محتويات المقال
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة المصاب على التفاعل والتواصل مع الآخرين، كما يؤثر على قدرته على التعلم، ويوصف بأنه اضطراب في النمو لأن الأعراض تظهر بشكل عام في العامين الأولين من العمر، ويعد طيفا لتعدد أنواعه وأعراضه التي تختلف من مصاب لآخر. ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي أقرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي والذي يستخدمه مقدمو الرعاية الصحية لتشخيص الاضطرابات العقلية فغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من:
- صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين.
- الاهتمامات الحصرية والسلوكيات المتكررة.
- أعراض تؤثر على تفاعلهم في المدرسة والعمل ومجالات الحياة المختلفة.
اسباب التوحد
تعد اسباب التوحد غير مؤكدة، ويعتقد أن الجينات تعمل جنبا إلى جنب مع بعض العوامل البيئية ومنها:
- وجود أشقاء مصابين.
- الولادة لآباء كبار في السن.
- الإصابة ببعض الأمراض الجينية كمتلازمة داون.
- الانخفاض الشديد للوزن عند الولادة.
اعراض التوحد
تتنوع اعراض التوحد لتشمل طيفا واسعا يختلف من مصاب لآخر.
أولا: أعراض تظهر في التواصل مع الآخرين:
- ضعف أو عدم الانتباه أثناء مناداة الطفل باسمه عند ٩ أشهر من العمر.
- عدم استجابة تعابير الوجه للمشاعر المختلفة كالفرح أو الحزن أو الغضب عند ٩ أشهر من العمر.
- عدم القدرة على الاندماج في الألعاب التفاعلية البسيطة بعمر ١٢ شهرا.
- استخدام القليل من الإيماءات أو عدم استخدامها إطلاقا بعمر ١٢ شهرا مثل التلويح بالوداع.
- لا يشارك اهتماماته مع الآخرين بعمر ١٥ شهرا مثل أن يري أحد والديه لعبه يحبها.
- لا يشير إلى شيء ما يثير اهتمامه بعمر ١٨ شهرا.
- لا يلاحظ إصابة المحيطين بالأذى أو انزعاجهم بعمر ٢٤ شهرا.
- لا يلاحظ الأطفال المحيطين ولا يشاركهم اللعب أو الاهتمامات بعمر ٣٦ شهرا.
- لا يتظاهر أثناء اللعب بأنه شيء آخر مثل بطل خارق أو معلم بعمر ٤٨ شهرا.
- لا يقوم بالغناء والرقص لوالديه مثلا بعمر ٦٠ شهرا.
- محدودية الاتصال البصري مع المحيطين.
- عدم النظر أو الاستماع للأشخاص أثناء حديثهم.
- عدم مشاركة الاهتمامات والمشاعر والبهجة بالأنشطة والأشياء.
- يتحدث المصاب عن اهتماماته بشكل مفرط دون إعطاء فرصة للآخرين بإبداء رأيهم ودون الانتباه لهم إذا قاموا بذلك.
- تعارض تعابير الوجه ولغة الجسد مع الموضوع المتناول.
- التحدث بطريقة غير معتادة فيكون صوت المصاب كالإنسان الآلي أو لحن موسيقي.
- صعوبة في فهم وجهات نظر الآخرين وردود أفعالهم.
- صعوبة في تكوين الأصدقاء.
اقرأ أيضا: الوسواس القهرى… أسبابه وأعراضه و 5 أنواع منه وطرق العلاج
ثانيا: الاهتمامات الحصرية والسلوكيات المتكررة:
- تكرار تصرفات أو كلمات أو جمل معينة.
- إبداء الاهتمام الشديد والحصري بأشياء محددة كالأرقام أو الحقائق أو التفاصيل أو الأشياء المتحركة أو أجزاء منها.
- الاستياء الشديد عند تغيير عاداتهم مع صعوبة في تقبل التغيرات.
- نقص أو زيادة مفرطة في الإحساس بالضوء أو الصوت أو الحرارة.
- صف الألعاب في خط مستقيم والانزعاج عند تغير الترتيب.
- اللعب بالألعاب بنفس الطريقة كل مرة.
- الرفرفة باليدين أو الدوران في دوائر.
قد يعاني أيضا المصابون باضطراب طيف التوحد من تأخر في مهارات الكلام والحركة والتعلم، وصعوبة في النوم أو اللجوء لعادات معينة وقت النوم والأكل، والإصابة ببعض الأمراض مثل الصرع أو أمراض الجهاز الهضمي كالإمساك مثلا.
