in

أضرار الأجهزة الإلكترونية..وتأثيرها على سلوك أطفالنا

people, children, technology, friends and friendship concept - happy little girls with smartphones lying on floor at home

أطفالنا هم أغلى ما نملك في الحياة ومن أهم ما يشغل بال الآباء هو توفير بيئة صحية ونفسية سليمة لنمو أطفالهم.

ولكن يواجه الآباء الكثير من التحديات في طريق تربية أبنائهم وأهمها في هذه الأيام هي الأجهزة الإلكترونية فقد أثرت بشكل كبير في شخصية أطفالنا  وأصبحت سبباً في حدوث فجوة بين الآباء والأبناء.

ومع ظهور فيروس كورونا المستجد الذي أصاب العالم أجمع وتَوقُّف كثير من الأنشطة التي كان يمارسها الأطفال خارج المنزل فأصبح الأطفال يقضون معظم أوقاتهم أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية من هواتف ذكية، وكمبيوتر، وشاشات التلفاز فجعلت لكل طفل عالمه الخاص مما أثر عليه نفسياً وصحياً.

فهل نحن سعداء بالذكاء الذي يظهره الطفل أثناء التعامل مع الأجهزة الإلكترونية؟ هل نحن راضون عن إهدار أطفالنا للوقت أمامها؟ وهل فكرنا يوماً كم سيكلفنا هذا الوقت الذي يقضيه أبناؤنا أمام الشاشات من أضرار؟

أضرار الأجهزة الإلكترونية..وتأثيرها على سلوك أطفالنا

عدد الساعات المناسب للطفل أمام الأجهزة الإلكترونية

يعتمد تحديد عدد الساعات المناسب الذي يُمكن للطفل أن يقضيه أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية بشكل أساسي على عمر الطفل:

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين: يجب ألا يحصلوا على وقت أمام الشاشات على الإطلاق.
  •  من عامين لثلاثة أعوام: يمكن السماح لهم بمشاهدة البرامج عالية الجودة ذات القيمة التعليمية ويجب مشاهدتها مع الوالدين.
  •  من ثلاث إلى خمسة أعوام: يجب أن يقتصر وقت الأجهزة الإلكترونية على ساعة واحدة يومياً.
  •  أكبر من خمسة أعوام: يجب أن لا يزيد وقت التعرض للشاشات عن ساعتين يومياً.

ويجب التنبيه على ضرورة وجود رقابة من الوالدين وتحديد الوقت المناسب لكل مرحلة حتى لا يصل الأمر إلى شدة التعلق بهذه الأجهزة وإدمانها.

كيف يصل الطفل إلى إدمان الأجهزة الإلكترونية؟

يبدأ الطفل بالتعلق بالأجهزة الإلكترونية عندما يقضي عليها معظم أوقات فراغه وهنا تبدأ الدماغ بنقل مادة كيميائية تبعث على الشعور بالسعادة تسمى الدوبامين ويعتمد مبرمجو التطبيقات بتصميم تطبيقات الهاتف أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى بطريقة تجعل الطفل يعود مراراً وتكراراً للحصول على تعزيزات إيجابية تؤدي إلى إطلاق الدوبامين في العقل مما يجعله يشعر بالسعادة، فيتحول الأمر من قضاء وقت فراغ إلى إدمان لهذه الأجهزة.

وهناك بعض الأعراض قد تظهر على طفلك وهي بمثابة جرس إنذار يُعلمك بمدى تعلق طفلك بهذه الأجهزة وإدمانها وهي:

  • النوموفوبيا: وهى خوف الطفل من الذهاب إلى النوم بدون الهاتف أو الجهاز الخاص به.
  • فقدان السيطرة على السلوك: فيجد الطفل نفسه تلقائياً يذهب إلى شاشة الجهاز الإلكترونى دون السيطرة على أفعاله.
  • الشعور بالتهيج والقلق عند عدم ممارسة هذا السلوك.
  • الانتكاس: وهو الرجوع إلى هذه الأجهزة مرة أخرى وقضاء وقت طويل أمامها بعد فترات من الإبطال.

