in ,

تسمم الحمل.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج

ما هو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل Eclampsia هو حالة طبية خطيرة تصيب النساء أثناء الحمل،  يوصف بأنه نوع من التشنجات أو النوبات (تقلص لا إرادي للعضلات) يحدث عادةً أثناء أو بعد الأسبوع العشرين من الحمل أو في فترة النفاس، ويُعتبر من المضاعفات الشديدة لمقدمات الارتعاج preeclampsia.

العديد من حالات الحمل المصابة بتسمم الحمل هي حالات الحمل لأول مرة، ويعتبر تسمم الحمل حالة نادرة تصيب 1 من كل 2000 إلى 3000 حالة حمل كل عام.

اعراض تسمم الحمل

نظرًا لأن مقدمات الارتعاج يمكن أن تؤدي إلى تسمم الحمل، فقد يكون لديك أعراض لكلتا الحالتين.

ومع ذلك، قد تكون بعض الأعراض ناتجة عن حالات أخرى، مثل أمراض الكلى أو مرض السكري.

من المهم أن تخبر طبيبك عن أي حالات لديك حتى يمكنه استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى.

فيما يلي الأعراض الشائعة لمقدمات الارتعاج:

  • ارتفاع ضغط الدم لأعلى من 130/80.
  • تورم في الوجه أو اليدين.
  • صداع شديد.
  • زيادة الوزن المفرطة.
  • القيء والغثيان.
  • مشاكل في الرؤية، بما في ذلك نوبات فقدان الرؤية أو تشوش الرؤية.
  • صعوبة التبول.
  • آلام في البطن، وخاصة في الجزء العلوي الأيمن من البطن.

يمكن أن تظهر على المرضى الذين يعانون من الارتعاج هذه الأعراض المذكورة أعلاه، أو قد يظهرون بدون أعراض قبل بداية تسمم الحمل.

فيما يلي الأعراض الشائعة لتسمم الحمل:

  • نوبات من التشنجات.
  • فقدان الوعي.
  • التهيج.
  • آلام العضلات.

أثناء نوبة التشنجات، ترتعش ذراعي الأم أو ساقيها أو رقبتها أو فكها بشكل لا إرادي في حركات متشنجة متكررة، قد تفقد وعيها وقد تبلل نفسها، عادة ما تستمر النوبات أقل من دقيقة.

اسباب تسمم الحمل

غالبًا ما يحدث تسمم الحمل بعد حدوث مقدمات الارتعاج، والذي يتميز بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، ونادرًا بعد الولادة، وقد يحدث أيضًا وجود البروتين في البول.

إذا تفاقمت مقدمات الارتعاج لديك وأثرت على دماغك، مما تسبب في حدوث نوبات، فقد أصبت بتسمم الحمل.

ضغط الدم المرتفع

يحدث تسمم الحمل عندما يصبح ضغط الدم، أو قوة الدم على جدران الشرايين، مرتفعًا بما يكفي لإتلاف الشرايين والأوعية الدموية الأخرى.

قد يؤدي تلف الشرايين إلى تقييد تدفق الدم، مما يؤدي إلى تورم في الأوعية الدموية في دماغ الأم والجنين.

إذا كان هذا التدفق غير الطبيعي للدم عبر الأوعية يتعارض مع قدرة دماغك على العمل، فقد تحدث نوبات التشنجات.

اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم…الأسباب والأعراض وطرق العلاج المختلفة

البروتين في البول

تؤثر مقدمات الارتعاج بشكل شائع على وظائف الكلى، ووجود البروتين في البول هو علامة شائعة لهذه الحالة.

عادةً ما تقوم الكليتان بترشيح الفضلات من الدم وإنتاج البول من هذه النفايات. تحاول الكلى الاحتفاظ بالعناصر الغذائية في الدم مثل البروتين، لإعادة توزيعها في الجسم.

في حالة تلف مرشحات الكلى يمكن للبروتين أن يتسرب من خلالها ويخرج في البول.

عوامل خطورة تسمم الحمل

إذا كنتِ تعانين من مقدمات الارتعاج أو أصبتِ به سابقًا، فقد تكونين في خطر الإصابة بتسمم الحمل.

تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل أو ارتفاع ضغط الدم المزمن.
  • أن تكون أكبر من 35 عامًا أو أقل من 20 عامًا.
  • الحمل بتوأم أو ثلاثة توائم.
  • الحمل لأول مرة.
  • مرض السكري أو حالات أخرى تؤثر على الأوعية الدموية.
  • أمراض الكلى.
  • السمنة.

هل تسمم الحمل خطير

في حين أن معظم النساء يتعافين تمامًا بعد الإصابة بتسمم الحمل، فهناك خطر ضئيل للإصابة بإعاقة دائمة أو تلف في الدماغ إذا كانت النوبات شديدة.

من بين أولئك النساء المصابات، يموت حوالي 1 من كل 50 من هذه الحالة، يمكن أن يختنق الجنين أثناء النوبة وقد يموت واحد من كل 14.

تسمم الحمل وتأثيره على الجنين

يؤثر تسمم الحمل على المشيمة، وهي العضو الذي ينقل الأكسجين والمواد المغذية من دم الأم إلى الجنين.

عندما يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى انخفاض تدفق الدم عبر الأوعية، فقد لا تتمكن المشيمة من العمل بشكل صحيح، قد يؤدي ذلك إلى ولادة الطفل بوزن منخفض أو مشاكل صحية أخرى (يكون الطفل مريضًا جدًا أو قد يموت).

غالبًا ما يكون هؤلاء الأطفال أصغر من المعتاد، خاصة إذا حدث تسمم الحمل قبل 37 أسبوعًا.

غالبًا ما تتطلب مشاكل المشيمة الولادة المبكرة من أجل صحة وسلامة الطفل، قد يحتاج الطفل إلى الولادة قبل أن يكتمل تطوره.

يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، مثل صعوبات التنفس الناتجة عن عدم اكتمال نمو الرئتين (متلازمة الضائقة التنفسية الوليدية).

في هذه الحالات، يحتاج الطفل عادةً إلى البقاء في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة حتى يمكن مراقبته وعلاجه.

خطر تسمم الحمل على الام

تشير الدراسات إلى أن هناك خطرًا متزايدًا للإصابة بحوادث الأوعية الدموية الدماغية ومرض الشريان التاجي لدى الأمهات اللاتي يعانين من تسمم الحمل في وقت لاحق من الحياة.

تشمل المضاعفات المحتملة الأخرى ما يلي:

  • تلف دائم للأعصاب، بسبب النوبات المتكررة أو النزيف داخل الجمجمة.
  • القصور الكلوي والفشل الكلوي الحاد.
  • التغيرات الجنينية، مثل تأخر النمو داخل الرحم.
  • انفصال المشيمة عن الرحم، وهذا يتطلب ولادة قيصرية طارئة فورية لإنقاذ الطفل.
  • قلة السائل حول الجنين.
  • تلف كبدي ونادرًا تمزق كبدي.
  • زيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج المتكررة أو تسمم الحمل مع الحمل اللاحق.
  • يمكن أن تكون المضاعفات التي تصيب الأم شديدة جدًا، بما في ذلك خطر الوفاة من السكتة الدماغية أو السكتة القلبية.
  • وفاة الأم أو الجنين: يرتبط تسمم الحمل بحوالي 13٪ من وفيات الأمهات في جميع أنحاء العالم.

تشخيص تسمم الحمل

إذا كان لديك بالفعل تشخيص مقدمات الارتعاج أو كان لديك تاريخ من الإصابة به، فسوف يأمر طبيبك بإجراء اختبارات لتحديد ما إذا كانت مقدمات الارتعاج قد حدثت مرة أخرى أو ساءت.

إذا لم تكن مصابًا بمقدمات الارتعاج، فسيطلب طبيبك إجراء اختبارات لتسمم الحمل بالإضافة إلى اختبارات أخرى لتحديد سبب إصابتك بالتشنجات، يمكن أن تشمل هذه الاختبارات:

تحاليل الدم

تتضمن هذه الاختبارات تعداد الدم الكامل، والذي يقيس عدد خلايا الدم الحمراء الموجودة في دمك، وعدد الصفائح الدموية لمعرفة مدى جودة تخثر الدم.

