الصداع

محتويات المقال

يعد الصداع أحد المشاكل الصحية الشائعة. يعاني منه الكثير من الناس من مختلف الأعمار في معظم الأحيان.

الصداع هو ألم يصيب أي منطقة في الرأس. يمكن أن يحدث الصداع على إحدى جانبي الرأس أو كليهما. يظهر الصداع أحيانًا على شكل ألم حاد، أو إحساس بالخفقان، أو وجع خفيف. قد يستمر الصداع من أقل من ساعة إلى عدة أيام.

هناك أنواع مختلفة من الصداع بأعراض مختلفة عن بعضها البعض التي تحدث لأسباب متفردة ومميزة لكل نوع من أنواع الصداع وتحتاج لعلاجات مختلفة. من الممكن أن يؤثر الصداع المتكرر أو الشديد على حياة الشخص. معرفة سبب الصداع يساعد الشخص على اتخاذ الإجراء المناسب.

العوامل التي تؤدي إلى الصداع

إجهاد: مثل التوتر، والاكتئاب، والقلق، وتعاطي الكحول، وتخطي وجبات الطعام، واضطرابات النوم، وتناول الكثير من الأدوية.
طبي: مثل الصداع النصفي، وارتفاع ضغط الدم، ونزلات البرد والحمى، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الحلق، والتهاب الأذن.
جسدي: مثل حدوث إصابات بالجسم.
بيئي: مثل التعرض لدخان التبغ بالطرق غير المباشرة، والروائح النفاذة للمواد الكيميائية والعطور المنزلية، والمواد المسببة للحساسية، وتغيرات الطقس.
عوامل جينية وراثية.

انواع الصداع

أصدرت جمعية الصداع الدولية عام 2013 تصنيفًا للصداع ليساعد في التشخيص والعلاج؛ حيث صنفت الصداع إلى ثلاثة أنواع معتمدًة على مصدر الألم وهم:

الصداع الأولي:

هو صداع ناتج عن مشاكل في مناطق الإحساس بالألم الموجودة في هياكل الرأس والرقبة، وقد يكون الصداع الأولي ناتجاً عن فرط نشاط في:

مناطق معينة من الدماغ.
الأوعية الدموية.
العضلات.
الأعصاب.
المواد الكيميائية الموجودة بالدماغ.

من أكثر أنواع الصداع الأولي شيوعًا الصداع العنقودي، والصداع التوتري، والصداع النصفي، وأنواع أخرى نادرة الحدوث.

الصداع الثانوي:

هو صداع يحدث كعرض لمرض أساسي أو حدوث إصابة مثل:

الحمل.
العدوى.
قصور في نشاط الغدة الدرقية.
سكتة دماغية.
ورم في المخ.

يشمل الصداع المرتد، وصداع ما بعد الصدمة، وصداع الرعد، وصداع الجيوب الأنفية، وغيرها.

الصداع عصبي المنشأ:

هو صداع ناتج عن التهاب في أحد أعصاب الجمجمة بالدماغ المتحكمة في عضلات الوجه والرقبة وتحمل الإشارات الحسية (الألم) من وإلى الوجه والرقبة.

انواع الصداع، واسبابه، واعراضه

صداع التوتر (Tension Headache)

يعتبر الصداع الأولي الأكثر شيوعًا بين البالغين والمراهقين. يكثر حدوثه بين النساء أكثر من الرجال. ينشأ الألم فيه بالتدريج في منتصف اليوم.

سبب صداع التوتر:

زيادة ضغط العضلات في الرقبة وفروة الرأس مثل الانحناء على الكمبيوتر لساعات أو تثبيت الهاتف بالكتف على الأذن.

اعراض صداع التوتر من الممكن أن يشعر الشخص ب:

وجود شريط ضاغط ضيق حول الرأس.
ألم خفيف ومستمر على جانبي الرأس.
انتشار الألم من وإلى الرقبة.

صداع التوتر ينقسم إلى نوعين هما:

عرضي عادًة ما تستمر نوباته ساعات قليلة؛ ولكن أحيانًا تستمر لعدة أيام.
مزمن عادًة ما يستمر لمدة 15 يوم أو أكثرشهريًا وتتكرر نوباته على الأقل كل ثلاثة أشهر.

الصداع النصفي (Migraine Headache)

ثاني أكثر أنواع الصداع الأولي شيوعًا؛ ويؤثر على حياة الشخص. تستمر نوبة الصداع النصفي من عدة ساعات وقد تصل إلى يومين أو ثلاثة أيام. يؤثر على البالغين والأطفال.

يؤثر الصداع النصفي على الجنسين بنسب متساوية في فترة ما قبل البلوغ؛ بينما يؤثر على النساء أكثر من الرجال في فترة ما بعد البلوغ. عادًة ما يحدث في أحد جانبي الرأس ومن الممكن أن ينتقل أثناء النوبات.

