء أو الجلوس لتحسين تدفق سائل اللمف داخل الأوعية اللمفاوية.
  • تغليف الأطراف برباط ضاغط لمنع تفاقم الورم ولكن ذلك يتم تحت إشراف الطبيب. 

قد يلجأ الطبيب للجراحة في بعض الحالات النادرة لإزالة الأنسجة اللمفاوية المتضررة أو لتقليل الضغط في المناطق المتورمة مثل كيس الصفن.لتجنب العدوى الثانوية للجلد يوصي الطبيب باستخدام المضادات الحيوية المضادة للعقديات. أعراض أخرى يصف الطبيب لها مضادات للهيستامين ومسكنات للألم. بالإضافة للعلاج الدوائي قد يحتاج المريض للدعم النفسي والعاطفي للتكيف على ممارسة حياته في وجود أعراض المرض.

 هل داء الفيل معدي؟

تبعا للمسبب لداء الفيل يمكن تحديد إذا كان المرض معديا أم لا، في حالة داء الفيلاريات اللمفاوي لا يكون المرض معديا أي لا ينتقل من شخص لشخص عن طريق التلامس أو التنفس ولكن ينتقل عن طريق وسيط وهي البعوضة في هذه الحالة.

في حالة داء الفيل التناسلي يكون المرض معديا وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

 داء الفيل الناتج عن العلاج الإشعاعي أو الجراحي يكون غير معد.

هل داء الفيل وراثي؟

هناك ثلاثة أنواع من الوذمة اللمفية الوراثية التي تتميز بتورم أجزاء معينة من الجسم وزيادة سُمك وتصلب الجلد في هذه المناطق:

  • الوذمة اللمفية الوراثية الخلقية(مرض ميلروي).
  • الوذمة اللمفية المبكرة(مرض ميج).
  • الوذمة اللمفية الآجلة.

في هذه الحالات يتم توريث الوذمة اللمفية كصفة جسدية أساسية.

مخاطر داء الفيل

إهمال العلاج الدوائي مع وجود أعراض التورم في أجزاء الجسم والتغيرات الجلدية والجروح يؤدي إلى عجز في الحركة وعدم القدرة على ممارسة الأعمال اليومية بشكل طبيعي؛ فيصاب الشخص المريض بالتوتر والعزلة والاكتئاب

تجنب الإصابة بداء الفيل

إذا كان الشخص مسافرا إلى المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية لفترة طويلة فهو أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض ولذلك يجب:

  • تجنب التعرض للدغات البعوض بارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة والبناطيل واستخدام شبكة للحماية من البعوض والمواد الطاردة.
  • أخذ ثنائي إيثيل كاربامازين(DEC)، والألبيندازول، والإيفرمكتين كعلاج وقائي قبل السفر.
  • ارتداء الأحذية وعدم السير بأقدام عارية على التربة.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية.

References

د.هبة محمد

What do you think?

الفوبيا: أنواعها و 4 طرق للتغلب عليها

الفوبيا: أنواعها و 4 طرق للتغلب عليها