تساعد اختبارات الدم أيضًا في فحص وظائف الكلى والكبد.

اختبار الكرياتينين

قد يشير وجود الكثير من الكرياتينين في دمك إلى تسمم الحمل، لكنه لا يحدث دائمًا.

اختبارات البول

قد يطلب طبيبك إجراء اختبارات للبول للتحقق من وجود البروتين ومعدل إفرازه.

علاج تسمم الحمل

يمكن أن تساعد ولادة الجنين في علاج مقدمات الارتعاج وتسمم الحمل، ولكن يمكن أن تستمر الأعراض حتى بعد الولادة، وقد يكون بعضها خطيرًا.

يجب أن تأخذ قرارات العلاج في الاعتبار مدى خطورة الحالة واحتمالية حدوث مضاعفات للأم ومدى طول فترة الحمل والمخاطر المحتملة على الجنين.

من الناحية المثالية، سيقلل الطبيب من المخاطر التي تتعرض لها الأم مع إعطاء الجنين أكبر قدر ممكن من الوقت لينضج قبل الولادة.

علاج مقدمات الارتعاج preeclampsia

إذا كان الحمل في الأسبوع 37 أو بعد ذلك، فعادة ما يرغب الطبيب في ولادة الجنين لعلاج مقدمات الارتعاج وتجنب المزيد من المضاعفات.

أما إذا كان الحمل أقل من 37 أسبوعًا، فقد تفكر المرأة والطبيب في خيارات العلاج التي تمنح الجنين مزيدًا من الوقت للنمو، اعتمادًا على مدى خطورة الحالة.

قد يفكر مقدم الرعاية الصحية في الخيارات التالية:

إذا كانت مقدمات الارتعاج خفيفة، فقد يكون من الممكن الانتظار للولادة. للمساعدة في منع حدوث المزيد من المضاعفات، قد يطلب الطبيب من المرأة أن تأخذ قسطًا من الراحة في الفراش لمحاولة خفض ضغط الدم وزيادة تدفق الدم إلى المشيمة.

ستكون هناك حاجة إلى مراقبة المرأة وجنينها عن كثب، قد تشمل الاختبارات الخاصة بالأم اختبارات الدم والبول لمعرفة ما إذا كانت مقدمات الارتعاج تزداد سوءًا، مثل اختبارات تقييم عدد الصفائح الدموية، وإنزيمات الكبد، ووظائف الكلى، ومستويات البروتين في البول.

قد تشمل الاختبارات الخاصة بالجنين الموجات فوق الصوتية ومراقبة معدل ضربات القلب وتقييم نمو الجنين وتقييم السائل الأمنيوسي.

يمكن استخدام الأدوية المضادة للاختلاج (مثل كبريتات المغنيسيوم)، للوقاية من نوبات التشنجات.

في بعض الحالات، مثل مقدمات الارتعاج الحاد، يتم إدخال المرأة إلى المستشفى حتى يمكن مراقبتها عن كثب وبشكل مستمر.

قد يشمل العلاج في المستشفى تناول الأدوية عن طريق الوريد للتحكم في ضغط الدم ومنع النوبات أو المضاعفات الأخرى، بالإضافة إلى حقن الكورتيكوستيرويد للمساعدة في تسريع نمو رئتي الجنين.

قد تكون الولادة المبكرة ضرورية، حتى لو كان ذلك يعني حدوث مضاعفات محتملة للرضيع، بسبب خطر حدوث مضاعفات شديدة للأم.

عادة ما تختفي أعراض تسمم الحمل في غضون 6 أسابيع من الولادة.

علاج تسمم الحمل Eclampsia

يعتبر تسمم الحمل (بداية النوبات لدى المرأة المصابة بمقدمات الارتعاج ) حالة طبية طارئة، تحتاج إلى علاج فوري، عادة في المستشفى، لوقف نوبات التشنجات عند الأم، وعلاج مستويات ضغط الدم المرتفعة للغاية، وولادة الجنين.

