in

سرطان الدم Leukemia

ما هو سرطان الدم؟ وما مدى خطورته؟

هو نوع من أنواع السرطان الذي يصيب الخلايا المكونة للدم وهي خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء التي تمثل خط الدفاع الأساسي للجسم، والصفائح الدموية.

يصيب سرطان الدم هذه الخلايا بنسبة كبيرة وخاصًة خلايا الدم البيضاء. فهو يزيد من معدل انقسامات هذه الخلايا بمعدل أكثر من الطبيعي وهذا يتسبب في وجود العديد من الخلايا ولكنها من غير فائدة.

 لذلك فهو يمثل خطرًا كبيرًا على الخلايا المناعية لهذا الجسم. لم يقتصر سرطان الدم على إصابة هذه الخلايا فقط لكنه يصيب أيضًا أماكن صناعة هذه الخلايا وهي نخاع العظام. (1), (2)

سرطان الدم Leukemia

الأسباب والعوامل التي تزيد من معدل الإصابة بسرطان الدم.

لم يتوصل الباحثون بعد إلى أسباب محددة لسرطان الدم ولكن هناك عوامل تساعد وتزيد من معدل الإصابة به ومنها:

  • استخدام العلاج الكيميائي أو العلاج بالإشعاع من قبل في حالات السرطان.
  • قد يكون عاملًا وراثيًا؛ حيث أن إصابة أحد أفراد العائلة يزيد من معدل الإصابة بهذا المرض.
  • كثرة التعرض للتدخين.
  • مشاكل وأضرار تحدث في الدم.
  • التعرض لفترات طويلة من الإشعاع.
  • التعرض للمواد الكيميائية الضارة مثل البنزين. (3)

الأعراض التي تظهر عند الإصابة بسرطان الدم.

قد لا تظهر أعراض في المراحل الأولى من المرض ولكن مع مرور الوقت وتطور مراحله يُلاحظ عدة أعراض مثل:

  • تضخم غير مؤلم في العقد الليمفاوية وخاصًة عند الرقبة.
  • تضخم في الكبد والطحال.
  • الشعور بالتعب والإجهاد المستمر.
  • ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
  • زيادة التعرق ليلًا.
  • فقدان الوزن بشكل كبير.
  • حدوث عدوى متكررة نتيجة ضعف المناعة الشديد.
  • ألم في العظام.
  • ظهور بقع حمراء على الجلد.
  • سهولة حدوث النزيف والكدمات.

يؤثر أيضًا سرطان الدم على الأجهزة التي يصل إليها مثل الجهاز العصبي فيحدث الصداع، والميل إلى القيء، والتشنجات كأعراض لذلك. (4)

أنواع سرطان الدم وعلاج هذه الأنواع.

هناك أربعة أنواع رئيسية لسرطان الدم، وهذه الأنواع تؤثر على خلايا الدم بطرق مختلفة. يوجد نوعان من هذه الأربعة غير سريعة التطور، تتطور بشكل تدريجي وتكون شائعة في البالغين في منتصف السن وكبار السن.

باقي هذه الأنواع تكون سريعة التطور وتكون شائعة بدرجة أكبر في الأطفال والبالغين صغار السن. 

1-chronic myelogenous leukemia(CML):

قد يحدث هذا النوع بسبب حدوث طفرات جينية ويبدأ من نخاع العظام فينتج عدد كبير من خلايا الدم البيضاء غير السليمة والتي تحتوي على حبيبات تسمى (myeloid).

تعد نسبة 15% من حالات سرطان الدم في البالغين من هذا النوع.

بتطور هذه الخلايا تحتل كل المكان في نخاع العظام والدم وبالتالي أصبح لا يوجد مكان للخلايا الحمراء، والبيضاء، والصفائح السليمة.

علاج هذا النوع:

يستهدف علاج الطفرات الجينية غير الطبيعية حيث يزيد من فرصة تواجد المصابين بهذا النوع على قيد الحياة بدرجة أقرب إلى الوضع الطبيعي. (5)

2-chronic lymphocytic leukemia(CLL):

يحدث سرطان الدم الليمفاوي المزمن أيضًا في نخاع العظام وينتج العديد من الخلايا الليمفاوية وهى نوع آخر من خلايا الدم البيضاء.

يعد حدوثه نادرًا في الأطفال ويظهر بدرجة أكبر عند البالغين.

