الذبحة الصدرية

محتويات المقال

الذبحة الصدرية هي نوع من ألم الصدر الناتج عن مرض في الشريان التاجي، حيث تسبب الذبحة الصدرية عدم ارتياح أو عصر أو ضغط أو ألم في منتصف الصدر، وأيضا في منطقة الرقبة أو الفك أو الكتف أو الظهر أو الذراع.

وتحدث الذبحة الصدرية عندما لا تحصل عضلة القلب على كمية الدم التي تحتاجها، نتيجة ضيق أو انسداد في واحد أو أكثر من شرايين القلب وهو ما يسمى أيضا بفقر الدم.

عادة ما تختفي الذبحة الصدرية بسرعة، ومع ذلك يمكن أن تكون علامة على وجود مشكلة ما في القلب تهدد الحياة، لذلك من المهم معرفة ما يحدث وما يمكنك فعله لتجنب الإصابة بنوبة قلبية.

يمكن أن يؤدي العلاج وتغيير نمط الحياة إلى التحكم في الذبحة الصدرية، ولكن إذا كانت الذبحة الصدرية شديدة فقد تحتاج إلى تدخل جراحي أو تحتاج إلى ما يسمى بالدعامة( وهي أنبوب صغير يدعم الشرايين المفتوحة ).

سبب حدوث الذبحة الصدرية:-

تمد الشرايين التاجية القلب بالدم الغني بالأكسجين، ولكن عندما يتجمع الكوليسترول على جدار الشريان فإنه يكون كتل صلبة، تؤدي إلى ضيق في الشرايين.

وعندما تضيق الشرايين فإنه يصعب على الدم الغني بالأكسجين الوصول إلى القلب، وبالتالي لن تتمكن عضلة القلب من العمل بشكل صحيح مما يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية.

أعراض الذبحة الصدرية:-

تسبب الذبحة الصدرية ألما أو ثقلا أو عصرا أو امتلاء أو حرقانا في منطقة الصدر، وعادة ما تبدأ خلف عظمة الصدر، وغالبا ما ينتشر الألم إلى الرقبة أو الفك أو الذراع أو الكتف أو الظهر أو الأسنان.

وتشمل أعراض أخرى قد يعاني منها المريض:-

تعرق.
غثيان.
تشنجات.
ضيق في التنفس.
دوخة.
عسر هضم.

وتختلف مدة هذه الأعراض طبقا لاختلاف نوع الذبحة الصدرية.

أعراض الذبحة الصدرية عند النساء:-

تختلف أعراض الذبحة الصدرية عند النساء عن أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال، وهذه الاختلافات ممكن تؤدي إلى تأخر العلاج.

فعلى سبيل المثال، يعد ألم الصدر من الأعراض الشائعة عند النساء المصابات بالذبحة الصدرية، ولكنه قد لا يكون العرض الوحيد أو العرض الأكثر انتشارا لدى النساء، فقد تعاني النساء أيضا من أعراض أخرى مثل:-

غثيان.
ضيق في التنفس.
ألم في البطن.
الشعور بعدم راحة في منطقة العنق أو الفك أو الظهر.
الإحساس بألم طعن بدلا من ضغط أو عصر في الصدر.

أنواع الذبحة الصدرية:-

هناك أنواع مختلفة من الذبحة الصدرية:-

الذبحة الصدرية المستقرة.
الذبحة الصدرية غير المستقرة.
الذبحة الصدرية الوعائية.
الذبحة الصدرية المتغيرة أو ذبحة برنزميتال.

الذبحة الصدرية المستقرة:-

هي الذبحة الصدرية الأكثر شيوعا، وتحدث نتيجة حدوث إجهاد بدني، وعادة ما تستغرق بضع دقائق ولكنها تزول بالراحة أو بأخذ دواء الذبحة الصدرية، ومع ذلك لا تعتبر نوبة قلبية ولكنها علامة على احتمال إصابتك بها، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب.

الذبحة الصدرية غير المستقرة:-

تحدث الذبحة الصدرية غير المستقرة حتى في أوقات الراحة، وتكون أكثر شدة وأطول مدة، وتحدث مرارا وتكرارا وقد تكون علامة على الإصابة بنوبة قلبية، لذلك يجب استشارة الطبيب على الفور.

الذبحة الصدرية الوعائية:-

هي ألم في الصدر ولكن ليس بسبب انسداد في الشريان التاجي، فهي تحدث بسبب أن أصغر الشرايين التاجية لا تعمل كما ينبغي، لذلك لا تحصل عضلة القلب على كمية الدم التي تحتاجها، وتستمر عادة لأكثر من عشرة دقائق، وهي أكثر شيوعا في النساء.

الذبحة الصدرية المتغيرة أو ذبحة برنزميتال:-

هذا النوع من الذبحة الصدرية نادر الحدوث، ويحدث ليلا أثناء النوم أو الراحة، حيث تضيق شرايين القلب فجأة وتسبب الكثير من الألم لذلك وجب معالجتها.

