in

ارتشاح الأمعاء

تمتد الأمعاء من المعدة إلى الشرج وهي مسؤولة عن استقبال الطعام من المعدة ليتم تفكيكه وامتصاص عناصره المغذية لتدخل مجرى الدم. تتمتع الأمعاء باستقلالية تامة حيث أنها تعمل متفردة دون الحاجة للمخ لذلك أطلق عليها اسم “المخ الثاني” وذلك لاحتوائها على ملايين الخلايا العصبية حيث تتعدى وظيفتها حدود امتصاص الطعام لذلك يبحث العلماء العلاقة بين صحة الأمعاء وتأثيرها على الاضطرابات النفسية.

تعمل جدران الأمعاء على التحكم فيما يمر منها إلى الدم حيث تسمح الفجوات الصغيرة بها بمرور الماء والمواد الغذائية فقط ولا تسمح بمرور المواد الضارة مثل السموم والبكتيريا. لذلك اتساع مسامية الجدار المعوية يؤدي إلى خروج بعض المواد الضارة والسموم إلى الدم وهي ما تعرف بمتلازمة ارتشاح الأمعاء              (Leaky Gut Syndrome).

اقرأ أيضاً: التهاب الامعاء وأنواعها ومضاعفاتها.

أعراض ارتشاح الأمعاء

يصعب تشخيص مرض ارتشاح الأمعاء لأن أعراضه غير مباشرة ومشتركة مع أمراض أخرى كثيرة مثل: متلازمة القولون العصبي ( Irritable Bowel Syndrome )، ومرض كرون ( Crohn’s Disease )، وأمراض الكبد، والسكري، وتكيس المبايض لدى السيدات (Polycystic Ovary Syndrome)، وهناك بعض أنواع الحساسية وخاصةً حساسية الأطعمة. 

قد يتسبب ارتشاح الأمعاء في ظهور عدة أعراض تتشابه فيها مع أمراض أخرى وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • إسهال مزمن، أو إمساك، أو إحساس بالامتلاء.
  • إحساس بالتعب.
  • صداع.
  • عدم القدرة على التركيز، والاكتئاب، والقلق.
  • أمراض جلدية مثل: حبُّ الشباب، أو الطفح الجلدي، أو الحساسية ( Eczema ).
  • التهابات في أماكن كثيرة في الجسم.
  • آلام المفاصل.
  • ضعف المناعة وهو ما يترتب عليه الإصابة بالأمراض بشكل متكرر لعدم استطاعة الجسم مقاومةُ الأمراض.
  • النقص الغذائي.

أسباب متلازمة ارتشاح الأمعاء

يبقى السؤال قائماً هل ارتشاح الأمعاء سبب أم عرض لأمراض أخرى؟ ولا يزال العلماء يبحثون عن أسباب ارتشاح الأمعاء، ولقد استطاعوا الوصول إلى بعض الأسباب للإصابة بهذا المرض والتي أدت إلى اتساع مسامية الجدار المعوي مساهمةً في العديد من الأمراض، ومنها ما يلي:

  • عدم توازن بكتيريا الأمعاء ( Dysbiosis ): تحتوي الأمعاء على ملايين الخلايا البكتيريا منها المفيد لصحة الجهاز الهضمي والجسم كافة ومنها الضارة، واختلال التوازن بينهما يؤثر على مسامية جدار الأمعاء.
  • سوء التغذية: نقص عناصر هامة مثل فيتامين A، والزنك (Zn)، وفيتامين D يؤثر على صحة الأمعاء مع مرور الوقت. أيضا الإفراط في تناول السكر وخاصة الفركتوز، والأغذية المصنعة والتي تحتوي على المواد الحافظة ما يؤثر بدوره على مسامية الأمعاء.
  • حساسية بعض الاطعمة: الأطعمة التي تحتوي على مادة الجلوتين وهو نوع من البروتين موجود في القمح، والشعير، والشوفان ويؤدي إلى تحفيز الجهاز المناعي على تدمير بطانة الأمعاء.  
  • المسكنات غير الستيرويدية (NSAIDs): تناول المسكنات ومضادات الالتهاب بكثرة يساهم في زيادة الارتشاح المعوي. 
  • الضغط النفسي: التعرض للضغط النفسي لفترات طويلة يؤثر وبشدة على الجهاز الهضمي بشكل عام.
  • التدخين وتناول الكحوليات: ويؤثر سلباً على صحة الأمعاء.
  • هناك أمراض تؤثر بدورها على مسامية الأمعاء ومنها الأمراض المناعية مثل الذئبة (Lupus)، والسيلياك (Celiac Disease)، والإيدز (AIDS).
  •  أيضا مرضى السكري عرضة للإصابة بارتشاح الأمعاء، وكذلك مرضى السرطان وهذا لتعرضهم للعلاج الكيماوي والإشعاعي لفترات طويلة.

