in

التغذية والقصور الكلوي المزمن

يعد مرض القصور الكلوي المزمن أو ما يعرف لدى البعض بالفشل الكلوي من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم، حيث أنه يصيب ما يقارب ١١-١٣% من سكان العالم، وتكمن خطورته في فقدان الكليتين قدرتهما على فلترة الدم، وتركيز البول، والتخلص من السموم المختلفة والمياه الزائدة، والمحافظة على نسب الشوارد الكهربية بشكل متوازن.

 يؤدي ذلك في النهاية إلى تراكم السموم المختلفة في الدم، وارتفاع ضغط وحموضة الدم، والذي ينتج عنه حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة معدلات الوفاة بين المرضى، لذا فإن التغذية والقصور الكلوي المزمن من الأمور التى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

التغذية والقصور الكلوي المزمن

اسباب حدوث مرض القصور الكلوي المزمن

تُظهر الدراسات أن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم هما أكثر مرضين يؤديان إلى حدوث القصور الكلوي المزمن، في حين أن أمراضا أخرى مثل التهابات الكلى، تكيسات الكلى، وجود حصوات الكلى التي قد تسبب انسداد مجرى البول، والإفراط في استخدام المسكنات تؤدي إلى حدوث القصور الكلوي المزمن بمعدلات أقل بين المرضى.

أهمية التغذية الصحيحة في مرضى القصور الكلوي المزمن

إن تغيير العادات الغذائية الخاطئة واتباع نظام غذائي صحي وفقا لتعليمات الطبيب المعالج من الأمور شديدة الأهمية، والتي تساعد في منع أو إبطاء معدل تطور المرض لمراحل متقدمة، ومن المعروف عن مرض القصور الكلوي المزمن أنه يتقدم في مراحله ببطء شديد، وبالتالي فإنه من الضروري أن يتعلم المريض كيفية اختيار طعامه بشكل سليم للحفاظ على كليتيه.

 يتم ذلك بمراعاة التغذية والقصور الكلوي المزمن بتناول السعرات الحرارية اللازمة، وكميات البروتين المناسبة، واستخدام أنواع صحية من الدهون غير المهدرجة، ومراعاة نسب الصوديوم والبوتاسيوم والفسفور في الطعام.

السعرات الحرارية اللازمة لمرضى القصور الكلوي المزمن

عادة ما يحصل المريض على القليل من السعرات الحرارية وذلك بسبب تغير مذاق الطعام لديه، وشعوره بالغثيان والقيء نتيجة تراكم السموم بالدم وعدم قدرة الكليتين على التخلص منها بشكل تام، مما يجعله يتناول كميات قليلة من الطعام، بالإضافة إلى استخدام كميات قليلة من البروتين الحيواني في الكثير من الأحيان، مما ينتج عنه فقدان كبير للوزن.

 وهنا يأتي دور الطبيب في تعليم المريض كيفية حساب سعراته من الأطعمة المختلفة للحفاظ على صحة جسده وعدم تعرضه للوهن. حيث أنه يجب على المريض أن يتناول ما يعادل ٢٥ – ٣٥ كيلو سعر حراري لكل كجم من وزن الجسم يوميا حسب حالة المريض وسنه ووزنه ونشاطه.

البروتين والقصور الكلوي المزمن

مما لا شك فيه أن البروتين من العناصر الغذائية الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث أنه مهم جدا لصحة العظام وبناء العضلات والجلد والأعضاء الداخلية والتئام الجروح ومحاربة الأمراض، ولكن أثناء عملية هضم البروتين يتم تكسيره في الجسم عن طريق الإنزيمات المختلفة إلى بعض العناصر الضارة التي يتم التخلص منها عن طريق الكليتين.

 لذا فإن تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني في مرضى القصور الكلوي المزمن قد يؤثر سلبا على صحة المريض، حيث أنه يمثل عبئا على الكليتين يفوق قدرتها على القيام بدورهما، مما يزيد من سرعة فقدان ما تبقى من وظائف الكليتين.

ولذلك يحدد الطبيب  كمية البروتين اللازمة للمريض ومصادرها، وكيفية تناولها، حيث تحتوي البروتينات الحيوانية على الكثير من العناصر الغذائية الهامة، ولكن لابد من تناولها بحسابات محددة حتى لا تتسبب في ارتفاع وظائف الكلى، وعادة ما يفضل تناول ما يعادل  0.3 – 0.8 جرام من البروتين لكل كجم من وزن الجسم يوميا، وقد يزيد قليلا في بعض الحالات مثل مرضى السكري، لتوفير حاجة المريض من السعرات الحرارية عوضا عن النشويات.

الدهون والقصور الكلوي المزمن

رغم أن تناول الدهون من الأمور الهامة لتوفير الطاقة اللازمة، وتخليق بعض الهرمونات بالجسم، وامتصاص بعض أنواع الفيتامينات، إلا أن الإفراط في تناولها خاصة الدهون المشبعة والمهدرجة من الأمور شديدة الخطورة، حيث أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين.

وتتوافر الدهون في الزبد والحليب كامل الدسم واللحوم الحمراء والزيوت النباتية، ويعد استخدام زيت الزيتون والذرة والكانولا أفضل من استخدام الدهون ذات المصادر الحيوانية في مرضى القصور الكلوي المزمن.