سبب الصداع النصفي:

سبب الصداع النصفي غير مفهوم تمامًا؛ ويرجع حدوثه إلى العوامل الوراثية والبيئية. هناك بعض مسببات الصداع النصفي مثل:

التغيرات الهرمونية عند النساء.
شرب الكحول والكافيين.
الإجهاد في العمل والمنزل.
اضطرابات وتغير النوم.
المجهود البدني الشديد ويتضمن النشاط الجنسي.
التغيرات المناخية.
الأدوية مثل موانع الحمل وموسعات الأوعية الدموية مثل النتروجليسرين.

اعراض الصداع النصفي:

الخفقان وزيادة النبض.
الدوخة.
اضطرابات حسية مثل تغيرات في الرؤية.
حساسية للصوت، والضوء، والروائح.
غثيان واحتمالية القئ.
اضطرابات وآلام بالمعدة.
فقدان الشهية.

عند إصابة الأطفال بالصداع النصفي فيظهر عليهم شحوب الوجه، والدوار، والحمى، وضعف الرؤية، واضطرابات بالجهاز الهضمي مثل القيء الذي يمكن أن يتكرر شهريًا.

يوجد أنواع عديدة من الصداع النصفي ومنها:

الصداع النصفي المزمن الذي يستمر 15 يومًا أو أكثر شهريًا

الصداع النصفي المفلوج الذي يؤثر على جانب واحد من الجسم تشبه الأعراض فيه السكتة الدماغية.

الصداع العنقودي (Cluster Headache)

يستمر الصداع العنقودي عادًة من 15 دقيقة إلى 3 ساعات؛ ويحدث من مرة إلى 8 مرات يوميًا. يستمر من 4 أسابيع إلى 12 أسبوع؛ وتحدث النوبات في نفس الوقت تقريبًا يوميًا. يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة به من النساء. يكثر حدوثه في الربيع والخريف.

اسباب الصداع العنقودي:

يعتقد الأطباء أنه ينتج من النوم غير المنتظم، والكحول، والتدخين، والتاريخ العائلي للمرض، وإذا تعرضت لإصابة بالرأس.

اعراض الصداع العنقودي:

شعور بحرقان شديد خلف أو حول العين.
احمرار ودموع بالعين.
ألم قصير الأمد ولكن شديد.
الجفن المتدلي.
انسداد أو سيلان الأنف.
تعرق الوجه.

الصداع المرتد (Rebound Headache)

يحدث الصداع المرتد يوميًا؛ ويكون أكثر سوءًا في الصباح. عادًة ما يتحسن بالأدوية المسكنة ويعود بعدما يفقد الدواء أثره.

سبب الصداع المرتد:

الإفراط في استخدام الأدوية التي تحتوي على المواد المخدرة مثل الكودايين والمورفين.

اعراض الصداع المرتد:

الأرق.
غثيان.
ألم في الرقبة.
احتقان الأنف.
اضطراب في النوم.
مشاكل في تذكر التفاصيل الهامة.

صداع الرعد (Thunderclap Headache)

يحدث فجأًة وبشدة وعادًة ما يوصفه الأشخاص بأسوأ صداع في الحياة. يصل الصداع أقصى شدته في أقل من دقيقة وتستمر لأكثر من خمس دقائق.

اسباب صداع الرعد:

تمزق الأوعية الدموية أو انسدادها.
إصابة بالرأس.
السكتة الدماغية النزفية من تمزق الأوعية الدموية في الدماغ.
السكتة الدماغية الإقفارية من انسداد وعاء دموي في الدماغ.
تضيق الأوعية الدموية المحيطة بالدماغ.
التهاب الأوعية الدموية.
تغير ضغط الدم في أواخر الحمل.

اعراض صداع الرعد:

تضخم الأوعية الدموية التي تحتوي على جلطات
التهاب سحائي.
سكتة نخامية.
نزيف في الدماغ.
جلطة دموية في الدماغ.

يجب على الأشخاص المصابين بصداع الرعد تلقي رعاية طبية على الفور؛ وعند الشعور بالصداع المفاجئ لكونه دلالة على مشاكل خطيرة في الأوعية الدموية بالدماغ.

صداع الجيوب الأنفية (Sinus Headache)

سببه: يحدث بسبب التهاب أو عدوى تجاويف الوجه التي تسمى بالجيوب الأنفية.

أعراضه:

ألم عميق مستمر في عظام الوجه والأنف.
احتقان الأنف وصعوبة شم الرائحة.
حمى وتورم الوجه.
وجود دموع بالعين.
ظهور المخاط من الأنف باللون الأصفر أو الأخضر على عكس اللون الصافي له في الصداع النصفي والعنقودي.

صداع الشق النصفي المستمر ( Hemicrania continua)

يعد صداعاً مزمناً ودائمًا يؤثر على نفس الجانب من الوجه والرأس.

سببه غير معروف.

أعراضه:

ألم يختلف في شدته.
احمرار العين وتدلي الجفن.
سيلان الأنف.
انقباض القزحية.
الاستجابة للأدوية مثل الإندوميثاسين.
الألم يصبح أسوأ مع تعاطي الكحول.
بعض أعراض الصداع النصفي مثل غثيان، وقئ، وحساسية للصوت والضوء.

صداع ما بعد الصدمة (Posttraumatic Headache)

سببه: يبدأ بعد يومين أو ثلاثة من إصابة الرأس.

