ما هو الروماتويد
يندرج مرض الروماتويد (التهاب المفاصل الروماتويدي) أو RAتحت فئة أمراض المناعة الذاتية. وبكلمات أخرى، يحدث هذا المرض نتيجة لخلل في الجهاز المناعي. حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة في جسم المريض بسبب هذا الخلل، مما يسبب التهابًا أو تورمًا مؤلمًا في الأجزاء المصابة من الجسم.
عادة ما يهاجم الروماتويد المفصل، وقد يهاجم عدة مفاصل في آن واحد. ومن الشائع أن يؤثر الروماتويد على مفاصل اليدين والمعصمين والركبتين. عند إصابة المفصل بالتهاب الروماتويد، تصبح بطانة المفصل ملتهبة، مما يتسبب في تلف أنسجة المفصل. وقد ينجم عن هذا التلف ألم طويل الأمد مما قد يُسبب عدم توازن وتشوهات.
وبالطبع، قد يؤثر الروماتويد على أجزاء أخرى من الجسم ويُسبب مشاكل لأعضاء أخرى مثل الرئتين والقلب والعينين.
أسباب الروماتويد وعوامل الخطر:
حتى الآن لا تزال أسباب الإصابة بالروماتويد مجهولة وغير معروفة. وبالرغم من عدم معرفة أسباب الروماتويد على وجه اليقين، إلا أن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بالروماتويد. وهي عوامل قد ترتبط بالبيئة ويمكن تعديلها مثل (اتباع نظام غذائي غير صحي والتدخين والسمنة) وهناك عوامل أخرى لا يمكن تعديلها مثل (الوراثة والجنس والعمر).
- الولادة. فالنساء اللاتي لم يلدن مطلقًا أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد.
- التدخين. تظهر دراسات متعددة أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد مقارنة بغير المدخنين، بل وقد يزيد التدخين من حدة المرض.
- السمنة. تزيد السمنة من احتمال الإصابة بالروماتويد. وبينت العديد من أنه كلما زاد وزن الشخص، زاد خطر إصابته بالروماتويد.
- العمر. قد يصاب الشخص بالروماتويد خلال أي مرحلة عمرية، ولكن تزداد احتمالية الإصابة بالروماتويد مع تقدم العمر. حيث تظهر أعلى نسبة للإصابة ببدايات الروماتويد بين البالغين الستين عامًا.
- الجنس. تبين أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد من الرجال بنسبة مرتين إلى ثلاث مرات من الرجال.
- الوراثة. الأشخاص الذين يولدون بجينات محددة هم أكثر عرضة للإصابة بالروماتويد. كما قد تجعل جينات HLA (مستضد الكريات البيض البشرية) من الفئة الثانية، التهاب المفاصل الناجم عن مرض الروماتويد أسوأ. وبالطبع تزيد عوامل خطر الإصابة إذا كان هذا الشخص مدخنًا أو يعاني من السمنة.
أعراض الروماتويد:
في المراحل المبكرة من الروماتويد، قد لا يرى مريض الروماتويد احمرارًا أو تورمًا في المفاصل، ولكنه يعاني من ألم بالمفصل وحساسيته للمس فيشعر المريض بألم بمجرد لمس المفاصل. وتتباين أعراض الروماتويد من مريض لآخر ومن الشائع أن يعاني مريض الروماتويد على بعض الأعراض التالية:
- ألم أو حساسية (إيلام) أو تورم بالمفصل، أو تصلب يستمر لمدة ستة أسابيع أو أكثر.
- التيبس الصباحي الذي يستمر لمدة 30 دقيقة أو أكثر.
- قد يتأثر أكثر من مفصل واحد بالأعراض.
- عادةً ما تتأثر المفاصل الصغيرة (الرسغين وبعض مفاصل اليدين والقدمين) في البداية.
- توجد المفاصل المتأثرة على أحد جانبي الجسم.
- الشعور بالتعب الشديد (الإرهاق).
- الحمى.
- وقد تزداد الأعراض حينًا، ثم تقل في وقت ما وربما تختفي ثم تظهر من جديد.
- التهابات بالمفصل قد تستمر لعدة أيام أو أشهر.
آثار الروماتويد على الصحة العامة
- العينان. جفاف وألم والتهاب واحمرار وحساسية للضوء وصعوبة الرؤية بشكل صحيح.
- الفم. جفاف والتهاب اللثة وتهيجها.
