متلازمة مينيير

عندما يتعلق الأمر بالصحة الأذنية والتوازن، يُعتبر متلازمة مينيير (Ménière’s Syndrome) واحدة من الاضطرابات التي يمكن أن تكون مزعجة وتؤثر على جودة حياة الأفراد. في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على متلازمة مينيير، والأعراض التي تصاحبها، والتشخيص، وخيارات العلاج المتاحة.

ما هي متلازمة مينيير؟

متلازمة مينيير هي حالة صحية تؤثر على الأذن الداخلية وتوازن الشخص. يتميز المرض بثلاثة أعراض رئيسية:

•  دوار منتظم. شعور بالدوار يبدأ ويتوقف فجأة. يمكن أن تبدأ حالة الدوخة من دون سابق إنذار. عادةً ما تستمر لمدة 20 دقيقة إلى 12 ساعة، ولكنها عادةً لا تتجاوز 24 ساعة. يمكن أن تتسبب الدوخة الشديدة في الغثيان. 
•   فقدان السمع. يمكن أن يأتي فقدان السمع في مرض منيير بشكل متقطع، خصوصًا في بداية المرض. مع مرور الوقت، يمكن أن يصبح فقدان السمع طويل المدى ولا يتحسن.
•  رنين في الأذن. الرنين في الأذن يُسمى طنين. الطنين هو المصطلح الذي يُستخدم عندما تسمع صوتًا مثل الرنين أو الطنين أو الزئير أو الصفير أو الشهيق في أذنك.
•  شعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن. يشعر الأشخاص المصابون بمرض منيير غالبًا بالضغط في الأذن. يُطلق على هذا الشعور اسم الامتلاء السمعي.
• بعد هجوم الدوخة، تتحسن الأعراض وقد تزول لفترة. مع مرور الوقت، قد يتناقص عدد هجمات الدوخة. 

ما هي الأسباب المحتملة لمتلازمة مينيير؟

إلى الآن، ليس هناك سبب واحد معروف لمتلازمة مينيير. تشير الأبحاث إلى أنها قد تكون مرتبطة بعوامل متعددة، من بينها:

• التراكم الزائد للسوائل في الأذن الداخلية.
• مشاكل في الجهاز المناعي.
• وراثة.
•    السبب في حدوث فقدان السمع لدى الأشخاص المصابين بمرض منيير يعود على نطاق واسع إلى زيادة في الضغط في المساحة الخاصة بالليمف الباطني. يعتقد أن أعراض امتلاء الأذن والفقدان المؤقت للسمع مرتبطة على الأرجح بهذه الزيادة في الضغط. تٌتلف هذه الضغوط المتكررة والإفراج المفاجئ عن الضغط هياكل الأذن الداخلية الرقيقة وهياكل التوازن في القنوات الدائرية النصفية. هذا التلف التراكمي يؤدي إلى تراجع مستويات السمع مع مرور الوقت.
• يتم وصف مرض منيير في ثلاث مراحل:
• المرحلة الأولى – تعود مستويات السمع إلى مستوياتها الطبيعية بين الهجمات.
•   المرحلة الثانية – تتقلب مستويات السمع ولكن لا تعود إلى المستوى الطبيعي.
•   المرحلة الثالثة – تبقى مستويات السمع دون 60 ديسيبل هرتز.
•    زيادة الضغط تؤثر على وظيفة السمع الطبيعية. النتيجة الرئيسية لفقدان السمع هي انخفاض الحساسية للأصوات الهادئة. في مرحلة مبكرة من مرض منيير (المراحل 1 و 2)، يكون فقدان السمع عادةً يشمل الترددات المنخفضة. مع مرور الوقت تتلقى الخلايا الشعرية الداخلية والخارجية تلفًا دائمًا مما يؤدي إلى فقدان السمع الدائم. وهذا غالبًا ما يؤدي إلى تقليل تحمل الأصوات الأعلى.

