النوبة القلبية Heart Attack

ما هي النوبة القلبية

تحدث النوبة القلبية عندما تمنع الجلطة الدموية تدفق الدم في الشريان التاجي وهو الوعاء الدموي الذي يوصل الدم إلى جزء من عضلة القلب مما قد يتسبب في تلف جزء من عضلة القلب أو حتى إلى تدميرها كلياً.

في الماضي كانت تنتهي غالبا بالموت؛ أما اليوم بالسبب التوعية وتطور العلاج فمن يصابون بنوبات قلبية يبقون على قيد الحياة.

أعراض النوبة القلبية:

• الشعور بالاحتقان مرتكز في الصدر ويستمر لأكثر من بضع دقائق.
• ألم يمتد إلى الكتف، أو الذراع، أو الظهر، أو حتى إلى الأسنان والفكّ.
• وجع في الصدر لفترات طويلة.
• ألم مستمر في الجزء العلوي من البطن.
• ضيق التنفس.
• التعرّق.
• الشعور بالإغماء.
• الغثيان والقيء.

النوبات القلبية لدى النساء تكون مختلفة، أو قد تكون أعراض النوبة القلبية أخفّ من أعراض النوبة القلبية لدى الرجال، وبالإضافة إلى أعراض النوبة القلبية المذكورة أعلاه، فإن أعراض النوبة القلبية لدى النساء قد تكون أيضًا:

ألم أو حرقة في الجزء الأعلى من البطن.

رطوبة الجلد.

دوخة.

تعب غير مبرر.

لا تظهر أعراض النوبة القلبية نفسها لدى جميع الأشخاص الذين يصابون بنوبة قلبية، وإن ظهرت أعراض النوبة القلبية نفسها فلا تكون بدرجة الحدة نفسها؛ فهي تختلف من شخص لآخر.

يلاحظ الكثير من الأشخاص يصابون بنوبة قلبية دون أن تظهر لديهم أعراض النوبة القلبية على الإطلاق.

النوبة القلبية قد تحدث في أي وقت وفي أي مكان، وهناك نوبات قلبية تحدث بشكل فجائي لكن كثيرين من الذين يصابون بنوبة قلبية تظهر لديهم علامات تحذيرية قبل حدوث النوبة بساعات أو أيام أو أسابيع.

العلامة الأولى من النوبة القلبية الوشيكة هي أن يحدث ألم متكرر في الصدر تزداد قوته وحدّته عند بذل جهد جسدي ويخفّ عند الخلود إلى الراحة، ويختلف عن الذبحة الصدرية حيث تحدث نتيجة تدفق مؤقت وغير كافٍ للدم إلى القلب، وهي الحالة المعروفة أيضًا باسم “نقص التروية القلبية”.

اقرأ أيضا: إنزيمات القلب

أسباب وعوامل خطر النوبة القلبية

١.احتشاء عضلة القلب مما يعني موت الانسجة نتيجة نقص الاوكسيجين. 

٢. انسداد في واحد أو أكثر من الشرايين التي تزود القلب بالدم الغني بالأكسجين، هذه الشرايين تسمى الشرايين التاجية وهي تحيط بالقلب مثل التاج، يحدث انسداد الشرايين نتيجة تجلط الدم، إذا كانت الجلطة كبيرة نسبيًا فقد تسدّ مجرى الدم في الشريان، والحالة التي تكون فيها الشرايين التاجية مضيّقة نتيجة لتصلب الشرايين تسمى بمرض التصلب الشرياني، ويُعد مرض تصلب الشرايين من أهم أسباب النوبة القلبية.

٣. من الأسباب  غير الشائعة حصول تشنج أو اختلاج في الشريان التاجي، ممّا يؤدي إلى وقف تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، كما أن السموم مثل الكوكايين يمكن أن تُسبب تشنجًا قاتلًا كهذا.

اقرأ أيضا: نوبات الصرع ..أسبابه وكيفية التعامل معها

*عوامل الخطر: 

عوامل الخطر التي تزيد التجلطات في الشريان التاجي مثل:

• تدخين التبغ.
• ارتفاع ضغط الدم، مع الوقت قد يسبب ارتفاع ضغط الدم ضررًا للشرايين التي تمد القلب بالدم.
• ارتفاع كولسترول الدم.
• داء السكري.
• ارتفاع ثلاثي الغليسيريد في الدم.
• قلة النشاط البدني.
• السمنة الزائدة في الأشخاص البدناء جدًا لأن لديهم نسبة مرتفعة بشكل خاص من الدهون في الجسم.
• التوتر.
• تاريخ عائلي من الإصابة بالنوبات القلبية.
• الأشخاص ذوو مستويات عالية من هوموسيستين (Homocysteine)، وفيبرينوجين (Fibrinogen) هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

مضاعفات النوبة القلبية

مضاعفات النوبة القلبية تتعلق عادةً بالأضرار التي لحقت بالقلب خلال النوبة القلبية، أضرار كهذه قد تؤدي إلى المشكلات الآتية:

1. عدم انتظام ضربات القلب

إذا تضررت عضلة القلب نتيجة النوبة القلبية، يمكن أن تتكون دوائر كهربائية قصيرة تؤدي إلى اضطراب نَظم القلب، وقد يكون بعضها شديدًا جدًا إلى درجة الموت.

