in ,

التهاب المفاصل الروماتويدي ..الأعراض والعلاج

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي أو الروماتويد المفصلي (rheumatoid arthritis) من أشهر أنواع أمراض المناعة الذاتية التي تصيب مفاصل جسم الإنسان حيث يهاجم الجهاز المناعي -عن طريق الأجسام المضادة- الغشاء المبطن لمفاصل الجسم مسببا أضرارا مختلفة، ويتميز عن أنواع التهاب المفاصل الأخرى بإصابته غالبا لنفس المفاصل على الجانبين، فقد يصيب كلتا الركبتين، أو الكوعين، أو الرسغين في نفس الوقت وبنفس الشدة.

وعلى الرغم من أن التهاب المفاصل الروماتويدي يشتهر بآلام المفاصل إلا أنه قد يصيب أجهزة الجسم المختلفة مثل العينين، والقلب، والرئتين وغيرهم.

ويساعد التشخيص المبكر لالتهاب المفاصل الروماتويدي في بدء العلاج المناسب، وبالتالي تجنب الكثير من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة إهمال المرض أو التأخر في تشخيصه.(1،2)

اسباب التهاب المفاصل الروماتويدي 

ليس هناك سبب رئيسي معروف للإصابة بالروماتويد المفصلي، لكن هناك عوامل مختلفة تزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض ومن أهمها:

  • يزداد معدل الإصابة بالمرض بين النساء حيث وُجد أن معدل الإصابة في النساء قد يصل إلى ثلاثة أضعاف الإصابة بالمرض في الرجال.
  • العوامل الوراثية: حيث تزداد فرصة الإصابة في الأشخاص الذين يوجد في عائلاتهم تاريخ مرضي للإصابة بهذا المرض.
  • التدخين: أثبتت العديد من الدراسات ازدياد الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند المدخنين مقارنةً بغير المدخنين.
  • السمنة: ربطت بعض الدراسات وجود علاقة بين السمنة والتهاب المفاصل الروماتويدي. 

(2،3)

اعراض التهاب المفاصل الروماتويدي

التهاب المفاصل الروماتويدي

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المزمنة التي تشتد أعراضه في بعض الأوقات ثم يتخللها فترة من الراحة وعدم وجود أي أعراض.

وقد يصيب المرض أي مفصل من مفاصل الجسم، لكن غالبا تبدأ الإصابة في المفاصل الصغيرة لليدين والقدمين، وتكون الإصابة -في الأغلب- على الناحيتين بنفس الشدة، ومن أهم أعراض هذا المرض:

  • الألم: يكون ألم المفاصل شديدا في صورة خفقان، ويزداد في الصباح عند الاستيقاظ.
  • تيبس المفاصل: حيث يحدث تصلب في المفاصل وصعوبة في تحريكها، فعند إصابة مفاصل اليد يصبح المريض غير قادر على قبض يديه لفترة طويلة قد تزيد عن نصف ساعة، وبالأخص صباحا عند الاستيقاظ.
  • تورم المفاصل: نتيجة التهاب الغشاء المبطن للمفصل يبدأ المفصل في التورم، وقد يصاحبه سخونة في المفصل وألم شديد عند لمسه، وقد يترتب عليه ظهور كتل تحت الجلد بجوار تلك المفاصل.
  • أعراض عامة أخرى مثل:ارتفاع في درجة الحرارة، ونقص الوزن، وفقدان الشهية.
  • قد يصيب العين مسببًا جفاف العين.
  • قد يسبب ألما في الصدر نتيجة إصابة القلب والرئتين. (4)

مضاعفات الروماتويد المفصلي

على الرغم من أن مرض الروماتويد المفصلي يصيب بالأساس مفاصل الجسم إلا أن مضاعفاته قد تشمل أجهزة الجسم المختلفة بالإضافة إلى المفاصل والعظام، والتي تحدث في حالة إهمال العلاج أو عدم تشخيص المرض مبكرًا، ومن أهم تلك المضاعفات:

  • متلازمة النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome): وهي متلازمة شائعة في مرضى الروماتويد نتيجة حدوث ضغط على العصب المتوسط (median nerve)في منطقة الرسغ، مما يترتب عليه تنميل، وخدر اليد.
  • التهاب الرئتين والغشاء البلوري مما قد يؤدي إلى تليف الرئتين، والشعور بضيق في التنفس، والكحة المستمرة.
  • التهاب غشاء التامور المحيط بعضلة القلب مما قد يؤدي إلى ألم شديد بالصدر يشبه ألم الذبحة الصدرية.
  • التهاب أغشية العين مما قد يترتب عليه احمرار أو ألم بالعينين، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى متلازمة شوغرن والتي قد يترتب عليها جفاف العين.
  • تدمير المفاصل وحدوث تشوهات فيها بالإضافة إلى تدمير الأوتار والعظام المحيطة بالمفاصل مما يجعل المفصل غير قادر على الحركة الطبيعية. (5)

تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي

يحتاج تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي إلى الذهاب إلى الطبيب المختص حيث يقوم بالفحص الإكلينيكي وبعض الفحوصات التي تساعده في التوصل إلى تشخيص مرض الروماتويد المفصلي، حيث أنه لا يوجد فحص واحد للتأكيد على الإصابة بهذا المرض، وتتضمن الفحوصات عمل أشعة عادية وفي بعض الأحيان رنين مغناطيسي على المفصل المصاب.

كما يتطلب عمل بعض فحوصات الدم مثل:

  • سرعة الترسيب (ESR): والتي ترتفع في حالة الالتهابات بصفة عامة.
  • اختبار البروتين المتفاعل سي (CRP): والذي يزيد في الالتهابات بصفة عامة.
  • عامل الروماتويد (RF): والذي يكون مرتفعا في حوالي 60-80% من حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، لكنه قد يكون إيجابيا في بعض الحالات الأخرى من التهاب المفاصل بالإضافة إلى أن نسبة قليلة من الأشخاص الذين لا يعانون من الروماتويد المفصلي قد يكون معامل الروماتويد لديهم إيجابيا.
  • أضداد ببتيدات السيترولين الدورية (anti-CCP): إذا كان هذا التحليل إيجابيا فهو يعتبر مؤشرًا قويًا للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، لكنها قد ترتفع في بعض الأمراض الأخرى مثل مرض الذئبة.
  • فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA): يكون هذا الفحص إيجابيًا في مرضى الروماتويد المفصلي، لكنه قد يكون إيجابيًا في بعض الأمراض الأخرى.

(2،6)

التهاب المفاصل الروماتويدي السلبي

وهو نوع يتميز بوجود أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، لكن تحاليل عامل الروماتويد وأضداد ببتيدات السيترولين الدورية تكون سلبية، وهذا يستدعي المتابعة مع الطبيب لاستبعاد الأمراض الأخرى التي تتشابه أعراضها مع هذا المرض مثل: النقرس، والالتهاب المفصلي العظمي، والتهاب المفاصل الصدفي.

كما يحتاج الطبيب للفحص الإكلينيكي المباشر، وعمل الأشعات للتأكد من تشخيص المريض من التهاب المفاصل الروماتويدي والبدء في العلاج المناسب.(7)

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

على الرغم من أنه ليس هناك علاج نهائي لمرض الروماتويد المفصلي لكن أصبح من الممكن في الآونة الأخيرة التحكم في أعراضه من خلال طرق متنوعة مثل الأدوية، والعلاجات المنزلية البديلة، والعادات الغذائية، والتمارين الرياضية، وفي حالات قليلة قد تتطلب التدخل الجراحي.

لا بد من استشارة الطبيب المختص لاختيار العلاج المناسب، حيث أن العلاج يختلف من مريض لآخر، وهناك أعراض جانبية لكل علاج لا بد من متابعتها تحت إشراف الطبيب، وهناك طرق كثيرة لتقليل الأعراض والمضاعفات والتحكم بها. ومن أهم الأدوية المستخدمة:

  • الأدوية المضادة للروماتويد المعدلة لسير المرض (DMARDs): ومن أشهرها دواء الميثوتريكسيت الذي يعمل على تقليل تأثير الأجسام المضادة لجهاز المناعة على المفاصل فيمنع حدوث الالتهاب وبالتالي يقلل من الأعراض والمضاعفات، وله  آثار جانبية مختلفة مثل: الصداع، وتساقط الشعر، والإسهال، واحتقان الحلق، وفقدان الشهية، لذلك لا بد من متابعة تناول العلاج مع الطبيب للتحكم في أعراضه الجانبية ومتابعتها بالفحوصات.
  • الأدوية البيولوجية: وهي أدوية حديثة قد تستخدم مع الأدوية المضادة للروماتويد أو بديلا لها في حال فشلها ومنها: إنفليكسيماب.
  • المسكنات: والتي تعمل على تقليل الألم والالتهابات، وتشمل:
  • أدوية الأسيتامينوفين مثل: الباراسيتامول.
  • مضادات الالتهابات مثل: الإيبوبروفين.
  • الستيرويدات مثل: بريدنيزولون.(8،9)

