in

تعرف على قصور القلب…أعراضه ومضاعفاته و5 طرق للوقاية منه

يُعَد القلب السليم بمثابة مضخة عضلية قوية أكبر قليلًا من قبضة اليد. يضخ الدم إلى باقي أعضاء الجسم بشكل مستمر من خلال الدورة الدموية. تعتمد العمليات الحيوية التي تقوم بها أعضاء الجسم بشكل أساسي على ضخ الدم الذي يحمل الأكسجين والمغذيات بواسطة القلب إلى خلايا الجسم المختلفة.

قصور القلب
قصور القلب

ماذا يعني قصور القلب؟

يعني قصور القلب أو ما يُعرَف علميًا بفشل القلب الاحتقاني

(congestive heart failure) أن القلب أصبح غير قادر على ضخ الدم  الذي يحمل الأكسجين والمغذيات بصورة كافية إلى باقي أعضاء الجسم. 

عندما تتغذى الخلايا بشكل سليم يعمل الجسم بالكفاءة المطلوبة. في حالة قصور القلب لا يستطيع القلب إمداد الخلايا بالدم الكافي. ينتج عن ذلك إرهاق شديد، وضيق في التنفس، وسعال مستمر، وتصبح المهام اليومية البسيطة صعبة للغاية لمرضى قصور القلب.  

في بداية الإصابة يحاول القلب تعويض ذلك عن طريق:

  • يتمدد القلب لينقبض بقوة أكبر ويضخ المزيد من الدم مع مرور الوقت يؤدي هذا إلى تضخم القلب.
  • زيادة كتلة عضلة القلب. تتيح هذه الزيادة للقلب أن يضخ الدم بقوة أكبر على الأقل في بداية الإصابة.

يحاول الجسم التعويض أيضًا عن طريق:

تضييق الأوعية الدموية للحفاظ على ضغط الدم مرتفعًا في محاولة لتعويض فقدان القلب للطاقة.

تعد هذه الإجراءات بمثابة إجراءات مؤقتة تخفي مشكلة قصور القلب ولكن لا تحلها لذلك نجد أن معظم المرضى لا يشعرون بأي أعراض إلا بعد سنوات من تدهور حالة القلب.

ما هي أعراض قصور القلب؟

  1. إرهاق شديد.
  2. زيادة مفاجئة في الوزن.
  3. فقدان الشهية.
  4. سعال مستمر.
  5. خفقان القلب.
  6. انتفاخ البطن.
  7. ضيق في التنفس.
  8. تورم الساق والكاحل.
  9. بروز في عروق الرقبة.

أسباب الإصابة بقصور القلب

غالبًا ما يحدث قصور القلب بسبب مرض أخر. يعد مرض الشريان التاجي هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بقصور القلب.

مرض الشريان التاجي: هو اضطراب يسبب ضيقًا في الشريان التاجي  المسؤول عن تغذية القلب حيث يزود القلب بالدم والأكسجين. 

تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:

  • ضعف عضلة القلب.
  • عيب خلقي في القلب.
  • أزمة قلبية.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • مرض السكري.
  • تضخم الرئة.
  • قصور الغدة الدرقية. 
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • فقر الدم.
  •  فيروس الإيدز.
  • التدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات.

ينقسم القلب إلى جانبين جانب أيسر وجانب أيمن يشملان 4 غرف هما أذين أيسر وبطين أيسر، يقعان في الجانب الأيسر من القلب، وأذين أيمن وبطين أيمن يقعان في الجانب الأيمن من القلب.

يمكن أن يشمل فشل القلب الجانب الأيسر أو الجانب الأيمن أو كلا الجانبين ولكنه في الغالب يؤثر على الجانب الأيسر أولًا.

أنواع قصور القلب

1-قصور الجانب الأيسر من القلب (النوع الأكثر شيوعًا)

يقع بطين القلب الأيسر أسفل الجانب الأيسر من القلب. تضخ هذه المنطقة الدم المحمل بالأكسجين عن طريق الشريان الأورطي إلى باقي أجزاء الجسم.

عندما تقل كفاءة البطين الأيسر في ضخ الدم يحدث قصور في الجانب الأيسر من القلب مما يمنع الجسم من الحصول على ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين ويعود الدم إلى الرئتين مسببًا ضيق التنفس وتراكم السوائل.

2-قصور الجانب الأيمن من القلب

البطين الأيمن من القلب هو المسئوول عن ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى الرئتين. عادًة ما يحدث بسبب فشل القلب في الجانب الأيسر حيث يؤدي تراكم الدم في الرئتين الناتج عن فشل الجانب الأيسر من القلب إلى صعوبة في عمل البطين الأيمن.

يتميز فشل القلب من الجانب الأيمن بتورم الأطراف السفلية نتيجة تراكم السوائل في الساق والقدم.

3-قصور القلب الانبساطي

يحدث عندما تصبح عضلة القلب أكثر صلابة من المعتاد. عادًة ما يحدث بسبب أمراض القلب فلا يمتلئ القلب بالدم بسهولة فيما يُعرَف بالضعف الانبساطي. يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى باقي أعضاء الجسم.

يعد أكثر شيوعًا بين النساء عن الرجال.

