in

سلس البول. لماذا المعاناة في صمت في حين يمكن علاجه؟

محتويات المقال

سلس البول هو اضطراب يصيب الجهاز البولي يؤدي إلى فقدان التحكم في المثانة وخروج البول بشكل لا إرادي. وهو مرض غير خطير، ولكنه ليس فقط مشكلة طبية، إنما قد يؤثر على الحالة النفسية للمريض وحياته الاجتماعية.  بالرغم من أنه مرض شائع يعاني منه ملايين من المرضى على مستوى العالم إلا أن عدد كبير من المرضى يفضلون عدم التحدث عن هذه الأعراض بسبب الإحساس بأنها وصمة عار تحيط بهم، أو الإحساس بالحرج، أو الاعتقاد بعدم وجود علاج، لذلك فمعظمهم يعاني في صمت.

تتراوح حدة هذا المرض من تسرب البول عند العطس أو السعال، إلى الشعور بالرغبة المفاجئة الملحة في التبول بشكل قد لا يستطيع المريض الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب.

هذا المرض يصيب جميع الأعمار لكنه أكثر شيوعًا بين النساء منه بين الرجال، 30% من النساء مقابل 5% من الرجال.

أنواع سلس البول

هناك عدة أنواع منها:

  • سلس البول الإجهادي:

هو خروج البول بطريقة غير مقصودة نتيجة الإجهاد مثل العطس، والسعال، والضحك، وحمل أشياء ثقيلة. هذا النوع هو الأكثر شيوعًا عند النساء الأصغر سنًا بسبب ضعف عضلات الحوض.

  • سلس البول الإلحاحي:

هو إحساس برغبة قوية ومفاجئة للتبول لا يمكن التحكم فيها أو تجاهلها، يتبعها نزول البول لا إراديًا. تزيد هذه الرغبة المفاجئة عند سماع صوت المياه الجارية أو احتساء أي مشروب. وقد يزيد عدد مرات التبول لأكثر من 8 مرات بالنهار وأكثر من مرتين أثناء النوم.

  • سلس البول الفيضي:

هو الشعور بسقوط قطرات البول بشكل متكرر أو مستمر بسبب عدم الإفراغ الكامل للمثانة. هذا النوع نادر الحدوث عند النساء، وأكثر شيوعًا بين الرجال بسبب مشاكل البروستاتا أو إجراء جراحة بها.

  • سلس البول الوظيفي:

يحدث نتيجة إعاقة بدنية أو عقلية تمنع المريض من الذهاب إلى المرحاض في الوقت المناسب، مثل أن يكون مصابًا بالتهاب المفاصل وغير قادر على فك أزرار الملابس بالسرعة الكافية، أو قد لا يدرك الشخص الذي يعاني من الخرف بسبب داء باركنسون حاجته إلى التبول أو قد لا يعلم مكان المرحاض.

  • سلس البول المختلط:

يجمع بين أكثر من نوع غالبا ما يكون الإلحاحي والإجهادي.

الأسباب

هناك أسباب مؤقتة وأسباب دائمة للإصابة.

