لا يقتصر دور الشعر على أنه مصدر للجمال الخارجي للرجال والنساء على حد سواء، إنما يمتد دوره إلى الحفاظ على دفء الجسم، وحماية البشرة من العوامل الخارجية، وموازنة إفراز العرق من الغدد العرقية، وكذلك يعد مخزنًا للخلايا التي تمنح البشرة لونها.
اقرأ أيضًا: الروزماري فوائده وآثاره الجانبية وبعض التحذيرات منه
أنواع الشعر
- وبر الجنين: الذي يغطي الجنين أثناء فترة الحمل لحمايته من السوائل الأمنيوسية.
ويظهر على جسد الطفل إذا ولد مبكرًا ولكنه سرعان ما يتلاشى تدريجيًا.
- الشعر الزغبي: الذي يغطي أغلب أجزاء الجسد ويكون خفيفا، فاتح اللون، ناعم الملمس.
- الشعر الدائم (النهائي): وهو شعر قوي، وداكن اللون، وسميك، كالذي يغطي فروة الرأس وبعض أجزاء الجسد كالإبط والعانة.
يمكن للشعر الزغبي أن يتحول لشعر دائم بسبب الهرمونات الجنسية والتقدم في السن كشعر وجه الصبي الذي يتحول للحية عند وصوله لسن البلوغ، وشعر الإبطين وشعر العانة. وكذلك يمكن أن يتحول الشعر الدائم إلى الشعر الزغبي الذي يسهل تساقطه كمن يعانون من الصلع.
هناك أنماط غير طبيعية لنمو الشعر، وهي ما تسمى بفرط نمو الشعر.
فرط نمو الشعر
هو فرط في نشاط بصيلات الشعر على جسم الإنسان مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي للشعر والذي يجعله طويلًا، وداكنًا، وكثيفًا.
ولفرط نمو الشعر أنواع مختلفة ولكل منها أسبابه.
أنواع فرط نمو الشعر
- متلازمة فرط نمو الشعر الوبري: الشعر الوبري يظهر بشكل طبيعي على جسد الجنين ويبدأ بالاختفاء تدريجيًا، ولكن في هذه الحالة فإنه يستمر بالنمو كشعر ناعم، وقصير، وغير متصبغ.
- متلازمة فرط نمو الشعر الدائم: وهو ما يسمى متلازمة آمبراس (الرجل المستذئب werewolf)، ويظهر بشكل غير طبيعي لدى الأطفال عند ولادتهم، ويكون سميكا، وناعما، وطويلا، وداكن اللون. ويظهر على الوجه، والكتفين، والأذنين، والفخذين.
ويمكن أن يصاحبه بعض التشوهات في حالات نادرة مثل:
- بروز الفك والأسنان.
- ظهور أسنان زائدة أو تأخر في نمو بعضها.
- تشوهات عضلية.
- تضخم الثديين.
- التقيؤ المفرط.
- تشوهات في شرايين القلب وأوردته.
- الماء الأزرق في العينين.
ولقد تم استغلال المصابين بمتلازمة آمبراس بشكل غير آدمي كتوظيفهم في السيرك مثلًا.
- متلازمة فرط نمو الشعر المشابه للوحمة (Nevoid): يظهر فيها الشعر الزائد غير الطبيعي عادةً في منطقة محددة واحدة كاتصال الحاجبين كأنهما حاجب واحد، وسميك، وطويل.
ويشترك الثلاثة أنواع السابقة في كونهم متلازمات ناتجة عن طفرات جينية، بسبب وجود طفرة جينية في كروموسوم 8، فإذا كان الأب حاملًا لهذه الطفرة فإنه يورثها للإناث من نسله بينما تورثها الأم إذا كانت حاملةً لها لأبنائها من الإناث والذكور.
- الشعرانية: وهذا النوع يصيب النساء بشكل خاص، وأحيانًا الأطفال. ويكون الشعر الزائد متمركزًا حول الفم والذقن، وأحيانًا على الكتفين، والصدر، والذراعين، وباطن الساقين.
