in

ما هو الشلل الرعاش؟ | 5 أعراض مبكرة قد تكشفه

الشلل الرعاش

ما بين الرعشة والحركات اللاإرادية يترك الشلل الرعاش مريضه مع شعور عجز مزمن يرافق أيامه، يعاني مريض باركنسون معاناة يومية بسبب عدم استجابة حركات جسده لما يريد. ما سبب هذا المرض، وما هي الأعراض المبكرة التي قد تساعد في اكتشافه؟ تعرف معنا في سطور هذا المقال عن هذا المرض ومعاناة مرضاه أكثر. 

مرض الشلل الرعاش 

إن مرض الشلل الرعاش أو ما يُسمى بداء باركنسون هو اضطراب عصبي مزمن يؤثر على خلايا الدماغ، ويقلل إنتاج الدوبامين وهو الهرمون الذي ينقل الرسائل العصبية لبقية الجسم؛ يسبب ذلك عدم سيطرة المريض على حركات جسده الإرادية وفقدان توازنه. 

يحتل مرض باركنسون المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ المرتبطة بالعمر؛ إذ تزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم في العمر، وقدّرت الأبحاث أن ما لا يقل عن 10 ملايين شخص مصابين بالشلل الرعاش حول العالم.

العمر ليس العامل الوحيد، بل إن الرجال أكثر عرضةً للإصابة بالشلل الرعاش بمعدل مرة ونصف أكثر من النساء.

أعراض الشلل الرعاش

تتطور أعراض  الشلل الرعاش ببطء مسببة للمريض حركات لا إرادية لا يستطيع المريض السيطرة عليها أو إيقافها. أكثر ما يسبب معاناته اليومية من أعراض هذا المرض هي الرعشة؛ وهي ما تفسر اسم المرض. 

يعاني المريض من الرعشة في يد واحدة  في بداية الأمر غالباً، وقد يلاحظها تمتد إلى الجسد كاملاً.

 ذكرنا الرعشة التي تظهر على المريض لأنها أكثر الأعراض وروداً لأذهانكم عند ذكر اسم باركنسون، ولكنها ليست العرض الوحيد لهذا المرض. 

تتمثل الأعراض الأخرى لمرض باركنسون في:

  • صعوبة الحركة أو المشي.
  • بطء القدرة على القيام بالمهام اليومية.
  • تصلب في العضلات، خاصة الأكتاف أو الأطراف.
  • صعوبة الحفاظ على التوازن وضبط حركات الجسم.
  • هدوء الكلام وبطئه،  وأحياناً العكس تماماً، سرعة أو تعثر وتردد قبل قول الجُمل.
  • تغييرات في طريقة الكتابة وملاحظة صغر الخط. 
  • فقدان السيطرة على الحركات اليومية الإرادية، فلا يستطيع المريض الابتسام أو تحريك يده أثناء المشي.

أعراض الشلل الرعاش المبكرة 

قد تظهر أي من الأعراض التي ذكرناها أولاً ولكن يُلاحظ الأطباء دلائل ومؤشرات مبكرة تدل على وجود اضطراب عصبي في بداية الأمر وهو ما يسهل اكتشاف المرض، والتي تشمل:

  • الإمساك والاضطرابات الهضمية.
  • صعوبة النوم وحدوث الأرق.
  • فقدان حاسة الشم فجأة.
  • الدوار أو الإغماء المفاجئ.
  • عدم القدرة على الوقوف بشكلٍ طبيعي أو المحافظة على استقامة الظهر.

من ضمن المؤشرات المبكرة على الإصابة بباركنسون أن هؤلاء المرضى يُلاحظ عليهم  التحديق المستمر أو إعطاؤهم لتعابير غير ملاءمة مع الموقف أو حالتهم المزاجية. يصفهم الناس أنهم أصبحوا ذوي أوجه مقنّعة؛  لعدم إعطائهم تعابير الوجه المعتادة.

