×

المياه الزرقاء أعراضها وأسبابها .. و5 طرق للوقاية منها

المياه الزرقاء أعراضها وأسبابها .. و5 طرق للوقاية منها

المياه الزرقاء أو الزَّرَق أو الغلوكوما هو مرض شائع يصيب العين، حيث يتلف العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ، عادة ما يحدث بسبب تراكم السوائل في الجزء الأمامي من العين مما يسبب ارتفاع ضغط العين، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان البصر إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكرا، يمكن أن يصيب الزَّرَق الأشخاص من جميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعا في كبار السن.

أسباب المياه الزرقاء

تفرز العين سائلا شفافا مائيا باستمرار، عند تدفق ذلك السائل إلى العين يجب أن تصرف العين نفس الكمية عبر زاوية التصريف  Drainage angle، تحافظ تلك العملية على استقرار ضغط العين، ولكن إذا كانت زاوية التصريف لا تعمل بشكل صحيح فإن ذلك السائل يتراكم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين ومن ثم إتلاف العصب البصري.

يتكون العصب البصري من أكثر من مليون من الألياف العصبية الدقيقة، عندما  تموت تلك الألياف يصاب المريض ببقع عمياء في مجال الرؤية، قد لا تلاحظ حتى تموت معظم الألياف العصبية، إذا ماتت جميع الألياف يصاب المريض بالعمى.

اقرأ أيضا: التهاب الجفن… أعراضه وأسبابه و7 خطوات لتنظيف الجفن

أنواع المياه الزرقاء وأعراضها

تختلف علامات وأعراض المياه الزرقاء تبعًا لنوعها، وتتضمن عدة أنواع منها: 

المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية 

يعد أكثر الأنواع شيوعا حيث لا يُصرف السائل من العين كما ينبغي مما يسبب ارتفاع ضغط العين ومن ثم إتلاف العصب البصري، ذلك النوع غير مؤلم ولا يسبب تغيرات في مجال الرؤية من البداية.

تشمل الأعراض الظاهرة في تلك الحالة ظهور بقع عمياء متفرقة في الجزء المركزي أو الطرفي من مجال الرؤية.

المياه الزرقاء مغلقة الزاوية 

يحدث ذلك النوع عندما تكون قزحية العين قريبة جدا من زاوية التصريف وبالتالي من الممكن أن تسدها، عندما تسد زاوية التصريف تماما يرتفع ضغط العين بشكل سريع فيما يعرف بـ الانسداد الحاد، وتعد تلك الحالة حالة طوارئ خطيرة للعين لأنه من الممكن أن يصاب المريض بالعمى.

تشمل علامات الانسداد الحاد ما يلي:

  • ألم شديد واحمرار في العين.
  • رؤية ضبابية مفاجأة.
  • صداع وقيء وغثيان.
  • رؤية حلقات بألوان قوس قزح.

يتطور انسداد الزاوية بشكل بطئ ولا تظهر له أعراض في البداية مما يجعل المرضى المصابين على غير دراية بالإصابة إلا بعد ضرر كبير وتعرف تلك الحالة بالانسداد المزمن.

المياه الزرقاء ذات الضغط الطبيعي 

يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص أعصاب بصرية حساسة لضغط العين الطبيعي مما يجعل خطر الإصابة بالمياه الزرقاء أعلى من المعتاد، قد ينتج ذلك بسبب انخفاض تدفق الدم نتيجة حدوث تصلب في الشرايين لذلك تعد فحوصات العين بشكل منتظم مهمة للعثور على العلامات المبكرة لتلف العصب البصري.

الغلوكوما الصبغية

تحدث عادة عندما تحتك الصبغة بالجزء الخلفي من قزحية العين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين، وتشمل الأعراض المصاحبة لها: وجود هالات و رؤية ضبابية خاصة بعد ممارسة بعض الأنشطة مثل لعب كرة السلة أو الركض.

عوامل الخطر

وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن المياه الزرقاء تعد السبب الرئيسي الثاني للعمى حول العالم وتتضمن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة الآتي: 

  • العمر: البالغون وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ سنة هم الأكثر عرضة للإصابة.
  • مشاكل العين: قد يؤدي التهاب العين المزمن أو التهاب القرنية أو الإصابات بالعين إلى ارتفاع ضغط العين ومن ثم إتلاف العصب البصري وبالتالي الإصابة بالمياه الزرقاء.
  • التاريخ العائلي للإصابة بالمرض.
  • بعض الأمراض المزمنة مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • بعض الأدوية: استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة.

التشخيص 

يراجع الطبيب التاريخ العائلي للمريض ويجري فحصا شاملا للعين بما في ذلك إجراء عدة اختبارات منها: 

  • قياس ضغط العين.
  • فحص زاوية التصريف.
  • اختبارات للكشف عن تلف العصب البصري من خلال فحص قاع الحدقة وفحوصات الأشعة.
  • التحقق من وجود مناطق لفقد البصر وذلك لاختبار مجال الرؤية.
  • قياس سُمك القرنية.

