محتويات المقال
يعد اضطراب الوسواس القهري Obsessive-Compulsive disorder نوعاً من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق، يعاني الشخص المصاب بالوسواس القهري من أفكار ووساوس غير مرغوب فيها وتدفعه للقيام بتكرار أفعال قهرية غير مرغوب في تكرارها، وبالتالي يواجه الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري صعوبة شديدة في ممارسة الحياة بصورة طبيعية لأنه لا يستطيع إبقاء تركيزه منشغلا عن تلك الأفكار والهواجس كما يواجه صعوبة شديدة في التركيز في أي أمر آخر سوى تلك الهواجس، فيشعر الشخص بأنه مرغم على الاستجابة لتلك الأفكار والقيام بتلك الأفعال القهرية للتقليل من توتره ثم يقوم بتكرار تلك الأفعال بشكل قهري وهو ما يعرف بالحلقة المفرغة لاضطراب الوسواس القهري.
يتمحور اضطراب الوسواس القهري عادة حول أنماط معينة مثل:
وسواس الترتيب والتنظيم.
وسواس النظافة.
وسواس الخوف من التعرض للجراثيم.
وسواس قهري فكري.
أعراض اضطراب الوسواس القهري
تنقسم أعراض الوسواس القهري إلى نوعين:
- الأعراض الوسواسية، وتشمل:
تتمثل الأعراض الوسواسية في مجموعة من الأفكار والهواجس غير المنطقية بنمط متكرر مما يؤدي لشعور المريض بالقلق والتوتر وعادة ما يحاول المريض تجاهل هذه الأفكار لكنه يفشل في ذلك، وتتمحور الأفكار القهرية عادة حول موضوعات معينة مثل:
- الخوف من التعرض للجراثيم.
- الخوف من التلوث أو عدم التنظيم.
- الشك الدائم في أي شيء وعدم القدرة على تحمله.
- أفكار عدوانية أو غير مرغوب فيها.
وتشمل هذه الأعراض الوسواسية القهرية ما يلي:
- الشك في أنك أغلقت الباب أو أطفأت الغاز عند مغادرة المنزل.
- الخوف من لمس الأشياء لتجنب التعرض للجراثيم.
- الخوف من التخلص من أي شيء.
- الخوف من مصافحة الآخرين لتجنب التعرض للجراثيم.
- التوتر عندما تكون الأشياء المحيطة ليست مرتبة بنمط معين.
- غسل الأيدي بصفة مستمرة متكررة تؤدي إلى التهاب الجلد وتشققه.
- تكرار الأفكار القهرية لأكثر من ساعة يوميا.
- الأعراض القهرية:
- تتمثل الأعراض القهرية في قيام المريض بتكرار أفعال وسلوكيات غير مرغوب فيها بشكل دائم استجابة للوسواس، عادة ما يشعر المريض بأنه مدفوع لفعلها ولا يستطيع منع نفسه من القيام بها وأيضا تتمحور هذه الأفعال حول موضوعات معينة مثل:
- التنظيف.
- التنظيم والترتيب بشكل مبالغ فيه.
- العد.
- اتباع نظام صارم.
وتتضمن الأعراض القهرية ما يلي:
- غسل الأيدي بصورة متكررة تؤدي لالتهاب الجلد وتشققه.
- العد بأنماط معينة.
- تكرار الدعاء أو الكلام بشكل مبالغ فيه.
- التحقق من غلق الباب قبل المغادرة بشكل متكرر.
- تكرار فحص الموقد بشكل مبالغ فيه.
- ترتيب كل الأشياء المحيطة بنفس النمط.
ما مدى حدة الأعراض؟
يبدأ الاضطراب عادة في سن المراهقة أو سنوات الشباب، وتكون الأعراض في بدايتها أقل حدة ثم تتنوع حدتها مع التقدم في العمر، فقد تتزايد حدة الأعراض أو تختلف من حيث نوع الأفكار والأفعال القهرية، وعادة ما تزداد حدة الأعراض عند التعرض لضغط نفسي أو قلق شديد، تعد أعراض اضطراب الوسواس القهري مزمنة تصاحب المريض طوال حياته، لكن تتراوح في حدتها بين الخفيفة أو الشديدة التي قد تعيق صاحبها عن ممارسة حياته.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا وجدت أن الأفكار أو الأفعال القهرية تعيقك عن ممارسة حياتك بصورة طبيعية فلا تتردد في طلب مساعدة الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية.