  • الأسباب المؤقتة:
  • قد تقوم بعض المأكولات أو المشروبات بتحفيز المثانة لزيادة كمية البول وتعمل كمدرات للبول مثل: الكحوليات، والكافيين، والمياه الغازية، والمحليات الصناعية، والشوكولاتة، والتوابل، والحمضيات، والسكريات.
  • بعض الأدوية مثل أدوية القلب وارتفاع ضغط الدم، أو المهدئات، أو مرخيات العضلات.
  • بعض الأمراض التي يمكن علاجها مثل: 
  • عدوى الجهاز البولي: الذي يؤدي إلى زيادة الشعور بالحاجة الملحة للتبول وأحيانًا إلى السلس البولي.
  • الإمساك: وذلك لأن المستقيم يقع بالقرب من المثانة ويشاركها في بعض الأعصاب، خاصةً إذا كان البراز صلبَا ومضغوطًا داخل المستقيم مما يؤدي إلى فرط نشاط المثانة.
  • الأسباب الدائمة:
  • الحمل: تغير الهرمونات أثناء الحمل وزيادة وزن الجنين يمكن أن يؤدي إلى السلس الإجهادي.
  • انقطاع الطمث: وذلك بسبب انخفاض مستوى هرمون الأستروجين وهو المسؤول عن الحفاظ على الغشاء المبطن للمثانة ومجرى البول، مما يؤدي لتدهور حالة هذه الأنسجة.
  • التقدم بالعمر: حيث تقل سعة تخزين المثانة للبول، وتزداد انقباضات المثانة اللاإرادية مع التقدم في العمر.
  • تضخم البروستاتا الحميد الذي يحدث في الرجال المسنين.
  • سرطان البروستاتا عند الرجال إذا لم يعالج قد يؤدي إلى السلس الإجهادي أو الفيضي، كما قد يكون بسبب الآثار الجانبية لجراحة سرطان البروستاتا.
  • الانسداد في أي مكان بالقناة البولية مثل حصوات المثانة أو وجود أورام تمنع التدفق الطبيعي للبول.
  • الأمراض العصبية: مثل التصلب المتعدد، والسكتة الدماغية، وأورام المخ، وداء باركنسون، وإصابات النخاع الشوكي قد تؤثر في إشارات الأعصاب المشتركة في التحكم بالمثانة.

عوامل الخطر

قد يكون من الصعب تحديد الأسباب الدقيقة لحدوث هذا المرض، لكن قد يزيد خطر الإصابة بالعوامل الآتية:

  • جنس المريض: يزيد خطر الإصابة بالسلس الإجهادي لدى النساء بسبب الحمل، والولادة، وانقطاع الطمث، والتشريح الطبيعي للجهاز البولي في النساء.

كما يزيد خطر الإصابة بالسلس الإلحاحي في الرجال بسبب أمراض البروستاتا.

  • زيادة الوزن الذي يضغط على المثانة والعضلات المحيطة بها ويضعفها مما يزيد فرصة الإصابة بالسلس الإجهادي.
  • التقدم بالعمر.
  • التاريخ العائلي للإصابة خاصةً السلس الإلحاحي.
  • التدخين.
  • بعض الأمراض مثل: أمراض الأعصاب، وداء السكري، والإمساك المزمن، وسرطان البروستاتا، والتهاب البروستاتا، وبعض الجراحات مثل استئصال الرحم.

التشخيص

التشخيص سهل للغاية حيث إن العرض الأساسي لمعظم المصابين هو الإفراز اللاإرادي للبول، ولكن تحديد نوع وسبب هذا السلس يمكن أن يكون أكثر صعوبة ويتطلب مجموعة متنوعة من الاختبارات منها:

  • تحليل البول لتحديد وجود عدوى، أو دم، أو خلايا سرطانية بالبول.
  • تحليل الدم لمعرفة وظائف الكلى.
  • اختبار الموجات فوق الصوتية للحوض لتحديد أي مشكلة في المثانة وباقي الجهاز البولي.
  • قياس كمية البول الباقية بعد إفراغ المثانة، في هذا الاختبار يفرغ المريض المثانة تماما ثم يستخدم الطبيب جهازًا لقياس كمية البول المتبقية في المثانة، إذا وجدت كمية كبيرة قد يشير ذلك إلى وجود سلس فيضي.
  • اختبار الإجهاد حيث يطلب الطبيب من المريض أن يقوم بأي جهد مثل السعال، ويفحص الطبيب ما إذا كان هناك تسرب للبول.
  • اختبار ديناميكية التبول حيث يقوم هذا الاختبار بقياس الضغط الذي تتحمله عضلات المثانة والعضلة العاصرة البولية أثناء الراحة، وكذلك أثناء الملء.
  • تخطيط المثانة وهو سلسلة من الأشعة السينية للمثانة بعد حقن صبغة بداخلها.
  • تنظير المثانة من خلال أنبوب رفيع مع عدسة صغيرة بعد إعطاء المريض أدوية تخدير لفحص بطانة المثانة ومجرى البول.

