in

ما الفرق بين البرد والإنفلونزا؟

محتويات المقال

 تكثر الأمراض التنفسية في مثل هذه الأيام في أثناء فصل الشتاء، يستيقظ الشخص مع جفاف حلق وسعال وهو غير مدرك ماذا أصابه، إذ أنه لا يزال هناك خلط في المفاهيم وعدم القدرة على معرفة الفرق بين البرد والإنفلونزا وما زالت الناس تأخذ أدوية المضاد الحيوي لعلاج هذه الحالات بشكل مفرط وغير منضبط. ما زاد الأمر سوءاً منذ عام 2020 أن نزلات البرد والإنفلونزا  أصبحت تختلط مع فيروس كورونا المستجد، لذا نوضح لكم في هذا المقال عن أهم الفروقات بين هذه الأمراض وطرق العلاج لكل منهما على حدة.

الفرق بين البرد والإنفلونزا

بُنيت صعوبة التفرقة بينهم من تماثل الكثير من الأعراض في كلا المرضين، إذ أنهما حالات فيروسية تصيب الجهاز التنفسي وتُحدِث حالة من العطاس والسعال والحرارة في الجسم. 

يصعب التفرقة بينهم من الأعراض فقط، وقد يحتاج الطبيب لإجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من سبب الإصابة، لكن عادة ما تكون الإصابة بالإنفلونزا أشد وأعراضها أكثر حدة وتبدأ فجأة. 

يرجح بعض الأطباء التفرقة بينهما من خلال ارتفاع درجة حرارة الجسم الشديدة المعبرة عن الإصابة بالإنفلونزا، إذ أنه من النادر أن تسبب نزلات البرد ارتفاع أكثر من 38 درجة مئوية.

تشمل الفروقات الأساسية بينهم ما يلي:

  • الأسباب: تحدث الأنفلونزا بسبب فيروسات الأنفلونزا فقط، في حين أن نزلات البرد قد تنتج عن عدد من الفيروسات، بما في ذلك فيروسات نظيرة الإنفلونزا ، وفيروس كورونا.
  • المضاعفات: لا تؤدي نزلات البرد عمومًا إلى ترك مشكلات صحية خطيرة، مثل: الالتهاب الرئوي أو الالتهابات البكتيرية الثانوية، بينما الإنفلونزا قد تسبب ذلك.
  • المدة وشدة الأعراض: تزول أعراض البرد خلال أيام أما أعراض الإنفلونزا فقد تستمر لأسابيع، وهي الحالة الأشد والأكثر إنهاكاً للجسم.
  • المعالجة: تزول أعراض البرد من تلقاء نفسها غالباً، وتحتاج إلى الراحة فقط، على عكس الإنفلونزا التي قد تتطلب أدوية لتخفيف الأعراض ومعالجة الأسباب.

نتعرف في السطور التالية عن أعراض كل منهما على حدة وما هي طرق العلاج؟ واصل القراءة.

هل البرد يسبب إنفلونزا؟ 

لا يمكن أن تتحول نزلة البرد إلى إنفلونزا، وكلاهما ينتج عن فيروسات مختلفة. ما يحدث بالفعل هو احتمالية الإصابة بكلا المرضين في آن واحد.

قد لا يلاحظ الشخص حتى أنك مصاب بالزكام إذا كان مصابًا بالإنفلونزا في ذات الوقت، ولكن ذلك يؤدي إلى إطالة الوقت الذي يشعر فيه بالمرض، بالإضافة إلى تفاقم الأعراض لديه لأن الجسم يقاوم عدوى متعددة.

هل نزلة البرد معدية؟

تنشأ نزلة البرد عند الأشخاص بالفعل من عدوى منتقلة من شخص آخر قبل يوم إلى يومين، إذ تنتقل الفيروسات التي تسبب نزلات البرد من الأشخاص المصابين عن طريق الهواء أو إفرازات الجهاز التنفسي أو عبر الاتصال الوثيق بهم. 