اقرأ أيضاً: أضرار المشروبات الغازية

 أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال

 لنضع في الاعتبار أن الإفراط من الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية لأوقات طويلة دون رقابة من الأبوين سوف يؤدى حتماً إلى أضرار خطيرة  تلحق بالطفل وأهمها:

  • البدانة أو السمنة: كلما زادت فترة مشاهدة الطفل للشاشات سواء الهواتف، أو الكمبيوتر، أو التلفاز كلما زاد خطر إصابته بالسمنة وخاصة إذا تواجدت هذه الأجهزة في غرفة النوم، هذا السلوك يمكن أن يزيد من شهية الطفل للوجبات السريعة التي يتم الترويج لها في الإعلانات وكذلك الإفراط في تناول الطعام أثناء المشاهدة.
  • النوم غير المنتظم: كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الشاشات كلما زاد احتمال تعرضهم لمشاكل في النوم أو أن يكون لديهم جدول غير منتظم مما يؤدي إلى الإرهاق المستمر.
  • المشاكل السلوكية: تظهر هذه المشكلة عند طلاب المرحلة الابتدائية فهم الأكثر عرضة للإصابة بمشكلات اجتماعية وتشتت الانتباه وخاصة مع كثرة التعرض لألعاب الفيديو.
  • ضعف الأداء الأكاديمي: يميل الطلاب الذين يتعرضون لشاشات الأجهزة الإلكترونية باستمرار إلى أداء ضعيف وسيء في الاختبارات الدراسية مقارنة بغيرهم ممن ليس لديهم هذه الأجهزة.
  • العنف: كثرة التعرض للأجهزة و ألعاب العنف التي يقوم الأطفال إما بتحميلها أو مشاهدتها من خلال التلفاز من كرتون يحتوي على العنف ينتج عنها قبول الأطفال لسلوك العنف كطريقة طبيعية لحل المشكلات.  
  • الميل إلى العزلة والجلوس مع هذه الشاشات لأطول فترة ممكنة.
  • قلة النشاط الإبداعي لدى الطفل.
  • قصر النظر نتيجة لفرط التركيز المزمن لأن الأطفال بطبيعتهم يضعون الأجهزة الإلكترونية بالقرب من وجوههم أكثر من البالغين.
  • ضعف اللغة وتأخر الكلام وذلك بسبب الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات دون تواصل أو تفاعل مع الآخرين.
  • الصداع.
  • الخمول.

كما أشار الباحثون إلى دراسة وجدت أن الأطفال الذين يقضون أكثر من 35 ساعة في الأسبوع أمام الأجهزة الإلكترونية يواجهون خطراً أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية مقارنةً بأولئك الذين يقضون أقل من 16 ساعة في الأسبوع. 

من هم الأكثر عرضة لخطر الأجهزة الإلكترونية؟

يبدأ التعلق بهذه الاجهزة منذ مرحلة الطفولة المبكرة ويزيد مع الوقت حتى يبلغ ذروته في مرحلة المراهقة ثم ينخفض تدريجياً.

ومما اتفق عليه الباحثون هو حقيقة أن المراهقين هم الفئة الأكثر عرضة لإظهار أعراض شبيهة بالإدمان باستخدام هواتفهم الذكية أكثر من الفئات العمرية الأخرى مما يعرضهم لمخاطر كبيرة كما ذكرنا سابقاً.

اقرأ أيضاً: التوحد عند الأطفال …أعراضه وأسبابه وطرق علاجه المختلفة

ما هي الحلول للتغلب على خطر الأجهزة الإلكترونية؟

يجب إنشاء قواعد منزلية جديدة وإجراء تغييرات في روتين طفلك حتى يُمكن الحد من الوقت الذي يقضيه أمام شاشات الهواتف الذكية، أو الكمبيوتر، أو التلفاز والتغلب على الأضرار التي تنتج عنها وفيما يلي أهم هذه القواعد:

  • كن أنت قدوة إيجابية لطفلك: الطفل مثل الإسفنج يتأثر كثيراً بمن حوله ويمتص أفعال والديه، ويمشي على خطاهم، فعلى الآباء أن يكونوا قدوة إيجابية لأبنائهم فكيف لهم أن يأمروا أبناءهم بتقليل وقت الأجهزة وهم أنفسهم يقضون معظم أوقاتهم عليها! فيجب على الآباء أولاً عدم الجلوس أمام الشاشات طويلاً وإن كان جلوسهم بسبب ظروف العمل فعليهم شرح ذلك السبب لأبنائهم.
  • وضع برنامج دقيق ومنظم للأطفال يتعلق بساعات وأوقات استخدامهم للأجهزة الإلكترونية بحيث لا يؤثر ذلك على الأنشطة الأخرى وأثناء وضع ذلك البرنامج يجب إشراك الطفل والتحدث معه لبيان خطر الإفراط من استخدام هذه الأجهزة.
  • خطط لما يراه طفلك وحاول أن تبحث له عن مقاطع فيديو أو برامج عالية الجودة ومفيدة.
  • استخدام إعدادات الرقابة الأبوية على الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الذكية حتى يتم معاينة ألعاب الفيديو وتطبيقات الهاتف قبل السماح باللعب بها.
  • عدم وضع أجهزة التلفاز، أو الكمبيوتر، أو الهواتف الذكية في غرفة النوم ووضعها في منطقة مشتركة في المنزل حتى يستطيع الآباء مراقبة أبنائهم.
  • عدم السماح للأطفال بالأكل أمام الشاشات حتى لا نُزيد من الوقت المسموح به، كما أن هذه العادة تشجع على المضغ الطائش للطعام مما يؤدي إلى زيادة وزن الطفل.
  • يجب أن يجلس الطفل على مسافة بعيدة من شاشات الأجهزة الإلكترونية حتى لا يصاب بقصر النظر.
  • حاول أن تشارك طفلك وقته أمام الشاشات ومناقشته فيما يشاهده حتى تساعده على التفاعل وعدم العزلة، فإذا شاهدت معه مثلاً مشهداً أو لعبة تدعو للعنف فلتتحدث معه عن خطر العنف وأنه ليس طريقاً جيداً لحل المشاكل.
  • التشجيع على قراءة الكتب المفيدة وعمل أنشطة ممتعة للطفل مثل الرسم وغيره من الأنشطة الإبداعية.
  • الخروج إلى المتنزهات وتقليل وقت الجلوس بالمنزل بقدر الإمكان حتى لا يلجأ الطفل إلى هذه الأجهزة لقضاء وقت فراغه.
  • ممارسة الرياضة: من الأفضل تشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة وشرح فوائدها وبيان أنها نشاط أساسي للحصول على جسم صحي ونمو سليم.

قد يكون من الصعب إقناع الطفل بهذه القواعد وقد يبذل الآباء جهداً كبيراً لتحقيقها ولكن ليعلموا جيداً أن الأمر يستحق الجهد المبذول وسيأتي يوماً وتجني الأسرة ثمار ذلك الجهد وحينها سيشعر الجميع بالرضا عن النجاح الذي قاموا بتحقيقه معاً.

References

https://www.healthline.com/health-news/how-does-screen-time-affect-kids-brains

https://www.healthline.com/health-news/screen-time-children-language-skills

https://www.healthline.com/health/mental-health/cell-phone-addiction#whos-at-risk

https://www.webmd.com/baby/news/20190425/zero-screen-time-for-babies-who-says

https://teens.webmd.com/news/20171020/smartphones-screens-sabotaging-teens-sleep

https://newsnetwork.mayoclinic.org/discussion/children-and-screen-time-how-much-is-too-much

https://www.medscape.com/viewarticle/930654

https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/02739615.2021.1890078

https://jhidc.org/index.php/jhidc/article/view/250

What do you think?

Written by د مروة عبد المنعم

حاصلة على بكالوريوس طب الفم والأسنان جامعة القاهرة القصر العينى خريجة دفعة ٢٠٠٦. عملت أخصائية أسنان في أحد المستشفيات الحكومية بالإضافة إلى العمل بالعيادات الخاصة. مهتمة بمجال البحث والكتابة وحاصلة على كورس كتابة المحتوى الطبي من أكاديمية بداية.

فيتامين د

تعرف على فطريات القدم وأسبابها وطرق علاجها دوائيًا ومنزليًا