in

التصلب المتعدد 

التصلب المتعدد والذي يُعرف أيضًا باسم التصلب اللويحي أو التصلب العصبي، هو مرض مناعي ذاتي يُصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، وينتُج عنه تدريجيًا اضطرابات عصبية مزمنة. يحدث مرض التصلب المتعدد عندما يهاجم جهاز المناعة مادة المايلين وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية مما يسبب مشاكل في الاتصال بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم. تُشير التقديرات إلى إصابة 2.8 مليون شخص بمرض التصلب المتعدد على الصعيد العالمي في عام 2020 حسب ما تم تقريره في منظمة الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد.  

اسباب التصلب المتعدد

إن فهم أسباب التصلب المتعدد يُسرع من عملية إيجاد طرق أكثر فاعِلية لمعالجته ويعتقد العلماء أنه مرض ناتج عن مجموعة من العوامل، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • العوامل المناعية: تُسبب الاستجابة المناعية غير الطبيعية التهابًا وتلفًا في الجهاز العصبي المركزي، حيث تُفرز بعض خلايا الجهاز الليمفاوي مواد كيميائية تُسبب ضررًا للألياف العصبية والخلايا التي تُصنع مادة المايلين.
  • التدرج الجغرافي: أظهرت الدراسات أن هذا المرض يظهر بشكل متكرر في المناطق البعيدة عن خط الاستواء، ويبحث علماء الأوبئة لمحاولة فهم سبب حدوث ذلك.
  • العوامل الوراثية: مرض التصلب المتعدد ليس مرضًا وراثيًا ولا ينتقل من جيل إلى جيل، ولكن يزيد خطر الإصابة به في التوائم المتماثلة وكذلك عند إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى.
  •  نقص فيتامين د: يدعم فيتامين د الوظيفة المناعية لجسم الإنسان وقد يساعد في الحماية من الأمراض المناعية، ويعتقد بعض الباحثين أن هذا يفسر نتيجة الدراسات التي أثبتت أن التصلب المتعدد ينتشر بصورة كبيرة في المناطق البعيدة عن خط الاستواء حيث أن سكان هذه المناطق لا يحصلون على المصدر الطبيعي لفيتامين د وهو أشعة الشمس. 
  • التدخين: يلعب التدخين دورًا هامًا ويزيد من خطر إصابة الشخص بالتصلب المتعدد وكذلك يرتبط بتطور أسرع في حِدة المرض.
  • السمنة: أظهرت العديد من الدراسات أن السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة تساهم في حدوث التهابات والإصابة بمرض التصلب المتعدد.
  • فيروس إبشتاين بار Epstein-Barr virus: يحظى هذا الفيروس باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، وتُشير نتائج الأبحاث أن الإصابة السابقة به تساهم في خطر الإصابة بالتصلب المتعدد. 

اقرأ أيضًا: الفيبروميالجيا.

انواع التصلب المتعدد

تعتمد أنواع التصلب المتعدد وتعريفها على كيفية وجود الأعراض وشكل مرحلة المرض وتشمل ما يلي: 

  • التصلب المتعدد المتكرر الانتكاسي: يُعد هذا النوع أكثر الأنواع شيوعًا، ويظهر لدى 90% من المرضى ويتميز بظهور أعراض عصبية تستمر لأيام أو أسابيع ثم تختفي كليًا أو جزئيًا من تلقاء نفسها أو مع العلاج المنتظم.
  • التصلب المتعدد المتقدم الأولِي: يعاني 10-15% من المرضى من تدهور تدريجي منذ بداية إصابتهم بالمرض، وتُلازم الأعراض المريض لفترة طويلة.
  • التصلب المتعدد المتقدم الثانوي: تتراكم الأعراض وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، ولكن تظهر فترات تكون فيها الأعراض مستقرة.
  • التصلب المتعدد الحميد: يظهر هذا النوع في حوالي 5-10% من المرضى، ويكون مسار المرض معتدلًا وخفيفًا ولا يوجد أي تدهور كبير لمدة 15 عامًا على الأقل.

اعراض التصلب المتعدد

تظهر أعراض التصلب المتعدد على هيئة مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تعكس أضرار الجهاز العصبي المركزي، وتعكس حِدة الأعراض درجة إصابة الأنسجة وموقعها. أعراض التصلب المتعدد مُتغيرة ولا يمكن التنبؤ بها وتختلف من مريض لآخر ومنها ما يلي: 

  • خلل في الحس: غالبًا ما يكون من الأعراض الأولى للتصلب المتعدد.
  • اضطرابات الرؤية: التهاب العصب البصري وعدم وضوح الرؤية.
  • اضطرابات البلع: يحدث عُسر في البلع نتيجة تلف الأعصاب التي تتحكم في العديد من العضلات الصغيرة في الفم والحلق.
  • اضطرابات المسالك البولية والأمعاء: سلس البول، واحتباس البول، والإمساك، والإسهال، والارتجاع.
  • اضطرابات نفسية: القلق، والاكتئاب، وتقلب المزاج.
  • اضطرابات معرفية: ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز.
  • اضطرابات جنسية: تتأثر الاستجابات الجنسية بالضرر في الجهاز العصبي المركزي.
  • تشنج العضلات: يمكن أن تحدث التشنجات في أي طرف، ولكنها أكثر شيوعًا في الساقين.
  • ضعف في السمع: يعاني 6% من المرضى من ضعف السمع، وفي حالات نادرة جدًا، ظهر ضعف السمع كأول أعراض المرض.
  • صعوبات في المشي وفقدان التوازن.

