in

مقاومة المضادات الحيوية في تزايد مستمر!

يصف الطبيب المضادات الحيوية في علاج الأمراض الناتجة عن الجراثيم (الميكروبات) المعدية والتي تتضمن البكتيريا والفطريات، ويوصى بتناولها لفترة محددة حسب شدة ونوع العدوى بدون تكرارها إلا عند الحاجة، ولكن غالبًا ما يحدث سوء أو إفراط في استخدامها مما يؤدي إلى الزيادة المستمرة في مقاومة المضادات الحيوية (ِAntibiotic Resistance).

ويتناول هذا المقال الحديث عن أهمية المضادات الحيوية وأهم الأشياء التي تتعلق بمقاومة المضادات الحيوية وكيفية معالجتها لكي نحافظ على أنفسنا من خطورة عدم القدرة على مواجهة الأمراض المعدية المنتشرة عالميًا. 

أهمية المضادات الحيوية

للمضادات الحيوية ضرورات كثيرة لاستخدامها في المجال الطبي ومن أهمها:

  • تنقذ المضادات الحيوية كثيرا من المصابين بالعدوى البكتيرية الخطيرة.
  • تلعب دورًا هامًا في إتمام نجاح العمليات الجراحية.
  • تعالج الالتهابات التي تحدث بشكل متكرر لمن لديهم نقص المناعة مثل مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي.
  •  تقي المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى السكري أو الفشل الكلوي أو التهاب المفاصل الروماتويدي من مضاعفات ما بعد العدوى لأنهم الأكثر عرضة لها.

ما هي مقاومة المضادات الحيوية؟

يشير مصطلح مقاومة المضادات الحيوية إلى عدم قدرة المضادات الحيوية التي كانت فعالة ومستخدمة بالفعل على علاج العدوى الجرثومية وذلك نتيجة لتحوّر الجراثيم -وخاصة البكتيريا- وتغير تكوينها فتقاوم تلك العقاقير وتبطل مفعولها، مما جعل منظمة الصحة العالمية (WHO) أن تضع التصدي لتلك الظاهرة كواحدة من أهم أولوياتها وتحذر من اقتراب قدوم عصر ما بعد المضادات الحيوية (post-antibiotic era) وهو الوقت الذي لا نجد فيه أي مضاد حيوي فعال.   

اقرأ أيضًا: حمى النفاس ..أسبابها وطرق العلاج و6 طرق للوقاية منها

أسباب مقاومة المضادات الحيوية

تحدث مقاومة المضادات الحيوية تلقائيًا فهي من الظواهر الطبيعية التي تحدث طبيعيًا حتى بدون استخدام المضادات الحيوية أو تعرض خلايا الجراثيم لها، ولذلك فطبيعة تلك البكتيريا هو أول أسباب مقاومة المضادات الحيوية، ولكن توجد أيضًا محركات لهذه الظاهرة والتي تزيد من سرعة حدوثها وأهمها:

  • فرط استخدام المضادات الحيوية: تزايد عالميًا استخدام المضادات الحيوية في الآونة الأخيرة، حيث إنه ازداد بنسبة 65% منذ 2000 حتى عام 2015،  فيلجأ كثير من الناس لاستخدام المضادات الحيوية في حالات العدوى الفيروسية التي لا يعالجها المضاد الحيوي كنزلات البرد، والإنفلونزا، وفيروس كورونا (Covid-19).
  • سوء استخدام المضادات الحيوية: استخدام مضادات حيوية واسعة المدى في علاج جميع حالات العدوى بدلًا من تناول المضاد المناسب للعلاج. 
  • استخدام المبيدات الحيوية بكثرة في المنظفات والمناديل المبللة (Wipes).
  • استخدام المضادات الحيوية لغرض غير علاجي مثل إضافتها للعلف الزراعي من أجل زيادة نمو المواشي والدواجن وحمايتها من العدوى فتنتقل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى الإنسان عن طريق الطعام.
  • قلة ظهور مضادات حيوية جديدة فعالة في العلاج نظرًا للتكلفة الباهظة لاكتشافها مما أدي إلى عزوف كثير من شركات الأدوية عن إجراء الأبحاث في هذا المجال.

أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

ظهرت مؤخرًا سلالات عديدة من البكتيريا مقاومة لأغلب أنواع المضادات الحيوية المستخدمة وأشهرها:

  • المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA): تسبب عدوى جلدية لأغلب المصابين، ولكن في حالة تواجدها بين المرضى في المستشفيات تسبب حالات خطيرة من الالتهاب الرئوي.
  • المكورة الرئوية (Streptococcus Pneumoniae): تسبب الالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن والجيوب الأنفية، والالتهاب السحائي عند إصابة المخ. وتنتشر العدوى من هذا النوع من البكتيريا من خلال السعال أو العطس.  
  • أمعائيات مقاومة للكاربابينيم: مثل سلالات السالمونيلا والإشريكية القولونية (E-coli) التي تتواجد بطبيعتها في أمعاء جسم الإنسان ولكن تسبب عدوى خطيرة في المجرى البولي والجروح، وتنتقل غالبًا عن طريق الطعام والشراب الملوث.

تشخيص الإصابة بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية

تؤخذ عينة من المنطقة المصابة بالمرض مثل الدم والبول وتُفحص في المعمل لمعرفة السلالة المسببة للمرض، ونختبر نموها مع مجموعة من المضادات الحيوية. ففي حالة استمرار نمو البكتيريا مع أي دواء من الأدوية المستخدمة فهي مقاومة له، ونتعرف بهذه الطريقة على الدواء الفعال في العلاج.  

أضرار مقاومة المضادات الحيوية

تعددت أضرار مقاومة المضادات الحيوية، ونظرًا لتزايد تلك الظاهرة عالميًا وتفشيها فمن الممكن أن تلحق بأي فرد دون النظر إلى عمره أو بلده، و من أهم مخاطرها وأضرارها:

  • ظهور سلالات جديدة تعرف باسم الجراثيم الخارقة (superbugs) التي يصعب علاجها لأنها لا تقاوم دواءً واحدًا ولكنها تقاوم مضادات حيوية متعددة، وهذا يعني صعوبة علاج حالات العدوى التي كان يسهل علاجها من قبل.
  •  طول الفترة الزمنية التي يتعافى فيها المصاب مما يزيد من الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة.
  • زيادة التكلفة المادية للعلاج.
  • زيادة عدد زيارات المرضى للطبيب مع تزايد أعداد مرضى العناية المركزة في المستشفيات.
  • تكرار العدوى وتحولها إلى عدوى مزمنة (chronic infection).
  • تزداد احتمالية حدوث مضاعفات ما بعد الإصابة بالعدوى مثل: تواجد الجراثيم في الدم (تجرثم الدم) أو توقف عمل بعض أعضاء الجسم أو الوفاة.

اقرأ أيضًا: التهاب الجيوب الانفية sinusitis

كيف يمكن معالجة مقاومة المضادات الحيوية؟

يصعب وقف مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية نظرًا لتلقائية حدوثها، ولكن يمكننا فقط الحد منها وعدم تحفيزها. وتقع مسؤولية تلك المعالجة على كل من الأفراد المتخصصين الطبيين على النحو التالي: 

  • نظافة اليدين باستمرار بالماء والصابون للتخلص من الجراثيم.
  • الحرص على تناول الطعام من مصدر موثوق ويفضل تحضير الطعام وفقًا للإرشادات الخمسة لمنظمة الصحة العالمية لطعام أكثر آمانًا (الحفاظ على النظافة، والفصل بين المواد الخام والمواد المطبوخة، والطهي جيدًا، والاحتفاظ بالطعام في درجات حرارة مناسبة، واستخدام المياه والمواد الخام الصالحة).
  • الحصول على جميع التطعيمات ضد الأمراض المعدية.
  • تجنب مخالطة المصابين للحد من انتشار العدوى.
  • تغطية الأنف والفم عند العطس وارتداء الكمامة في حالة الإصابة بالعدوى.
  • تناول المضادات الحيوية فقط عند وصفها من المتخصصين الطبيين وعدم استخدامها مع العدوى الفيروسية أو نزلات البرد.
  • الالتزام بمدة العلاج بالمضادات الحيوية وعدم إطالتها أو تقليلها مع تجنب تكرارها بدون وصف الطبيب.
  • يجب على الطبيب وصف المضاد الحيوي الفعال في علاج السلالة المسببة للعدوى وتجنب استخدام أدوية واسعة المجال.
  • استخدام مزيج من أكثر مضاد حيوي في علاج بعض الحالات لأن الدراسات أثبتت أنه يقلل من احتمالية حدوث مقاومة البكتيريا عن استخدام نوع واحد من المضادات الحيوية. 
  • عدم استخدام المضادات الحيوية لزيادة نمو الحيوانات واستخدامها فقط تحت إشراف المختص البيطري.
  • استمرار البحث العلمي من أجل اكتشاف عقاقير جديدة قادرة على علاج حالات الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

اقرأ أيضًا: كيورام Curam مضاد حيوي لعلاج 7 أنواع من الالتهابات

References

What do you think?

مرض الكلى المزمن 

ما هي سرعة الترسيب