in ,

نزيف الأنف..ما هي أسبابه وكيفية التعامل معه؟

 نزيف الأنف هي شكوى شائعة عند البالغين والأطفال ويمكن أن تكون مصدراً للقلق لدى البعض، فقد يتفاجأ الشخص المصاب بتدفق الدم من الأنف ويستمر الأمر لبضع دقائق دون أن يعلم السبب.

يُعاني معظم الأشخاص سواء من البالغين أو الأطفال من نزيف أنفي واحد على الأقل خلال حياتهم وقد يكون الأطفال أكثر عرضة لهذا الأمر، ونادراً ما يكون نزيف الأنف مدعاة للقلق وخاصة مع عدم وجود أعراض صحية أخرى.

تحتوي البطانة السطحية للأنف على عدة أوعية دموية، وبسبب موقع الأنف في منتصف الوجه تماماً وكثافة الأوعية الدموية العالية فالأمر لا يتطلب سوى أقل إصابة أو تهيج لتحفيز الأنف فتنكسر الأوعية الدموية الدقيقة في بطانة الأنف وتبدأ في النزيف.

نزيف الأنف..ما هي أسبابه وكيفية التعامل معه؟

أنواع نزيف الأنف

يُمكن تصنيف نزيف الأنف على أنه نزيف إما أمامي أو خلفي:

  • نزيف الأنف الأمامي: وهو الأكثر شيوعاً، يأتي النزيف من الجدار بين فتحتي الأنف ويحتوي هذا الجزء على العديد من الأوعية الدموية الحساسة ومن المحتمل أن يكون هذا النوع هو الذي يظهر عند الأطفال، يمكن علاج هذا النزيف بسهولة في المنزل.
  • نزيف الأنف الخلفي: في هذا النوع ينشأ النزيف إلى الخلف وأعلى من الأنف في منطقة حيث تمد أفرع الشريان الدم إلى الأنف ولهذا يكون نزيف الدم الخلفي أكثر غزارة وأكثر خطورة من الأمامي وقد يتطلب عناية طبية وهو أكثر شيوعاً عند البالغين.

أعراض مصاحبة لنزيف الأنف

بعض حالات نزيف الأنف تكون بسيطة وتبدأ بنزول الدم من إحدى فتحتي الأنف أو كليهما ولكن في بعض الأحيان قد تُلاحظ بعض الأعراض المصاحبة للنزيف وحينها يجب التدخل الطبي لمعرفة السبب وطرق العلاج المناسبة مثل:

  • عدم توقف النزيف بعد 20 دقيقة من الضغط المباشر فهذا يعني أن هناك إصابة شديدة إما للأنف أو الجمجمة.
  • الصداع.
  • الدوخة.
  • التعب الشديد.
  • الغثيان والقيء.
  • صعوبة التنفس.
  • نزيف من أجزاء أخرى من الجسم مثل الأذنين أو المستقيم فقد يشير ذلك إلى نزيف داخلي، أو مشاكل في تخثر الدم، أو اضطرابات في الأوعية الدموية. 

إذا ظهرت أي من هذه الأعراض مصاحبة لنزيف الأنف فلا يجب حينها تجاهل الأمر ويجب الذهاب إلى الطبيب فوراً لمعرفة السبب الطبي للنزيف وإجراء الفحوصات اللازمة.

أسباب نزيف الأنف

تختلف الأسباب حسب نوع النزيف الأنفي:

ففي حالة النزيف الأنفي الأمامي تكون الأسباب  الشائعة كالتالي:

  • شد الأنف من الداخل خاصة إذا حدث بشكل متكرر أو إذا كانت الأظافر طويلة مع تهيج الجزء الداخلي من الأنف.
  • الضربة الشديدة على الأنف أو تلقي صفعة على الوجه قد يؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية الدقيقة في الغشاء المخاطي.
  • دفع شيء في الأنف ويحدث غالباً مع الأطفال أثناء اللعب.
  • نفخ الأنف بشدة أثناء استنشاق مادة أو دواء في الأنف. 
  • التهاب الجيوب الأنفية وهي عبارة عن تجاويف مملوءة بالهواء في العظام المحيطة بالأنف.
  • نزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو حساسية الأنف قد تتسبب في تَهيُّج الأنف من الداخل مع وجود الألم عند الإصابة بعدوى فيروسية مما يجعل الأنف أكثر عرضة للنزيف.
  • الحاجز المنحرف: عندما يكون الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف بعيداً عن المركز أو منحرف عنه.
  • المناخات الحارة ذات الرطوبة المنخفضة أو التغيرات المناخية من البرد القارس إلى المناخ الدافئ والجاف مما يتسبب في حدوث جفاف وتشقق داخل الأنف وينتج عنه حدوث النزيف.
  • الارتفاعات العالية: مع زيادة الارتفاع يقل توافر الأكسجين مما يجعل الهواء أكثر جفافاً فيسبب جفاف الأنف وحدوث النزيف.
  • الاستخدام المفرط لأنواع معينة من الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والأدوية المُسيلة للدم مثل الأسبرين
  • يمكن أن تتدخل أمراض الكبد مع تخثر الدم وتؤدي إلى نزيف أنفي متكرر أو حاد.
  • الضغط العصبي.
  • الاستخدام المفرط للعقاقير المحظورة مثل الكوكايين.

أما في حالة نزيف الأنف الخلفي فتختلف الأسباب المؤدية للنزيف وتتمثل في:

  • جراحة سابقة بالأنف.
  • نقص الكالسيوم.
  • أمراض الدم مثل الهيموفيليا أو اللوكيميا.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • بعض الأورام.

وهناك أيضاً أسباب أخرى تؤدي إلى زيادة النزيف الأنفي مثل:

  • الأنف المكسور: وهو كسر يحدث في عظام أو غضروف الأنف.
  • انخفاض عدد الصفائح الدموية.
  • نقص العامل X: وهي حالة ناتجة عن نقص البروتين.
  • الالتهاب الحاد في الكلى وينتج عادة عن تفاعل مناعي.
  • الحمى الروماتيزمية.
  • تَليُّف الكبد بعد التعرض للسموم لفترات طويلة.
  • مرض الاضطرابات الهضمية: حساسية الغلوتين

اقرأ أيضاً: دواء لازكس Lasix … واستخداماته في مرضى ضغط الدم المرتفع

تشخيص نزيف الأنف

إذا أردت الحصول على رعاية طبية لنزيف الأنف فسيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني أولاً لتحديد السبب كما سيتم طرح بعض الأسئلة لمعرفة تاريخك الطبي وأدويتك الحالية.

وبعدها سيقوم الطبيب بطلب عمل بعض الاختبارات التشخيصية والتي تشمل:

  • تعداد أو صورة دم كاملة (CBC) للتحقق من اضطرابات الدم.
  • زمن الثرومبوبلاستين الجزئي (PTT) وهو اختبار دم يفحص المدة التي يستغرقها الدم للتجلط.
  • فحص الأنف بالمنظار.
  • فحص الأنف بالأشعة المقطعية.
  • عمل أشعة سينية للوجه والأنف.

 نزيف الأنف وعلاقته بالحمل

خلال الأشهر الأولى من الحمل تحدث تغيرات هرمونية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى بعض الأعراض ومنها نزيف الأنف الذي يُعد شائعاً جداً أثناء الحمل فمع ارتفاع هرمون الإستروجين يحدث احتقان الأنف مما يؤدي إلى النزيف، ونادراً ما يكون نزيف الأنف خطيراً أثناء الحمل ويمكن التحكم فيه بالمنزل ولا يحتاج لزيارة طبيب.  