العلاج

يعتمد العلاج على نوع وسبب السلس البولي وقد يحتاج المريض إلى الجمع بين أكثر من طريقة للعلاج ومنها:

  • علاجات الرعاية الذاتية:
  • وتشمل تغيير نمط الحياة لتقليل تسرب البول ومنها: الغذاء الصحي والحفاظ على الوزن الصحي، تجنب المأكولات والمشروبات التي تزيد من تهيج المثانة مثل الكحوليات والحمضيات، عدم التدخين، تجنب الإمساك، ممارسة التمارين الرياضية.
  • تدريب المثانة حيث يضع الطبيب جدولًا زمنيًا منتظمًا مع فواصل زمنية محددة بين التبول مدتها ساعة، وزيادة هذه الفترة تدريجيا بمرور الوقت.
  • ممارسة تمارين تقوية عضلات قاع الحوض بشكل منتظم مثل تمارين كيجيل.
  • العلاج بالأدوية: 

غالبًا ما تكون هذه الأدوية لعلاج السلس الإلحاحي ومنها:

  • أدوية تساعد على تهدئة فرط نشاط المثانة مثل الأوكسيبيوتينين والتولتيرودين.
  • أدوية تساعد على ارتخاء المثانة وزيادة سعتها والتفريغ التام لها مثل الميرابيجرون.
  • يمكن أن يعالج الرجال بحاصرات الألفا لإرخاء عضلات عنق المثانة.
  • أدوية تساعد على تقوية أنسجة مجرى البول والمهبل بعد انقطاع الطمث عن طريق الكريمات المهبلية الموضعية مثل:
  •  الأستروجين.
  • حمض الهيالورونيك.
  • الجراحة:

هناك بعض الجراحات منها:

  • تحفيز الأعصاب المحيطية لعلاج السلس الإلحاحي.
  • هناك إجراءات جراحية لعلاج السلس الإجهادي منها:

– الشرائط الرافعة.

– إجراء تعليق عنق المثانة.

طرق الوقاية

من النصائح التي يمكن أن تحافظ على صحة المثانة والجهاز البولي:

  • الحفاظ على الوزن صحي واتباع نظام غذائي صحي متوازن.
  • تجنب تناول الكافيين والمشروبات الكحولية.
  • زيادة نسبة الألياف في الطعام لتجنب حدوث الإمساك.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • التوقف عن التدخين.

من المهم أن يتفهم المريض أن هذا المرض ليس جزءا طبيعيًا من الحياة، ويجب عليه عدم الخجل من التحدث عن أعراضه وطلب المساعدة الطبية.

إن علاجات هذا المرض متاحة لتقليل المشكلة أو القضاء عليها، وأن معظم الحالات تعالج بتغير بسيط في نمط الحياة أو العلاج بالأدوية.

References

1-     https://www.uptodate.com/contents/urinary-incontinence-treatments-for-women-beyond-the-basics

2-     https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/urinary-incontinence/symptoms-causes/syc-20352808

3-     https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/urinary-incontinence/urinary-incontinence-in-women

4-     https://www.urologyhealth.org/urology-a-z/u/urinary-incontinence

5-     https://www.medicalnewstoday.com/articles/165408#types

6-     https://medlineplus.gov/urinaryincontinence.html

7-     https://www.healthline.com/health/urinary-incontinence#treatment

8-     https://www.everydayhealth.com/urinary-incontinence/guide/#causes

9-     https://ijcbnm.sums.ac.ir/article_40730.html

What do you think?

الشلل الدماغي

أسباب وعلاج تساقط الشعر والصلع