4-قصور القلب الانقباضي

يحدث عندما تفقد عضلة القلب قدرتها على الانقباض. تعد انقباضات عضلة القلب ضرورية لضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى باقي الجسم. عادة ما يحدث بسبب تضخم القلب. يعتبر أكثر شيوعًا بين الرجال.

مضاعفات قصور القلب

  1. فشل كلوي نتيجة نقص تدفق الدم إلى الكليتين.
  2. مشاكل في صمامات القلب.
  3. اضطراب معدل ضربات القلب.
  4. تليف الكبد يمكن أن يؤدي فشل القلب إلى تراكم السوائل مما يمثل ضغطًا على الكبد وصعوبًة في عمله.

كيف يتم تشخيص قصور القلب؟

يتم التشخيص عن طريق ما يلي:

1- تحاليل الدم والبول للتحقق من سلامة وظائف الكبد، والكلى، والغدة الدرقية، والكوليسترول، والدهون الثلاثية.

قد يرغب الطبيب في فحص الدم للتأكد من وجود مواد كيميائية تعتبر بمثابة علامات مميزة لقصور القلب مثل:

-الببتيد المدر للصوديوم(BNP)

هرمون يفرزه القلب للمساعدة في تخلص الجسم من السوائل الزائدة. في حالة فشل القلب يزداد إفراز الهرمون في الدم بهدف التخلص من المزيد من السوائل وتخفيف العبء عن القلب.

– إنزيمات القلب

تفرز عضلة القلب هذه الإنزيمات بكميات ضئيلة في الوضع الطبيعي.

يزداد إفراز هذه الإنزيمات في حالة الإصابة بفشل القلب.

يعد اختبار التروبونين( Troponin) الأكثر شيوعًا.

2-التشخيص عن طريق تصوير الصدر بالأشعة السينية حيث يوضح تضخم القلب وتراكم السوائل بالرئتين.

3- رسم القلب الكهربائي يكشف عن وجود أي ضرر يلحق بالقلب.

4- مخطط صدى القلب عن طريق الموجات فوق الصوتية للتحقق من ضخ القلب بشكل سليم.

5- اختبار إجهاد: لمعرفة أداء القلب في حالات التوتر والإجهاد وتحديد وجود نقص في الأكسجين بسبب انسداد الشريان التاجي. يستخدم في هذا الاختبار أجهزة رياضية مثل جهاز الجري.

6- تصوير الأوعية الدموية: يقوم الطبيب بحقن صبغة في الشرايين التاجية للمساعدة في الكشف عن مرض الشريان التاجي.

علاج قصور القلب 

في معظم الحالات يعتبر قصور القلب حالة طويلة الأمد يصعب الشفاء منها لكن العلاج يساعد في إبقاء الأعراض تحت السيطرة.

1- العلاج بالأدوية

يمكن علاج المراحل المبكرة بالأدوية مثل مدرات البول وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأدوية السيولة للمساعدة في تخفيف الأعراض ومنع تدهور الحالة.

يتم وصف الأدوية من أجل:

  1. تحسين قدرة القلب على ضخ الدم.
  2. ضبط معدل ضربات القلب.
  3. إزالة الصوديوم الزائد وتجديد مستويات البوتاسيوم.
  4. تقليل جلطات الدم.
  5. خفض مستويات الكوليستيرول. 

2- التدخل الجراحي

يحتاج بعض الأشخاص إلى الجراحة مثل

– جراحة المجازة التاجية:

يأخذ الجراح قطعة سليمة من أحد الشرايين ويربطها بالشريان المسدود مما يسمح للدم بتجاوز الشريان المسدود والتدفق عبر الشريان الجديد.

– رأب الوعاء:

يتم إدخال قسطرة مزودة ببالون صغير في الشريان المسدود يقوم الجراح بنفخ البالون لفتح الشريان. قد يحتاج الجراح إلى وضع دعامة دائمة تحافظ على الشريان مفتوحًا بشكل دائم. 

3- أجهزة تنظيم ضربات القلب

أجهزة صغيرة يتم وضعها في صدر المريض. تبطئ معدل ضربات القلب عندما ينبض بسرعة كبيرة أو تسرع معدل ضربات القلب عندما ينبض ببطء.

4- عمليات زرع القلب

في المراحل الأخيرة عند فشل جميع العلاجات يلجأ الطبيب لإزالة القلب بالكامل واستبداله بقلب سليم من شخص متبرع.

طرق الوقاية من فشل القلب

  1. فقدان الوزن وممارسة الرياضة بانتظام.
  2. تقليل الملح والأطعمة الغنية بالدهون.
  3. الإقلاع عن التدخين وإدمان الكحوليات. 
  4. الحصول على قسط كافِ من النوم.
  5. تقليل التوتر قدر المستطاع حيث أن الضغط النفسي يؤدي إلى إجهاد القلب بمرور الوقت.

References

https://www.heart.org/en/health-topics/heart-failure/what-is-heart-failure

https://www.healthline.com/health/heart-failure

https://www.medicalnewstoday.com/articles/156849

What do you think?

Written by د إسراء عبد المنصف

حاصلة على بكالوريوس صيدلة جامعة الإسكندرية. تعمل صيدلانية بمستشفى صلاح العوضي للنساء والتوليد. مهتمة بمجال اليقظة الدوائية والبحث العلمي

حبة البركة واستخداماتها

التهاب الكبد الوبائي أ Hepatitis A الأسباب والأعراض والعلاج