in

الربو

الربو هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز التنفسي، ويؤثر بشكل سلبي في حياة المريض وقدرته على العمل والإنتاجية، كما أنه يؤثر على استقرار نومه وتقل فترات الراحة لديه، أغلب المرضى يستيقظون من نومهم بسبب نوبات الأزمة والتي تزيد في الليل وأثناء النوم، هذا المرض من السهل السيطرة عليه وتقليل الأعراض بقدر كبير إذا تم تشخيصه وعلاجه بصورة صحيحة.

في هذا المقال سنعرض أهم التفاصيل حول مرض الربو، وبعض الخطوط العريضة التي قد تكون دليلاً يرشد المريض في التعرف على مرض الربو من حيث الأعراض والتشخيص والعلاج.

ماهو الربو؟

التهاب مزمن يصيب الشعيبات الهوائية في الرئتين، ينتج عنه ضيق وصعوبة في التنفس، وتحدث نوبات الربو نتيجة التعرض لمثيرات تحفز جهاز المناعة، وتزيد حدة الالتهاب ويضيق المجرى التنفسي بشكل كبير، وهو الأمر الذي يشكل خطراً وتهديداً لحياة المريض.

اقرأ أيضاً: التهاب الشعب الهوائية ..تعرف على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

أسباب الربو

حتى الآن لا توجد معلومات واضحة يمكن من خلالها معرفة سبب إصابة البعض بمرض الربو، لكن الأبحاث تشير إلى أن العوامل الوراثية لها دور في تفسير انتشار المرض عند فئة معينة من الناس بينما لا يصاب به آخرون، كذلك يكون المرض شائعاً عند الأطفال لصغر حجم الممرات الهوائية لديهم، وتبدأ الأعراض بالتحسن مع التقدم في العمر، في كل الأحوال هناك عوامل ومؤثرات تزيد من حدوث نوبة الربو مثل:

  • دخان السجائر والسيارات.
  • الحيوانات الأليفة.
  • عثة الغبار.
  • الروائح الغريبة والعطور.
  • عمل جهد بدني مضاعف مثل التمارين الرياضية.
  • أمراض أخرى مثل: ارتجاع المريء والتهاب الجيوب الأنفية.
  • الحساسية من بعض الأدوية مثل الأسبرين وبعض المسكنات والأدوية التي تحتوي على عنصر الكبريت.
  • أدوية مثبطات بيتا.
  • الوزن الزائد.
  • التوتر والعصبية.
  • تكرار العدوى الفيروسية.
  • عوامل وراثية. 

بالرغم من ذلك قد تحدث نوبات الربو أثناء النوم ودون وجود أي مؤثرات أو مجهود مضاعف،  وهذه صفة مميزة وعلامة حمراء يمكن من خلالها تشخيص مرض الربو.

كيف تحدث نوبة الربو؟

يمر الهواء من خلال الأنف أو الفم عبر القصبة الهوائية، وينتشر في القصيبات الهوائية ثم إلى الحويصلات المسؤولة عن تبادل الأكسجين مع الدم.

في حال تعرض الرئتين لأحد مسببات الحساسية أو دخول جسم غريب، يقوم جهاز المناعة بعمل سلسلة من التفاعلات ينتج عنها خروج مادة الهيستامين والليوكوترايين والبروستاجلاندين، هذه العملية تسمى بفرط الحساسية من النمط الأول type 1) hypersensitivity)، بعد دقائق من التعرض للمثير الخارجي، تبدأ العضلات المحيطة بالقصبة الهوائية في التقلص، ويزيد إفراز المخاط في الأغشية المحيطة بتجويف القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى حدوث ضيق في الممرات الهوائية وبالتالي صعوبة في التنفس.

في أسوأ الحالات تزيد نفاذية الأوعية الدموية، وتسمح بدخول المزيد من الخلايا المناعية من الدم، والتي تفرز بدورها بعض المواد الكيميائية التي تتلف النسيج المبطن للرئتين.

الخبر الجيد هو أنه يمكن التخفيف من حدة المرض والسيطرة على الأعراض بكفاءة وجودة عالية، إذا تم العلاج مبكراً والتزم المريض بتوجيهات الطبيب، أما الخبر السيء فهو أن الإهمال قد يؤدي إلى تعقيدات مضاعفة لا يمكن علاجها مثل التليف، وتجمع المياه على الرئة أو ما يسمى بالوذمة الرئوية (pulmonary edema)، ينتج عن ذلك زيادة في سمك أغشية القصبة الهوائية ويقل القطر الذي يمر فيه الهواء عبر الرئة.

اعراض الربو

  • ضيق وصعوبة في التنفس. 
  • سعال شديد أثناء نوبة الربو.
  • ألم في الصدر.
  • صوت أزيز أثناء التنفس.
  • زيادة إفراز المخاط.