اقرأ أيضا: الكورتيزون… بين استخداماته وأضراره

العلاج 

تتعدد الطرق العلاجية للمياه الزرقاء بما في ذلك قطرات العين، العلاج بالليزر، الجراحة، ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة طبقا لحالة المريض ونوع الغلوكوما التي يعاني منها.

تعالج قطرات العين النوع الأكثر شيوعا وهو المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء الليزر أو الجراحة إذا لم تجدِ القطرات نفعا.

قد يشمل علاج الأنواع الأخرى ما يلي:

زَّرَق انسداد الزاوية الأولية: العلاج الفوري بالأدوية في المستشفى لتقليل ضغط العين يليه العلاج بالليزر.

زَّرَق انسداد الزاوية الثانوي: العلاج بالقطرات أو الليزر أو الجراحة وفقا للسبب الأساسي. 

الزَّرَق في مرحلة الطفولة: إجراء عملية جراحية لتصحيح مشكلة العين التي أدت إلى تراكم السوائل ومن ثم ارتفاع ضغط العين.

قطرات العين 

تعد قطرات العين العلاج الأساسي للمياه الزرقاء لأنها تعمل على تقليل ضغط العين، وتشمل: 

  • البروستاغلاندينات: ترفوبروست، لاتانوپروست.
  • حاصرات مستقبلات بيتا: تيمولول، بيتاكسولول.
  • مثبطات الأنهيدراز الكربونية: دورزولاميد، برینزولامید.
  • مستقبلات ألفا الأدرينالية: أبراكلونيدين، بريمونيدين.

تستخدم قطرات العين ما بين ١ إلى ٤ مرات في اليوم، قد يلجأ الطبيب إلى تجربة عدة أنواع من القطرات قبل اختيار النوع الأمثل لحالة المريض، كذلك قد يحتاج أحيانا إلى استخدام أكثر من نوع في نفس الوقت.

قد تتسبب تلك القطرات في عدة آثار جانبية غير مرتبطة بالعين نظرا لأن بعضها قد يمتص عن طريق الدم لذلك يُنصح بغلق العينين لمدة دقيقة أو دقيقتين بعد وضع القطرة مع الضغط برفق على جانبي العين بالقرب من الأنف لغلق القنوات الدمعية وبالتالي تقليل امتصاص القطرات عبر مجرى الدم.

اقرأ أيضا: إعتام عدسة العين…..أعراضه وأسبابه وطرق علاجه

العلاج بالليزر

يلجأ الطبيب إلى إجراء الليزر إذا لم تجدِ القطرات نفعا، حيث يوجه شعاع ضوئي عالي الطاقة إلى جزء من العين لمنع تراكم السوائل بداخلها والمحافظة على ضغط العين بصورته الطبيعية. 

يتضمن العلاج بالليزر نوعان رئيسيان وهما:

  • رأب التربيق: تجرى للمرضى المصابين بالمياه الزرقاء مفتوحة الزاوية حيث يستخدم الطبيب الليزر لجعل زاوية التصريف تعمل بشكل أفضل وبالتالي يتدفق السائل بشكل صحيح ويقل ضغط العين.
  • قطع القزحية: تجرى للمرضى المصابين بالزرق مغلق الزاوية حيث يستخدم الطبيب الليزر لعمل ثقب صغير في القزحية مما  يساعد على تدفق السوائل إلى زاوية التصريف.

الجراحة 

قد يوصى بإجراء الجراحة في حالات نادرة إذا لم يكن العلاج بقطرات العين أو الليزر فعالاً، وتسمى تلك الجراحة باسم قطع التربيق ويمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام.

قد لا يحتاج المريض إلى أخذ قطرات العين بعد الجراحة.

هل يمكن علاج المياه الزرقاء بشكل دائم؟

إن الضرر الناتج عن المياه الزرقاء ضرر دائم لا يمكن علاجه ولكن الطب والجراحة يساعدان في وقف المزيد من الأضرار.

اقرأ أيضا: ارتفاع ضغط الدم واعراضه واهم….7طرق للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم بدون ادوية

الوقاية من المياه الزرقاء 

يمكن الوقاية من المياه الزرقاء عن طريق:

  • عمل فحوصات بشكل مستمر على العين للكشف عن المرض في مراحله المبكرة.
  • ممارسة التمارين الرياضية لأنها تقلل من ضغط العين وبالتالي تقي من الإصابة. 
  • التعرف على التاريخ العائلي للإصابة بالمرض وبالتالي إجراء الفحوصات بشكل مستمر.
  • استخدام قطرات العين بشكل منتظم للتقليل من خطر تطور ضغط العين المرتفع إلى الغلوكوما.
  • ارتداء واقي العين للحماية من إصابات العين الخطيرة خصوصا عند استخدام بعض الأدوات الكهربائية.

References