تشخيص التصلب المتعدد

لا توجد اختبارات محددة لإجراء تشخيص التصلب المتعدد، وغالبًا ما يعتمد التشخيص على استبعاد الأمراض الأخرى التي يكون لها نفس العلامات التحذيرية. يبدأ الطبيب بعمل فحص شامل وتجميع معلومات عن التاريخ الطبي السابق للمريض، ثم يلجأ لتصوير الدماغ و/أو الحبل الشوكي بالرنين المغناطيسي لإظهار مناطق التلف التي تُشير إلى أن المرض في مرحلة نشطة. قد يحتاج المريض أيضًا لإجراء البزل الشوكي، حيث تتم إزالة عينة صغيرة من السائل النخاعي الموجود بالقناة الشوكية لتحليلها والكشف عن وجود أي تشوهات مناعية تساعد في التشخيص. يمكن أن يكون تشخيص التصلب المتعدد أكثر صعوبة لدى بعض المرضى لذا تظهر الحاجة إلى التقييم العصبي، حيث يتم تسجيل الإشارات الكهربائية التي يُنتجها الجهاز العصبي استجابة للمحفزات البصرية أو الكهربائية.

علاج التصلب المتعدد

يتضمن علاج التصلب المتعدد إدارة للأعراض وعلاج الانتكاسات الحادة التي تؤثر بشكل كبير على نشاط الفرد في الحياة اليومية. على مدار الأعوام السابقة، وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على مجموعة من الأدوية الوقائية التي تقلل شدة تفاقم المرض وتُحرز تقدم سريع في علاجه، ومن هذه الأدوية ما يلي: 

  • إنترفيرون بيتا Interferon beta: يعمل على تثبيط بعض خلايا الجهاز المناعي حتى تقل العمليات الالتهابية المعروف حدوثها في هذا المرض. يُحقن هذا الدواء تحت الجلد أو عن طريق الحقن العضلي وقد يسبب احمرارًا وانزعاجًا خفيفًا في موقع الحقن. تظهر أحيانًا بعض الآثار الجانبية التي تشبه أعراض الإنفلونزا مثل الحمى، والقشعريرة، والألم، والإرهاق، وتغيرات في وظائف الكبد.
  • أسيتات الغلاتيرامر Glatiramer acetate: يُحفز الجهاز المناعي لإنتاج المزيد من الخلايا المناعية المضادة للالتهابات ويجب أن يُحقن هذا الدواء تحت الجلد. يُسبب آثارًا جانبية مختلفة ومنها الحكة، والتورم، واحمرار موقع الحقن، وزيادة معدل ضربات القلب، والشعور بضيق التنفس.
  • ناتاليزوماب Natalizumab: يمنع انتقال الخلايا المناعية المدمرة إلى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي). يمكن اعتبار هذا الدواء خيار العلاج الأول لبعض الأشخاص الذين يعانون من التصلب المتعدد الحاد أو كخيار ثاني في حالات أخرى.
  • میتوکسانترون Mitoxantrone: يُثبط جهاز المناعة ويقلل الأعداد الإجمالية للخلايا المناعية المسببة للالتهابات. يُعطي بعدد محدود من الجرعات عن طريق التسريب الوريدي كل 3 أشهر تجنبًا للآثار الجانبية الخطيرة. 

غالبًا ما تكون إستراتيجيات إعادة التأهيل مثل العلاج الطبيعي والعلاج المهني مفيدة جدًا في تحسين الوظائف الطبيعية والحفاظ عليها. يُعلم اختصاصي العلاج الطبيعي المرضى كيفية عمل تمارين التقوية والإطالة ويوضح لهم كيفية استخدام الأجهزة التي تُسهل أداء المهام اليومية. قد يكون التشاور مع المتخصصين من أطباء المسالك البولية والأطباء النفسيين مهمًا أيضًا للغاية للتغلب على مشاكل التحكم في المثانة ومشاكل الاكتئاب المرتبطة بالتصلب المتعدد. 

اقرأ أيضًا: ميثايلتكنو و6 فوائد لعلاج التهاب الاعصاب

References

1.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK499849/

2.https://www.hopkinsmedicine.org/neurology_neurosurge   ry/centers_clinics/multiple_sclerosis/conditions/

3.https://www.atlasofms.org/map/global/epidemiology/number-of-people-with-ms#about

4.https://www.nationalmssociety.org/What-is-MS/What-Causes-MS

5.https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/multiple-sclerosis/diagnosis-treatment/drc-20350274

6.https://www.medscape.com/viewarticle/527706_7

What do you think?

ما هي فوائد الحجامة وأضرارها؟

الفيروس المخلوي التنفسي