كيفية تشخيص ارتشاح الأمعاء

لا يوجد اختبار محدد لقياس مسامية الجدار المعوي ومع ذلك هناك عدة اختبارات أخرى قيد البحث عن طريق التجارب والأبحاث السريرية للبحث عن دليل على نفاذية الأمعاء لدى هؤلاء المرضى، وتشمل هذه التجارب:

  • تحليل البول: في هذا الاختبار يتم إعطاء المريض محلول به أنواع مختلفة من السكريات بجزيئات مختلفة أحجامها وبعضها لا يتم امتصاصه من الأمعاء. ثم يقوم المحللون بقياس مستويات السكر في البول لمعرفة أي منهم تم خروجه من جدار الامعاء.
  • تحليل الدم: في هذا الاختبار يقوم المحللون بالبحث عن الأجسام المضادة والسموم الداخلية للكشف عن تسلل بكتيريا الأمعاء.
  • تحليل الأنسجة (Tissue Biopsy): يعد هذا الاختبار أكثر توغلاً حيث يتم أخذ عينة من أنسجة الأمعاء ويتم فحصها باستخدام غرفة أوسينج. في هذا الاختبار يتم استخدام التيار الكهربائي وملاحظة انتقال الأيونات من خلال جدار الأمعاء حيث أن حركة الأيون تساوي حركة جزيء الماء من خلال الجدار.
  • المجهر البؤري(Confocal Endomicroscopy): وهو اختبار داخلي يتيح للطبيب فرصة النظر بعمق ودقة عالية لتحديد الفجوات في بطانة الأمعاء وذلك عن طريق حقن المريض بسائل تباين في الوريد.

علاج ارتشاح الأمعاء

العلاج الوحيد لمتلازمة ارتشاح الأمعاء يكمن في حل السبب الرئيسي لحدوث المرض لذلك ينصح المريض بإجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة للوصول للشفاء المرغوب. قد أثبتت بعض العلاجات لبعض الأمراض المرتبطة بنفاذية الأمعاء مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، ومرض السيلياك (Celiac Disease)، وأمراض أخرى فاعلية على ترميم جدار الأمعاء. من ناحية أخرى لم تثبت هذه العلاجات تحسناً كبيراً لهذه الأمراض أو عدم تكرار حدوثها بعد الشفاء منها. 

لذلك يواصل العلماء البحث للوصول إلى علاجات لتحسين الصحة العامة وسلامة بطانة الأمعاء، وقد لا يكون العلاج شافياً تماما ولكنه قادر على تخفيف أعراض الجهاز الهضمي كافة. تشمل العلاجات:

  • البروبيوتيك (Probiotic): قد تساعد البروبيوتيك على الحفاظ على صحة بطانة الأمعاء عن طريق منع فرط نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء وخاصة

      الأمعاء الدقيقة.

  • البريبيوتيك (Prebiotic): هي طعام البكتيريا النافعة في الأمعاء حتى تساعدها في حربها على البكتيريا الضارة ومنعها من التكاثر وهي عادةً ما تكون من الألياف النباتية.
  • تقليل تناول الدهون والسكريات: تشجع الدهون والسكريات نمو البكتيريا الضارة وتُنتِج مستحلبات غذائية مضرة قد تؤدي إلى التهاب الأمعاء.
  • اتباع حمية غذائية قليلة الفودماب (Low FODMAP Diet): حمية خاصة يستهدف بها مرضى القولون العصبي ومرضى الحساسية الغذائية وذلك بالامتناع عن تناول السكر الأحادي، والثنائي، والمتعدد، والقابل للتخمر، والسكر الكحولي، لصعوبة هضمها وامتصاصها مما يسبب إجهاداً للأمعاء.
  • التغذية المتوازنة: اتباع نظام غذائي متوازن مليء بالفيتامينات والمعادن لتقوية الجهاز الهضمي. أيضاً قد يساعد فيتامين D والحمض الأميني L-glutamine على تقوية بطانة الأمعاء وإعادة ترميمها.

اقرأ أيضا: أضرار السكر الأبيض وتأثيره على الصحة

الوقاية من الإصابة بارتشاح الأمعاء 

يمكن أن تؤدي التغييرات التالية في نمط الحياة إلى تغييرات وتحسن ملحوظ في عملية الهضم والصحة العامة، لذلك ينصح أجمع الناس من كانوا يعانون من ارتشاح الأمعاء أو من كانوا يريدون الحفاظ على صحة أمعائهم من أي أمراض اتباع التالي:

  • تناول طعام صحي مليء بالعناصر الغذائية الأساسية.
  • تناول أطعمة تحتوي على البروبيوتك والبريبيوتك لتقوية البكتيريا النافعة بالأمعاء.
  • التقليل من تناول الأطعمة المسببة للالتهاب مثل السكريات، واللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • الإقلاع عن العادات السيئة مثل التدخين وشرب الكحول.
  • أخذ قسط وافر من الراحة والنوم من 6-8 ساعات يوميا.
  • الحد من تناول المسكنات والمضادات الحيوية.

References

  1. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22724-leaky-gut-syndrome#
  2. https://www.medicalnewstoday.com/articles/326117#what-is-it
  3. https://www.medanta.org/patient-education-blog/11-signs-you-have-the-leaky-gut-and-how-to-heal-it/
  4. https://www.maxhealthcare.in/blogs/leaky-gut-syndrome-diet-causes-test-symptoms-treatment
  5. https://www.medicinenet.com/foods_to_avoid_if_you_have_leaky_gut_syndrome/article.htm

What do you think?

سرطان الدم الليمفاوي المزمن  Chronic lymphocytic leukemia

نزيف الأنف