2. فشل القلب الاحتقاني

الضرر الذي يلحق بالأنسجة القلبية قد يكون كبيرًا إلى درجة أن الجزء الذي بقي معافى من عضلة القلب غير قادر على ضخ الدم من القلب بشكل طبيعي.

نتيجة لذلك فإن كمية الدم التي تصل إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة في الجسم تكون أقلّ من الطبيعي المعتاد، مما يؤدي إلى ضيق التنفس، التعب وتورم الكاحلين والقدمين.

قد يكون فشل القلب مشكلة مؤقتة تتعافى تلقائيًا بعد أن يتعافى القلب في غضون بضعة أيام أو أسابيع من صدمته المترتبة عن النوبة، ولكن قد يكون فشل القلب أيضًا مرضًا مزمنًا ناجمًا عن ضرر كبير ودائم لحق بالقلب خلال النوبة.

3. تمزق في عضلة القلب

قد تتمزق عضلة القلب في بعض أجزائها التي ضعفت من جراء النوبة القلبية، فينشأ ثقب في القلب وقد يؤدي إلى الموت السريع.

4. أضرار في صمامات القلب

إذا لحق ضرر بأحد صمامات القلب أو أكثر خلال احتشاء عضلة القلب فقد يتفاقم الضرر إلى مشكلات تشكل خطرًا على الحياة.

تشخيص النوبة القلبية:

في الوضع المثالي يجب على الطبيب أن يبحث أثناء الفحص الجسدي الروتيني عن عوامل خطر مما قد تتسبب في الإصابة بنوبة قلبية.

إذا أُصيب شخص بنوبة قلبية أو إذا كان يشكّ في أنه يتعرض إلى نوبة قلبية فينبغي مراجعة الطوارئ، ويتم التشخيص من خلال :

١.يطلب الطبيب من المريض وصف الأعراض التي لاحظها.

٢.يتم قياس ضغط الدم بالإضافة إلى النبض ودرجة الحرارة.

٣.يتم ربطه بجهاز القلب ثم يبدأ  على الفور في إجراء الفحوصات التي تتم بواسطتها تحديد ما إذا كان مصابًا بنوبة قلبية بالفعل أم لا .

٤.يُصغي الطبيب إلى دقات القلب وإلى حركة الهواء في الرئتين بواسطة السمّاعة. 

٥.يوجه الطاقم الطبي أسئلة حول تاريخ المريض الطبي وحول تاريخ الأمراض القلبية في عائلته.

وقد تساعد الفحوصات الطبية التي يجريها الطاقم الطبي في تحديد ما إذا كانت علامات وأعراض مثل: الألم في الصدر أو غيرها تدل على حدوث نوبة قلبية

 وهذه الفحوصات تشمل ما يأتي:

مخطط رسم القلب (ECG – Electrocardiogram).

فحوصات الدم.

فحوصات انزيمات القلب وغيرها .

إذا كان الشخص قد تعرض في الماضي إلى نوبة قلبية، أو يتعرض لها حاليًا فسوف يتخذ الأطباء خطوات عاجلة لمعالجة الوضع، وقد يكون من الضروري إجراء الفحوص الآتية:

• تصوير الصدر بالأشعة السينية: يسمح  للطبيب فحص حجم وشكل القلب والأوعية الدموية.
• المسح النووي: يُسمح  هذا الاختبار في الكشف عن مشكلات تدفق الدم إلى القلب وتحديد مكانها.
• مَخَطَّطُ صَدَى القَلْب: هذا الفحص يستعمل  الموجات الصوتية لإنتاج تخطيط لعمل القلب.
• القـَثطرة: يتم إدخال أنبوب رفيع لتصوير الشرايين التاجية عن طريق أحد شرايين اليد أو الفخذ لنعرف إذا كانت شرايين ضيقة أم مسدودة.

بالإضافة إلى إجراء اختبارات جهد في الأيام أو الأسابيع الأولى ما بعد النوبة القلبية، هذه الاختبارات تفحص كيف يستجيب القلب والأوعية الدموية للفحص.