كما يصابون بالقلق والتوتر وتقلبات المزاج وربما لا يخافون أبدا أو يظهرون الخوف الشديد.
على الرغم من ذلك يظهر بعض المصابين تميزا في التعلم والحفظ وقوة في البصر والسمع يساعدهم في التعلم السمعي ومهارة استثنائية في الرياضيات أو الموسيقى أو العلوم والفنون.
اقرأ أيضا: الاكتئاب
تشخيص التوحد
يشخص مقدمو الرعاية الصحية التوحد من خلال تقييم سلوك الشخص وتطوره، ويمكن تأكيد التشخيص بعمر السنتين.
أولا: تشخيص الأطفال الصغار
يشخص اضطراب طيف التوحد عند الأطفال الصغار على مرحلتين:
- المرحلة الأولى:
تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بمتابعة وفحص نمو وتطور الأطفال للكشف عن أي تأخر محتمل في عمر ٩ و١٨ و٢٤ و٣٠ شهرا، مع عمل مسح للتوحد في عمر ١٨ و٢٤ شهرا.
يجمع الطبيب المعلومات من خلال أسئلة توجه للأهل وملاحظته الشخصية للطفل وقت الفحص بالإضافة إلى مسح التوحد ويقوم بتحويل الطفل إلى الطبيب المختص إذا أظهر مؤشرات غير طبيعية.
- المرحلة الثانية:
يقوم مجموعة من المختصين في طب الأطفال والطب النفسي والنطق واللغة والتربية بالإضافة إلى المعالجين المهنيين بعمل مزيد من التقييمات التشخيصية للطفل للوقوف على نقاط قوته وضعفه مما يساعد على تحديد البرامج التعليمية والسلوكية المفيدة له. ومن هذه التقييمات:
- فحص طبي عصبي.
- تقييم القدرات المعرفية.
- تقييم القدرات اللغوية.
- مراقبة السلوك.
- محادثة عميقة مع الأهل بخصوص نمو وسلوك الطفل.
- تقييم المهارات اليومية المناسبة لعمر الطفل.
ولأن التوحد قد يصاحبه صعوبات في التعلم وبعض الأمراض قد يتطلب التقييم فحوصات للدم والسمع، وتنتهي هذه التقييمات بالتشخيص النهائي وتوصيات العلاج المناسبة.
اقرأ أيضا: القلق..وأعراضه وطرق الوقاية من الإصابة
ثانيا: تشخيص الأطفال الأكبر سنا والمراهقين
في هذه المرحلة يكون دور الأهل والمدرسة كبيرا في ملاحظة واكتشاف بعض علامات التوحد، منها صعوبة في تكوين الصداقات، ومعاناة الطفل في فهم نبرات الصوت المختلفة وتعابير الوجه والجسد بالإضافة إلى صعوبة في فهم الكلام أو الفكاهة أو السخرية.
ثالثا: تشخيص البالغين
يعاني البالغون من بعض الأمراض النفسية والعقلية مثل القلق وفرط الحركة وتشتت الانتباه مما يجعل تشخيص التوحد مهمة صعبة.
يساعد التشخيص وتأكيد الإصابة هؤلاء الأشخاص على فهم الصعوبات التي واجهوها في الماضي وعلى تحديد نقاط قوتهم ونوع المساعدة التي يحتاجونها.
علاج التوحد
يساهم التشخيص المبكر وسرعة علاج مرضى التوحد في التركيز على نقاط قوتهم وتطوير مهاراتهم والتغلب على الصعوبات التي يواجهونها.
- تساهم الأدوية في السيطرة على الهيجان والعنف وفرط الحركة ومشاكل الانتباه والقلق والاكتئاب.
- العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي يساعد المصاب على تنمية مهاراته اللغوية والاجتماعية ومهارات التواصل والحد من السلوكيات التي تعيق حياته اليومية وتطوير المهارات الضرورية للقيام بالمهام اليومية وتنمية نقاط القوة للوصول بالمصاب إلى العيش بشكل مستقل. هذا النوع من العلاج يشمل المصاب وأفراد أسرته والمحيطين به.
- يمكن أيضا الحصول على المساعدة من خلال مقدمي الخدمات الصحية وجمعيات ومجموعات دعم مصابي التوحد وذويهم.
المراجع
https://www.nimh.nih.gov/health/topics/autism-spectrum-disorders-asd
https://www.cdc.gov/ncbddd/autism/signs.html
https://www.cdc.gov/ncbddd/autism/facts.html
https://www.nhs.uk/conditions/autism/what-is-autism/
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/symptoms-causes/syc-20352928
