محتويات المقال
يُعد التسمم الغذائي(Food Poisoning) من المخاطر الشائعة وأحيانًا تهدد حياة كثير من الأشخاص وذلك لعدم الدراية الكاملة بأعراضه والمسببات الخاصة به.
ويسمى أيضًا بالأمراض المنقولة بالغذاء(Foodborne illness) حيث يصل عدد الحالات المصابة به إلى 48 مليون مصاب في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام، حيث يُقدر عدد دخول الحالات إلى المستشفى إلى 128000 شخص وتصل نسبة الوفيات في تلك الأعداد المصابة إلى 3000 شخص.
اقرأ أيضًا: الجينوم المظلم وأدلة جديدة لأصول الاضطراب ثنائي القطب والفصام
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي
قد يصاب أى شخص بمرض منقول بالغذاء ولكن هناك أشخاص يكونوا معرضين للإصابة بمعدل أكبر وذلك بسبب عدم قدرة أجهزتهم المناعية على مواجهة مسبباته بكفاءة مثل:
- كبار السن بسبب عدم قدرة جهازهم المناعي على مواجهة العدوى بكفاءة عالية.
- الأطفال نتيجة عدم اكتمال جهازهم المناعي مقارنة بالبالغين.
- الأشخاص الذين تكون مناعتهم ضعيفة نتيجة لبعض الحالات الطبية مثل مرض السكري، أمراض الكبد، أمراض الكلى، الإيدز، حالات نقل الأعضاء، أو الأشخاص الذين تلقوا العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي.
- يكون السيدات الحوامل أكثر عرضة للإصابة حيث أجسامهن تتأقلم مع التغيرات التي تحدث في الدورة الدموية والتمثيل الغذائي أثناء الحمل.
أسباب التسمم الغذائي
تحدث الإصابة بالتسمم الغذائي نتيجة تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بالمسببات المرضية حيث يوجد أكثر من 250 مسبب للتسمم ومن المسببات الأكثر شيوعًا البكتيريا، أو الفيروسات، أو الطفيليات، أو نتيجة مواد كيميائية، أو سموم.
بعض أنواع البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي:
- سالمونيلا(salmonella): يبدأ ظهور الأعراض من 6 ساعات إلى 6 أيام من التعرض للإصابة.
توجد السالمونيلا في اللحوم، والدواجن النيئة، أو غير مطبوخة بصورة كافية مثل الدجاج والرومي.
توجد أيضًا في اللبن غير المبستر، والعصير، والخضروات، والفاكهة النيئة.
- اي كولاي (E.coli): يبدأ ظهور الأعراض من 3 أيام إلى 4 أيام من التعرض.
غالبا توجد في اللحم البقري المفروم النيء، أو غير مطهي جيدًا.
توجد في المياه الملوثة غير الآمنة، والخضروات مثل الخس، والعصير، واللبن غير المبستر.
- ليستيريا(Listeria): يبدأ ظهور الأعراض من أسبوع إلى 4 أسابيع من التعرض.
توجد في البطيخ، والأكلات البحرية المدخنة، وبعض من أنواع الجبن، واللبن غير المبستر.
- كلوستريديوم بوتيولينوم(Clostridium botulinum): تظهر الأعراض من 16 إلى 36 ساعة من وقت التعرض للإصابة.
توجد في الأطعمة المعلبة بشكل غير صحيح عادة تكون محلية الصنع.
- كلوستريديوم برفرنجنس(Clostridium Perfringens): قد يستغرق وقت ظهور الأعراض من 6 ساعات إلى 24 ساعة.
توجد في اللحوم، والدواجن خاصة المخصصة للشواء،
والأطعمة المجففة.
- البكتيريا العنقودية(Staphylococcus aureus): وقت ظهور الأعراض من 30 دقيقة إلى 8 ساعات.
توجد غالبًا في الأطعمة الجاهزة للأكل بعد تناولها بالأيدي مثل المعجنات والحلويات والساندوتشات.
بعض أنواع الفيروسات المسببة للتسمم الغذائي:
- فيروس إلتهاب الكبدي الوبائي أ(Hepatitis A): تبدأ الأعراض في الظهور من 15 يوم إلى 50 يوم من التعرض.