قد لا تظهر أعراض في هذا النوع إلى أن يصل إلى مرحلة متأخرة فتظهر أعراض مثل: تورم في العقد الليمفاوية، والإجهاد الشديد، وسهولة حدوث النزيف.

توجد مرحلة نادرة من هذا النوع تسمى: hairy cell leukemia وسوف نوضح بعض النقاط عنها.

Hairy cell leukemia:

سُميت بهذا لأن خلايا السرطان بها تظهر تحت الميكروسكوب وكأن بها شعيرات.

تحدث في البالغين بنفس الأعراض كما سبق ذكره.

يصعب العلاج في هذه المرحلة وقد يتكرر رجوع المرض حتى بعد أخذ الدواء المثالي لهذا النوع.

علاج هذا النوع:

من الأفضل علاج هذا النوع في المراحل الأولى منه، حيث وجد الباحثون تقديم مجموعة من العلاجات الإضافية تكون أكثر تأثيرًا من علاج واحد.

قد تجرى أبحاث في المستقبل لمحاولة استخدام chimeric antigen receptor cell therapy فهذا العلاج المناعي يجعل الخلايا أكثر مقاومة لخلايا السرطان. (6)

3-Acute myeloid leukemia(AML):

يحدث في سرطان الدم النخاعي سريع التطور تحول لخلايا الدم البيضاء إلى نوع يسمى myeloblasts.

قد يحدث هذا النوع عند الأشخاص الذين تمت إصابتهم بسرطان الدم الليمفاوي سريع التطور من قبل في مرحلة الطفولة.

علاج هذا النوع:

مازالت الأبحاث لاكتشاف العديد والجديد من العلاج. قد يكون الآن عن طريق العلاج الكيميائي أو الإشعاعي كما في غيره من الأنواع. (7)

4-Acute lymphocytic leukemia(ALL):

يعد أسهل في علاجه من النوع السابق ولكن يحدث تطور سريع لهذا النوع من سرطان الدم الليمفاوي إذا تُرك بدون علاج.

هذا النوع يكون شائعًا جدًا في الأطفال. ويحدث أيضًا عند البالغين فوق سن السبعين. (8)

تشخيص سرطان الدم والتحاليل اللازمة.

يحدث سرطان الدم فى الخلايا الجذعية لنخاع العظام، ومن ثم فإن التشخيص الدقيق يساعد في علاج أكثر فاعلية.

  • الفحص الفيزيائي والتاريخ المرضي:

يجري الطبيب هذا الفحص للبحث عن أي عقد ليمفاوية متضخمة أو تضخم في الكبد أو الطحال. وتكون الأعراض الواضحة مثل آلام في العظام والعضلات وسرعة النزيف.

يقوم بتسجيل التاريخ المرضي وأي أعراض ظهرت على المريض خلال فترة سابقة مثل الإجهاد والإعياء المستمر، وفقد الوزن غير المعروف سببه، التعرق ليلًا، وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.

  • اختبارات وتحاليل الدم:

1- صورة دم كاملة:

تتم رؤية جوانب هامة لهذه الخلايا السرطانية من حيث شكلها وحجمها وكذلك كمية خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية.

يتم معرفة نسبة هيموجلوبين الدم في هذا التحليل أيضًا. ومن خلالها يمكن معرفة صورة عامة عن صحة المريض.

يحدد هذا التحليل عدد خلايا الدم البيضاء الذي يكون مرتفعًا في حالة الإصابة بالمرض، وعدد الصفائح الدموية، ونسبة الهيموجلوبين. 

اقرأ أيضًا فقر الدم (الأنيميا) الاسباب والانواع و الاعراض و العلاج

2- مسحة من الدم:

يتم إجراء هذه الخطوة في حالة إذا كانت نتائج تحليل صورة الدم الكاملة غير طبيعية من خلال تحضير نقطة من دم المريض ونقوم بفردها على شريحة من الزجاج ويتم فحصها تحت الميكروسكوب.

من خلال هذه المسحة يتم معرفة كل نوع من أنواع خلايا الدم إذا كان طبيعيًا في العدد والشكل أم لا.

يتم حساب أيضًا نسبة كل نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء إلى عددها الكلي.

