in ,

كيف اتعامل مع الصدمة العاطفية والنفسية؟

مقدمة

هل مررت بتجربة مؤلمة يوماً؟ أو تعرف شخصاً مر بتجربة مؤلمة؟ وتريد فهم المزيد عن ماذا يحدث خلال الصدمة العاطفية والحصول على فكرة أفضل عما قد يشعر به الذي يتعرض للصدمة سنتعرف في هذا المقال عن “ما هي الصدمات النفسية والعاطفية؟”

و”كيف تواجه الصدمات النفسية؟” و”كيف نتخطى الصدمات؟”

نمر خلال مراحل حياتنا بالعديد من الأحداث السعيدة والأحداث الحزينة والمؤلمة، إن ذكرياتنا تجعلنا نشعر بكثير من المشاعر فبعض الذكريات إيجابية وبعضها سلبية، عندما نتذكر الأحداث نشعر إما بالرضا أو بالحزن، وبعض الأحداث تجعلنا نبتسم أو نبكي ومع ذلك فإن بعض الذكريات التي يمكن أن تؤثر علينا أحيانًا بطريقة لا رجعة فيها تكون شديدة الخطورة، لأن الذكريات الشديدة التي يصعب التخلي عنها قد تسبب صدمة نفسية وعاطفية.

إنّ هذه التجارب المؤلمة والشديدة في حياتنا غير قابلة للتغيير، وقد تؤثر علينا أو تستمر في التأثير علينا في المستقبل، وعلى الرغم من أننا لا نستطيع التراجع عن الماضي، إلا أنه يمكننا الشفاء من هذه الصدمات والتعافي منها.

ما هي الصدمة العاطفية والنفسية؟

تُعرَّف الصدمة العاطفية بأنها تجربة مؤلمة للغاية أو مزعجة، تحدث نتيجة لأحداث مؤلمة بشكل كبير تحطم الإحساس بالأمان وتجعل الإنسان يشعر بالعجز، ويمكن أن تؤدي الصدمة بعد ذلك إلى صعوبة في أداء مهام الحياة أو التأقلم مع ظروفها، تتكرر الذكريات لتلك الأحداث بشكل مستمر، ويواجه الشخص المصاب صدمة نفسية يصعب السيطرة عليها، وللصدمة النفسية تأثيرات مختلفة على الأشخاص، قد يكون الأمر مؤلمًا للبعض بشكل كبير وأقل إيلاماً لأشخاص آخرين. 

اقرأ أيضاَ: الزهايمر(Alzheimer disease)

الصدمة العاطفية
الصدمة العاطفية

أهم اسباب الصدمة العاطفية والنفسية

للصدمات النفسية والعاطفية أسباب مختلفة ومتعددة منها:

  • حوادث غير متوقعة مثل الحوادث المرورية أوالوفيات أو الإصابات أو التعرض لهجوم عنيف.
  • الكوارث الطبيعية.
  • العنف المنزلي.
  • الإساءة العاطفية أو الجسدية.
  • التنمر.
  • التهديدات المستمرة مثل العيش في حي مليء بالجرائم أو محاربة مرض يهدد الحياة.
  • الحرب.
  • الإصابة بمرض خطير.
  • الإرهاب.

لكن الخبر السار هو أنه يمكن العلاج والمضي قدمًا في الحياة سواء حدثت الصدمة منذ سنوات أو بالأمس ومهما كان سبب الصدمة.

أبرز اعراض الصدمة العاطفية والنفسية

إن استجابة الإنسان للصدمات رد فعل طبيعي لأحداث قهرية غير طبيعية، ولا توجد طريقة “صحيحة” أو “خاطئة” للشعور أو الرد على هذه المواقف، من أبرز الأعراض التي تحدث:

الأعراض العاطفية والنفسية

  • الصدمة أو الإنكار.
  • الارتباك وصعوبة التركيز.
  • الغضب والتهيج وتقلب المزاج.
  • القلق والخوف.
  • الشعور بالذنب والعار ولوم الذات.
  • الانسحاب من الآخرين.
  • الشعور بالحزن أو اليأس.
  • الشعور بالانفصال عن الواقع.