اقرأ أيضاً: فقدان السمع الحسي العصبي

التشخيص والعلاج:

لتشخيص متلازمة مينيير، يجب على الطبيب إجراء فحص شامل يتضمن فحوصات السمع واختبارات الأذن الداخلية. يفحص الطبيب الأذنين ويسأل عن فقدان السمع، والطنين، أو شعور بالامتلاء في إحدى الأذنين أو في كليهما. قد يسأل عما إذا كنت تعاني من نوبات منتظمة من الدوخة وفقدان السمع. إذا كنت تعاني من هذه المشاكل، سيسأل عن مدى حدة هذه النوبات ومدى مدتها. قد يجري اختبارات لاستبعاد حالات أخرى محتملة وتأكيد تشخيص مرض منيير.

·       يمكن أن تشمل هذه الاختبارات:

• اختبار السمع: يجري الأطباء اختبارات السمع باستخدام السماعات الصوتية. خلال هذا الاختبار، يستخدم الطبيب الأصوات من خلال السماعات. ستضغط على زر عندما تسمع صوتًا. تقيس النتائج قدرتك على السمع.
• اختبارات التوازن بالأذن الداخلية: يقوم أطباء السمع بأداء سلسلة من الاختبارات لفحص رد الفعل في أذنك الداخلية (الدهليز) ونظام التوازن وعضلات العين.
• اختبار الاستجابة السمعية المبكرة (ABR): يمكن أن يكون مفيدًا لتقييم وظيفة الأذن الداخلية.
• فحص الرنين المغناطيسي: لاستبعاد أسباب أخرى للأعراض.

بالنسبة للعلاج، يتضمن الخيارات:

• تغيير نمط الحياة: تجنب الملح والكافيين والكحول يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض.
• الأدوية: 
• مدرات البول (Diuretics): هذا الدواء يقلل من كمية السوائل في الجسم. تقليل السوائل بشكل عام قد يخفض مستويات السوائل في الأذن الداخلية.
• أدوية لمكافحة دوار الحركة: هذه الأدوية تساعد في السيطرة على حالات الدوار.
•  مضادات الهيستامين: هذا الدواء قد يقلل من هجمات الدوار.
• العلاج الجراحي: في حالة عدم استجابة الأعراض للعلاجات الأخرى، يمكن النظر في العلاج الجراحي. ويشمل:
• (Endolymphatic Sac Procedure): كيس السائل الداخلي هو جيب فارغ يصرف السائل في الأذن الداخلية. في هذا الإجراء يقوم الأطباء بتحرير السائل عن طريق قطع هذا الكيس. قد يضعون دعامة (stent) في الكيس لضمان استمرار تصريف السائل من الكيس.
•    استئصال عصب الدوار (Vestibular Nerve Section): عصب الدوار الخاص بك يساعد في تنظيم التوازن والسمع. إزالة العصب يساعد في التحكم في الدوار ويقلل من فقدان السمع.
•   استئصال الشبكية الداخلية (Labyrinthectomy):  في هذه الجراحة يزيل الطبيب الشبكية الداخلية، وهي الجزء من الأذن الداخلية الذي يتحكم في التوازن. عادة ما  يجري الأطباء هذه الجراحة فقط بعد فقدان السمع في الأذن المتضررة.

اقرأ أيضاً: ضعف السمع.. أسبابه.. 4أنواع له.. وهل السماعة الطبية حل له؟

تحسين جودة الحياة:

على الرغم من أن متلازمة مينيير يمكن أن تكون مزمنة، إلا أن الأفراد الذين يعانون منها يمكنهم تحسين جودة حياتهم عن طريق:

• اتباع النصائح الطبية والعلاجات الموصى بها بانتظام.
• ممارسة التمارين الرياضية التي تعزز التوازن.
• تقليل مستوى التوتر والضغط النفسي.

ختاماً، متلازمة مينيير هي حالة طبية تتطلب رعاية طبية واهتمامًا خاصًا. إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى وجود هذه المتلازمة، فلا تتردد في مراجعة طبيبك. بفحص مبكر وعلاج مناسب، يمكن تحسين الجودة الحياة وإدارة الأعراض بشكل أفضل.

:References

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/menieres-disease/symptoms-causes/syc-20374910

·         https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15167-menieres-disease

·         https://www.nhs.uk/conditions/menieres-disease/