أعراض نزلة البرد

تختلف شدة الأعراض على حسب الحالة الصحية للأفراد ونوع الفيروس الذي سبب الحالة، وتظهر أعراض نزلات البرد عادة بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للفيروس. 

تشمل الأعراض ما يلي:

  • احتقان وسيلان في الأنف.
  • التهاب الحلق الخفيف.
  • سعال الجاف أو المنتج.
  • آلام طفيفة في العضلات.
  • صداع خفيف.
  • العطاس.
  • حمى منخفضة.

تبدأ الأعراض تدريجياً بعد انتقال العدوى، كما تترافق نزلات البرد مع الشعور بالتعب والضعف العام المستمر لعدة أيام، تختفي هذه الأعراض تدريجياً مع الراحة.

 مع ذلك قد تترك نزلات البرد تأثيراً أشد على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض الجهاز التنفسي، مثل: التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي.

يصاب البالغون بشكل متوسط من 2-3 نزلات برد سنويًا، بينما يعاني الأطفال لمرات أكثر من ذلك وهو السبب الأول لتغيب الأطفال خلال فصل الشتاء من المدرسة.

اقرأ أيضاً: البرد عند الأطفال وكيفية تقوية المناعة.

أعراض الإنفلونزا الشديدة

قد لا تختلف الأعراض في البداية عن نزلات البرد، ولكن ما يميزها حقاً هو ظهورها فجأة وعدم تطور الأعراض تدريجياً مثلما يحدث في حالة البرد.

 تسبب الإنفلونزا أعراضاً متوسطة إلى شديدة والتي تشمل:

  • الحمى والقشعريرة.
  • التعرق الشديد.
  • آلام شديدة في العضلات والتعب.
  • الصداع والألم في العينين.
  • التهاب الحلق والشعور بألم عند البلع.
  • احتقان الجيوب الأنفية.
  • السعال الشديد والمستمر.
  • ضيق في التنفس.
  • القيء والإسهال، وذلك خاصة عند الأطفال. 

الإنفلونزا وكورونا

ازداد اللغط سوءاً مع ظهور فيروس كورونا المستجد، إذ أنه أيضاً فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويُحدِث أعراضاً مشابهة لما يحدث مع الإصابة بالإنفلونزا. 

ينتشر فيروس كورونا بشكل أكبر وأكثر فتكاً، فهو وباء عالمي كما تعلمون، وعلى الرغم من أن الإصابة به تستغرق وقتاً أطول لتظهر أعراضها إلا أن المرضى يكونون معديين لفترات أطول من الوقت.

من الجدير بالذكر أن لكلا المرضين مضاعفات خطيرة، مثل:

  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب في أنسجة القلب أو الدماغ أو العضلات.
  • الالتهابات البكتيرية أو الفطرية الثانوية.
  • تراكم السوائل في الرئتين وفشل التنفس.
  • التهاب القصبات.
  • التهاب الأذن الوسطى.

ظهر عند مرضى كورونا مضاعفات أخرى مهددة للحياة، مثل:

  • تشكل الجلطات في أوردة وشرايين الرئتين أو القلب أو الساقين أو المخ.
  • متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، أي إصابة الجسم بالعدوى في أكثر من عضو وتأثر الرئتين والقلب وغيرهم.

كما أن لهذا الفيروس آثاراً ظهرت ما بعد الشفاء منه واستمرت عند الأشخاص منذ الإصابة الأولى حتى أشهر أو سنوات حتى، وما زال هناك المزيد من الأبحاث لاكتشاف ماذا بعد كورونا؟

علاج نزلات البرد والإنفلونزا 

في بداية الأمر يجب تحذيركم من تناول المضادات الحيوية، إذ أن كلا المرضان حالات فيروسية لا تستدعي ذلك. 