مضاعفات اضطراب الوسواس القهري
قد تحدث مشكلات كثيرة للمصاب باضطراب الوسواس القهري مثل:
- مشكلات في العلاقات الاجتماعية.
- المبالغة في تكرار الشعائر والطقوس.
- مشكلات صحية مثل التهاب الجلد.
- اضطرابات الأكل.
- أفكار انتحارية.
- تدني مستوى جودة الحياة بشكل عام.
أسباب اضطراب الوسواس القهري
لم يتم تحديد السبب الفعلي للإصابة حتى الآن، لكنه يحدث عادة نتيجة لعدة عوامل منها:
- عوامل وراثية أو تاريخ عائلي للإصابة.
- ظروف البيئة المحيطة خاصة: الحالة المادية، ضغوط الحياة والعمل، المشاكل الأسرية.
- عوامل حيوية مرتبطة بتغير في كيمياء الجسم أو كيمياء الدماغ.
- عوامل نفسية أخرى مثل القلق والتوتر.
عوامل الخطر المرتبطة باضطراب الوسواس القهري
من العوامل التي تؤدي لزيادة خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- إصابة أحد أفراد العائلة باضطراب الوسواس القهري.
- ظروف الحياة وضغوطات العمل والبيئة المحيطة.
- التوتر والقلق بشكل دائم.
- الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية الأخرى مثل: الاكتئاب الحاد، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، اضطرابات الأكل، اضطراب القلق الاجتماعي.
تشخيص اضطراب الوسواس القهري
يتم تشخيص الإصابة عن طريق:
- أخذ التاريخ المرضي للمريض.
- أخذ التاريخ العائلي لإصابة أحد أفراد عائلة المريض باضطراب الوسواس القهري.
- استبعاد وجود أي أمراض جسدية أخرى.
- التحليل النفسي على أساس معايير تشخيص اضطراب الوسواس القهري.
- فحص العلامات التي يعاني منها المريض.
علاج اضطراب الوسواس القهري
قد لا يؤدي علاج اضطراب الوسواس القهري إلى القضاء على الإصابة من الأساس، لكنه يساعد المريض على السيطرة على الأفكار والأفعال القهرية حتى لا تؤثر على ممارسته للأنشطة الحياتية بصورة طبيعية.
على أساس شدة الأعراض تتحدد مدة العلاج، فقد يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج مستمر.
يعتمد العلاج في الأساس على نوعين من العلاجات هما:
- العلاج النفسي.
- العلاج بالأدوية.
للحصول على نتائج مرضية بشكل أسرع يجب أن يتلقى المريض العلاج النفسي بالتزامن مع العلاج بالأدوية.
1- العلاج النفسي:
يعتمد العلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري على العلاج المعرفي السلوكي CBT ومن طرق العلاج المعرفي السلوكي طريقة تسمى التعرض ومنع الاستجابة ERP والتي تعتمد على تعريض المريض لأحد عناصر الوسواس وتدريبه على التعامل معه ومقاومة رد الفعل القهري تجاهه مما يضمن للمريض أن يصبح قادرا على التحكم في الوساوس والأفعال القهرية بما يمكنه من الاستمتاع بحياته بصورة طبيعية.
2-العلاج بالأدوية:
تستطيع بعض الأدوية النفسية التي تعمل على النواقل العصبية الموجودة بالدماغ (مثل السيروتونين) على السيطرة على الوساوس والأفعال القهرية، لكن تعد مضادات الاكتئاب هي أكثر الأدوية استخداماً في السيطرة على أعراض اضطراب الوسواس القهري ومنها:
- عقار بروزاك (فلوكسيتين).
- عقار أنافرانيل (كلوميبرامين).
- عقار بيكسيفا (باروكسيتين).
الوقاية من اضطراب الوسواس القهري
لا توجد طريقة مؤكدة لمنع الإصابة باضطراب الوسواس القهري إلا أن الحفاظ على الحالة النفسية وتقليل القلق والتوتر وتحسين ظروف البيئة المحيطة وممارسة الرياضة يؤدي للحفاظ على الصحة النفسية بشكل عام، وإذا شعرت بوجود الأفكار القهرية في تفكيرك بشكل مستمر عليك الإسراع بتلقي العلاج للحصول على أسرع استجابة للعلاج والسيطرة على الأعراض بشكل يتيح لك الاستمتاع بحياتك بصورة طبيعية.
References
https://www.webmd.com/mental-health/understanding-obsessive-compulsive-disorder-treatment
https://www.healthline.com/health/ocd/social-signs
