محتويات المقال
ما هو تكيس المبايض؟
تعد متلازمة تكيس المبايض من أبرز المشاكل التي تواجه النساء، حيث تصيب ١ من كل ١٠ نساء في سن الإنجاب، وهي حالة تؤثر على عمل المبايض وإنتاج البويضات.
في الطبيعي، يحتوي كل مبيض على العديد من الحويصلات، كل حويصلة تحمل بويضة، عند حدوث عملية الإباضة، تنفجر الحويصلة وتطلق البويضة، ثم تحدث عملية التلقيح بالحيوانات المنوية الذكرية أو نزول الدورة الشهرية.
في حالة متلازمة تكيس المبايض، يحدث خلل في التوازن الهرموني وإعاقة لعملية نضج الحويصلات وبالتالي لا يمكنها إطلاق البويضات، فتبقى داخل المبيض وتتجمع بها السوائل وتتحول إلى أكياس.
ما هي أهم الميزات الرئيسية لمتلازمة تكيس المبايض؟
- دورة شهرية غير منتظمة:- لأن المبايض لا تطلق البويضات بانتظام.
- نقص هرمون الإستروجين “الهرمونات الأنثوية”.
- زيادة هرمون الأندروجين “الهرمونات الذكرية” ومنها التستوستيرون، يسبب علامات جسدية مثل ظهور حب الشباب وزيادة شعر الوجه أو الجسم في الحالات المتأخرة.
- تكون أكياس في المبايض:- يتضخم المبيضان وتتجمع السوائل داخل الحويصلات التي تحمل البويضات غير الناضجة.
تحتوي المبايض متعددة الأكياس على عدد كبير من الحويصلات المملوءة بالسوائل التي يصل حجمها إلى ٨ مم (حوالي ٠,٣ بوصة).
هل تكيس المبايض يمنع الحمل؟
يتعارض عدم التوازن الهرموني مع نمو وإطلاق البويضات من المبيضين (الإباضة)، وبالتالي لا يحدث حمل. تعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر أسباب العقم شيوعًا، ولكن لا يعني إصابتك بمتلازمة تكيس المبايض أنك لا تستطيعين الحمل، فهي لا تسبب العقم الدائم لأنها قابلة للعلاج.
اسباب تكيس المبايض:-
السبب الدقيق لمتلازمة تكيس المبايض غير معروف، ولكن يوجد عوامل يمكن أن تسبب هذه الحالة ومنها:
1) مقاومة هرمون الأنسولين:
أي لا يستطيع الأنسولين القيام بعمله في حمل الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم وإنتاج الطاقة، وبالتالي يفرز البنكرياس المزيد من الأنسولين ظناً منه أن الأنسولين غير كافٍ لأن الجسم بحاجة للطاقة. زيادة الأنسولين في الدم يحفز زيادة هرمون الذكورة “الأندروجين” الذي بدوره يسبب تكيس المبايض. ومن أسباب مقاومة الأنسولين: السمنة، ومرض السكري النوع الأول.
2) زيادة الوزن أو السمنة:
تسبب مقاومة للأنسولين وبالتالي زيادة نسبته في الدم مما يحفز زيادة إنتاج هرمون الأندروجين.
3) اختلال التوازن الهرموني:
ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون: وهو هرمون ذكري، ولكن يوجد بكميات صغيرة لدى جميع النساء.
- ارتفاع مستويات هرمون اللوتين (LH): وهو هرمون يحفز الحويصلات على إطلاق البويضات، ولكن قد يكون له تأثير غير طبيعي على المبايض إذا كانت المستويات مرتفعة للغاية.
- انخفاض مستويات الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (SHBG): هو بروتين يوجد في الدم يرتبط بهرمون التستوستيرون ويقلل تأثيره.
- ارتفاع مستويات البرولاكتين: وهو هرمون يحفز غدد الثدي على إفراز الحليب أثناء الحمل.
السبب الدقيق لحدوث هذه التغيرات الهرمونية غير معروف، يمكن أن تكون المشكلة في المبيض نفسه، أو في الغدد الأخرى التي تنتج هذه الهرمونات، أو في الغدة النخامية في الدماغ التي تتحكم في إنتاجها. قد تحدث التغييرات أيضًا بسبب مقاومة الأنسولين.
4)أسباب وراثية:
يزيد خطر الإصابة عند وجود تاريخ مرضي في العائلة بهذه المتلازمة عند الأم، أو الجدة، أو الأخت، أو العمة. حيث أثبتت الدراسات أنه يوجد ارتباط بين الجينات وتكيس المبايض.
اعراض تكيس المبايض:-
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- عدم انتظام الدورة الشهرية بسبب عدم حدوث الإباضة.
- نمو غير طبيعي للشعر في الوجه، والذراعين، والصدر، والبطن يصيب ما يصل إلى ٧٠٪ من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- ظهور حب الشباب خاصة على الظهر، والصدر، والوجه، وقد يستمر بعد سنوات المراهقة حيث يكون من الصعب علاجه.
- السمنة حيث يعاني حوالي ٨٠٪ من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بزيادة الوزن أو السمنة، ويعانين من صعوبة في إنقاص الوزن.
- سواد الجلد وهو ظهور بقع داكنة في الجلد، خاصة في ثنايا العنق، والإبطين، والفخذين، وتحت الثديين.
- وجود الأكياس داخل المبايض.
- الزوائد الجلدية هي بروزات صغيرة من الجلد الزائد. غالبًا ما توجد في الإبطين أو على الرقبة عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- ترقق الشعر قد تفقد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بقعًا من الشعر على رؤوسهن أو يبدأن في الصلع.