اقرأ أيضا: فرط التعرق…أسبابه و10 طرق طبيعية لعلاجه…

علاج النوبة القلبية

تشمل الخيارات العلاجية ما يأتي:

-العلاج الفوري

عند حصول نوبة قلبية يجب اتخاذ الخطوات الآتية على الفور ودون أي تأخير:

الاتصال الفوري لتلقي المساعدة العاجلة وحتى عند مجرد الشكّ 

تناول دواء نِتْروغِليسِرين (Nitroglycerin) إذا كان الطبيب قد وصف دواء النتروغليسيرين، وثُلاَثِيُّ نِتْراتِ الغلِيسيريل (Glyceryl trinitrate) هو عقار موسّع للأوعية الدموية التاجية ينبغي أخذه وفقًا للتعليمات.

يلاحظ أنه قد تتسبب النوبة القلبية في دقائقها الأولى حالة من الرجفان البُطينيّ (Ventricular fibrillation) أي ارتجاف القلب عبثًا ودون جدوى، والرجفان البطيني الذي لا تتم معالجتها فورًا يؤدي إلى الموت المفاجئ.

بالإضافة أنه يُشكل استخدام مُزيلُ الرَّجَفان (Defibrillator) الخارجي الذي يعيد القلب إلى نَظمه الطبيعي بواسطة الصدمة الكهربائية علاجًا مناسبًا وناجحًا في حالات الطوارئ حتى قبل وصول المصاب إلى المستشفى.

-العلاج الدوائي

تشمل الأدوية المستخدمة لمعالجة النوبة القلبية:

١.أسبِرين (Aspirin).

٢.مميّعات الدم (Thrombolytics).

٣.كلوبيدوغريل (Clopidogrel).

٤.أدوية أخرى لمنع تجلط الدم.

٥.مسكنات.

٦.نِتْروغِليسِرين (Nitroglycerin).

٧.حاصِرات مستقبلات بيتا (Beta – blocker).

٨.دواء لخفض مستوى الكولسترول.

-عمليات جراحية وتدابير أخرى أهمها أحد الإجراءين التاليين لمعالجة النوبة القلبية:

١.رَأْبُ الأَوعِيَةِ التَّاجِيَّة (Coronary angioplasty): وهو إجراء جراحي يستهدف التخلص من المناطق المتضيّقة أو المنسدّة في الشرايين التاجية سواء بواسطة البالون (Balloon angioplasty)، أو بواسطة دعامة.

٢.علاجات أخرى: طُعْمُ مَجازَةِ الشِّرْيانِ التَّاجِي (Coronary artery bypass graft surgery)

الوقاية من النوبة القلبية

ليس متأخرا أبدًا اتخاذ إجراءات وتدابير تقي من النوبة القلبية وتمنع حدوثها ويمكن القيام بذلك أيضًا حتى بعد حدوث النوبة القلبية، حيث قد أصبحت المعالجة الدوائية جزءًا أساسيًا وهامًا جدًا في تقليل أخطار الإصابة، وتلعب العادات ونمط الحياة أيضًا دورًا مهمًا في الوقاية من النوبات القلبية وتشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:

• الأدوية

ينصح الأطباء بصفة عامة بالعلاجات الدوائية من بعد سن الثلاثين، من ضمن الأدوية التي تساعد على تحسين أداء القلب أو التي تقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية:

• مميّعات الدم التي تمنع تجلـّطه.
• حاصرات مستقبلات بيتا (Beta – blocker) حيث أن هذه الأدوية تقلل من معدل ضربات القلب ومن ضغط الدم وتقليل العبء على القلب.
• مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين (Angiotensin Converting Enzyme Inhibitor – ACEI).
• أدوية لخفض مستوى الكولسترول.

تعديل نمط الحياة

لنمط الحياة تأثير حاسم على القلب لذلك فإن اتخاذ الخطوات الآتية من شأنه أن يساعد ليس فقط في الوقاية من النوبات القلبية، وتشمل ما يأتي:

• الامتناع عن التدخين.
• فحص روتيني لنسبة الكولسترول في الدم.
• فحوصات طبية دورية بشكل منتظم.
• المحافظة على مستوى صحي من ضغط الدم.
• ممارسة الرياضة.
• محاولة المحافظة على وزن صحي.
• مواجهة الضغوطات والتوترات النفسية والتغلب عليها.
• الامتناع عن الكحوليات.

References

https://www.nhs.uk/conditions/heart-attack/treatment/

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/heart-attack/symptoms-causes/syc-20373106

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16818-heart-attack-myocardial-infarction#diagnosis-and-tests

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16818-heart-attack-myocardial-infarction#prevention