كيفية إيقاف نزيف الأنف

يجب التحلي بالهدوء والثبات أثناء محاولة وقف النزيف مع أخذ بعض الإجراءات اللازمة:

  • في حالة النزيف الأمامي يمكن إيقاف النزيف بالمنزل عن طريق الجلوس مستقيماً مع الضغط على الجزء اللين من الأنف لمدة 10 دقائق مع الانحناء إلى الأمام قليلاً والتنفس من خلال الفم، كما يمكن وضع ضغط بارد مثل كيس ثلج مغطى بالقماش على جسر الأنف لإغلاق الأوعية الدموية الصغيرة وبعدها نقوم بتحرير الأنف بعد 10 دقائق للتأكد من وقف النزيف.
  • أما في حالة النزيف الخلفي يميل الدم إلى التدفق بغزارة من مؤخرة الأنف إلى الحلق وهنا ينبغي الاتصال فوراً بالطبيب أو الذهاب إلى غرفة الطوارئ ولا يجب المخاطرة بعلاج هذا النوع من النزيف بالمنزل.

علاج أسباب نزيف الأنف

يختلف علاج نزيف الأنف تبعاً لنوع وسبب النزيف وفيما يلي توضيح لبعض طرق العلاج:

  • حزم الأنف بالقطن أو الشاش المبلل بالدواء لوقف النزيف وتحفيز تخثر الدم.
  • المضادات الحيوية عن طريق الفم أو الموضعية لعلاج التهاب الأنف والجيوب الأنفية.
  • رش مزيل احتقان في الأنف: تحتوي البخاخات المزيلة للاحتقان على مواد تعمل على شد الأوعية الدموية مما يؤدي إلى إبطاء أو وقف النزيف.
  • يجب استشارة الطبيب المختص فى تناول أدوية للسيطرة على المشاكل الطبية الأساسية مثل ارتفاع ضغط الدم ونقص فيتامين K.
  • مضادات الهيستامين مفيدة في علاج حساسية الأنف.
  • تعديل دواء ترقق الدم.
  • استخدام تقنية الكي: تعتمد هذه التقنية على استخدام الحرارة أو المواد الكيميائية لإغلاق الأوعية الدموية حتى تتوقف عن النزيف.
  • إذا كان النزيف بسبب جسم غريب عالق بالأنف فيمكن للطبيب إزالته ووقف النزيف.
  • في حالة الأنف المكسور يقوم الطبيب بتصحيح الكسر عن طريق التدخل الجراحي. 
  • تصحيح انحراف الحاجز جراحياً.

اقرأ أيضاً: فقر الدم (الأنيميا) الاسباب والانواع و الاعراض و العلاج

الوقاية من نزيف الأنف

هناك عدة طرق للوقاية من تكرار نزيف الأنف ومنها:

  • الحفاظ على بطانة الأنف رطبة عن طريق استخدام رذاذ محلول الملح أو تجربة وضع جل الأنف أو الفازلين برفق على فتحة الأنف.
  • تقليم أظافر الطفل بشكل دوري حتى لا يقوم الطفل بحك أنفه عن طريق الظفر وخاصة أثناء النوم مما يؤدي إلى حدوث النزيف.
  • استخدام أجهزة ترطيب الهواء مما يساعد على حماية الأغشية المخاطية من الجفاف.
  • إذا كنت لاعباً رياضياً ولديك تاريخ من الإصابة بنزيف الأنف فيجب أن ترتدي قناعاً شفافاً على الأنف مما يساعد على امتصاص أى ضربات محتملة أثناء اللعب.
  • عدم الإفراط في تناول الأسبرين وغيره من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.

References

What do you think?

Written by د مروة عبد المنعم

حاصلة على بكالوريوس طب الفم والأسنان جامعة القاهرة القصر العينى خريجة دفعة ٢٠٠٦. عملت أخصائية أسنان في أحد المستشفيات الحكومية بالإضافة إلى العمل بالعيادات الخاصة. مهتمة بمجال البحث والكتابة وحاصلة على كورس كتابة المحتوى الطبي من أكاديمية بداية.

حصوات المرارة ..الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج، وما مدى ارتباطها بإنقاص الوزن؟

10 فوائد صحية لتناول الخوخ