 الأعراض الجسدية

  • الأرق أو الكوابيس.
  • الإعياء.
  • صعوبة في التركيز.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الغثيان والانفعالات.
  • أوجاع وآلام.
  • الشد العضلي.1

اقرأ أيضاً: تكميم المعدة المصغر

مراحل الصدمة النفسية

إن استجابة الناس للصدمات النفسية والعاطفية تمر بمراحل مختلفة وهي:

– الصدمة والإنكار: تحدث الصدمة والإنكار بعد فترة وجيزة من الحدث وهي ردود فعل طبيعية وغالبًا ما يستخدم الإنسان الصدمة والإنكار لحماية نفسه من التأثير العاطفي للحدث وقد يشعر بالخدر أو الانفصال عن الواقع ويستغرق تجاوز الصدمة الأولية من 4 إلى 6 أسابيع من الحدث.

– بمجرد تجاوز الإنسان للصدمة الأولية، تتلاشى مشاعر الصدمة والإنكار تدريجياً وتحل محلها أفكار ومشاعر أخرى وتحدث استجابات للصدمة وتشمل الاستجابات الشائعة ما يلي:

  • ذكريات متكررة للحدث أو ذكريات الماضي.
  • كوابيس.
  • الخوف الشديد من تكرار الحدث الصادم.
  • الانسحاب والعزلة عن الأنشطة اليومية.
  • استمرار تجنب التذكير بالحدث.
  • تغيرات في المزاج أو تغيرات في أنماط التفكير.
  • التهيج.
  • تقلبات مزاجية مفاجئة.
  • القلق والعصبية.
  • الغضب.
  • الإنكار.
  • الاكتئاب.
  • صعوبة في التركيز.
  • تغير في النوم أو الأرق.
  • الأعراض الجسدية للتوتر، مثل الصداع والغثيان.
  • تفاقم حالة طبية أو مرض خطير.

– بعد الصدمة يمكن أن تحدث حالة تعرف باسم اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):

وهو نوع من اضطرابات القلق التي تؤثر على الهرمونات الخاصة بالتوتر وتغير استجابة الجسم للتوتر، يحتاج الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى دعم اجتماعي قوي وعلاج مستمر، يمكن أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة استجابة جسدية وعاطفية شديدة لأي فكرة أو ذكرى للحدث، يمكن أن يستمر اضطراب ما بعد الصدمة لأشهر أو سنوات.

اقرأ أيضاً: رجيم الكيتو

كيف اتخطى الصدمة النفسية؟

الشفاء من الصدمات النفسية والعاطفية هو تجربة فردية فما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لشخص آخر، هناك عدة أمور تعمل على تخفيف الصدمة النفسية والتعافي منها وهي:

  • حاول أن تمارس روتيناً يومياً.
  • اقضِ وقتًا مع الآخرين وتجنب الانعزال حتى لو لم تكن قادرًا على ذلك.
  • مارس هوايات أو اهتمامات أخرى.
  • اكتب تجربتك في مفكرة أو دفتر يوميات.
  • امنح نفسك الوقت وأدرك أنه لا يمكنك التحكم في كل شيء.
  • اطلب الدعم من الأشخاص الذين يهتمون بك أو ابحث عن مجموعة دعم محلية أو عبر الإنترنت للأشخاص الذين مروا بتجربة مماثلة.
  • ابحث عن مجموعة دعم يقودها متخصص مدرب يمكنه تسهيل المناقشات.
  • حاول أن تحافظ على نظام غذائي متوازن وحافظ على ممارسة الرياضة واحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  • تجنب الكحول والمخدرات.
  • تجنب القرارات الحياتية الكبرى مثل تغيير المهن أو الانتقال بعد وقت قصير من الحدث.