اقرأ أيضاً: مرض الربو…ومسبباته وأعراضه ومحفزاته وكيفية علاجه والسيطرة عليه 

تشخيص الربو

يستعمل الطبيب جهاز فحص وظائف الرئتين spirometry لتشخيص المرض، حيث يقوم المريض بأخذ نفس عميق ثم يخرج زفير قوي خلال الجهاز، يقوم الجهاز بتسجيل كمية الهواء الخارج من الرئتين، ويتمكن الطبيب من التفرقة بين إذا كان المريض مصاباً بمرض الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

  • إذا كان مريض ربو يمكن زيادة القيمة المسجلة في الجهاز بنسبة 12% بعد استخدام بخاخ الفنتولين.
  • إذا كان مريض انسداد رئوي مزمن لا يمكن زيادة القيمة المسجلة بعد استخدام بخاخ الفنتولين.

اقرأ أيضاً: ما هو الربو Asthma؟ وكيفية التعرف على الفرق بين الربو والحساسية

أنواع الربو:

في عام 2020 قامت مؤسسة GINA بتطوير منظومة التشخيص والعلاج لمرضى الربو، وقامت بتقسيم المرضى حسب عدد المرات التي تحدث فيها نوبة الربو

  1. متقطع: تحدث نوبة الربو نهاراً بمعدل مرة أو مرتين في الأسبوع، وليلاً بمعدل مرة إلى مرتين في الشهر.
  2. بسيط دائم: تحدث نوبة الربو نهاراً بمعدل ٣_٦ مرات في الأسبوع، وليلاً بمعدل ٣_٤ مرات في الشهر.
  3. متوسط دائم: تحدث نوبة الربو بشكل يومي كل أسبوع، وليلاً بمعدل ٢_٦ مرات في الشهر.
  4. شديد دائم: تحدث نوبة الربو بشكل متكرر خلال اليوم طوال الأسبوع، وكل ليلة على مدار الشهر.

علاج الربو:

ليس الهدف من العلاج القضاء على المرض نهائياً، لكن يكون الهدف من العلاج كالآتي:

  1. تقليل الأعراض خلال اليوم وأثناء الليل.
  2. يصبح المريض قادراً على القيام بوظيفته وممارسة حياته بشكل طبيعي.
  3. الحفاظ على وظائف الرئة طبيعية.
  4. تقليل استخدام بخاخ الفنتولين بكثرة.
  5. تقليل الآثار الجانبية من الأدوية.
  • بخاخة الربو:

أول الأدوية التي يمكن استعمالها للتخفيف من الأعراض بسرعة ويوجد منها عدة أنواع:

  1. بخاخة تحتوي على ناهضات مستقبلات بيتا قصيرة الأمد(SABA) مثل السالبيوتامول وهو ما يعرف بـ الفنتولين.
  • هذا الدواء يعمل على توسعة القصيبات الهوائية، وهو ذو تأثير سريع لكن يستمر لمدة قصيرة.
  • يستعمل عند الحاجة لعلاج النوبات الحادة.
  1. بخاخة تحتوي على ناهضات مستقبلات بيتا طويلة الأمد(LABA) مثل السالميترول، والفورميترول.
  • هذا الدواء يستمر تأثيره لمدة طويلة تصل إلى 12 ساعة.
  • لا يستخدم لعلاج النوبات الحادة.
  • يجب أن لا يستعمل وحده في علاج الربو، حيث أنه قد يزيد من أعراض الربو.
  1. بخاخة تحتوي على الكورتيزون، وهو أفضل علاج لمرض الربو حيث تعمل على تخفيف الالتهاب في القصيبات الهوائية.
  • يجب غسل الفم جيداً بعد الاستعمال لمنع نمو الفطريات.
  • يجب استعمال البخاخ بانتظام حسب جدول يحدده الطبيب.
  • تظهر فاعليته في خلال أسبوع.
  1. مضادات الكولين قصيرة الأمد(SAMA) مثل الإبراتروبيام أو ما يعرف بالأتروفينت، ومضادات الكولين طويلة الأمد(LAMA) مثل التيوتروبيام وهو الأكثر استخداماً في هذه المجموعة.
  • أدوية أخرى
  1. أقراص مضادات اللوكوترين مثل المونتيلوكاست أو ما يعرف ب السنجيولير، هذه المجموعة لا ينصح باستعمالها خاصة في الأطفال، وذلك لآثارها الجانبية الخطيرة:
  • لها آثار ضار على الكبد لذلك يجب متابعة وظائف الكبد عند استعمال هذه الأدوية، ما عدا المونتيلوكاست فهو آمن على الكبد.
  • حذرت منظمة الغذاء والدواء العالمية من الآثار الجانبية لهذه الأدوية، حيث أنها تسبب مشاكل عصبية نفسية مثل: تغير في المزاج والعصبية، الاكتئاب، الأرق، أفكار انتحارية.
  1. حقن monoclonal antibody مثل أوماليزوماب، وهي حقن باهظة الثمن، يتم حقنها كل شهر تحت الجلد، وتستعمل لمن هم فوق سن ال12.

مخاطره:

  • يزيد احتمالية حدوث الجلطات في الجسم.

References

What do you think?

التهاب الكبد المناعي الذاتي (Autoimmune hepatitis (AIH

التصلب اللويحي أعراضه، وأسبابه، وعلاجه، وطرق الوقاية منه