الارتكاريا

محتويات المقال

ماهي الارتكاريا

تُعرف الارتكاريا أيضا بالشرى، وهي حالة تحسسية تسبب طفحاَ على شكل تورمات جلدية بأشكال وأحجام متعددة مسببة للحكة والاحمرار. ويمكن أن تظهر الارتكاريا في أي مكان على الجسم بالإضافة للوجه والشفتين واللسان والحلق والأذنين. اشتق اسم الأرتكاريا من نبات القراص اللاذع (Urtoca dioica). وقد تستمر الارتكاريا في الظهور لعدة أسابيع أو حتى لعدة سنوات، ويكون انتشاره بين السيدات أعلى من الرجال.

علاقة الارتكاريا بالوذمة الوعائية

وبالحديث عن الارتكاريا فإنّه يجدر الإشارة إلى ما تُعرف بالوذمة الوعائية، إذ يعد كلٌّ منهما من الحالات الجلدية شائعة الحدوث، وقد تكون الوذمة الوعائية مرافقة لظهور الارتيكاريا أو قد تظهر الوذمة الوعائية وحدها، حيث تتمثّل بانتفاخ الطبقات العميقة من الجلد، وغالبًا ما يكون ذلك حول منطقة الشفتين والوجه، وفي الحقيقة إنّ كليهما غير مؤذيين في معظم الأحيان، ولا يتركان أي علامات دائمة حتى في حال عدم استخدام أي علاج لهما، حيث تزول هذه الحالات في غضون يوم واحد.

آلية عمل الارتكاريا

تنتُج التورمات الجلدية التي تظهر في حالة الارتكاريا عن توسع للأوعية الدموية تحت الجلد وتسرب السوائل منها مما يجعل الخلايا البدينة (نوع من أنواع الخلايا الجلدية المسؤولة عن الحساسية) بإفراز مادة الهستامين المسؤولة عن أعراض الحساسية.

اسباب الارتكاريا

تعرُض الجلد لمحفزات تتسبب لإنتاجه لمستويات عالية من الهستامين مما يؤدي للإصابة بالارتكاريا.

من محفزات الارتكاريا:

تناول بعض الأطعمة التي بها نسبة عالية من الهستامين:

أي طعام به بكتيريا مثل خل التفاح، البيرة، المخللات، الخميرة (المخبوزات والمعجنات).
الفراولة، البابايا، الأفوكادو، الموز.
الطماطم.
بياض البيض.
الحمضيات: الليمون، البرتقال، الأناناس.
السبانخ، الباذنجان.
اللحوم المصنعة، والأطعمة المليئة بالمواد الحافظة.
الأسماك.

حساسية الدواء مثل التحسس من بعض المضادات الحيوية.
التعرض للحرارة أو البرودة.
الضغط على الجلد مثل ارتداء الملابس الضيقة.
التعرض للشمس.
وجود مشاكل صحية مثل: الالتهابات، ومشاكل الغدة الدرقية، والأورام السرطانية، والحساسية المفرطة.
الرياضة قد تزيد من حالة الارتكاريا حيث أن النشاط الرياضي يزيد من تدفق الدم في الأوعية الدموية وبالتالي زيادة في إفراز مادة الهستامين مما تزيد من التورمات الجلدية.
الضغط النفسي والعصبي يزيد من نوبات الارتكاريا.

اعراض الارتكاريا

تورمات جلدية بارزة عن سطح الجلد تختلف في أحجامها .
احمرار.
حكة.
وذمة وعائية : تورم مناطق في الجسم من العين، الشفتين، اللسان، الأذنين، الحلق مما قد يتسبب في صعوبة التنفس.

أنواع الارتكاريا

الارتكاريا الحادة: التي تستمر لأقل من 6 أسابيع، ويمكن أن تظهر عند تناول الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الهستامين، تناول بعض الأدوية؛ كالأسبرين، وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وبعض أدوية علاج الضغط المرتفع من عائلة مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين. وأسباب أخرى كالعدوى، ومادة اللاتكس، إضافةً إلى لدغ الحشرات، والإصابة بأمراض أخرى في الجسم.
الارتكاريا المزمنة: حيث تستمر لأكثر من 6 أسابيع، ويكون تحديد مسببات هذا النوع أكثر صعوبة من النوع الحاد، وفي الغالب يكون سبب حدوثه غير معروف.
الارتكاريا الفيزيائية: التي تتمثل بالتحفيز البدني الفوري للجلد جراء التعرض لظروف معينة مثل البرودة، أو الحرارة، أو الشمس، أو الضغط، أو التمارين الرياضية، أو عند التعرق، أو أسباب أخرى، حيث تحدث معظم حالات هذا النوع خلال الساعة الأولى من التعرض لإحدى هذه المسببات، وعادة ما يظهر في نفس المكان الذي تم تحفيزه من الجلد ونادرًا ما يظهر في أماكن أخرى.

تشخيص الارتكاريا

يشمل تشخيص الارتكاريا ما يلي:

السيرة المرضية المتعلقة بالأدوية وعادات التغذية.
فحص جسدي شامل.
فحوصات دم.
تصوير مقطعي عند الحاجة.

علاج الارتكاريا

في معظم الحالات لا يلزم علاج الأرتكاريا لأن الطفح الجلدي يتعافى خلال عدة أيام. إن العلاج الرئيسي لجميع أشكال الأرتكاريا هو:

مضادات الحكّة: التي تساعد على التخفيف من الحكة والانتفاخ، كمضادات الهستامين التي تؤخذ عبر الفم حيث يوصى باستخدامها بشكل منتظم بدلاً من استخدامها عند الحاجة حتى تعطي نتائج أفضل، وهنا يجدر الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأنواع قد تسبب النعاس لذا يمكن التواصل مع الصيدلاني لاختيار النوع المناسب.
الستيرويدات القشرية: والتي تعرَف بالكرتيزون، تؤخذ عبر الفم، والتي يتم وصفها في حال كانت الأعراض شديدة أو لم يستجب الجسم للأدوية السابقة، حيث يتم وصفها لأقل فترة ممكنة، نظرًا لأنّها قد تسبب أعراضًا جانبية عدة قد تكون خطِرة أحيانًا في حال تم وصفها لأكثر من 3 أو 4 أسابيع، ويجدر التنويه إلى أنّ الستيرويدات القشرية الموضعية كالكريمات غير مفيدة في هذه الحالات.
علاج الارتكاريا المزمنة:

الأدرينالين أو الإبينيفرين: الذي يُعطى للحالات الشديدة، ومن الجدير بالذكر أنه ينصح بحمل قلم الأدرينالين ذاتي الحقن لاستخدامه مباشرة في حالات التحسس الطارئة.
مضادات الاكتئاب: مثل الدوكسيبين والذي يعتبر من مضادات الهستامين الفعّالة تستخدم أحياناً لعلاج الارتكاريا المزمنة عند بعض البالغين.
العلاج باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: مثل أوماليزوماب لعلاج الحالات المزمنة التي لم تستجب للعلاجات السابقة.
استخدام المثبطات المناعية مثل دواء سايكلوسبورين ودواء تاكروليمس يستخدم في حالات الارتكاريا المزمنة.