متى يجب عليك الاتصال بأخصائي؟

يجب عليك طلب المساعدة المهنية إذا استمرت الأعراض وتداخلت مع الأنشطة اليومية أو أداء المدرسة أو العمل أو العلاقات الشخصية.2

اقرأ أيضاً: الأطعمة المقویة للمناعة ودورها في مقاومة فیروس كورونا

كيفية الخروج من الصدمة النفسية وماهو العلاج؟

يمكن لعلماء النفس وأخصائيي الصحة العقلية المساعدة في إيجاد طرق للتعامل مع الصدمات،  ويمكنهم المساعدة على فهم التساؤلات التي تتبادر إلى أذهاننا وهي”كيف نتخطى الصدمات؟” و”كيف اتعامل مع الصدمة العاطفية؟”

ومن طرق العلاج المتبعة:

العلاج بالكلام مثل الاستشارة أو العلاج النفسي وثبت أن العلاج بالكلام المسمى  العلاج السلوكي المعرفي مفيد.

– علاج الصدمة النفسية بالأدوية

يمكن أن تكون الأدوية مفيدة في بعض الأحيان بعد الصدمة ولكن يجب أخذها تحت إشراف الطبيب ومن الأدوية:

المهدئات

تساعد في تقليل القلق الذي يمكن أن يتبع الصدمة وكذلك مساعدة المريض على النوم.

تشمل الأنواع الشائعة ديازيبام (فاليوم) ولورازيبام (أتيفان) وتيمازيبام.

على المدى القصير، يمكن أن تساعدك المهدئات على الشعور بقلق أقل والنوم، ولكن إذا تم استخدامها لمدة تزيد عن أسبوعين:

  • يعتاد جسمك على تأثيرها ويتوقف عن العمل.
  • عليك أن تأخذ المزيد والمزيد للحصول على نفس التأثير.
  • قد تصبح مدمنًا عليهم.

مضادات الاكتئاب

يمكن أن يصاب المريض باكتئاب ما بعد الصدمة ويختلف الاكتئاب عن الحزن الطبيعي فهو أسوأ لأنه يؤثر على الصحة الجسدية ويستمر لفترة أطول.

يمكن علاج الاكتئاب إما بالأدوية المضادة للاكتئاب، أو بالعلاجات بالكلام مثل الاستشارة أو العلاج النفسي.3

الصدمة النفسية عند الأطفال

 غالبًا ما تكون حالات عدم الأمان مدى الحياة نتيجة لصدمات الطفولة وعادةً ما تكون بسبب:

  • الإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية.
  • العنف المنزلي.
  • إجراءات طبية تدخلية.
  • الخلل الوظيفي المنزلي، بيئة غير مستقرة أو غير آمنة.
  • الانفصال عن أحد الوالدين.
  • مرض خطير.
  • الإهمال. 

تساهم تجارب الطفولة الإيجابية في بلوغ سن الرشد الصحي والمنتج، في المقابل يمكن أن تؤدي التجارب السلبية إلى ضعف الصحة العقلية والجسدية في المستقبل.4

اقرأ أيضاً: الحزام الناري..أسبابه وعلاجه وعودة الإصابة به

اعراض الصدمات النفسية عند الأطفال

إن الصدمات التي تحدث عند الأطفال تكون مختلفة عن البالغين وتشمل الأعراض التي تشير إلى أن الطفل قد يحتاج إلى مساعدة نتيجة تعرضه لصدمة ما يلي:

  • السلوك العاطفي الانفعالي.
  • السلوك العدواني.
  • الانسحاب.
  • صعوبة مستمرة في النوم.
  • استمرار الهوس والتفكير بالصدمة.
  • مشاكل خطيرة في المدرسة.

