in

التصلب المتعدد…الأعراض والتشخيص والعلاج

ما هو التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد مرض مناعي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي (المخ والنخاع الشوكي)، ويُعرف بأسماء أخرى مثل التصلب اللويحي. يحدث هذا المرض عندما تهاجم المناعة الذاتية للجسم الغلاف الواقي الذي يحمي الخلايا العصبية(المايلين) مسبباً التهاب وتدهور هذه الخلايا. يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الإشارات العصبية بين المخ والجسم.

اقرأ أيضاً: رسم المخ EEG

أسباب التصلب المتعدد وعوامل الخطورة:

لا يوجد سبب واضح للإصابة بمرض التصلب المتعدد حيث أنه من الأمراض المناعية الذاتية، لكن هناك عوامل خطورة تُزيد من فرص الإصابة مثل:

  • العمر: يحدث غالباً في العمر بين 20-40 عاماً وقد يصيب أشخاصاً أكبر أو أصغر سناً.
  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات.
  • العامل الوراثي: التاريخ العائلي للمرض يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة.
  • العِرق: أصحاب البشرة البيضاء (خاصة الذين ينحدرون من أوروبا الشمالية) أكثر عُرضة للإصابة عن أصحاب الأصول الأفريقية أو الآسيوية أو الأمريكية.
  • الأمراض المناعية الذاتية: إذا كان الشخص يعاني من أمراض مناعية أخرى مثل الداء السكري من النوع الأول أو فقر الدم أو مرض الغدة الدرقية فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة.
  • انخفاض مستويات فيتامين د.
  • نقص فيتامين ب: يدخل هذا الفيتامين في تكوين المايلين (الغلاف الواقي الدهني المحيط بالخلايا العصبية). يؤدي نقصه إلى بعض الأمراض العصبية، ويتم التشخيص التفريقي بالاختبارات المعملية والرنين المغناطيسي لمعرفة سبب ظهور الأعراض.

أعراض التصلَب المتعدد:

تختلف وتتراوح بوضوح من شخص لآخر وأكثرها شيوعاً هي:

  • تصلب وتشنجات في العضلات (وتسمى هجمات ).
  • اضطراب في الرؤية مثل الزغللة والرؤية المزدوجة وعدم تمييز الألوان.
  • الإرهاق المزمن.
  • صعوبة في الحركة مع تنميل في الأطراف.
  • اضطرابات في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.
  • الشعور بآلام غير مبررة.

تشخيص التصلب المتعدد:

يصعب تشخيص المرض في بداية ظهور الأعراض حيث تتشابه أعراضه مع أعراض أمراض أخرى مثل الذئبة الحمراء، لذلك إذا شك الطبيب في احتمالية

                  :الإصابة بالتصلب المتعدد وجب عليه إجراء الفحوصات الآتية  

  • اختبارات الدم:

 تساعد في استبعاد أمراض أخرى ذات أعراض مشابهة، ويتم تطوير هذه الاختبارات للكشف عن علامات بيولوجية مرتبطة بالتصلب المتعدد.

  • فحص الجهاز العصبي: 

يبحث الطبيب عن أي تغيرات في الجهاز العصبي مثل ضعف في الرؤية، وزغللة، وعدم التوازن، وعدم تنسيق الكلام، وضعف اليد أو الساق، وقلة التركيز.

اقرأ أيضاً: التهاب العصب البصري و6 من أعراضه

  • تصوير الرنين المغناطيسي (MRI):

أصبح هذا الاختبار الأكثر أهمية لتشخيص مرض التصلب المتعدد حيث يكشف عن مناطق تلف المايلين في الدماغ والحبل الشوكي (الآفات) وتبين إذا كانت نشطة أو غير نشطة.

  • البزل القطني: 

يتم استخراج عينة صغيرة من السائل الدماغي النخاعي من القناة الشوكية في العمود الفقري وتحليلها في المختبر لنفي أو تأكيد الإصابة بالتصلب المتعدد. اقرأ أيضاً: آلام الظهر..أعراضه و4 أسباب رئيسية له

  • اختبار الجهد المستحث البصري:

هذا الاختبار مسؤول عن تقييم جودة أداء العين ويقيس النشاط الكهربائي في الدماغ الذي يحدث نتيجة تنبيه وتحفيز العين.