العلاجات المنزلية والغذاء

قد ينصح الطبيب المريض ببعض العلاجات المنزلية التي تساعد في تقليل أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وتحسين حياة المريض وذلك من خلال:

  • العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية: فهناك بعض التمارين التي تساعد في تقوية العضلات وتسهيل حركة المفاصل وقد يُنصح بالمتابعة مع مختص بالعلاج الطبيعي لضمان أفضل النتائج.
  • كمادات الثلج: تساعد كمادات الثلج في التخفيف من تيبس المفاصل، وتساعد في سهولة وسرعة تحريكها.
  • استخدام الأجهزة المساعدة مثل: الجبائر والدعامات للحفاظ على المفاصل في وضعية مريحة خصوصا أثناء العمل حيث تساعد تلك الأجهزة المريض على ممارسة أعماله اليومية دون الشعور بألم شديد.
  • الغذاء: ليس هناك علاقة مؤكدة بين نوعية الغذاء وتحسين أعراض الروماتويد، لكن بصفة عامة فإنه يُنصح عادة بالتوقف عن التدخين والتقليل من الوزن الزائد لآثارهما السلبية على المفاصل بصفة عامة، كما قد ينصح الطبيب المريض بتناول بعض الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل:
  1. أحماض دهنية أوميجا 3 والتي تتوفر في الأسماك.
  2. فيتامين أ وفيتامين ج: وهما يتوفران في الكثير من الخضروات والفواكه.(8،10)

دور الجراحة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

قد ينصح الطبيب المريض بالجراحة في بعض الحالات لمعالجة بعض المضاعفات مثل:

  • متلازمة النفق الرسغي.
  • إصلاح الأوتار المتضررة.
  • عمل منظار للمفصل لإزالة الأنسجة المتضررة من الالتهابات.
  • استبدال المفصل المتضرر بمفصل صناعي في بعض الحالات المتأخرة.(8)

التهاب المفاصل الروماتويدي والحمل

عند التخطيط للحمل فلابد من استشارة الطبيب المختص، فليس هناك مخاوف من تأثير المرض على الطفل في بطن الأم لكن الخطورة تكمن في تأثير الأدوية المستخدمة لعلاج الروماتويد المفصلي حيث قد يسبب بعضها أضرارا على الطفل، لذلك لابد من استشارة الطبيب حتى يتمكن من تعديل الأدوية واختيار الدواء المناسب لحالة الأم في حالة الحمل.

وفي معظم المرضى يحدث تحسن في أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي أثناء الحمل، لكن قد يحدث في بعض الحالات القليلة بعض المضاعفات، لذلك لابد من المتابعة الدقيقة مع الطبيب لضمان أفضل رعاية للأم والطفل معا. (11)

References

  1. https://www.webmd.com/rheumatoid-arthritis/default.htm
  2. https://www.cdc.gov/arthritis/basics/rheumatoid-arthritis.html
  3. https://www.healthline.com/health/rheumatoid-arthritis#causes
  4. https://www.nhs.uk/conditions/rheumatoid-arthritis/symptoms/
  5. https://www.nhs.uk/conditions/rheumatoid-arthritis/complications/
  6. https://www.nhs.uk/conditions/rheumatoid-arthritis/diagnosis/
  7. https://www.webmd.com/rheumatoid-arthritis/seronegative-for-rheumatoid-arthritis
  8. https://www.nhs.uk/conditions/rheumatoid-arthritis/treatment/
  9. https://www.healthline.com/health/rheumatoid-arthritis#medications
  10. https://www.cdc.gov/arthritis/basics/rheumatoid-arthritis.html
  11. https://www.webmd.com/rheumatoid-arthritis/family-planning-and-rheumatoid-arthritis

What do you think?

Written by د محمود خيري

بكالوريوس الطب والجراحة سنة ٢٠١٣. أخصائي جراحة الاورام.. ماجستير الجراحة العامة. حاصل على تدريب كتابة المحتوى الطبي من اكاديمية بداية، وحاصل على دورة في أساسيات البحث العلمي من مؤسسة NIH clinical center.

فرط نشاط الغدة الدرقية…تعرف عليه أعراضه ومضاعفاته وطرق علاجه

تعرف على الأمراض التي تسبب اختلال الغدة الدرقية