يمكن لعلماء النفس وأخصائيي الصحة العقلية العمل للمساعدة في إيجاد طرق للتعامل مع الصدمات،  ويمكنهم مساعدة كل من الأطفال وأولياء أمورهم على فهم كيفية الخروج من الصدمة النفسية.5

الخلاصة

– تشير الصدمة العاطفية إلى الضرر الذي يلحق بالنفسية من أحداث أو تجارب الحياة المجهدة أو المؤلمة.

-غالبًا ما تكون الصدمة أو الإساءة العاطفية مدمرة للصحة النفسية للشخص، لأنها يمكن أن تضر بشعور الفرد بذاته واحترامه لنفسه، كما أن الصدمة لها أيضًا القدرة على تعطيل العلاقات الشخصية الوثيقة الحالية أو المستقبلية.

– يستغرق الشخص أسابيع أو سنوات أحياناً لفهم واستيعاب الصدمة التي تعرض لها، ولكن من خلال العلاج والدعم يمكن للشخص الذي يعانى من صدمة نفسية أن يتعلم التعبير عن مشاعره الحقيقية وأن يطور استراتيجيات للتعامل مع ردود الفعل العاطفية والنفسية حتى يتم له التعافي والتخلص من جميع آثار الصدمة.

اسئلة شائعة

كيف يمكنني مساعدة شخص تعرض لصدمة نفسية أو عاطفية؟ وكيف اتعامل مع الصدمة العاطفية والنفسية لصديق أو قريب؟

لسوء الحظ، لا يعتقد الكثير من الأشخاص الذين مروا بكارثة أو صدمة أنهم بحاجة إلى المساعدة على الرغم من اعترافهم بالضيق النفسي، ونظرًا لزيادة خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة وغيره من مشكلات الصحة العقلية، فمن المهم تشجيع الأفراد الذين مروا بكارثة أو أزمة أو صدمة على طلب المساعدة ويمكن أن نقدم لهم المساعدة والدعم ليحصل لهم التعافي والشفاء.

 ولتخفيف الصدمة النفسية على الأشخاص يجب أن يكون هناك من يقدم لهم المساعدة ويكون داعماً ومسانداً لهم ومن الأمثلة على ذلك الدعم:

  • الاستماع لهم والتواجد بقربهم.

كن بجانب الشخص الذي تعرض للصدمة واقضِ وقتاً معه، حتى لو لم يرغب في التحدث عما حدث،  دعه يعرف أنك ستستمع إليه وتقدم له العون والدعم.

  • أن نجعلهم يشعرون بالأمان.
  • مساعدتهم في المهام المنزلية مثل التسوق أو التنظيف أو الطهي أو رعاية الأطفال.
  • قضاء الوقت معهم.
  • عدم أخذ المشاعر السلبية أو الانفعالات التي يشعرون بها على محمل الجد.
  • تشجيعهم للحصول على الراحة وتناول الطعام بشكل جيد.
  • تأكد من أن لديهم الوقت للاهتمام بأنفسهم.
  • إدراك معاناتهم وتشجيعهم ودعم قدرتهم على التأقلم.
  • التأكد من وجود أشخاص أو شبكات داعمة أخرى في حياتهم.
  • ساعدهم في التعرف على الوقت المناسب للحصول على مساعدة خارجية.
  • قد يكون هناك حاجة للعلاج النفسي أو العلاج بالأدوية.6

:Reference

1-https://www.sunshineclinic.org/blog/emotional-and-psychological-trauma-what-is-it-and-how-to-heal/

2-https://www.healthline.com/health/traumatic-events

3-https://www.rcpsych.ac.uk/mental-health/problems-disorders/coping-after-a-traumatic-event

4-https://www.sunshineclinic.org/blog/emotional-and-psychological-trauma-what-is-it-and-how-to-heal/

5-https://www.healthline.com/health/traumatic-events

6-https://www.verywellmind.com/common-reactions-to-a-crisis-2795058

What do you think?

حب الشباب

سرطان الثدي…و7 طرق للوقاية منه