فإذا كانت الخلايا غير طبيعية وغير ناضجة فهذا يتطلب عمل المزيد من الفحوصات للتأكيد.

  • فحص عينة من نخاع العظام:

تظهر تغيرات في خلايا الدم في نخاع العظام أولًا قبل ملاحظته في الدم في بعض الأحيان.

يتم إجراء هذا الفحص من خلال سائل أو نسيج من النخاع باستخدام إبرة مجوفة وكمية من المخدر. فيتم أخذ كمية صغيرة من النخاع وقطعة صغيرة من العظام.

ينتج الشعور بالألم بعد هذا الفحص وقد يستمر لعدة أيام.

نتائج هذا الفحص:

أي تغيرات كروموسومية أو جينية أو وجود أعداد كثيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة فهذا يشير إلى الإصابة بالمرض.

  • الاختبارات الكيميائية الخلوية:

في هذه الاختبارات يتم وضع الخلايا على شريحة زجاجية ووضع كمية من الصبغات الكيميائية التي لا تتفاعل إلا مع أنواع محددة من خلايا سرطان الدم أو الخلايا الجينية.

يفيد هذا الاختبار في تحديد نوع سرطان الدم بناءً على التغيرات التي تحدث لهذه الخلايا.

  • الفحص التصويري: 

لا تمثل خلايا سرطان الدم أشكالًا محددة من الأورام ولذلك فإن هذا الفحص لم يساعد في تشخيص هذا النوع من السرطان كما في غيره من الأنواع. ولكنه يساعد في معرفة هل هذا السرطان قد انتشر بجانب نخاع العظام والدم أم لا، وهل يوجد عدوى أم لا؟

من أمثلة هذا الفحص:

1- الأشعة السينية: تساعد في معرفة تضخم العقد الليمفاوية أو فى حالة وجود عدوى في منطقة الرقبة.

2- الأشعة المقطعية: تستخدم بها الأشعة السينية وجهاز الحاسب الآلي لعمل صور مقطعية للجسم.

3- التصوير بالرنين المغناطيسي: تعطى صورة تفصيلية للجزء الداخلي للجسم باستخدام موجات الراديو فهى تبين أجزاء هامة مثل المخ والحبل الشوكي.

من خلال كل هذه الفحوصات يتم التأكد إذا كانت حالة هذا الشخص تعاني من سرطان الدم أم لا. (9) 

مضاعفات مرض سرطان الدم.

لأن الدم يصل إلى أجزاء الجسم المختلفة فهذا المرض يؤثر بدرجة كبيرة على الجسم ويسبب كثير من المضاعفات ومنها:

1- انخفاض في عدد خلايا الدم: نتيجة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي فإن موت خلايا السرطان يصاحبها أيضًا موت وقلة في عدد من الخلايا السليمة فهذا يؤدي إلى قلة عدد خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين إلى الجسم ومنها يحدث فقر الدم.

قلة عدد خلايا الدم البيضاء يؤثر بدرجة شديدة على مناعة الجسم.

قلة عدد الصفائح الدموية يؤثر في معدل التجلط ويسبب حدوث النزيف.

علاج هذه الحالة: 

نقل الدم ويكون من نفس الفصيلة، وأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى، أخذ الجرعات اللازمة من الحديد والأدوية التي تحفز إنتاج خلايا دم جديدة.

2- تغيرات في الرغبة إلى الطعام: ينتج من تأثير العلاج على الجهاز  الهضمي يسبب تآكل في الطبقة الداخلية للمعدة ومن الأعراض التي تظهر فى هذه المرحلة: تغير فى حاستي التذوق والشم، والشعور بالدوار، والميل إلى القيء، وألم شديد في المعدة، ووجود الانتفاخات والإسهال.

علاج هذه الحالات:

 تؤخذ أدوية ضد القيء ويتم تحديد وجبات صغيرة ومتكررة على فترات زمنية.

3- حدوث التهابات في الأغشية المخاطية:  كما يحدث في الفم والغدد اللعابية ويصاحب ذلك ألم فى الفم والفك ويحدث أيضًا جفاف في الفم.

علاج هذه الحالة:

يجب المحافظة على نظافة الفم، ولابد من تجنب مستحضرات الفم التي تحتوي على الكحوليات، وإذا حدث تطور وظهور العدوى فقد تستخدم بعض المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات.