أما عن الرعشة فهي العلامة الفارقة في بوادر الأمر بالتأكيد، إذ أن المرضى يصفون معاناتهم مع هذا العرض ببدء الشعور بالرعشة الداخلية وكأن هناك اهتزاز داخل الصدر أو البطن ولا يمكن للناس رؤيته.

تبدأ الرعشة عند أغلب المرضى بشكل غير متماثل في مراحل المرض المبكرة، يلاحظ المريض أنها تحدث في جانب واحد فقط من الجسم، ومن ثم يتأثر كلا الجانبين كلما تطور المرض.

أسباب الشلل الرعاش 

يحدث الشلل الرعاش نتيجة لتلف أو موت بعض الخلايا العصبية في الدماغ، مما يسبب نقصاً في إنتاج الدوبامين، الذي يدوره يُحدِث نشاطاً غير مألوفاً للخلايا العصبية وباقي الأعضاء في الجسم محدثاً الأعراض المرافقة لهذا المرض. 

تتمثل أسباب الشلل الرعاش الأساسية في:

  • أسباب وراثية: 10% إلى 15٪ من حالات الشلل الرعاش هي ناتجة عن عشرات الطفرات الجينية المتشابهة  في الحمض النووي لهؤلاء المرضى.
  • أسباب بيئية: يزيد التعرض للمبيدات أو السموم، مثل: غبار المنغنيز، وأول أكسيد الكربون، والمواد الناتجة عن اللحام من احتمالية الإصابة بهذا الداء.

لكن على الرغم مما ذُكر يظل السبب المؤكد للإصابة بهذا المرض غير معروفاً، والكثير من مرضى الشلل الرعاش لم يُكتشف لديهم هذه الطفرات الجينية، أو أنهم تعرضوا لعامل بيئي مباشرةً.

يوجد أسباب أخرى محتملة قد تؤدي إلى الإصابة بالشلل الرعاش، وهي: 

  • إصابة الرأس: يسمى ذلك، باركنسون بعد الصدمة، إذ أن تكرر الرضوض الحاصلة على الرأس أو الإصابات الناتجة عن الرياضات العنيفة، مثل: الملاكمة قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ. 
  • التهابات الدماغ: تطور الحالة الالتهابية الشديدة في الدماغ قد يؤذي الخلايا العصبية ويوصل إلى مرض باركنسون.

اقرأ أكثر عن التهاب الدماغ.

مرض باركنسون الكاذب PseudoParkinsonism

تملك بعض الأدوية آثاراً جانبية مشابهة لما يحدث في حالة الشلل الرعاش، لذلك سميت بالحالة الكاذبة من المرض؛ لأنها حالة مؤقتة تنتهي بمجرد التوقف عن تناول الدواء.

يجب التحدث مع الطبيب مباشرة عند ملاحظة تأثيرات غير طبيعية حدثت لأن إيقاف الدواء مباشرة في مثل هذه الحالات يحد من تأثيره المزمن على الجسم.

 قد تستمر هذه التأثيرات لأسابيع أو حتى أشهر بعد التوقف عن تناول الدواء وذلك بناءً على نوع ومدة استخدام الدواء.

الرعاش مجهول السبب

يصنف العلماء أن عدم وجود أسباب جينية أو بيئية واضحة ومؤكدة لحدوث الشلل الرعاش يعني أنه من النمط مجهول السبب الذي يعملون جاهدين لمعرفة أسباب واقعية له. 

مع زيادة حالات المرضى اكتشف بعض الأطباء أن الكثير من المرضى لديهم اختلال بروتين، وهي حالة تحد من قدرة الجسم على التعامل مع أنواع محددة من البروتينات الموجودة في خلايا الدماغ، وأشهرها وأكثرها ذكراً عند مرضى باركنسون، بروتين يُدعى ألفا سينوكلين α-synuclein، ما يؤدي إلى تراكمه وتكتله في هذه الخلايا ويتغير شكله الطبيعي.

اكتشف عند تصوير أدمغة هؤلاء المرضى وجود تكتلات على شكل سُميّ بأجسام ليوي، وهو ما ترك آثاراً سامة وأدى إلى تلف الخلايا. 