أعراضه:

ألم خفيف يصبح أسوأ من حين لآخر.
دوار ودوخة.
مشاكل في الذاكرة والتركيز.
سرعة الانفعال.
سرعة الإرهاق.

يستمر لشهور قليلة ولكن إذا لم يتحسن خلال أسبوعين يجب استشارة الطبيب.

صداع التمارين (Exercise Headache)

سببه: عندما يصبح الجسم نشيطًا فإن عضلات الرأس والرقبة تحتاج المزيد من الدم وتمدد الأوعية الدموية لتمدها بالدم.

أعراضه: الشعور بالنبض على جانبي الرأس الذي يستمر من خمس دقائق إلى 48 ساعة.

الصداع الهرموني (Hormone Headache)

ينشأ من تغير مستوى الهرمونات أثناء الدورة الشهرية، والحمل، وسن اليأس.

صداع النوم (Hypnic Headache)

يجعل الشخص يستيقظ من نومه.

التشخيص

معظم أنواع الصداع لا تحتاج إلى فحوصات معينة لتشخيصها ولكن يقوم الطبيب ب:

أخذ تاريخ شامل للشخص بما فيه الأدوية المتناولة لأن انقطاع بعض الأدوية والأطعمة المفاجئ يسبب صداعًا متكررًا.
يصف المريض الألم وعدد مرات حدوثه لتحديد نوعه.
طلب بعض الفحوصات في بعض أنواع الصداع الشديدة لتساعده في معرفة نوع الصداع وعلاجه.
صورة دم كاملة لمعرفة إذا كان هناك عدوى أم لا.
أشعة سينية للجمجمة.
أشعة سينية للجيوب الأنفية لمعرفة ما إذا كان هناك التهاب في الجيوب الأنفية أم لا.
تصوير مقطعي وتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ في حالة الشك في حدوث صدمة أو جلطة دموية بالدماغ.

من المهم طلب النصيحة الطبية واستشارة الطبيب إذا كان الصداع:

شديداً.
دائماً.
يحدث بانتظام.
لا يتحسن باستخدام الأدوية.
يصاحب حدوثه أعراض أخرى مثل الارتباك، والحمى، والتغيرات الحسية، وتصلب الرقبة، والقئ، والنعاس، وعدم وضوح الكلام، وتشنجات، وضعف في الذراع أو الساق.

علاج الصداع

علاج الصداع يعتمد على نوع الصداع، وعدد مرات حدوثه، وسببه.

تعد الراحة والأدوية المسكنة للألم العلاج الأساسي للصداع.
مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDS).
أخذ الأدوية المسكنة للألم دون وصفة طبية (OTC) مثل الأسبرين، والإيبوبروفين، والأسيتامينوفين، ونابروكسين.

إذا لم يستجب الشخص لهذه الأدوية فهناك طرق أخرى للعلاج (تساعد في علاج صداع التوتر) مثل:

التدليك والعلاج البدني.
الارتجاع البيولوجي هو أسلوب استرخاء يساعد في التحكم في الألم.
التحكم في التوتر وتخفيفه.
المغنيسيوم تساعد حقن المغنيسيوم في الحد من الصداع النصفي ويمكن للأشخاص الذين يعانون من أنواع الصداع الأخرى تناول هذا المكمل أيضًا.
فيتامين ب 12: وتعرف بالريبوفلافين وله خصائص تقلل الصداع.

علاج الصداع العنقودي

تنفس تركيزات عالية من الأكسجين
أخذ حقن التريبتان.
مخدر موضعي في فتحة الأنف.
الكافيين.
أدوية قابضة للأوعية الدموية.
مانع قنوات الكالسيوم.
مضادات للالتهاب.

العلاج التكميلي والبديل

يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه ويشمل:

الوخز بالإبر هو علاج يقلل من التوتر عن طريق وضع إبر دقيقة على مناطق معينة من الجسم.
العلاج بالسلوك المعرفي هو نوع من العلاج بالكلام يساعد الشخص لمعرفة المواقف التي تجعله يشعر بالتوتر والقلق.
منتجات عشبية وتغذية صحية.
التأمل واليوجا.
التنويم المغناطيسي.

علاج الصداع بالمنزل

طرق عناية محددة من الممكن أن تساعد في منع الصداع وتخفيف الألم مثل:

استخدام كيس ثلج أو كيس دافئ على الرقبة أو الرأس مع تجنب درجات الحرارة المتطرفة وتجنب وضع الثلج مباشرًة على الجلد.
تجنب مثيرات التوتر واستخدام طرق صحية للتغلب على التوتر.
تناول وجبات منتظمة حيث يجب الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم.
أخذ قسط كاف من النوم والحفاظ على غرفة النوم باردة، ومظلمة، وهادئة.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حيث تعمل على زيادة إنتاج بعض المواد الكيميائية في الدماغ تجعل الشخص يشعر بالسعادة، والاسترخاء، وتقليل الاكتئاب، وتحسين الصحة العامة.
الكف عن تناول الكحول والتدخين.
شرب الكثير من الماء.
أخذ قسط من الراحة أثناء العمل.