عوامل الخطر للإصابة بالذبحة الصدرية:-

يوجد العديد من العوامل التي تزيد من الإصابة بالذبحة الصدرية وهي:-

فقر الدم.
مرض السكري.
السمنة.
ارتفاع في ضغط الدم أو انخفاض في ضغط الدم.
زيادة الكوليسترول.
تاريخ عائلي من أمراض القلب.
التقدم في السن.
التدخين.

مضاعفات الذبحة الصدرية:-

الخطر الحقيقي للذبحة الصدرية هو الاحتمال الأكبر للإصابة بالسكتة القلبية إذا لم يتم اكتشافها أو تشخيصها مبكرا.

إذا تم تجاهل وعدم معالجة أي نوع من أنواع الذبحة الصدرية فإنه يؤدي إلى نوبة قلبية في أي وقت، وتتطلب الذبحة الصدرية غير المستقرة والذبحة الصدرية المتغيرة تغييرات صارمة في نمط الحياة وأدوية فورية للحد من فرصة السكتة القلبية.

تشخيص الذبحة الصدرية:-

لكي يتم تشخيص الذبحة الصدرية يجب إجراء الاختبارات الآتية:-

مخطط كهربية القلب ( ECG ):- يسجل هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب، والذي يستخدم لتشخيص اضطرابات القلب مثل عدم انتظام ضربات القلب أو لتوضيح نقص الأكسجين والدم في القلب.

اختبارات الدم:- تحدد اختبارات الدم وجود إنزيمات معينة مثل التروبونين الذي يظهر في الدم بعد حدوث ذبحة صدرية شديدة أو نوبة قلبية. وتحدد أيضا هذه الاختبارات نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.

تصوير الصدر بالأشعة السينية:- يساعد اختبار التصوير غير الجراحي على استبعاد الأسباب الأخرى لألم الصدر مثل: الالتهاب الرئوي.

يتضمن التصوير بالأشعة السينية تعرض الصدر لجرعة صغيرة من الإشعاع لتوضيح صور للصدر والقلب.

التصوير المقطعي المحوسب للصدر:- يعد اختبار التصوير المقطعي المحوسب للصدر أكثر حساسية من تصوير الصدر بالأشعة السينية والذي يمكن أن يحدد الأسباب الأخرى لألم الصدر مثل مرض الأبهر أو جلطات الدم في الأوعية الدموية للرئتين.

حيث يدمج هذا الاختبار بين أجهزة خاصة بالأشعة السينية وبين أجهزة كمبيوتر متطورة لإنتاج صور متعددة للصدر والقلب.

تصوير الأوعية التاجية:- في هذا الاختبار يتم إدخال أنبوب بلاستيكي رفيع وطويل ( يعرف بالقسطرة ) في الشرايين التاجية وذلك لحقن نوع من الصبغة لتحديد إذا كان هناك ضيق في الأوعية الدموية أم لا. حيث يتم التقاط هذه الصبغة داخل الأوعية الدموية باستخدام الأشعة السينية.

اختبار الإجهاد:- يعد تشخيص الذبحة الصدرية أسهل عندما يبذل القلب جهدا أكبر، ففي هذا الاختبار يتم بذل جهد عن طريق المشي على جهاز المشي أو ركوب دراجة ثابتة، وأثناء ذلك يتم مراقبة ضغط الدم وقراءات مخطط كهربية القلب أثناء ممارسة الرياضة، ومن الممكن أيضا إجراء اختبارات أخرى في نفس وقت اختبار الإجهاد.

وإذا كان المريض غير قادر على ممارسة الرياضة، فقد يتم حقن مادة خاصة تجعل قلبه يعمل بجهد أكبر وذلك لمحاكاة ممارسة الرياضة.

علاج الذبحة الصدرية:-

قد يوصي الطبيب بتغيير نمط الحياة مثل: الحفاظ على الوزن، واتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون، والتوقف عن التدخين، وتقليل التوتر والإجهاد.

بالإضافة إلى:-

استخدام الأدوية مثل:- الأسبرين أو النيترات أو الستاتينات أو حاصرات مستقبلات بيتا أو حاصرات قنوات الكالسيوم.

جراحة المجازة التاجية:- تزيد هذه الجراحة من تدفق الدم إلى القلب باستخدام وريد أو شريان من أي مكان آخر في الجسم وذلك لتحويل تدفق الدم حول منطقة الضيق أو الانسداد في الشرايين التاجية للقلب.

جراحة رأب الأوعية التاجية:- قد يلجأ الطبيب بتركيب قسطرة ودعامة في حالات معينة، وتتم هذه الجراحة باستخدام بالون أو دعامات لفتح الشرايين التاجية المغلقة وزيادة تدفق الدم إلى القلب.