يمكن للطبيب أن يصف المضادات الحيوية في حالات استثنائية، مثل تطور حالة التهاب الأذن الوسطى البكتيري ما بعد الإصابة بالإنفلونزا أو التهاب الحلق البكتيري، ولكن يجب أن يشرف الطبيب على ذلك وأن تكون الجرعة والمدة مناسبة للأمر، حتى لا تتطور المقاومة الجرثومية.

اقرأ أيضاً: المضادات الحيوية و5 أضرار نتيجة الإفراط في استخدامها.

علاج البرد 

يتعافى معظم الناس من نزلات البرد خلال 7-10 أيام. يمكن لبعض العلاجات أن تساهم في تخفيف الأعراض، مثل:

  • الأدوية الخافضة للحرارة، مثل: الباراسيتامول Paracetamol.
  • مزيلات الاحتقان.
  • مسكنات الألم.
  • أدوية السعال.

إن الإكثار من شرب السوائل والأعشاب الساخنة والراحة هي من أهم الطرق في علاج نزلات البرد.

لا يوجد لقاح وقائي من نزلات البرد ولكن هذه الفيروسات يمكن الحماية منها قدر المستطاع من خلال اتباع سُبل النظافة العامة وغسل اليدين المتكرر.

علاج الإنفلونزا

تتحسن معظم أعراض الإنفلونزا تدريجيًا خلال يومين إلى خمسة أيام، وقد يستمر الشعور بالإرهاق لمدة أسبوع أو أكثر. 

يمكن للأدوية المذكورة في علاج نزلات البرد أن تساعد في تخفيف الأعراض عن المريض، وقد يلجأ الطبيب لاستخدام أدوية أخرى في بعض الحالات، مثل: المضادات الفيروسية.

كما أن هناك لقاح يمكن أن يأخذه المريض من أجل الوقاية من أغلب حالات الإنفلونزا.

الإنفلونزا

قد تعود الحمى بعد زوالها ليوم أو يومين، وهذه علامة شائعة لحدوث حالة التهابية ناتجة عن الإنفلونزا، مثل تطور الالتهاب الرئوي. تحتاج مثل هذه الحالة تدخل الطبيب لوصف الأدوية المناسبة والمضادات الحيوية.

اقرأ أكثر عن نزلات البرد والأنفلونزا.

بعد كل ما ذُكر أردنا أن نوضح أنه من الصعب تحديد الفرق بين البرد والإنفلونزا أو حتى التمييز بينهما وبين كورونا من خلال الأعراض فقط، فإنها أمراض متشابهة إلى حدٍّ كبير. نضع الأمر بين أيدي الأطباء ليتخذوا القرار في إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية لتحديد نوع الفيروس وذلك بناءً على حالة المريض الصحية ومضاعفات الإصابة التي قد تلحق به. لا تتردد بزيارة الطبيب فإن أخذ الأدوية بشكل عشوائي دون استشارته قد يعرضك للإصابات المتكررة ويفاقم الحالة ويجعلها تطول.

References:

  1. https://www.cdc.gov/flu/symptoms/coldflu.htm
  2. https://www.webmd.com/cold-and-flu/flu-cold-symptoms
  3. https://www.healthpartners.com/blog/cold-vs-flu-how-to-spot-the-symptoms/
  4. https://www.goodrx.com/conditions/cold-symptoms/cold-vs-flu
  5. https://dph.illinois.gov/topics-services/diseases-and-conditions/influenza/cold-flu.html
  6. https://www.healthdirect.gov.au/cold-or-flu-infographic
  7. https://healthclinics.superdrug.com/cold-and-flu-difference/
  8. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/common-cold/symptoms-causes/syc-20351605
  9. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/flu/symptoms-causes/syc-20351719
  10. https://www.cdc.gov/flu/symptoms/symptoms.htm
  11. https://www.cdc.gov/flu/symptoms/flu-vs-covid19.htm

What do you think?

التهاب الدماغ

حساسية اللاكتوز lactose intolerance