- العقم حيث أن متلازمة تكيس المبايض هي السبب الأكثر شيوعًا لعقم النساء.
تشخيص تكيس المبايض:-
يبدأ الطبيب بمناقشة المريضة حول الأعراض، قد يسأل عن فترات الحيض، وأي التغيرات في الوزن، وعلامات نمو الشعر الزائد، وحب الشباب.
ومن الفحوصات التي يطلبها الطبيب ما يلي:
- الموجات فوق الصوتية (السونار): تتمكن الموجات فوق الصوتية من التعرف على مظهر المبايض وسماكة بطانة الرحم، والتحقق من وجود أكياس في المبايض. يتم استخدام الجهاز المهبلي لأنه يعطي صورة أوضح للرحم والمبايض من الجهاز الخارجي البطني.
- تحليل الدم: يتم قياس مستويات الهرمونات في الدم.
-ارتفاع مستوى هرمون الذكورة “التستوستيرون” أعلى من ٧٠ نانوغرام / ديسيلتر.
-ارتفاع نسبة LH / FSH إلى ٢ أو ٣ مما يعني أن مستويات LH أعلى من مستويات FSH) .FSH هو الهرمون الذي يحفز تكوين الحويصلات ونمو البويضات).
فحوصات أخرى مثل ضغط الدم، وتحليل نسبة السكر، وتحاليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
مضاعفات تكيس المبايض:-
النساء المصابات بتكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة ببعض المشاكل الصحية الخطيرة وتشمل: مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية، وسرطان الرحم.
الإصابة بتكيس المبايض أثناء الحمل:–
يمكن أن تزيد متلازمة تكيس المبايض من الإصابة ببعض المضاعفات أثناء الحمل مثل: ضغط دم مرتفع، وسكري الحمل، والولادة المبكرة.
علاج تكيس المبايض:-
يعتمد العلاج على عدة عوامل، قد تشمل ذلك العمر، وشدة الأعراض، والصحة العامة:
1)استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية: تستخدم في استعادة الدورة الشهرية المنتظمة إذا كنتِ لا ترغبين بالحمل وتشمل:
الحبوب، أو اللصقات الجلدية، أو الحلقة المهبلية، أو الحقن، أو اللولب الهرموني. بهذه الوسائل تقل نسب الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
2)تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة: يمكن أن يساعد على إنقاص الوزن وتقليل الأعراض. يمكن أن تساعد أيضًا الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة، وخفض مستويات الجلوكوز في الدم.
3)العلاج بالأدوية: عندما لا يكفي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، يمكن للأدوية أن تجعل فقدان الوزن أسهل. تعمل الأدوية بطرق مختلفة، سيصف الطبيب الدواء الذي يعتقد أنه الأكثر نجاحًا بالنسبة لكِ حسب الحالة، وتشمل الخيارات:
- أورليستات أو زينيكال:
يمنع هذا الدواء الجسم من هضم وامتصاص بعض الدهون في الأمعاء، وبالتالي يعمل على إنقاص الوزن، وقد يحسن أيضًا مستويات الكوليسترول في الدم.
- ميتفورمين أو جلوكوفاج:
– يعمل في الأمعاء على تقليل امتصاص الجلوكوز من الطعام.
– يعمل في الكبد على زيادة تحول جلوكوز الدم إلى جليكوجين (سكر مخزن في الكبد).
– يعمل على زيادة حساسية الأنسولين لتحويل الجلوكوز للطاقة وإدخاله للخلايا.
ينتج عن هذا، زيادة استهلاك الجلوكوز بواسطة العضلات الهيكلية، وانخفاض نسبة السكر في الدم، وخسارة الوزن الزائد.
ملحوظة: لا يزيد دواء الميتفورمين من خطر الإصابة بهبوط في سكر الدم، لأنه لا يؤثر على مستويات الأنسولين في الدم، هو فقط يزيد حساسيته أي تأثيره.
- الكروميوم:
– ينظم التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون وبالتالي يعمل على إنقاص الوزن.
– يخفض مستوى مؤشر كتلة الجسم.
– ينظم الاضطرابات الهرمونية وبالتالي تنظيم دورة الرحم وزيادة فرصة الإباضة.
4)العلاج بالجراحة: قد يكون هو الخيار الأمثل للحالات التي لا تستجيب للأدوية، وهو إجراء جراحي بسيط يتم تحت التخدير العام عن طريق إزالة التكيسات من المبيض بمنظار البطن من خلال فتحة صغيرة أسفل البطن. إذا كانت الأدوية والنظام الغذائي الصحي لم تجدي نفعاً في إنقاص الوزن، فقد يقترح الطبيب إجراء جراحة لإنقاص الوزن مثل تكميم المعدة.
المصادر:-
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pcos/diagnosis-treatment/drc-20353443
https://www.nhs.uk/conditions/polycystic-ovary-syndrome-pcos/causes/
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8316-polycystic-ovary-syndrome-pcos
https://www.healthline.com/health/womens-health/do-women-have-testosterone#normal-levels
https://proovtest.com/blogs/blog/fsh-and-lh
https://www.yourfertility.org.au/i-have-pcos-and-i-want-have-baby-what-do-i-need-know
https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/polycystic-ovary-syndrome
https://www.pregnancybirthbaby.org.au/pcos-and-pregnancy#fertility
https://www.webmd.com/women/treatment-pcos
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/polycystic-ovary-syndrome-pcos
https://www.nature.com/articles/nrendo.2013.256
https://www2.hse.ie/conditions/polycystic-ovary-syndrome/diagnosis/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8107978/
https://www.nature.com/articles/0801994
https://www.nhs.uk/conditions/polycystic-ovary-syndrome-pcos/treatment/