محتويات المقال
ما هو التهاب الكبد؟
يعد الكبد العضو المسؤول عن إزالة السموم من الجسم، وتخزين الفيتامينات، وإنتاج الهرمونات، ووظائف أخرى متعددة، لذلك أي التهاب يُصيب الكبد سيؤثر على هذه العمليات الحيوية.
يحدث التهاب الكبد إما نتيجة عدوى فيروسية، أو نتيجة ثانوية لتناول بعض العقاقير أو الكحول، أو قد يكون التهاب كبد مناعي نتيجة مهاجمة الجسم لخلايا الكبد وصنع أجسام مضادة تهاجم أنسجة الكبد.
هناك خمس فيروسات رئيسية مسؤولة عن الالتهاب A ،B ،C ،D ،E، وكل فيروس مسؤول عن مرض معين يصيب الكبد. يمكن أن يكون التهاب حاد قصير الأمد، أو التهاب مزمن طويل الأمد، بعض الأنواع تسبب التهاباً حاداً فقط، والبعض الأخر قد يسبب التهاباً حاداً أو مزمناً.
وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO ) حوالي 354 مليون شخص يعيشون حاليًا مع التهاب الكبد المزمن B وC على مستوى العالم.
اعراض التهاب الكبد
تختلف أعراض الالتهاب حسب حالة المرض حاد أو مزمن، معظم المرضى يعانون من أعراض خفيفة أو حتى بدون ظهور أعراض، تستمر الأعراض عند ظهورها من أسبوعين وحتى 6 أشهر.
أعراض الالتهاب الحاد:

- تعب.
- فقدان الشهية والوزن.
- حمى.
- آلام العضلات أو المفاصل.
- غثيان وقيء.
- ألم في البطن، وخاصة في جهة اليمين (مكان الكبد).
- اليرقان أو اصفرار العينين.
- حكة في الجلد.
- الشعور بالضيق، أو الشعور بعدم الارتياح.
أعراض الالتهاب المزمن:
- اليرقان وتكون أعراضه: بول داكن، قشعريرة، حكة في الجلد، براز فاتح اللون، اصفرار الجلد وبياض العينين واللسان.
- تورم في الأطراف السفلية.
- تشوش في التفكير.
- دم في البراز أو في القيء.
وقد يتطور التهاب الكبد المزمن إلى فشل كبدي بالتدريج.
اقرأ أيضاً: أفضل الأطعمة لتقوية الذاكرة.
اسباب التهاب الكبد
تختلف أسباب الإصابة بالالتهاب حسب نوع الفيروس وطريقة انتشاره:
- التهاب الكبد A يسببه فيروس HAV وينتقل عن طريق: تناول طعام أو مشروب ملوث ببراز شخص مصاب حتى لو بكمية قليلة، أو تناول محار نيء ملوث بمياه الصرف الصحي، أو الاتصال مع شخص مصاب حتى لو لم تظهر عليه أعراض، وأيضاً ينتقل عن طريق ممارسة الجنس. وهو أكثر شيوعًا في البلدان التي يكون فيها الصرف الصحي رديئًا.
- التهاب الكبد B يسببه فيروس HBV وينتقل بعدة طرق مثل: مشاركة الإبر عند تعاطي المخدرات، أو عن طريق الجنس، وينتقل من الأم الحامل إلى طفلها عند الولادة أو بعد ذلك بفترة قصيرة، لكن معظم الأشخاص المصابين في مرحلة الطفولة يصابون بعدوى طويلة الأمد، ويُعرف هذا بالتهاب الكبد B المزمن ، ويمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
- التهاب الكبد C يسببه فيروس HCV ينتقل عن طريق الدم، أو من خلال مشاركة إبر ملوثة عند تعاطي المخدرات أو رسم الوشم.
- التهاب الكبد D يسببه فيروس HDV ينتقل من الأم الحامل إلى طفلها، أو عن طريق الجنس، وهو مرض نادر يحدث إذا كنت أُصبت مسبقاً بالتهاب الكبد B.
- التهاب الكبد المناعي: في بعض الحالات، يخطئ الجهاز المناعي ويهاجم أنسجة الكبد، يسبب هذا التهابًا مستمرًا يمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد، وغالبًا ما يؤثر على وظائف الكبد. وهو أكثر شيوعًا عند النساء.