يوجد في المياه الملوثة والخضروات المجمدة، والتوت المجمد، أو بسبب التعامل غير السليم مع الطعام مثل عدم غسيل الأيدي، والمطار غير المطهي جيدًا.
- نوروفيروس(norovirus): الأعراض تستغرق وقت من 12 إلى 48 ساعة.
يوجد في الخضروات الورقية، والفاكهة الطازجة، أو ينتقل عن طريق شخص مصاب بالفيروس.
بعض أنواع الطفيليات التي تسبب تسمم غذائي:
التسمم الغذائي الذي يحدث نتيجة الطفيليات غير شائعَا مقارنة بالذي يحدث نتيجة البكتيريا ولكن الطفيليات التي تنتقل من خلال الطعام تظل في غاية الخطورة ومنها:
- التكسوبلازما(Toxoplasma gondii): نادرًا ما يسبب أعراضا ملحوظة.
يوجد في الأطعمة غير المطهية خاصة لحم الخنزير، ولحم الضأن، ولحم الغزال.
تنتقل في الغالب من خلال ملامسة براز القطط المصابة ثم التعامل مع الطعام بشكل غير لائق.
- الديدان الشريطية(tapeworms): نادرًا ما تسبب أعراضا ملحوظة.
توجد في الأسماك، واللحوم، ولحم الخنزير النيء أو غير المطهية جيدًا.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها(CDC) تُعد الإصابة بالتكسوبلازما من الأسباب الرئيسية للوفاة المنسوبة إلى التسمم الغذائي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث توجد أيضًا التكسوبلازما في صندوق الفضلات الخاص بالقطط.
العوامل التي تساعد فى تلوث الغذاء والإصابة بالتسمم الغذائي
تكمن خطورة التسمم الغذائي أن الطعام الملوث قد يكون مذاقه ورائحته طبيعية ولا تبدو عليه مظاهر التعفن أو الفساد.
يحدث تلوث الغذاء أثناء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع والطهي حيث يوجد عوامل تساعد في تلوث الغذاء وحدوث التسمم مثل:
- تناول طعام تم إعداده من قبل شخص مصاب أو على اتصال بمصاب بالقيء والإسهال.
- عدم طهي الطعام جيداً.
- ملامسة الطعام لأسطح ملوثة بالبكتيريا.
- ترك الطعام بدرجة حرارة الغرفة لوقت طويل يساعد البكتيريا في النمو والتكاثر بصورة عالية.
- عدم اتباع شروط التخزين الصحيحة للأطعمة المبردة حيث يحتاج إلى تبريده في درجة حرارة أقل من 5 درجات سيليزية.
اعراض التسمم الغذائي
إذا كنت مصابًا بالتسمم الغذائي في أغلب الأحيان لا يتم اكتشافه.
تتراوح أعراض التسمم الغذائي في شدتها على حسب مصدر العدوى المسببة لتلوث الغذاء.
ومن الأعراض الشائعة:
- الغثيان.
- القيء.
- الحمى.
- المغص.
- فقدان في الشهية.
- الإسهال.
- الجفاف.
- قشعريرة.
- الآلام في العضلات.
- الصداع.
متى يتم اللجوء للرعاية الطبية فى التسمم الغذائي؟
معظم الأشخاص المصابين بالتسمم الغذائي يصبحون بحال أفضل دون تدخل علاجي ولكن الأشخاص الذين يظهرون أعراض أكثر شدة يجب أن يتلقوا رعاية طبية.
حيث يحصل بعض المضاعفات في الأعراض والتي قد تؤدي إلى تهديد حياة الأشخاص المصابة مثل:
☆استمرار الإسهال إلى أكثر من 3 أيام.
☆ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من 38.9 درجة سيليزية.
☆صعوبة في الرؤية والتحدث.
☆الإسهال أو البول الدموي.
☆القيء المستمر يمنع الاحتفاظ بالسوائل وينتج عنه جفاف ☆شديد(severe dehydration) ومن أعراض الجفاف:
●جفاف الفم والحلق الشديد.
●قلة أو انعدام في التبول.
●الشعور بالدوار عند الوقوف.
لذلك يجب تناول كميات كافية من السوائل لتجنب حدوث الجفاف( الجفاف هو عدم وجود ماء كافي بداخل الجسم).