يجب على الطبيب إجراء الاختبارات التشخيصية لاستبعاد الأسباب المحتملة لأعراض التصلب المتعدد وأن يكون المريض قد مر بهجمتين منفصلتين على الأقل.

أنواع التصلَب المتعدد:

  • التصلب المتعدد الانتكاسي:

يعد النوع الأكثر شيوعاً (80-90%) حيث يتعرض الشخص المصاب إلى عدة هجمات شديدة من بعض الأعراض تستمر أيام أو أسابيع أو شهور ثم يتحسن بعدها، ولكن عادة تظهر مرة أخرى أعراض جديدة تظهر وتختفي (انتكاسة).

  • التصلب المتعدد المتقدم الثانوي:

 يصيب هذا النوع نسبة 30% من المرضى وعادة يحدث بعد سنوات من المرض بسبب تغير مسار المرض في النوع الأول (الانتكاسي) حيث تستمر الأعراض ولا تزول تماماً،  فتبدأ حالة المريض بالتدهور.

  • التصلب المتعدد المتقدَم الأولي:
  • يصيب هذا النوع (5-15%)من مرضى التصلب المتعدد وهنا يبدأ المريض في التدهور منذ البداية مع ثبات الحالة من حين إلى آخر.

علاج مرض التصلب المتعدد:

لا يوجد حتى الآن علاج نهائي أو محدد لمرض التصلب المتعدد. يتم علاج المريض طبقاً لشدة الأعراض والانتكاسات كالآتي:

  1. علاج أعراض التصلب المتعدد مثل: الإرهاق، الإجهاد، الاكتئاب، الأرق، الخلل الوظيفي الجنسي، عدم التحكم في المثانة أو الأمعاء وغالباَ ما يتم تناولها بالفم.
  2. علاج التهيج الحاد أثناء النوبة: وذلك عن طريق حقن أدوية مثبطة للمناعة مثل (الكورتيزون) بجرعات عالية إثر دخول المريض المستشفى لمدة 3-5 أيام مما يخفف حدة النوبة لكنه لا يمنع ظهور نوبات جديدة، وتتطلب هذه الأدوية مراقبة دقيقة لوظائف القلب والكلى وإجراء فحوصات دم.
  3. المعدَلات المناعية: أدوية تحد من زيادة المناعة الذاتية حتى تخفف من التهاب المايلين والألياف العصبية مثل:
  • حقن الإنترفيرون-بيتا التي تخفف من تردد النوبات وخطر الإصابة بإعاقة.
  • حقن جلاتيريمر اسيتات تحت الجلد.
  • مادة نيتاليزوماب التي تخفف عدد الهجمات.
  1. تبادل البلازما:

يعد البلازما الجزء السائل من الدم حيث يتم فصله عن خلايا الدم وخلطه مع الألبيومين (محلول بروتيني) ثم إعادة إدخاله لجسم المريض. تستخدم هذه التقنية في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للستيرويدات لتقليل التهاب العصب.

لا يتم استخدام هذه الأدوية إلا بعد استشارة طبيب الأعصاب المختص.

أهمية العلاج الطبيعي والتأهيل لمرضى التصلب المتعدد:

يساعد العلاج الطبيعي في حل بعض مشاكل المرض مثل عدم الاتزان، والتعب والألم، والإجهاد وألم العضلات.يهدف العلاج الطبيعي إلى تنمية الأداء الحركي والوظيفي وتخفيف الألم ويعطي المعالج الطبيعي كل مريض التمارين التي تساعده على تقوية العضلات واستطالتها بحيث يمكنه تطبيقها في المنزل. 

لا بد من دعم المريض نفسياً وبدنياً من خلال عائلته وأن يمده الطبيب المعالج بالثقافة اللازمة للتعامل مع النوبات.

اقرأ أيضاً: الفيبروميالجيا: السر وراء آلام وأوجاع العضلات 

References

https://www.nhs.uk/conditions/multiple-sclerosis/

https://www.healthline.com/health/autoimmune-disorders

https://www.webmd.com/pain-management/ss/slideshow-neuropathy

ك

What do you think?

فوائد زيت الزيتون، وأنواعه، وأضراره

أسباب مقاومة الانسولين والأعراض والتشخيص والعلاج وطرق الوقاية