من الجدير بالذكر أن اختلال البروتين لم يُلاحظ فقط عند مرضى الشلل الرعاش بل إنه وجد في العديد من الاضطرابات العصبية، مثل: الزهايمر ومرض هنتنغتون وهو حالة جينية نادرة تسبب انتكاساً  للخلايا العصبية في الدماغ.

علاج الشلل الرعاش 

تسألون أنفسكم الآن هل يمكن الشفاء من مرض باركنسون أم لا؟ 

في الحقيقة لم يتوصل العلماء إلى علاج نهائي من هذا الداء، لكن تستطيع العلاجات الدوائية والطرق الداعمة، مثل: العلاج الطبيعي في إدارة المرض وأعراضه بشكل جيد والتخفيف من معاناة المرضى.

علاج الشلل الرعاش

تشمل أدوية الشلل الرعاش ثلاثة أنواع رئيسية، وهم:

  • ليفودوبا (levodopa).
  • مشابهات الدوبامين؛ لتعويض النقص الحاصل.
  • مثبطات مونوامين أوكسيديز- ب، مثل: سيليجلين وراساجيلين.

يلجأ الطبيب لإحدى هذه المجموعات الدوائية على حسب حالة مريضه، وقد لا تكون كلها مفيدة له، إذ تختلف تأثيرات كل منها على حسب إن كانت ستستخدم لتفادي ومنع تفاقم الأعراض طويلة المدى أم أن الطبيب يبحث عن علاج قصير المدى؛ لعلاج الحالة الحادة من الأعراض.

عمليات الشلل الرعاش

يحتاج الطبيب أحياناً إلى التدخل الجراحي في بعض الحالات المتقدمة من المرض؛ بهدف تحسين حياة المريض وتخفيف الأعراض عنه. 

تضم طرق التدخل الجراحي لمرضى باركنسون ما يلي:

  • التحفيز العميق للدماغ، يزرع الطبيب جهازاً؛ لتوصيل تيار كهربائي منتظم ومقدّر إلى المناطق والخلايا التالفة في الدماغ. 

يوجد طرق أخرى ما زالت الأبحاث لم تؤكد فعاليتها الكاملة، ولكنها تمثل الأمل للمرضى في الشفاء على المدى البعيد، وتشمل:

  • إصلاح وإعادة تجديد الخلايا العصبية: يبحث العلماء عن الطريقة الأمثل من أجل إصلاح تلف الخلايا العصبية الموجودة بالفعل وتحفيز تكوين خلايا عصبية جديدة.
  • العلاج الجيني: يهدف ذلك إلى إصلاح الطفرات الجينية التي تسبب مرض باركنسون عند بعض الأشخاص.
  • الخلايا الجذعية: تُزرع هذه الخلايا؛ من أجل خلق خلايا عصبية جديدة تستطيع استخدام الدوبامين وإيصاله إلى الدماغ.

اقرأ أكثر عن العلاج بالخلايا الجذعية.

وما بين محاولات العلماء في إيجاد علاجاً شافياً لمرضى الشلل الرعاش وتدارك أعراضه لديهم، نأمل أن نرى وصولاً قريباً لما يبحثون عنه ونستطيع مساعدة مئات بل آلاف المرضى الذين يعيشون حياة غير طبيعية هم وعائلاتهم نتيجة لتلف عصبي غير قادرين على التحكم فيه. 

References:

  1. https://www.nhs.uk/conditions/parkinsons-disease/treatment/
  2. https://www.ajmc.com/view/poll-finds-1-in-4-people-with-parkinson-disease-misdiagnosed.
  3. https://www.parkinson.org/understanding-parkinsons/10-early-signs
  4. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8525-parkinsons-disease-an-overview#symptoms-and-causes
  5. https://www.nia.nih.gov/health/parkinsons-disease
  6. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/parkinsons-disease/symptoms-causes/syc-20376055#:~:text=Overview,stiffness%20or%20slowing%20of%20movement.

What do you think?

حساسية اللاكتوز lactose intolerance 

ارتفاع ضغط الدم للحامل