الصوديوم والقصور الكلوي المزمن

يتواجد الصوديوم في ملح الطعام والأطعمة واللحوم المصنعة والمعلبة، وتظهر خطورته في أنه يتسبب في احتباس الماء بالجسم، والذي يعد من المشكلات الأساسية في مرضى القصور الكلوي المزمن، حيث أنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة العبء على القلب والكليتين، وبالتالي فإن تناول ملعقة صغيرة أو أقل من ملح الطعام (أقل من ٥ جرامات) باليوم كاف جدا في مرضى القصور الكلوي، ويمكن الاستغناء عنه باستخدام قطرات قليلة من عصير الليمون أو التوابل الأخرى.

البوتاسيوم لمرضى القصور الكلوي

يتواجد البوتاسيوم بكميات كبيرة في العديد من الخضروات والفواكه، وهو من العناصر الضرورية لقيام القلب والعضلات بوظائفها بشكل سليم، إلا أن الارتفاع الشديد في نسبة البوتاسيوم بالدم قد يؤدي إلى توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ، وحيث أن التخلص من البوتاسيوم الزائد يتم عن طريق الكليتين، فبالتالي لابد من الحذر من تناول الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم بكميات كبيرة في مرضى القصور الكلوي.

هذا وتعد البطاطس والبروكلي والطماطم والموز والأفوكادو من الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية جدا من البوتاسيوم، في حين يحتوي التفاح والفراولة والملفوف على كميات قليلة، وبالتالي يمكن تناولها في مرضى القصور الكلوي.

الفسفور والقصور الكلوي المزمن

يتراكم الفسفور في الدم في مرضى القصور الكلوي، حيث أنه يتم التخلص منه عن طريق الكليتين في البول، ويؤدي ارتفاع نسب الفوسفور في الدم إلى سحب الكالسيوم من العظام وإضعافها، بخلاف حدوث حكة شديدة بالجلد ومشكلات أخرى بأنسجة الجسم المختلفة.

ويتواجد الفسفور بكثرة في منتجات الألبان واللحوم الحمراء وأسماك البحر والمكسرات والكولا وغيرها. لذلك يجب الحذر الشديد عند تناول هذه الأطعمة، واستخدام كميات قليلة منها، وفي بعض الأحيان قد يحتاج المريض لمنعها تماما، مع استخدام الأدوية التي تساعد على خفض نسبة الفسفور بالدم كأسيتات الكالسيوم وكاربونات الكالسيوم والسفيلامير.

الماء والقصور الكلوي المزمن

على غير المعتاد في أمراض كثيرة حيث ينصح فيها الأطباء بشرب المياه بكثرة، إلا أن ذلك لا ينطبق على مرضى القصور الكلوي في بعض مراحله المتقدمة، حيث أن شرب المياه والسوائل بشكل عام بكثرة يؤدي إلى تراكمها بالجسم وحدوث تورم حول العينين، تورم القدمين والساقين، تورم الذراعين والبطن. 

كيفية التغذية الصحية لمرضى القصور الكلوي

  • تناول الغذاء صحي منخفض الصوديوم.
  • تناول أطعمة طازجة والامتناع عن تناول الأطعمة المصنعة والمعلبة، أو التخلص من الملح الزائد بها عن طريق غسلها بالماء في حالة الاضطرار لذلك.
  • تحضير الطعام بالمنزل والبعد عن الأطعمة الجاهزة.
  • استخدام التوابل والأعشاب بدلا من ملح الطعام.
  • استخدام كميات صغيرة من البروتين، عادة ما يساوي حجم باطن اليد أو أقل.
  • الحفاظ على صحة القلب بتناول الأطعمة المشوية أو المسلوقة أو المخبوزة بدون دهون مع إزالة الدهون والجلد من اللحوم.
  • تناول الخضروات والفواكه الطازجة غير المحتوية على نسب عالية من البوتاسيوم.
  • خفض الوزن.
  • استخدام المكملات الغذائية لتعويض نقص العناصر الغذائية كالمعادن والفيتامينات حسب إرشادات الطبيب.

هل للرياضة دور في مرضى القصور الكلوي المزمن؟

تساعد ممارسة الرياضة في مساعدة مرضى القصور الكلوي على تحسين الحالة الصحية لهم، حيث أن تمارين المقاومة تقلل من الأثر الضار على العضلات نتيجة نقص تناول البروتين وتساعد على تقويتها، كما أن رياضة الأيروبكس تساعد على ضبط معدلات ضغط الدم والدهون في الدم.

References 

  1. https://www.niddk.nih.gov/health-information/kidney-disease/chronic-kidney-disease-ckd/eating-nutrition/nutrition-advanced-chronic-kidney-disease-adults
  2. https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fmed.2021.654250/full
  3. https://www.niddk.nih.gov/health-information/kidney-disease/chronic-kidney-disease-ckd/eating-nutrition
  4. https://medlineplus.gov/ency/article/002442.htm
  5. https://www.health.govt.nz/system/files/documents/topic_sheets/ckd-and-nutrition.pdf
  6. https://nutritionguide.pcrm.org/nutritionguide/view/Nutrition_Guide_for_Clinicians/1342033/all/Chronic_Kidney_Disease
  7. https://nephcure.org/livingwithkidneydisease/diet-and-nutrition/renal-diet/

What do you think?

فقر الدم

تكيسات المبايض