- الجلد. العقيدات الروماتويدية -ظهور كتل صغيرة تحت الجلد فوق المناطق العظمية.
- الرئتين. قد تتعرض لالتهابات وندبات وقد تؤدي إلى ضيق التنفس وأمراض الرئة.
- الأوعية الدموية. قد يؤدي التهاب الأوعية الدموية إلى تلف الأعصاب والجلد والأعضاء الأخرى.
- الدم. – انخفاض العدد الطبيعي لخلايا الدم الحمراء.
- القلب. قد يؤدي الالتهاب إلى تلف عضلة القلب والمناطق المحيطة بها.
- كما أن آلام المفاصل تجعل من الصعب ممارسة الرياضة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. إن زيادة الوزن قد تجعل الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
الروماتويد والفيبرومياليجا
الفيبرومياليجا (التهاب العضلات الليفي) هو مرض تتشابه أعراضه مع مرض الروماتويد، وفيها يشعر المريض بألم واسع النطاق وإرهاق، كما يعاني المريض من قلة النوم ومشاكل في الذاكرة. ولكن الفيبرومالاجيا لا تسبب ضررًا في المفصل ولا يُسبب مضاعفات جسيمة كالروماتويد.
اقرأ أيضًا:
علاج الروماتويد:
لا يوجد علاج حاسم لمرض الروماتويد، فهو من الأمراض المزمنة، التي يتعين على المريض أن يتعايش معها ويألفها مع التزامه بتوجيهات الطبيب والعلاجات الموصوفة له.
يعتمد علاج الروماتويد بشكل جوهري على تقليل التهاب المفاصل وتخفيف الألم ومنع تلف المفاصل أو إبطائه وتقليل الإعاقة وتمكين مريض الروماتويد من ممارسة أنشطته المعتادة قدر الإمكان.
وكالعادة، فإن التشخيص المبكر للروماتويد والبدء باكرًا في العلاج قد يقلل كثيرًا من خطر تلف المفاصل ويحد من تأثير الحالة.
وغالبًا تنقسم علاجات الروماتويد الدوائية إلى قسمين: الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs) والعلاجات البيولوجية.
- الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs)
تعمل الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs) على منع تأثيرات المواد الكيميائية التي تنطلق عندما يهاجم الجهاز المناعي مفاصل مريض الروماتويد، والتي قد تسبب ضررًا متزايدًا للعظام والأوتار والأربطة والغضاريف القريبة.
ومن أمثلتها ما يلي:
- الميثوتريكسيت (Methotrexate)
- ليفلونوميد (Leflunomide)
- هيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine)
- سلفاسالازين (Sulfasalazine)
- العلاجات البيولوجية
تعتمد العلاجات البيولوجية على طريقة أخرى وهي منع مواد كيميائية معينة في الدم من تنشيط جهاز المناعة لدى مريض الروماتويد.
ويتم تناولها عادةً مع الميثوتريكسيت أو أي دواء آخر مضاد للروماتويد، وتُستخدم مثل هذه العلاجات عادة في حالة عدم فعالية الأدوية المعدلة للمرض. ومنها على سبيل المثال:
- أداليموماب (Adalimumab)
- إيتانرسيبت (Etanercept)
- إنفليكسيماب (Infliximab)
تشخيص الروماتويد:
لتشخيص الروماتويد، قد يتعين على المريض إجراء عدد من الاختبارات والفحوصات ومنها ما يلي:
- اختبارات دم
لمعرفة معدل الترسيب (ESR) أو مستوى بروتين سي التفاعلي (CRP) ، حيث قد تشير النتائج إلى وجود التهابات بالجسم وهذا من سمات مرضى الروماتويد وكذلك اختبارات العامل الروماتويدي (RF) والأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي.
- الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي
للكشف عن مدى تطور الحالة والكشف عن وجود تآكل أو تورم في مفصل ما.
- الفحص السريري
وبالطبع لا غنى عن الفحص السريري ورأي الطبيب.
- https://www.cdc.gov/arthritis/types/rheumatoid-arthritis.html
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/rheumatoid-arthritis
- https://www.arthritis.org/diseases/rheumatoid-arthritis
- https://blog.arthritis.org/rheumatoid-arthritis/rheumatoid-arthritis-side-of-fibromyalgia/
- https://www.nhs.uk/conditions/rheumatoid-arthritis/treatment/
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4924-rheumatoid-arthritis