وله أعراض أخرى:
- عمق الصوت.
- حب الشباب.
- عدم انتظام فترة الحيض.
- تكوين الجسد بمظهر ذكوري.
- تساقط شعر الرأس.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- زيادة الكتلة العضلية.
ومن أسبابها:
- متلازمة تكيس المبيض (إنتاج نسبة أعلى من الهرمونات الذكرية).
- فرط إنتاج الحليب.
- استخدام موانع الحمل الأندروجينية.
- اختلال التوازن الهرموني أثناء الحمل، وأحيانًا في فترة ما بعد انقطاع الطمث.
وهناك بعض التحاليل والفحوصات التي تساعد على معرفة السبب الرئيسي للشعرانية ومنها:
- قياس مستوى هرمون التستوستيرون.
- قياس مستوى هرمون البرولاكتين.
- قياس مستوى هرمون FSH و هرمون LH.
- فحص الموجات فوق الصوتية للمبيض.
- فرط نمو الشعر المكتسب: يختلف فيه نمط الشعر من شخص إلى آخر، من شعر وبري خفيف غير متصبغ إلى شعر داكن وسميك.
وله عدة أسباب:
- يظهر كعرض جانبي لبعض أنواع السرطانات مثل: سرطان المبيض أو سرطان سيرتولي لايديج.
- خلل في الغدة الكظرية.
- متلازمة كوشينغ.
- سوء التغذية، وفقدان الشهية العصبي.
- البورفيريا: حالة مرضية تجعل الجلد حساسًا للأشعة فوق البنفسجية.
- مقاومة الإنسولين.
- تناول بعض الأدوية مثل: مينوكسيديل، وفينيتوين، ودانازول، وسيكلوسبورين.
يعد فرط نمو الشعر المكتسب والشعرانية أكثر الأنواع انتشارًا، نسبة النساء المصابات بالشعرانية تصل إلى 10٪ من عمر 18_45 عامًا.
بينما رصدت حوالي 50 حالة فقط من متلازمة فرط نمو الشعر الوبري، وأقل من 100 حالة متلازمة فرط نمو الشعر الدائم (متلازمة آمبراس).
العلاج
يكمن علاج حالات فرط نمو الشعر المكتسب في محاول دفع المسبب لها وعلاجه.
وكذلك الأمر بالنسبة للشعرانية فعلاجها عدة أدوية على حسب المسبب لها مثل:
- الكورتيزون إذا كان سبب فرط نمو الشعر متعلقا الغدة الكظرية.
- موانع الحمل الفموية.
- ميتفورمين.
- سبيرونولاكتون وهو مضاد أندروجيني، ولكنه غير مناسب للنساء الحوامل لأنه يسبب ظهور علامات أنثوية عند الجنين الذكر.
- إنقاص الوزن الزائد.
ويمكن لبعض الأعشاب المساهمة في الحد من زيادة معدل الهرمونات الذكورية مثل مغلي النعناع، والشاي الأخضر، والعرقسوس، وكف مريم، والبردقوش، والأشوغندا، وبذور الكتان، وفول الصويا، وتناول المكسرات والأسماك.
اقرأ أيضًا: سيدوفاج 500 Cidophage ..أشهر الأدوية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني
ولا يوجد علاج نهائي للأنواع الثلاثة ذات السبب الجيني.
ولكن هناك أساليب تجميلية مختلفة لإخفاء الشعر الزائد:
- الإيفلورنثين: كريم موضعي لإبطاء نمو الشعر.
- نزع الشعر سواء بالحلاقة، أو بالنتف، أو بالكريمات الكيميائية.
- تسليط أشعة الليزر على بصيلات الشعر لتدميرها.
- تبييض الشعر (التشقير).
- التحليل الكهربائي: إما بالتحليل الكهربائي الجلفاني، أو التحليل الحراري، أو بكليهما معا. ويتميز بأنه مناسب لإزالة الشعر الوبري الخفيف، وهو الطريقة الوحيدة المعتمدة لإزالة الشعر بشكل دائم من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية.
References