تشخيص التهاب الكبد
من المهم معرفة المُسبب الرئيسي لالتهاب الكبد لإعطاء العلاج المناسب، لذلك يقوم الأطباء بإجراء عدة فحوصات لتشخيص الحالة:
- معرفة التاريخ المرضي.
- الفحص البدني: فحص أي تغيير في لون العينين أو الجلد، فحص منطقة البطن للتأكد من وجود أي تضخم في الكبد.
- فحوصات وتحاليل الدم: فحص وظائف الكبد فنتائجها غير الطبيعية تدل على وجود مشكلة ( خاصة في حال عدم ظهور أعراض واضحة )، فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي للتأكد في حالة التهاب B أو C ومعرفة سرعة تكاثر الفيروس.
- اختبارات التصوير الشعاعي مثل: الموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي تعطي صورة واضحة لحالة الكبد وتظهر تجمع السوائل في البطن، وتلف الكبد أو تضخمه، وأورام الكبد، وتشوهات المرارة.
- خزعة من الكبد لتشخيص مدى تلف أنسجة الكبد.
اقرأ أيضاً: فقر الدم (الأنيميا) الأسباب والأعراض والعلاج.
علاج التهاب الكبد
يختلف العلاج حسب نوع الفيروس المُسبب للمرض وما إذا كان حاداً أو مزمناً، حيث يؤثر نوع الفيروس على مدى شدة المرض ومدة استمراره.
- التهاب الكبد A: يعتبر مرضاً قصير الأمد (حاد ) يشفى غالباً من تلقاء نفسه، لا يوجد علاج محدد لكن يمكن تخفيف الأعراض، ويساعد التوقف عن تناول الكحول في التعافي، أيضاً تعد الراحة في السرير ضرورية، وإذا كان المريض يعاني من القيء أو الإسهال، فقد يوصي الطبيب ببرنامج غذائي للحفاظ على الترطيب والتغذية.
- التهاب الكبد B: لا يوجد علاج محدد لحالات الالتهاب الحادة، بينما الالتهاب المزمن يتطلب دواء مضاد للفيروسات، وقد يستمر لعدة أشهر أو سنوات، لذا يعد العلاج مكلف نسبياً، ويجب مراقبة المريض بشكل مستمر لمعرفة مدى استجابته للدواء، ويجب تجنب الكحول في فترة العلاج. حوالي 25٪ من المرضى، يقضي الجسم على الفيروس بمرور الوقت، وفي حالات أخرى، يمكن أن يبقى في الجسم ويصبح مزمنًا.
- التهاب الكبد C: يتم علاج المرضى المصابين بالتهاب حاد أو مزمن بالأدوية المضادة للفيروسات، وغالباً ما يتم إعطاء مجموعة أدوية، ثم إجراء فحوصات لتحديد العلاج المناسب، قد يكون الأشخاص المصابون بتليف الكبد بسبب التهاب الكَبد C المزمن مرشحين لزراعة الكبد.
- التهاب الكبد D: أوصت منظمة الصحة العالمية بإعطاء دواء بيغ انترفيرون الفا للعلاج، إلا أن لهذا الدواء آثار جانبية متعددة لذا ينصح بعدم اعطائه للمرضى الذين يعانون من تليف الكبد، أو أمراض نفسية، أو أمراض المناعة الذاتية.
- التهاب الكبد E: لا يوجد علاج محدد، لأن أغلب حالات الإصابة تكون قصيرة الأمد وتشفى من تلقاء نفسها، لكن يوصي الأطباء بالراحة التامة، وشرب السوائل، والحفاظ على التغذية الصحية، وتجنب الكحول، ويجب مراقبة المرأة الحامل المصابة ورعايتها بعناية.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي: تعد الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون أو بوديزونيد، مهمة في العلاج المبكر فهي فعالة في حوالي 80% من الأشخاص المصابين بهذا المرض. وقد يكون أزاثيوبرين (إيموران)، وهو دواء يثبط جهاز المناعة، جزءًا من العلاج مع الكورتيكوستيروئيد.
هل التهاب الكبد خطير؟
يمكن أن يؤدي التهاب الكَبد المزمن إلى مضاعفات مثل تليف الكبد (تندب الكبد)، وفشل الكبد، وسرطان الكبد. لكن التشخيص المبكر وإعطاء العلاج المناسب تمنع هذه المضاعفات.
اقرأ أيضاً: التوحد عند الأطفال …أعراضه وأسبابه وطرق علاجه المختلفة.

طرق الوقاية
يوجد طرق مختلفة للوقاية أو تقليل خطر الإصابة بالتهاب الكبد، اعتمادًا على نوع الالتهاب، ونذكر أهم الطرق:
- أخذ اللقاح: يتوفر لقاح لالتهاب الكبد A ، B يُعطى للأطفال، ومقدمي الرعاية الصحية، ومن لديه مرض كبدي مزمن، وفي حال السفر إلى الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس، كما تم تصنيفه من فئة C للحامل أي يستخدم بحذر إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر، أما بالنسبة للمرضع فغير معروف إذا كان يفرز مع حليب الرضاعة.
- تجنب شرب الكحول.
- في حال السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض فيجب الحذر من تناول الأطعمة غير المطهية جيداً أو المشروبات الملوثة، ويجب الحفاظ على النظافة الشخصية، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية.
التهاب الكبد والزواج
يمكن للشخص المتعايش مع التهاب الكَبد B أن يتزوج، حيث بالإمكان منع انتقال المرض عن طريق أخذ اللقاح، ويجب تطعيم أطفال المستقبل بدءًا من حديثي الولادة للمساعدة في منع انتقال العدوى، خاصةً إذا كانت الأم مصابة بالتهاب الكَبد B، ويجب الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم مشاركة الأغراض الشخصية.
اقرأ أيضاً: الزنجبيل …و 9 فوائد صحية من المهم معرفتها.
References
- https://www.healthline.com/health/hepatitis
- https://www.nhs.uk/conditions/hepatitis/
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/145869#hepatitis-c
- https://reference.medscape.com/drug/twinrix-hepatitis-a-b-vaccine-343152#6
- https://www.webmd.com/hepatitis/understanding-hepatitis-basics#2-4
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hepatitis-a/symptoms-causes/syc-20367007
- https://medlineplus.gov/hepatitis.html
- https://www.hepb.org/blog/hepatitis-b-can-get-married/