يوجد أيضًا بعض العدوى التي تنتشر عن طريق الطعام وتؤدي إلى:
- التهاب المفاصل المزمن.
- تلف المخ والأعصاب.
- الفشل الكلوي الناتج عن متلازمة انحلال الدم اليوريمي(HUS)(Hemolytic Uremic Syndrome)
كم يستمر التسمم الغذائي؟
يتوقف وقت ظهور أعراض التسمم الغذائي على نوع العدوى حيث يتراوح من نصف ساعة إلى 8 أسابيع.
معظم الحالات المصابة قد يستغرق وقت شفائها أسبوع واحد سواء بتلقي العلاج أو بدون تلقي أي رعاية طبية.
اقرأ أيضًا: التهاب الشعب الهوائية ..تعرف على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
هل التسمم الغذائي معدى؟
يصبح التسمم الغذائي معديًا إذا كان المسبب له بكتيريا، أو فيروس، أو طفيليات لذلك إذا وُجد شخص مصاب بالتسمم الغذائي وظهرت عليه الأعراض يجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية لتجنب العدوى وعدم المساعدة في انتشارها.
إذا كان سبب حدوث التسمم الغذائي مادة كيميائية أو سموم في الغذاء غالبًا لا يُعد هذا النوع عدوى ولا يكون معديًا ولا ينتقل من شخص لآخر.
اقرأ أيضًا: عسر الهضم …تعرف على أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه
كيف يتم تشخيص التسمم الغذائي؟
يستطيع الطبيب تشخيص نوع التسمم الغذائي وفقًا للأعراض الظاهرة على المريض.
في الحالات الأكثر حدة يجري الطبيب بعض من التحاليل للوقف على مسبب العدوى مثل:
- تحاليل الدم.
- تحليل البراز.
- تحليل للطعام الذي تم تناوله من قبل المريض.
- بعض الأطباء يُجري تحليل للبول لتحديد ما مدى الجفاف الذي أصاب المريض نتيجة التسمم الغذائي.
علاج التسمم الغذائي
عادة يتم علاج التسمم الغذائي بالمنزل دون الحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب. ويوجد بعض النصائح التي يجب اتباعها مثل:
المحافظة على رطوبة الجسم لتجنب حدوث جفاف نتيجة الإسهال والقيء وذلك عن طريق تناول العصائر وماء جوز الهند لتعويض الكربوهيدرات والمساعدة في التخلص من الإجهاد.
أخذ بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل أدوية تساعد في معالجة الإسهال والقيء مثل:
☆دواء لوبراميد(loperamide).
☆دواء بيبيتو بيسمول(Pepto-Bismol).
يستفاد بعض الأشخاص بالأدوية الخاصة بالمسبب المسؤول عن العدوى وفقًا لما يصفه الطبيب لهم.
تستوجب بعض حالات الإصابة بالتسمم الغذائي تركيب محاليل عن طريق الوريد(intravenous fluid) نظرًا لشدة العدوى.
الوقاية من التسمم الغذائي
بعض الأطعمة إذا تم تناولها نيئة أو لم يتم طهيها جيدًا تسبب التسمم الغذائي مثل:
- اللحوم.
- الطيور.
- البيض.
- السوشي ومنتجات الأسماك التي يتم تقديمها نيئة.
- اللحم المفروم الذي قد يحتوي على لحوم من عدة حيوانات.
- اللبن غير المبستر، والجبن، والعصائر.
- الفاكهة والخضروات غير المغسولة.
ويوجد بعض النصائح التي تساعد في الوقاية من التسمم الغذائي مثل:
- غسل اليدين قبل إعداد وتناول الطعام.
- تنظيف وتطهير الأسطح الملامسة للأطعمة النيئة.
- التأكد من النظافة الشخصية والغذائية عند تخزين الطعام والتعامل معه وإعداده.
- تجنب التعامل مع أطعمة غير آمنة ومجهولة المصدر.
- الالتزام بتاريخ استخدام الطعام وتعليمات التخزين الخاصة به الموجودة على العبوة.
اقرأ أيضًا: الأطعمة المقوية للمناعة ودورها في مقاومة فیروس كورونا