4- تساقط في الشعر وتغير في لون الجلد: 

نتيجة العلاج الكيميائي أيضًا يحدث تساقط في شعر الرأس وكذلك في رموش العين ومنطقة الحواجب.

يحدث تساقط الشعر بنسبة 75% من حالات سرطان الدم.

يظهر الجفاف على الجلد نتيجة الأدوية ويصبح عديم اللون. يتم التعامل مع هذه الحالات عن طريق تغطية منطقة الرأس والابتعاد عن أماكن وجود الشمس واستخدام أنواع بسيطة من الغسول.

5- معدل الخصوبة والصحة الجنسية: نتيجة علاج هذا المرض سواء كان علاجًا كيميائيًا أو عن طريق الإشعاع تحدث تغيرات تؤثر على الأفعال الفيزيائية والعقلية لدى المريض وكذلك تؤثر أيضًا على الصحة الجنسية لديه. (10)

كيفية العلاج من سرطان الدم والتقنيات الفعالة في العلاج.

يعتمد هذا العلاج على عدة عوامل منها:

  • سن المريض.
  • الحالة الصحية التي وصل إليها المريض.
  • نوع سرطان الدم الذي يصيبه.
  • الدرجة التي وصل إليها المرض ودرجة انتشاره إلى باقي أجزاء الجسم.

1- العلاج الكيميائي: 

أكثر أنواع طرق العلاج انتشارًا في حالات السرطان والذي يعتمد على استخدام المواد الكيميائية في قتل الخلايا السرطانية.

يعتمد استخدام الدواء بمفرده أو مجموعة من الأدوية على حسب نوع سرطان الدم. أمثلة لهذا العلاج الكيميائي: ibrutinib, fludarabine

2-العلاج عن طريق الإشعاع:

عن طريق استخدام الأشعة السينية أو أنواع أخرى عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية وتوقف نموها.

تتم هذه الكيفية من العلاج عن طريق استخدام آلة كبيرة تتجه نحو المريض وهو نائم على منضدة. تبعث هذه الآلة إشعاع يتجه نحو أماكن معينة على الجسم والتي تمثل مناطق تواجد الخلايا السرطانية.

يستخدم هذا العلاج أيضًا فى عملية زراعة نخاع العظام.

3- زراعة نخاع العظام أو عملية زراعة الخلايا الجذعية:

فى هذه الكيفية يتم استبدال خلايا السرطان المصابة بخلايا أخرى جديدة سليمة وهى التي تساعد في تكوين نخاع عظام جديد غير مصاب.

يتم استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعى أولًا قبل الزراعة لتدمير الخلايا السرطانية السابقة.

4- العلاج المناعي:

تقوم الخلايا السرطانية بإفراز نوع معين من البروتين الذي يجعلها تختفي عن خلايا الجسم المناعية الأساسية. فهذا النوع من العلاج يقوم بالتغلب على هذه العملية فيتمكن الجسم من مقاومة الخلايا السرطانية بدرجة أكبر من المرحلة الأولى.

ويُجرى حاليًا العديد من التجارب السريرية لمحاولة اكتشاف العديد من الأدوية الجديدة واكتشاف أكثر من طريقة للعلاج بهذه الأدوية. (11) 

كيفية الوقاية من سرطان الدم.

يعد منع حدوث سرطان الدم بشكل نهائيًا من الأمور الصعبة في تحقيقها وذلك لأن أسبابه لم تعرف بوضوح ودقة حتى الآن. ولكن يمكن تجنب بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة به من خلال: المحافظة على تناول الطعام الصحي، والمحافظة على الوزن المناسب، والابتعاد عن التدخين أو أي من المواد الكيميائية الضارة.

فمن خلال محاولة الالتزام بهذه العادات تساعد في قلة فرص الإصابة بسرطان الدم. (12) 

References

(1)Leukemia.

(2)What is leukemia?

(3)What causes leukemia?

(4)A Guide to Leukemia.

(5)Chronic myelogenous leukemia.

(6)Chronic lymphocytic leukaemia.

(7)Acute myelogenous leukemia.

(8)Acute lymphocytic leukemia.

(9)How Is Leukemia Diagnosed?

(10)Side Effects of Leukemia Treatment.

(11)leukemia.

(12)Can You Prevent Leukemia?

What do you think?

التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis

حساسية الحليب milk allergy