يمكن إعطاء كبريتات المغنيسيوم لعلاج النوبات النشطة ومنع النوبات المستقبلية. يمكن إعطاء الأدوية الخافضة للضغط لخفض ضغط الدم.

علاج ما بعد الولادة

كما ذكرنا سابقًا، تُصاب بعض النساء بمقدمات الارتعاج أو تسمم الحمل بعد ولادة أطفالهن.

توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بأن يراقب الأطباء عن كثب النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل أثناء الحمل لمدة 72 ساعة بعد الولادة، سواء في المنزل أو في المستشفى.

نظرًا لأن مقدمات الارتعاج وتسمم الحمل بعد الولادة يمكن أن يتطوران بسرعة ويمكن أن يكون لهما آثار خطيرة، فمن المهم الحصول على العلاج فورًا.

اعتمادًا على الحالة الصحية للأم، قد يشمل العلاج الأدوية لمنع ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير والتسبب في السكتة الدماغية أو غيرها من المشاكل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم الشديد، وقد يشمل أيضًا أدوية لعلاج النوبات أو الوقاية منها.

تشير إحدى الدراسات إلى أن الأعراض التحذيرية الأكثر شيوعًا عند النساء المصابات بتسمم الحمل بعد الولادة هي الصداع وتغيرات الرؤية والغثيان وآلام البطن.

كل هؤلاء النساء تقريبًا عانين من ارتفاع ضغط الدم عند دخولهن غرفة الطوارئ، وبعضهن عانين بالفعل من نوبات في المنزل قبل المجيء إلى المستشفى.

يتبع علاج تسمم الحمل بعد الولادة الأدوية المستخدمة لعلاج تسمم الحمل أثناء الحمل، مثل كبريتات المغنيسيوم لعلاج أو منع النوبات، وإذا لزم الأمر علاج إضافي لارتفاع ضغط الدم.

تجنب تسمم الحمل

نظريًا يمكن أن يقلل منع تطور مقدمات الارتعاج في المرضى المعرضين لمخاطر عالية من خطر الإصابة بتسمم الحمل ومضاعفاته في وقت لاحق من الحمل.

يمنع الأسبرين تراكم الصفائح الدموية والتشنج الوعائي، وقد يكون فعالًا في منع تسمم الحمل.

أظهرت الدراسات أن جرعة منخفضة من الأسبرين لدى النساء المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج، وتقليل معدلات الولادة المبكرة، وتقليل معدلات وفيات الجنين، دون زيادة خطر حدوث انفصال المشيمة.

يجب أن يقوم طبيب التوليد بالإشراف المباشر على العلاج بجرعة منخفضة من الأسبرين في المرضى المعرضين لمخاطر عالية.

إذا كانت المريضة تعاني من ارتفاع ضغط الدم الموجود مسبقًا، فيجب أن تتحكم به جيدًا قبل الحمل وطوال فترة الحمل، ويجب متابعة حالتها.

هناك بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على L-arginine والفيتامينات المضادة للأكسدة قد تقلل من خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج، في النساء المعرضات لمخاطر عالية.

والجدير بالذكر أن التأثير المفيد كان أكبر عندما بدأت المكملات قبل 24 أسبوعًا من الحمل.

اقرأ أيضًا: افضل الاطعمة للحامل

References

  1. https://www.healthline.com/health/eclampsia
  2. https://emedicine.medscape.com/article/253960-overview
  3. https://www.medicalnewstoday.com/articles/316255
  4. https://www.nichd.nih.gov/health/topics/preeclampsia/conditioninfo/treatments
  5. https://www.nhs.uk/conditions/pre-eclampsia/complications/

What do you think?

Written by د إنجي عز الدين

بكالوريوس طب أسنان جامعة المنيا 2008. حاصلة على دبلومة مكافحة العدوى من الجامعة الأمريكية للتعليم المستمر 2019.

الفطر الأسود.. أسبابه،أعراضه،علاجه، وعلاقته بكورونا

الانسداد الرئوي..أسبابه وعلاجه وحدوثه مع مرضى فيروس كورونا